نصر الله يلتقي وفد الحوثي بمكان مجهول في بيروت ويبارك سفكهم للدماء

مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: أعضاؤه من المقيمين خارج اليمن

نصر الله يلتقي وفد الحوثي بمكان مجهول  في بيروت ويبارك سفكهم للدماء
TT

نصر الله يلتقي وفد الحوثي بمكان مجهول في بيروت ويبارك سفكهم للدماء

نصر الله يلتقي وفد الحوثي بمكان مجهول  في بيروت ويبارك سفكهم للدماء

زار وفد من جماعة الحوثي اليمنيّة، مدينة بيروت، خلال الأيام الأربعة الماضية، التقى خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وقدم التعازي لحزب الله بمقتل أحد أبرز قادته في سوريا حسن الحاج، المعروف باسم «أبو محمد الإقليم» السبت الماضي.
وقالت مصادر مواكبة للزيارة لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد ضم ثلاثة أشخاص، هم المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، ومساعده، ومسؤول في قناة «المسيرة» التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن الوفد غادر بيروت، وعاد أدراجه إلى مسقط.
وقالت المصادر إن الشخصيات الثلاث، «لا تقيم في اليمن، حيث يصعب خروجها من البلاد وتنقلها»، مشيرة إلى أن أعضاء الوفد «هم من الفريق المفاوض عن الجماعة في المفاوضات بين الأطراف اليمنية» التي تُعقد في سلطنة عمان.
وعقد وفد الجماعة خلال الأيام الماضية، لقاءً مطولاً مع الأمين العام لحزب الله. وهو لقاء لم يعلن عنه بالوسائل المعتادة، حيث جرت العادة أن يوزع حزب الله بيانا مع صورة للقاء الذي يتم عادة في أماكن مجهولة لدواع أمنية تتعلق بنصر الله، الذي لا يعرف له مكان إقامة منذ نحو 10 سنوات. فقد أعلن عن الزيارة المتحدث باسم الجماعة بحديثين إعلاميين مطولين، أحدهما لقناة «المنار» التابعة لحزب الله، والآخر لجريدة «السفير» المحلية اللبنانية.
وقال المتحدث باسم الحوثيين إن جماعته تلقت مباركة نصر الله للخطوات، التي تقوم بها ميدانيا وسياسيا، وأكد على استئناف مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية قبل نهاية الشهر الحالي وبرعاية المنظمة الدولية. وأشار إلى أن الورقة التي سيحملونها إلى جنيف تتضمن خطة النقاط السبع التي جرى التوصل إليها في مسقط.
وكان لافتًا أيضًا، مشاركة عبد السلام في تعاز أقامها حزب الله القيادي الحاج، حيث أدلى بموقف مقتضب في تصريح لقناة «المنار» السبت الماضي.
ومن المعروف أن حزب الله اللبناني، من أبرز المؤيدين لجماعة الحوثي في اليمن، وتنقل قناته الرسمية «المنار» الخطابات التلفزيونية لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، كما تنقل صورًا عن قناة «المسيرة» التي تفتتح مكتبًا تمثيليًا لها في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».