بـ4 أصابع فقط رسمَ وألهمَ... ضيفُ «غوغل» قهَرَ التشوّه

أعماله تُوحي بالرهبة وتُجسّد التصميم والإرادة

لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»
لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»
TT

بـ4 أصابع فقط رسمَ وألهمَ... ضيفُ «غوغل» قهَرَ التشوّه

لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»
لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»

قد يجد معظمنا صعوبة في إنجاز عمل فنّي مُقنِع بكلتا اليدين المُكتملتَي الأصابع. إلا أنه شكّل إبهاراً مذهلاً لقدرته على الرسم بـ4 أصابع فقط؛ مُتصدّراً، لعظمة الإرادة وتميُّز العطاء، الحضورَ على صفحة محرّك البحث «غوغل»، الذي يُمنَح عادةً للشخصيات المُلهِمة، صاحبة التأثير الإنساني في مجرى التاريخ. فإنْ توجّهتم، الأربعاء، إلى الصفحة الرئيسية لمحرّك البحث الأشهر، قد تتساءلون مَن هو الرجل الظاهر في الصورة، وهو يصنع مناظر طبيعية جميلة مع فرشاة مثبتة في قدمه اليمنى. إنه الرسام الشهير لوي جوزيف سيزار دوكورنيه، المولود في 10 يناير (كانون الثاني) 1806 بمدينة ليل الفرنسية، مصاباً بداء «فوكوميليا»، ويعني «تفقم الأطراف»، وهي حالة خلقيّة نادرة تُسبّب تشوّهات في الذراعين والساقين. لم تكن لديه ذراعان أو ساق يُسرى، مما يعني أنه لم يتمكّن من المشي. كان على والده أن يحمله طوال طفولته، كما يشير «غوغل» في الوسم التوضيحي. مع ذلك، كانت لديه 4 أصابع قدم في قدمه اليمنى. وفي أحد الأيام، بعدما التقط قطعة فحم بتلك الأصابع، بدأ الرسم.

صورة ذاتية تُظهره وهو يرسم بقدمه (معرض فني)

تروي صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ التلميذ الفرنسي صقل حرفته وصار رساماً بارعاً. نتيجة لذلك، وبفضل الحكومة المحلية، أُرسل إلى باريس للدراسة تحت إشراف بعض أشهر الفنانين في المدينة. لفترة قصيرة، حصل على راتب خاص من الملك لويس الثامن عشر نفسه ليتمكن من مواصلة تدريبه. ورغم أنّ إعاقته منعته من التقدُّم إلى منحة جائزة روما، وهي مؤسّسة فرنسية عريقة للمنح الدراسية، حصل على عديد من الميداليات من صالون الفنّ المرموق. وفي عام 1840، رسم صورة بطول 11 قدماً لمريم المجدلية عند قدمي يسوع المسيح، التي اشترتها الحكومة الفرنسية. تبعت تلك اللوحة واحدة من أشهر أعماله: صورة ذاتية تُظهره وهو يرسم بقدمه. توفي لوي جوزيف سيزار دوكورنيه عام 1856، عن 50 عاماً، لكنّ أعماله التاريخية والدينية، فضلاً عن صوره الذاتية، لا تزال تُوحي بالرهبة إلى اليوم. ربما كان الإرث الأعظم الذي خلّفه هو الكيفية التي تحدّى بها الصعاب، وجسَّد من خلالها قوتَي التصميم والإرادة.


مقالات ذات صلة

مفترس من عصر الديناصورات ترك البحر وحكم المياه العذبة

يوميات الشرق «الموزاصور» العملاق عاش واصطاد في الأنهر (جامعة أوبسالا)

مفترس من عصر الديناصورات ترك البحر وحكم المياه العذبة

أحد المفترسات البحرية العملاقة التي جابت المحيطات في عصر الديناصورات ربما كانت تصطاد أيضاً في الأنهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الإيطالي ماركو في مساحته الفنّية ضمن «أسبوع مسك للفنون» (الشرق الأوسط)

الإيطالي ماركو كونتي يُحوّل رحلته الشخصية إلى فنّ بصري متحرّك بالرياض

ماركو يعتمد على الرياضيات الدقيقة والتأمّل البصري؛ إذ عمل على تحليل أسماء الله الحسنى من منظور هندسي ولغوي...

