قتل السعودي عبد المحسن الشارخ، المطلوب على القوائم الأمنية السعودية، ومنسّق «القاعدة» في إيران، وذلك في ضربة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة أميركا، في سوريا.
ويعد الشارخ، وكنيته «سنافي النصر»، أحد أهم ممولي تنظيم القاعدة في أفغانستان، حيث وصل إلى طهران في 2007، وتولى مسؤولية التنسيق واستقبال عناصر التنظيم السعوديين. والتحق الشارخ مع آخرين غادروا المناطق الأفغانية والإيرانية بجماعة النصرة في سوريا، وعيّن هناك أميرا على الساحل في اللاذقية.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن السعودي المكنى بـ«سنافي النصر»، واسمه الكامل عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، قتل في غارة في شمال غربي سوريا الخميس الماضي، حيث نصّب «سنافي النصر» خامس زعيم لـ«مجموعة خراسان»، خصوصا أنه عمل على تنظيم رحلات المجندين الجدد للسفر من باكستان إلى سوريا، عبر تركيا، ولعب دورًا مهمًا في تمويل الجماعة.
وقال أشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، في بيان أمس، إن «هذه العملية توجه ضربة قوية إلى خطط مجموعة خراسان لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها». وذكر كارتر أن «الولايات المتحدة لن تتوانى في حملتها لإضعاف وتدمير (القاعدة) وفلولها». فيما وصف البنتاغون «سنافي النصر» بأنه متطرف أسهم في تزويد «القاعدة» بالأموال والمقاتلين، وأنه خامس زعيم بارز لمجموعة خراسان يقتل خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن مقتل «سنافي النصر» الجمعة، موضحا أنه قتل في غارة على مدينة حلب. وفي 2014 صنفت وزارة الخزانة الأميركية «سنافي النصر» بأنه «إرهابي عالمي». ووردت أنباء خاطئة سابقا عن مقتله.
ويعد السعودي عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ، المكنى بـ«سنافي النصر»، المطلوب رقم 49 في قائمة الـ85. وقد التحق بجبهة النصرة في اللاذقية، بعد أن ظل موجودا في إيران لفترة طويلة، حيث كان الشارخ ملازما لزميله السعودي صالح القرعاوي، الذي سلم نفسه بعد إصابته بعاهة مستديمة، نتيجة انفجار قنبلة أثناء تحضيرها، حيث أصيب في عينه، وبترت إحدى رجليه. وكان الشارخ والقرعاوي يتنقلان بين إيران ووزيرستان، وعملا مع بعضهما بعضا داخل كتائب عبد الله عزام هناك.
وكانت السعودية أصدرت خمس قوائم للمطلوبين في قضايا الإرهاب، من بينها قائمتان احتوتا على أسماء مطلوبين سعوديين في الخارج، حيث أبلغت السلطات السعودية، في حينها، الشرطة الدولية (الإنتربول) بمعلومات المطلوبين في الخارج، وصورهم، وآخر مكان كانوا موجودين فيه، في إطار التعاون الأمني الذي تعمل به السعودية مع الدول الأخرى، في مكافحة الإرهاب، والقضاء عليه. وبحسب اعترافات مطلوبين، رافقوا الشارخ في إيران (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها)، فإن المطلوب عبد المحسن الشارخ (30 عاما) التحق بتنظيم القاعدة في السعودية وأفغانستان، وكان يقوم بأعمال لوجيستية خلال وجوده في السعودية، وضمنها إيواؤه للمطلوب عبد الله الرشود أحد المطلوبين على قائمتي الـ19 والـ26 (يُعتقد أنه قتل في العراق في 2004)، حيث غادر البلاد إلى البحرين في أبريل (نيسان) 2007. ومن ثم رصد آخر وجود له بإيران.
وذكر مرافقو «سنافي النصر» أن عبد المحسن الشارخ خطط لعمليات اختطاف وقتل، داخل السعودية، بالتنسيق مع زميله صالح القرعاوي، إبان وجودهما في البلاد، وقام بمساعدة قيادة التنظيم على تقديم الدعم المالي لهما، لا سيما أن السلطات السعودية رصدت اتصالات من الشارخ مع أشخاص قُبِض عليهم، يطلب منهم الشارخ تقديم الدعم المالي، بطرق غير مشروعة.
وأشاروا إلى أن الشارخ انتقل إلى من إيران إلى أفغانستان، للقتال هناك، وأصبح ضمن القيادات المقربة من أصحاب القرار في «القاعدة»، حيث غادر أفغانستان إلى سوريا، مرورا بإيران، والتحق بجماعة النصرة، وعُيّن هناك أميرا على الساحل في اللاذقية. وأضاف: «كان الشارخ يشارك في القتال مع جماعة النصرة، وتعرض إلى إصابة قوية، حيث تواترت أنباء عن مقتله، إلا أنه جرى علاجه هناك، وعاد مع التنظيم مرة أخرى، في أدوار إدارية وليست عسكرية، مما أدى إلى ملء فراغه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)».
وارتبط عبد المحسن الشارخ بعلاقة قوية مع أبو خالد السوري، وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة سابقا، وأحد رفاق أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي، وسفير أيمن الظواهري، وأبلغ أبو خالد السوري بأنه مهدد بالقتل، وذلك قبل شهر من اغتياله في عملية انتحارية بحلب، مطلع العام الحالي.
وارتبط عبد المحسن الشارخ بعلاقة قوية مع أبو خالد السوري، وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة سابقا، وأحد رفاق أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي، وسفير أيمن الظواهري، وأبلغ أبو خالد السوري بأنه مهدد بالقتل، وذلك قبل شهر من اغتياله في عملية انتحارية بحلب، مطلع العام الحالي. وأقر بأنه لاحظ أثناء وجوده في إيران أن الحكومة الإيرانية تتبنى الجماعات الدينية حتى لو اختلفت معها في المعتقد إلا أنها تتفق معها في الهدف كونها على علاقة جيدة مع أكراد تنظيم القاعدة الذي يمثله في إيران عدد كبير بينهم أكراد عراقيون قاتلوا في العراق وعادوا إلى إيران من المذهب السني وعلى ارتباط بزين السوري الموجود في طهران والذي يعمل على استقبال وتنسيق وصول الشباب القادمين من الخارج عبر إيران وربطهم بالتنظيم في وزيرستان باكستان.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى، في أغسطس (آب) الماضي، بالإجماع، القرار الذي تقدمت به بريطانيا لإدراج أسماء ستة قياديين متطرفين؛ منهم سعوديان أحدهما عبد المحسن الشارخ (سنافي النصر)، ومثلهما من الكويت، وأيضا من سوريا، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة، مما يؤدي إلى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر، خصوصا أن خمسة منهم يعملون تحت لواء جبهة النصرة، وأخرى تحت لواء تنظيم داعش.
مقتل «سنافي النصر» منسّق «القاعدة» في إيران ومنظم رحلاتها إلى سوريا
عيّن «أمير الساحل» في اللاذقية.. وقتل في غارة جوية بحلب
مقتل «سنافي النصر» منسّق «القاعدة» في إيران ومنظم رحلاتها إلى سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة