وسط حالة من النشوة بالفوز المثير الذي حققه مانشستر يونايتد على أستون فيلا 3-2 الثلاثاء، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، كان هناك من يجلس بهدوء في مدرجات استاد أولد ترافورد لمتابعة ما يحدث.
وربما لم يتعرف أغلب الحضور في الاستاد لمتابعة المباراة على ديف بريلسفورد، لكنه سيصبح شخصية مألوفة على الأرجح في الأشهر المقبلة.
ورغم أن صفقة استحواذ الملياردير البريطاني جيم راتكليف مؤسس شركة إنيوس على حصة أقلية تبلغ 25 في المائة من نادي مانشستر يونايتد الذي نال لقب دوري إنجلترا 20 مرة، لن يتم توقيعها رسمياً قبل أوائل عام 2024، فلا شك في أن بريلسفورد عملاق رياضة الدراجات السابق في بريطانيا بدأ التخطيط لما هو بحاجة إلى تغيير في النادي الذي يعيش تراجعاً مستمراً منذ اعتزال مدربه السابق أليكس فيرغسون.
وربما يتساءل المشجعون عن سبب إسناد أحد أكبر التحديات في عالم كرة القدم إلى بريلسفورد، الذي شكل العقل المخطط خلف تحول بريطانيا إلى قوة بارزة في رياضة الدراجات وفوز فريق إنيوس غريناديرز (سكاي سابقاً) بعدة ألقاب كبرى في سباقات الدراجات.
ففي النهاية، لا يحمل بريلسفورد (59 عاماً)، الذي عينه راتكليف مديراً لشؤون الرياضة في إنيوس، خبرة واضحة في رياضة كرة القدم.
وبينما تولى بريلسفورد دوراً فنياً مع نادي نيس، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الفرنسي والمملوك لشركة إنيوس في محاولة لمواجهة سطوة باريس سان جيرمان، فإن تأثيره لم يظهر بعد على الفريق.
وكان راتكليف، المشجع لمانشستر يونايتد، الذي سيستحوذ على نسبة 25 في المائة من النادي مع استثمار 300 مليون دولار تمكنه من السيطرة على عمليات كرة القدم، متكتماً فيما يتعلق بأدوار كل شخص في ظل النظام الجديد.
لكن راتكليف يملك ثقة هائلة باهتمام بريلسفورد بالتفاصيل والنهج العلمي، وسيمنحه بلا شك الحرية التي يحتاجها لإعادة تدشين ثقافة الفوز في النادي.
وأكد دان أشورث مدير الكرة بنادي نيوكاسل أنه ليس لديه أي شك في قدرات بريلسفورد.
وقال أشورث بعد أن استدعى بريلسفورد للتحدث إلى تشكيلة فريق نيوكاسل في الموسم الماضي: «أعرف السير ديف منذ أعوام، وقد عمل في رياضات مختلفة، وهو الأفضل بلا شك في عالم الرياضة فيما يتعلق بإرساء ثقافة الأداء العالي وتحويلها إلى ثقافة الفوز».
وكان بريلسفورد قد انضم إلى الاتحاد البريطاني للدراجات في عام 1998 وتولى منصب مدير الأداء في عام 2003.
وبعدها بعام واحد، ظهر دوره في حصول بريطانيا على ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد أثينا 2004.
لكن هذا كان مجرد تهيئة لما هو قادم بالنسبة له.
ففي أولمبياد 2008 و2012، تصدرت بريطانيا جدول ميداليات رياضة الدراجات حيث حصدت ثماني ميداليات ذهبية. ولعب بريلسفورد دوراً بارزاً في توفير الأجواء المطلوبة لنجوم أمثال كريس هوي وبرادلي ويجينز وفيكتوريا بندلتون، لفرض هيمنتهم في المنافسات.
وعندما ترأس بريلسفورد فريق سكاي لسباقات الدراجات على الطرق في عام 2009، الذي كان قد تم تشكيله حديثاً وقتها، وتعهد بأن يفوز متسابق دراجات بريطاني للمرة الأولى بلقب سباق فرنسا، سخر منه الكثيرون.
لكن ويجينز توج بالسباق الأبرز في رياضة الدراجات عام 2012 قبل أن يتوج كريس فروم أربع مرات في الأعوام الخمسة التالية، ليصبح سكاي الفريق الذي لا يقهر. وبشكل عام، كان بريلسفورد العقل المخطط وراء 12 لقباً للفريق في السباقات الكبرى للدراجات، رغم تراجع هيمنة الفريق في الأعوام الأخيرة.
ويبقى التساؤل الآن، هل من الممكن أن يصبح لبريلسفورد نفس التأثير في مانشستر يونايتد الذي تُوج لآخر مرة بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2013؟