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق الرئيس نواف سلام مفتتحاً حديقة رفيق الحريري (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)

وضع حجر الأساس لـ«حديقة رفيق الحريري» على الواجهة البحرية

على مساحة 80 ألف متر مربعٍ ستُقام «حديقة رفيق الحريري» التي تُعدّ واحدة من أجمل الحدائق العامة في بيروت وأضخمها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جمانا الراشد مع النجمتين الفائزتين وهيلين هوني وشيفاني باندايا - مالهوترا (غيتي - بإذن المهرجان)

هند صبري وعليا بات تُتوَّجان في «البحر الأحمر» بجوائز «غولدن غلوب» العالمية

الجائزتان تُضيئان على إنجازات ألمع المواهب الإبداعية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق دليل يفكّ أسرار أقدم قارب اسكندنافي (المتحف الوطني الدنماركي)

بصمة إصبع تكشف سرّ زورق دنماركي عمره 2400 عام

ساعدت بصمة إصبع اكتُشفت على بقايا حطام قارب «هيورتسبرينغ» الدنماركي القديم في حلّ اللغز الذي طال أمده حول منشأ هذا الزورق الخشبي الاسكندنافي

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما أبرز علامات الإرهاق لدى مَن يسعون نحو الكمال دائماً؟

أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)
أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)
TT

ما أبرز علامات الإرهاق لدى مَن يسعون نحو الكمال دائماً؟

أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)
أي شخص قد يصاب بالإرهاق لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية (بيكسلز)

بعضنا يسعى دائماً لإنجاز كل شيء، وتولي معظم المهام التي تحتاج لتخطيط وتعب، وإنهاء كل شيء في الوقت المحدد دون طلب المساعدة.

ثم، في يوم من الأيام، قد يجلس هؤلاء ويقولون: «أنا مُرهق للغاية». وربما، عندما يكون جدولهم مزدحماً، يتوقفون عن الانخراط بالنشاطات، ويشعرون بتشوش ذهني، وتوتر غير عادي، وهذا هو الإرهاق الشديد، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما الإرهاق الشديد؟

الإرهاق الشديد هو عندما تُصاب بالإرهاق العاطفي، والعقلي، والجسدي، نتيجةً للضغط النفسي المُطوّل، والعمل المُفرط. غالباً ما يترافق مع فقدان عام للحافز، وشعور بالضيق، وسرعة الغضب، وحتى الانفصال عن الأشياء التي كانت تُسعدك.

تقول الدكتورة كورين لو من جامعة بنسلفانيا: «يحدث الإرهاق عندما نُرهَق باستمرار بما يفوق طاقتنا، ونعلم أننا لا نستطيع تلبية جميع متطلبات وقتنا. نتفاعل بآلية دفاعية تقريباً تتمثل في تخدير أنفسنا تجاه هذه الضغوط، والانسحاب من تجربة حياتنا. نشعر بالإرهاق، والاستنزاف، والانفصال».

ضغط السعي نحو الكمال

قد يُصاب أي شخص بالإرهاق، لكنه شائع بشكل خاص بين أصحاب النزعة الكمالية، والذين يسعون جاهدين لتحقيق الكمال. يضع الناجحون ضغطاً هائلاً على أنفسهم لإنجاز كل شيء.

توضح الدكتورة غيل سالتز، الأستاذة المشاركة في الطب النفسي بكلية طب وايل كورنيل: «لديهم بالتأكيد توقعات عالية لأنفسهم، ومع صعودهم، غالباً ما ينتابهم خوف من التوقف، أو التراجع، ورغبة جامحة في مواصلة التقدم مهما كلف الأمر».

وتضيف أنهم قد يشعرون بالحاجة إلى إبهار من حولهم، ويكنّون مخاوف عميقة من ارتكاب الأخطاء، أو الفشل. هذا الخوف الكامن قد يزيد من مستويات التوتر المزمن.

