بعد 14 عامًا على الغزو الأميركي لأفغانستان.. السيطرة تعود لـ«طالبان»

من المحتمل أن تكون مؤثرة بقوة على نحو نصف البلاد

بعد 14 عامًا على الغزو الأميركي لأفغانستان.. السيطرة تعود لـ«طالبان»
TT

بعد 14 عامًا على الغزو الأميركي لأفغانستان.. السيطرة تعود لـ«طالبان»

بعد 14 عامًا على الغزو الأميركي لأفغانستان.. السيطرة تعود لـ«طالبان»

تبعًا لما يراه بيل روغيو، محرر «لونغ وور جورنال»، وهي إصدار ينشر عبر الإنترنت ويعنى بـ«طالبان»، فإن الحركة أصبح لها وجود قوي في أفغانستان. وأكد روغيو أن قرابة خمس البلاد يخضع لسيطرة «طالبان» أو تنافس هي للسيطرة عليه. إلا أنه استطرد بأنه تبعًا لما يفهمه عن الجماعة، فإنه «من المحتمل أن تكون مسيطرة أو مؤثرة بقوة على نحو نصف البلاد».
وتبعًا لروغيو، فإن المناطق «المتنازع عليها» هي تلك التي تسيطر الحكومة الأفغانية على قلبها، بينما تسيطر «طالبان» على مساحات واسعة خارج مركز المنطقة. وتعني «سيطرة» هنا أن «طالبان» تتولى إدارة المنطقة علانية. يذكر أن تحليلاً أجرته الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي كشف أن «طالبان» تسيطر حاليًا على مساحات من أفغانستان أكبر من أي لحظة أخرى منذ عام 2001.
والملاحظ أن سيطرة «طالبان» تقلبت على امتداد الأعوام الـ14 الماضية، حيث انهارت حكومة طالبان بعد الغزو الأميركي، لكنها استعادت السيطرة على كثير من المناطق بين عامي 2005 و2009، حسبما أوضح روغيو. وقد انسحبت طالبان من هذه المناطق في أعقاب الزيادة المؤقتة في أعداد الجنود الأميركيين في بداية عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، لكنها استعادت سيطرتها عليها منذ عام 2013.
ومنذ بدء تدخلها العسكري في أفغانستان في 2001، أرسلت الولايات المتحدة مئات الآلاف من الجنود، وأنفقت عشرات المليارات من الدولارات، وكرست رأسمالاً سياسيًا كبيرًا لحملتها، لكن النتيجة ليست محسومة. وإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أمس (الخميس)، إبطاء انسحاب القوات بعد 14 عامًا من حرب غير مثمرة، أشبه باستراتيجية جديدة لتجنب تحول التدخل في المستنقع الأفغاني إلى إخفاق كامل.
وبين إطلاق عملية «الحرية الدائمة» في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 ونهاية 2003، أرسلت الولايات المتحدة آلاف الرجال.
في 2009، بلغ عددهم نحو سبعين ألف شخص إلى جانب قوات الدول الأخرى المشاركة في قوة حلف شمال الأطلسي. وخلال السنة نفسها أعلن الرئيس أوباما عن «استراتيجية جديدة» تقضي بإرسال تعزيزات قوامها 30 ألف جندي. ووصل عدد القوات إلى ذروة بلغت مائة ألف رجل.
وضخت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات في هذه الحرب لإطاحة طالبان، تتوزع على التدخل العسكري وإعادة الإعمار والمساعدات التنموية. والتكلفة الدقيقة والشاملة لعملية التدخل هذه ليست معروفة، لكن بعض الأرقام تعطي فكرة عن المبالغ الهائلة التي دفعت. ففي تقرير للكونغرس حول أفغانستان «ما بعد طالبان» بتاريخ 17 أغسطس (آب) 2015 كتب أنه حتى نهاية 2014 «قدمت الولايات المتحدة نحو مائة مليار دولار منذ سقوط طالبان، بينها 60 في المائة خصصت لتجهيز وتدريب القوات الأفغانية». وفي 2015 بلغت المساعدة 5.7 مليارات، حسب التقرير نفسه.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.