الجيش العراقي يصد هجومًا لـ«داعش» في الرمادي بـ17 مركبة مفخخة و20 انتحاريًا

تزامن مع الاستعدادات لاقتحام الأنبار بعد تقلص عديد التنظيم

عائلة عراقية تصل إلى معبر {بزيز} هربا من تصاعد المعارك في الرمادي أمس (أ.ف.ب)
عائلة عراقية تصل إلى معبر {بزيز} هربا من تصاعد المعارك في الرمادي أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش العراقي يصد هجومًا لـ«داعش» في الرمادي بـ17 مركبة مفخخة و20 انتحاريًا

عائلة عراقية تصل إلى معبر {بزيز} هربا من تصاعد المعارك في الرمادي أمس (أ.ف.ب)
عائلة عراقية تصل إلى معبر {بزيز} هربا من تصاعد المعارك في الرمادي أمس (أ.ف.ب)

شن مسلحو «داعش» واحدًا من أعنف هجوماته في قطاع عمليات الأنبار، في محاولة منه لاستعادة جزء من هيبته التي مرّغتها «الانتصارات» الأخيرة التي حققتها القوات الأمنية في الرمادي ومصفاة بيجي.
وقال نائب قائد العمليات الخاصة التابع لجهاز مكافحة الإرهاب العميد عبد الأمير الخزرجي، إن «تنظيم داعش الإرهابي شن هجومًا عنيفًا بواسطة 17 مركبة مفخخة و20 انتحاريًا يرتدون أحزمة ناسفة»، مشيرًا إلى أن «هذه القوة الانتحارية حاولت استهداف قوات جهاز مكافحة الإرهاب في منطقة البوجليب شمال مدينة الرمادي».
وأضاف الخزرجي، أن «الهجوم تم التصدي له بمساندة طيران الجيش، وتكبد التنظيم خلاله خسائر مادية وبشرية كبيرة».
من جانبه، كشف قائد مقاتلي عشائر الأنبار غسان العيثاوي، وجود 3000 عنصر من «داعش» في كل المدن التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة الأنبار، في حين لفت إلى أن 40 في المائة من بين عناصره هم عرب وأجانب الجنسية.
وقال العيثاوي إن «معارك التطهير المستمرة في مدن محافظة الأنبار، وخصوصًا الرمادي والفلوجة والمناطق الغربية ساهمت بتقليص عدد عناصر التنظيم»، مبينًا أن «نسبة العرب والأجانب في خلاياه 40 في المائة أغلبهم من الشيشان والأفغان والقوقاز».
وأضاف العيثاوي، أن «التقلص الذي حصل في عناصر التنظيم جاء بعد مقتل المئات منهم خلال معارك التطهير التي دمرت معاقلهم ومخابئ الأسلحة والصواريخ التي كانوا يعتمدون عليها»، مشيرًا إلى أن «التنظيم في انهيار وتشتت بعد الضربات القاسية التي تلقاها في الرمادي والفلوجة ومحيط حديثة مع الضربات الجوية لطيران التحالف التي قطعت خطوط إمداده وتحركاته».
من جانب آخر، تقترب القوات الأمنية العراقية المشتركة، يومًا بعد آخر، من الوصول إلى مبنى المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي، من أجل الإعلان النهائي عن تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش، في حين تستمر القوات العراقية في زحفها المتواصل ونجاحها في استعادة مناطق حيوية واستراتيجية عند أطراف المدينة وفي داخلها.
وأكد مجلس قضاء الخالدية التابع لمحافظة الأنبار، أمس، أن القوات الأمنية على بعد 500 متر فقط لاقتحام مقر قيادة عمليات الأنبار شمال مدينة الرمادي وتطهيره، في حين أشار إلى مقتل العشرات من عناصر التنظيم خلال تقدم القوات الأمنية.
وقال رئيس المجلس المحلي لقضاء الخالدية علي داود، إن «القوات الأمنية تتقدم بشكل كبير في معارك تطهير المدينة، وإن المسافة التي تفصلهم الآن عن اقتحام وتطهير مقر قيادة عمليات الأنبار هي 500 متر فقط، بعد أن شرعت القوات في الهجوم على مسلحي (داعش) في مناطق عدة في المدينة وقرب مقر العمليات، ما أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي خلال المواجهات العنيفة في محيط مقر عمليات الأنبار».