وتقول سالتز: «تماماً كالبطة على سطح البركة، قد يبدون هادئين، ومتماسكين وهم يطفون على السطح، لكنهم في الحقيقة يبذلون قصارى جهدهم للبقاء على قيد الحياة... قد يبذلون جهداً كبيراً لإخفاء مدى توترهم، أو حاجتهم للمساعدة».

علامات الإرهاق لدى ذوي الإنجازات العالية

كيف يبدو الإرهاق لدى شخص يبدو ظاهرياً أنه بخير، لكنه يعاني بشدة في أعماقه؟

- الشعور بالخدر، والإرهاق.

- الشعور وكأنك تعيش للعمل.

- التضحية بالاحتياجات الشخصية (النوم، الهوايات، العلاقات، الرياضة).

- صعوبة مواكبة قائمة مهام لا تنتهي.

- التصفح السلبي في أوقات الفراغ، لأنه لا يتطلب طاقة كبيرة.

- الخوف الشديد من الفشل، أو ارتكاب الأخطاء.

- زيادة النقد الذاتي (الحديث السلبي مع النفس، تدني احترام الذات).

- القلق بشأن التراجع عن النجاحات.

- التعلق المفرط بالوظيفة، أو الإنتاجية.

- الإفراط في الالتزامات حتى في ظل ضغط العمل.

- الشعور بمشكلات جسدية، مثل الصداع، وآلام الظهر، وآلام المعدة.

- صعوبة النوم.

- الشعور بالعصبية.

- الشعور بالسلبية، أو التشاؤم، أو الحزن، أو الاكتئاب.

تشرح لو: «بالنسبة للأشخاص ذوي الإنجازات العالية، بدلاً من أن يتجلى الإرهاق في عدم إنجاز شيء ما، ينتهي بنا الأمر إلى خذلان أنفسنا... نفعل ذلك بالتضحية بنومنا، وفرحنا، وقدرتنا على التواصل. عندما نركز بشدة على تلبية احتياجاتنا في حدود وقتنا المتاح، لا نستطيع أن نعيش الحياة، ولا نستمتع بها».

لذلك، يجب تذكير أنفسنا بأنه بغض النظر عن الإنجازات، أو الجوائز، فإن صحتنا النفسية هي الأهم. بدلاً من اعتبار الإرهاق وسام شرف، اعتبره إشارة تحذيرية تدعوك لتغيير الوضع الراهن، وإعطاء الأولوية لنفسك بالراحة، والدعم، والتوازن في حياتك.


دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يظهر في الحمض النووي للدببة القطبية

الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)
الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)
TT

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يظهر في الحمض النووي للدببة القطبية

الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)
الدراسة الأولى من نوعها تُثبت وجود صلة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الدببة القطبية في إحدى أسرع مناطق القطب الشمالي ارتفاعاً في درجات الحرارة تُظهر تغيرات واضحة في سلوك حمضها النووي، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

فحص الباحثون النشاط الجيني لدى الدببة القطبية في شمال شرقي وجنوب شرقي غرينلاند، وهما منطقتان تشهدان حالياً أنماطاً حرارية مختلفة تماماً عن المعدل التاريخي.

ووجد الفريق أن الدببة التي تعيش في بيئة الجليد البحري الأكثر دفئاً، وتجزؤاً في جنوب شرقي غرينلاند تتمتع بنشاط أعلى بشكل ملحوظ في «جيناتها القافزة»، وهي عناصر صغيرة متحركة في الجينوم قادرة على تغيير كيفية تفعيل وتعطيل جينات أخرى.

تركزت هذه التغيرات في جينات مرتبطة بالإجهاد الحراري، والتمثيل الغذائي، والشيخوخة، وارتبطت بشكل ثابت بأنماط درجات الحرارة في المنطقة.

وتُعدّ هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تُثبت وجود صلة ذات دلالة إحصائية بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير نشاط الحمض النووي في الثدييات البرية.

قالت الدكتورة أليس غودن، الباحثة الرئيسة في الدراسة من جامعة إيست أنجليا (UEA)، إن النتائج تُظهر وجود صلة ملموسة بين ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في نشاط جينات الدببة القطبية.

