صدرت طبعتان جديدتان لرواية «وطأة اليقين» للروائي والشاعر الكردي السوري هوشنك أوسي، الأولى عن دار «الزمان»، والثانية عن دار «إضاءات» في مصر. وكانت الرواية قد صدرت في بيروت عام 2017، وهي من الروايات الحاصلة على جائزة «كتارا» لتلك السنة.
وهوشنك أوسي شاعر وروائي كردي سوري يكتب باللغتين العربية والكردية، وصدرت له حتى الآن خمسة أعمال روائية، وتسعة دواوين شعرية.
تدور أحداث «وطأة اليقين» عن الثورة السورية منذ انطلاقتها وحتى 2013، بطريقة غير غارقة في الأحداث والتفاصيل اليومية. لا يوجد فيها بطل مركزي، فكل شخصية من شخصيات الرواية يمكن اعتبارها بطلاً مركزياً. تجري أحداثها في رقعة جغرافية واسعة ومتنوعة: المغرب، سويسرا، أميركا، تونس، ليبيا، مصر، إسرائيل، سوريا، لبنان، تركيا، كردستان، العراق، وتنتهي في بلجيكا.
والشخصية الرئيسية مُعارض سوري «علوي» يساريّ، من عائلة متديّنة، قضى 15 سنة معتقَلاً. وبعد خروجه من السجن، اتجه نحو الكتابة، أُصيب بحالة يأس وإحباط شديد، نتيجة فشل عملية الإصلاح من الداخل، وتسمَّم المجتمع السوري بالفساد واستمراء الاستبداد. أعادت له الانتفاضةُ التونسية نبض الحياة والأمل، تفاعل مع هذه الثورات بوصفها ولادة جديدة له وللشعوب والأوطان والمجتمعات.
وازداد منسوب الأمل لديه حين اندلعت الثورة السورية. اعتُقل في «جمعة آزادي» (20/5/2011)؛ لأن المظاهرات السلميّة كانت تنطلق يوم الجمعة، وكل جمعة كان له اسم خاص بها. وقضى المُعارض تحت التعذيب، وقتله ضابط أمن؛ كان أحد أبناء قريته وزملائه في الدراسة الابتدائية. جرى استئصال أعضائه، وأرسلت عبر شبكات الاتجار بالأعضاء إلى أوروبا، وصلت هذه الأعضاء إلى بلجيكا، وجرى زرعها في أجساد ثلاثة أشخاص يعيشون في هذا البلد: كونغولي، وفتاة ألمانية تعمل في بنك، وشاب إيطالي يدرس في جامعة بروكسل الحرة. هذه الأعضاء تُحدِث تغيّرات في كيمياء الأشخاص الثلاثة، لجهة الاهتمامات والأمزجة والمواهب، بحيث يميلون نحو الثقافة والأدب والفن، ومناصرة الثورة السورية ومتابعتها بشكل لصيق.




