كان الحارس خالد عيسى نقطة الضوء الوحيدة في مشوار الإمارات بكأس آسيا لكرة القدم في قطر، والذي انتهى في دور الـ16 أمام طاجيكستان بركلات الترجيح، بينما تحمل المدرب البرتغالي باولو بينتو النصيب الأكبر من الانتقادات.
وتولى بينتو قيادة الإمارات قبل نحو 7 أشهر من انطلاق البطولة متعهداً ببناء فريق قوي، وكانت البداية مبشرة بالفوز في مباراتين بتصفيات كأس العالم وفي المباريات الودية باستثناء خسارة أمام عُمان قبل انطلاق كأس آسيا.
ولم يكن الأداء مقنعاً رغم النتائج الجيدة قبل السفر إلى قطر، لكن بينتو نال الثقة لخبرته في آسيا؛ حيث درب كوريا الجنوبية أربع سنوات، وعمل في الصين، فضلاً عن تدريب منتخب البرتغال.
ودخل البطولة بتشكيلة شابة تضم 14 لاعباً يشاركون لأول مرة في كأس آسيا، مع بعض عناصر الخبرة مثل الهداف التاريخي علي مبخوت، والحارس عيسى، والجناحين كايو كانيدو وفابيو ليما.
لكنه صدم الجميع بجلوس مبخوت، الذي كان ثاني أفضل هداف في تاريخ كأس آسيا بتسعة أهداف ثم تراجع للمركز الثالث خلف القطري المعز علي في هذه النسخة، على مقاعد البدلاء دون لعب في الفوز 3 - 1 على هونغ كونغ بالجولة الافتتاحية، وشهد تسجيل هدفين من ركلتي جزاء.
وبرر ذلك بمنح الثقة للمهاجم الصاعد سلطان عادل (19 عاماً) الذي سجل من ركلة جزاء، وتسبب بهدف آخر، ورغم الفوز قال المدرب البرتغالي إن مستوى الدفاع يقلقه.
لكن القلق زاد بعد المباراة الثانية أمام فلسطين، حيث غاب مبخوت أيضاً، ورغم تسجيل سلطان عادل احتاجت الإمارات إلى أداء بطولي من عيسى للخروج بالتعادل بـ10 لاعبين 1 - 1 بعد تصدي حارس العين لركلة جزاء وكثير من الفرص الخطيرة، ونال جائزة رجل المباراة.
وتعرضت الإمارات لضربة بإصابة سلطان عادل، وتوقع الجميع مشاركة مبخوت أمام إيران، لكن المهاجم المخضرم شاهد من المدرجات خسارة فريقه 2 - 1 أمام إيران التي ألغي لها 3 أهداف أخرى.
وبرر بينتو دائماً غياب مبخوت بأسباب فنية، لكن المبرر لم يكن مقنعاً في ظل غياب الفاعلية الهجومية، وعدم ترك ليما وكايو بصمات مؤثرة، كما أن مستوى الدفاع ظل متواضعاً.
وكانت الكفة تميل للإمارات منطقياً في مواجهة طاجيكستان التي تشارك لأول مرة في كأس آسيا، لكن بينتو كرر الأخطاء، وظهر فريقه بلا أنياب هجومية في ظل عدم وجود رأس حربة صريح، وخروج مبخوت من القائمة مجدداً، كما أن الدفاع كان مستباحاً، وأهدرت طاجيكستان الفوز بنتيجة كبيرة بفضل تألق عيسى.
واحتاجت الإمارات إلى هدف في الدقيقة 95 لخطف التعادل من ضربة ثابتة، ولم تكن محاولات الجناح يحيى الغساني مثمرة مع اعتماده على الحلول الفردية في معظم الأحيان.
ولم يحالف الحظ الإمارات وبينتو في ركلات الترجيح، لكن ساد شعور عام بين الجماهير ووسائل الإعلام بأن المنتخب لم يستحق التأهل بسبب مستواه الباهت منذ بداية البطولة، مع الإشادة فقط بمستوى عيسى الذي كان مرماه الأكثر استقبالاً للتسديدات على الأرجح بين كل منتخبات البطولة.
ورداً على سؤال حول افتقاد مبخوت أمام طاجيكستان قال بينتو: «الأمر الوحيد الذي أفتقده حالياً بناتي».
وتضاربت تعليقات بينتو بشأن مبخوت في الساعات الأخيرة مع التلميح بأن استبعاده لسبب انضباطي، أو لمعاناته من إصابة.
ولم يبد قلقاً على مستقبله، بل قال إنه سيوجه تركيزه إلى المباراتين المقبلتين بتصفيات كأس العالم 2026 بعد نحو شهرين.