وأضافت: «بمقارنة الجينات النشطة لهذه الدببة ببيانات المناخ المحلية، وجدنا أن ارتفاع درجات الحرارة يُحفز على ما يبدو زيادةً ملحوظةً في نشاط الجينات القافزة ضمن الحمض النووي لدببة جنوب شرقي غرينلاند».

وتابعت: «باختصار، هذا يعني أن مجموعات الدببة المختلفة تشهد تغيرات في أجزاء مختلفة من حمضها النووي بمعدلات متفاوتة، ويبدو أن هذا النشاط مرتبط ببيئتها، والمناخ».

أصبحت جنوب شرقي غرينلاند واحدة من أكثر الموائل دفئاً، وأقلها استقراراً في نطاق الدببة القطبية. فالغطاء الجليدي البحري منخفض، وغير مستقر، وتتقلب درجات الحرارة فيها بشكل أكبر بكثير مما هي عليه في الشمال الشرقي، وتزداد عزلة الدببة بسبب انحسار الجليد.

يصف الباحثون هذه المجموعة بأنها تعيش في «ظروف قطبية مستقبلية»، مع أوجه تشابه مع ما يُتوقع أن تشهده معظم موائل الدببة القطبية بحلول منتصف القرن.

من المتوقع أن يكون هذا العام ثاني أو ثالث أحرّ عام في التاريخ، بينما حطّم عامي 2023 و2024 الأرقام القياسية العالمية لدرجات الحرارة. وقد ذكرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن العالم يمرّ الآن بأول فترة ثلاث سنوات تتجاوز فيها متوسطات درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ويشهد القطب الشمالي ارتفاعاً في درجات الحرارة أسرع بأربع مرات تقريباً من المتوسط ​​العالمي.

ومن المتوقع أن يختفي أكثر من ثلثي الدببة القطبية بحلول عام 2050، مع احتمال انقراضها التام بحلول نهاية القرن إذا استمرت الانبعاثات العالمية على مسارها الحالي.


معرض جدة للكتاب... صناعة نشر تتوسَّع وبرامج تُعيد رسم السوق

أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
TT

معرض جدة للكتاب... صناعة نشر تتوسَّع وبرامج تُعيد رسم السوق

أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

تعمل «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية على جملة من المبادرات والمشروعات الداعمة لقطاعات الأدب، والنشر، والترجمة، موضحةً أنها تدرس باستمرار الفجوات في السوق السعودية، وتبني برامج تعالج هذه الفجوات عبر مبادرات داعمة تهدف إلى النهوض بالصناعة والوصول بها إلى مستويات أعلى.

وأوضح المدير العام للإدارة العامة للنشر في «هيئة الأدب والنشر والترجمة»، المهندس بسام البسام، في حواره مع «الشرق الأوسط»، أنّ من أبرز أعمالها استحداث وظيفتين ثقافيتين جديدتين، هما «الوكيل الأدبي» و«الوكالة الأدبية»، لدعم حركة النشر وتطوير منظومة صناعة المحتوى في المملكة.

المدير العام للإدارة العامة للنشر في «هيئة الأدب والنشر والترجمة» بسام البسام (الشرق الأوسط)

تنظيمات جديدة

وعن تحديث الأنظمة، قال البسام إنّ ذلك يُشكّل جوهر عمل الهيئة بصفتها جهة مُنظِّمة ومشرِّعة للقطاعات الثلاثة، مشيراً إلى العمل على تطوير الأنظمة المساندة وعدد من السياسات التي تُمكّن الناشرين والمستفيدين من تطوير أعمالهم. ولفت إلى إطلاق مبادرة لتمكين دور النشر من بيع كتبها في عدد من منافذ البيع، من بينها «السوبر ماركت»، والصيدليات، وعدد من المحلات.

كما أشار إلى أنّ الهيئة عملت على سياسة لدعم المطابع في المملكة بالتعاون مع وزارة الصناعة، عبر تقديم تسهيلات صناعية متعدّدة للمطابع الموجودة داخل المخططات العمرانية أو المدن الصناعية.

