طوّر باحثون في الولايات المتحدة، اختباراً جديداً يمكنه اكتشاف سرطان المبيض، في مراحله المبكرة، بدقة تصل إلى 93 في المائة.
وأوضح الباحثون، أن الاختبار يستعين بقدرات الذكاء الاصطناعي، لتشخيص الإصابة بسرطان المبيض، وهو من بين أكثر أنواع السرطانات فتكاً بالإناث، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Gynecologic Oncology».
لأكثر من ثلاثة عقود، ظل اختبار التشخيص المبكر والدقيق للغاية لسرطان المبيض أمراً بعيد المنال، وفق الفريق. يأتي ذلك بسبب عدم التجانس الجزيئي بين المرضى من حيث العلامات المحددة للمرض في الدم؛ لذلك لم يكن من الممكن تحديد علامة بيولوجية تشخيصية عالمية واحدة لسرطان المبيض.
وغالباً ما يشار إلى سرطان المبيض بأنه القاتل الصامت؛ لأن المرض عادة ما يكون دون أعراض عند ظهوره لأول مرة، ولا يتم اكتشافه عادة إلا في مراحل لاحقة من التطور، عندما يكون من الصعب علاجه.
ويكتسب الاكتشاف المبكر للمرض أهمية خاصة لحياة المريضة؛ إذ يبلغ متوسط معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لمريضات سرطان المبيض في مرحلة متأخرة نحو 31 في المائة حتى بعد العلاج.
لكن في المقابل، إذا تم اكتشاف سرطان المبيض وعلاجه مبكراً، فإن متوسط معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يزيد على 90 في المائة.
ولتطوير الأخبار الجديدة، استعان الفريق بالتعلم الآلي، وهو أحد فروع الذكاء الاصطناعي، لتطوير نهج جديد لتشخيص سرطان المبيض في مراحله المبكرة، يعتمد على تحديد علامات جزيئية تنبؤية للمرض في الدم.
ووفق النتائج، بلغت دقة الاختبار 93 في المائة عند إجرائه على 564 امرأة من جورجيا، ونورث كارولينا، وفيلادلفيا وغرب كندا.
وكانت 431 من المشاركات في الدراسة مريضات نشطات بسرطان المبيض، في حين أن الـ133 امرأة المتبقية في الدراسة لم يكن لديهن سرطان المبيض.
يقول الباحث الرئيسي للدراسة بمركز أبحاث السرطان المتكامل، في معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، الدكتور جون ماكدونالد: «يركز النهج الجديد لتشخيص سرطان المبيض، على تحليل أنماط التمثيل الغذائي في دم المرأة، والتنبؤ بدقة باحتمالية إصابتها بسرطان المبيض».
وأضاف، أن «الاختبار يُعدّ أول تشخيص دقيق للغاية لسرطان المبيض، عبر تحليل أنماط التمثيل الغذائي في الدم، وهي مجموعة من التغيرات في مستويات المركبات الكيميائية يمكن أن تُستخدم لتقييم حالة الصحة العامة للفرد، ويمكن استخدامها أيضاً لتشخيص مجموعة متنوعة من الأمراض مثل السرطان.
وأشار ماكدونالد إلى أن «الفريق يستخدم حالياً الاختبار الجديد لإجراء فحص أولي لألف امرأة إضافية؛ لتأكيد فوائده السريرية مقارنة بالاختبارات الأخرى المتاحة حالياً لكشف المرض».
ويرى ماكدونالد، أن هذا النهج لتشخيص السرطان قد يكون قابلاً للتطبيق على جميع أنواع السرطان في المستقبل.