وأضاف داود، أن «القطعات العسكرية والقتالية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر في تقدم مستمر في قواطع المسؤولية بمحاور الرمادي وتحديد القاطع الشمالي، وخلال الساعات القليلة المقبلة، سيتم تطهير مقر عمليات الأنبار الذي يعد البوابة الرئيسة لاقتحام مركز الرمادي وتحريرها من سطوة التنظيم».
وأشار داود إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من تطهير منطقة ألبو علي الجاسم شمال غربي مدينة الرمادي بالكامل من المسلحين، وإن القوات الأمنية تتقدم باتجاه تطهير مناطق أخرى وصولاً إلى مركز المدينة، بعد مقتل العشرات من مسلحي التنظيم، كما تمكنت القوات الأمنية من تطهير منطقتي مزرعة إحسان وجسر ألبو عساف غرب الرمادي، بعد الاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية تابعة للتنظيم الإرهابي، في حين أبطلت فرقة معالجة المتفجرات الكثير من العبوات الناسفة والمواد المتفجرة من دون وقوع أي إصابات في صفوف القوات الأمنية».
وأكد رئيس المجلس أن «تنظيم داعش تكبد خسائر فادحة بالعناصر والعجلات في تلك المعارك، مما جعل مسلحيه يختبئون ويسلكون طرقًا سرية للتحرك عبر حفر الخنادق ووضع السواتر الترابية حول مراكز تجمعهم».
يذكر أن محافظة الأنبار شهدت معارك عنيفة وسيطرة «داعش» على أغلب مدن المحافظة ومنها الرمادي والفلوجة والمناطق الغربية وسقوط المئات من «الشهداء» والجرحى بين عناصر الجيش والشرطة والمدنيين خلال المواجهات منذ أكثر من عام وتسعة أشهر.
في غضون ذلك، أرجع عضو «لجنة الأمن والدفاع البرلمانية» النائب حسن سالم سبب عدم تحرير مدينة الرمادي خلال العمليات العسكرية الحالية الآن بالسرعة المطلوبة إلى توجه القوات الأمنية لتحرير صلاح الدين والاقتراب من نينوى، مؤكدًا أنه عند الوصول إلى قضاء الشرقاط ستستأنف العمليات في الأنبار لإكمال تحرير جميع أراضيها.
وقال سالم، إن «الجهد العسكري حاليًا يتركز، بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، من أجل إكمال تحرير جميع مناطق محافظة صلاح الدين، منها بيجي والشرقاط، وتم حشد القطعات العسكرية وجميع صنوف القوات الأمنية المشاركة في عمليات (لبيك يا رسول الله) نحو بيجي، وبالفعل تم تحريرها بالكامل من عصابات (داعش) الإرهابية، والآن الاهتمام منصب لتحرير الشرقاط ومن ثم الدخول إلى مدينة الموصل وتحريرها من سيطرة التنظيم».
وأضاف أن «العمليات الآن ليست متوقفة بشكل نهائي في الأنبار، ولكن هناك عمليات نوعية تقوم بها القوات الأمنية لتحرير ما تبقى من الرمادي».
من جانب آخر، أفاد مصدر أمني في مكافحة الإرهاب، بأن طائرات سلاح الجو العراقي شنت ضربات استهدفت بها مواقع مهمة للتنظيم غرب الرمادي.
وقال إن «استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع قيادة القوه الجوية العراقية (خلية f16) دمرّت مراكز استخبارات وإعلام (داعش) في قضاء هيت غرب الأنبار».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «القصف أدى إلى قتل ثمانية وجرح آخرين من عناصر التنظيم وتدمير آليات وعجلات تابعة لمراكز المسلحين».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.