جانب من ورشة عمل في المعرض تُقدّمها نجوى المطيري (الشرق الأوسط)

النشر الرقمي

وعن النشر الرقمي، أكّد البسام أنّ الهيئة خصّصت برنامجاً خاصاً لدعم هذا القطاع، من خلال تحويل مجموعة كبيرة من أعمال دور النشر السعودية إلى نسخ إلكترونية، ضمن إطار تطوير التشريعات والتنظيمات الخاصة بالقطاع. وشدَّد على أنّ هذه التحديثات، عند إقرارها، ستُحدث تغييراً جذرياً، وتُمكّن دُور النشر السعودية من تحويل أعمالها إلى صيغ رقمية وإلكترونية.

وتحدَّث عن المنصّات المُخصّصة للناشرين، موضحاً أنّ هذا المجال يُعدّ نشاطاً تجارياً لا تتدخّل فيه الهيئة بشكل مباشر بصفتها جهة منظِّمة، بل تتركه للمستثمر السعودي، مع العمل على تهيئة البيئة المناسبة، وتذليل العقبات، وتجهيز البنية التحتية اللازمة للانطلاق.

أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

الاستثمار في قطاع النشر

وتطرَّق البسام إلى واقع الاستثمار في قطاع النشر، فقال إنّ سلسلة القيمة الكاملة للقطاع مليئة بالفرص، سواء في مجالات التطوير أو الاستثمار. وأكّد نجاح الهيئة في استقطاب عدد من دور النشر العالمية والعربية الكبرى للعمل في السعودية، وإنتاج محتواها وتسجيله وطباعته داخل المملكة في مطابع محلّية، وهي تعمل بصورة مباشرة على تنويع الاستثمار وفتح آفاق جديدة للمستثمرين، مع التأكيد على أولوية المستثمر السعودي.

أما عن تقديرات سوق النشر، فأوضح أنّ الهيئة تعمل وفق الاستراتيجية الوطنية المنبثقة من «رؤية المملكة 2030»، التي تولي الثقافة اهتماماً خاصاً، وتهدف إلى رفع إسهام القطاعات الثقافية في الناتج القومي الوطني إلى 3 في المائة من الناتج الإجمالي، وهو ما ينعكس على البرامج التي تقدّمها الهيئة.

معرض جدة للكتاب مقصد للمهتمّين بالكتاب من داخل المملكة وخارجها (الشرق الأوسط)

برامج الدعم

وأشار البسام إلى إطلاق برامج لدعم المؤلّفين الجدد، وأخرى لدعم المطابع، إضافةً إلى برامج لدعم المترجمين، ومعتزلات كتابة تُقام لتهيئة الأجواء المناسبة للكتّاب لنثر إبداعاتهم.

كما لفت إلى استحداث مهنة «الوكيل الأدبي»، التي يتولّى فيها الوكيل إدارة الجوانب التجارية والقانونية للمؤلف، بما يتيح له التفرُّغ للكتابة الإبداعية.

الترجمة

وعن زيادة حضور الناشر السعودي في اللغات الأجنبية، أكّد أن الهيئة تشرف على برنامج «ترجم»، الذي انطلق عام 2021 ويواصل اليوم دورته الخامسة.

إحدى ورشات العمل التدريبية للكتابة الإبداعية (الشرق الأوسط)

وبيَّن البسام أنّ البرنامج أسهم في ترجمة أكثر من 4 آلاف كتاب من العربية وإليها، وهو رقم يفوق إجمالي ما تُرجم في العالم العربي خلال العقد الماضي.

وأضاف أن البرنامج يُقدّم منحاً للناشرين السعوديين لدعم حركة الترجمة، وتعزيز وصول المحتوى السعودي إلى أسواق جديدة حول العالم.

مشاركة دولية

وفي سياق المشاركة الدولية، أشار إلى وجود برنامج مُخصّص لدعم المشاركة في أبرز معارض الكتب العالمية، بمشاركة جهات حكومية وجمعيات أهلية وعدد من دور النشر السعودية، بهدف تبادل الخبرات، وعرض المنتجات الثقافية السعودية، والترويج لها دولياً، مع إتاحة بيعها من خلال جمعية النشر.

400 جناح توزَّعت في أرجاء المعرض (الشرق الأوسط)

وعن توسّع المعارض المحلّية، أوضح أنّ الهيئة نظَّمت عام 2023 معرضاً في المنطقة الشرقية، وفي مطلع هذا العام معرضاً في منطقة جازان، مؤكداً أنّ العمل جارٍ على دراسة المعطيات لتغطية مختلف مناطق المملكة بإطلاق مزيد من الفعاليات والمعارض.

ويأتي حديث البسام مع انطلاق فعاليات معرض جدة للكتاب 2025 في مركز «جدة سوبر دوم»، الذي تنظّمه «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحت شعار «جدة تقرأ»، بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُمثّل 24 دولة، توزّعت على 400 جناح.

ويُشكّل المعرض إحدى المنصّات الثقافية الكبرى في المملكة، ووجهةً للناشرين والمبدعين وصنّاع المعرفة، ومقصداً للمهتمين بالكتاب من داخل المملكة وخارجها.

معرض جدة للكتاب وجهة للناشرين والمبدعين وصنّاع المعرفة (الشرق الأوسط)

ويعكس معرض جدة، بخبراته المتراكمة، الطفرة النوعية التي تعيشها صناعة النشر في السعودية، والدعم المتواصل للكتّاب والناشرين في مختلف مسارات الكتابة. وتبرز هذه الملامح في عدد من أجنحته، لا سيّما أن هذه النسخة تتضمّن مبادرات جديدة تُوسّع حضور الأدب المحلّي، وتُقدّم برامج نوعية ترتقي بتجربة الزوّار.

وفي كلّ نسخة من معرض جدة، تقدّم الهيئة مجموعة من التحديثات والتطويرات التي تستقطب فئة أوسع من سكّان المدينة وزوّارها. وفي الموسم الحالي، أطلقت الهيئة برنامجاً خاصاً بالإنتاج المحلّي للأفلام، يقدّم عروضاً يومية لأفلام سعودية حظيت بتقدير فنّي وجماهيري، على المسرح الرئيسي، بدعم من برنامج «ضوء لدعم الأفلام» وبشراكة مع «هيئة الأفلام».

شهد هذا العام إطلاق برنامج خاص بالإنتاج المحلّي للأفلام (الشرق الأوسط)

وتسعى الهيئة، من خلال تنوّع برامجها التي تتجاوز 170 فعالية ثقافية، وتشمل الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات، والأمسيات الشعرية، إضافةً إلى ورشات عمل في مجالات متعدّدة، إلى استقطاب مختلف فئات المجتمع.

ويرى متخصّصون في الأدب أنّ هذا التنوّع يُشكّل عامل جذب مهماً يلبّي اهتمامات الباحثين عن المعرفة والأدب، لا سيّما الأطفال، عبر مساحات مُخصّصة تحاكي حاجاتهم القرائية.

ومن خصائص معرض جدة تنوّع الأطروحات والموضوعات، لتشمل مسارات متعدّدة، من الفلسفة و«كيف نقرأ الفلسفة اليوم»، إلى «الرياضة منصةً للتواصل الثقافي والإعلامي»، و«جسور التفاهم: كيف يصنع الفكر الإسلامي حواراً حضارياً عالمياً»، إلى جانب توظيف اللهجات المحلّية في الكتابة المعاصرة.

كما يتنوَّع برنامج ورشات العمل ليشمل مهارات الصحافة، وإدارة الأزمات الرقمية، وكتابة قصص الأطفال، وبناء العلامة الشخصية، وأثر القراءة المبكرة في التطور اللغوي والعقلي.

وفي المقابل، يواصل المعرض دعم المُبدع المحلّي عبر ركن المؤلف السعودي، الذي يحتضن عناوين للنشر الذاتي، ويتيح للأدباء عرض أعمالهم مباشرة أمام الجمهور.

كما توفّر منصّات توقيع الكتب فرصة للقاء الكتّاب والحصول على إصدارات موقّعة، إلى جانب قسم خاص بعوالم المانغا والأنمي، يضم مجسّمات ومقتنيات وكتباً نوعية تحتفي سنوياً بهذا الفنّ ومحبّيه.