كرة القدم الأوروبية على شفير «الصراع»

محكمة العدل ترفض أسلوب «الهيمنة»... وتمنح «الدوري الانشقاقي» جرعة حياة


محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ أكدت أن «فيفا» و«يويفا» انتهكا قانون الاتحاد الأوروبي للعبة (إ.ب.أ)
محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ أكدت أن «فيفا» و«يويفا» انتهكا قانون الاتحاد الأوروبي للعبة (إ.ب.أ)
TT

كرة القدم الأوروبية على شفير «الصراع»


محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ أكدت أن «فيفا» و«يويفا» انتهكا قانون الاتحاد الأوروبي للعبة (إ.ب.أ)
محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ أكدت أن «فيفا» و«يويفا» انتهكا قانون الاتحاد الأوروبي للعبة (إ.ب.أ)

أعاد قرار محكمة العدل الأوروبية، بشأن «الدوري السوبر الأوروبي»، الصراع بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «(يويفا) والشركة المروجة للدوري إلى نقطة الصفر، بعدما قضت الخميس بأن الإجراءات التي اتخذها «فيفا» ونظيره «يويفا» لعرقلة إنشاء الدوري الانشقاقي عن دوري أبطال أوروبا، تنتهك قانون الاتحاد الأوروبي للعبة.

في المقابل، رأى «يويفا» الذي أصيب بانتكاسة جراء استئناف المعركة حيال مستقبل كرة القدم الأوروبية، أنّ قرار المحكمة لا يعني تأييد إطلاق المسابقة الجديدة.

وأشارت محكمة العدل الأوروبية إلى أن «(قواعد فيفا ويويفا) التي تجعل أي مشروع جديد لكرة القدم بين الأندية يخضع لموافقتهما المسبّقة، مثل الدوري السوبر، وتمنع الأندية واللاعبين من اللعب في تلك المسابقات، غير قانونية».

تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني في مؤتمر صحافي عقب صدور القرار (رويترز)

وشدد ملخص الحكم على أنه لا يعني بالضرورة أنه يجب الترخيص لمشروع الدوري السوبر في الوقت الحالي، بل يعني فقط أن «فيفا» و«يويفا» «يسيئان استخدام مركزيهما» للهيمنة في سوق كرة القدم.

«يويفا» يسارع لاحتواء الموقف

وسارع الاتحاد الأوروبي لاحتواء الموقف من خلال إصدار بيان أبدى فيه «ثقته» بالتزامه الكامل بالقوانين الأوروبية بشأن قواعده الجديدة المتعلقة بالمسابقات المُنافسة على غرار الدوري السوبر.

وأضاف الاتحاد القاري: «هذا الحكم لا يعني الموافقة أو التحقق من صحة ما يسمى الدوري السوبر، بل إنه يسلّط الضوء على النقص الموجود مسبقاً في إطار التفويض المسبق من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الجانب الفني الذي تم الاعتراف به بالفعل ومعالجته في يونيو (حزيران) 2022 مع إقرار قوانين جديدة».

وتابع: «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم واثق من قوة قوانينه الجديدة، وعلى وجه التحديد أنها تمتثل لجميع القوانين واللوائح الأوروبية ذات الصلة».

مشروع جديد من 64 نادياً

وأعلن 12 نادياً من العيار الثقيل في أبريل (نيسان) 2021 إطلاق الدوري السوبر المغلق مع إمكاناته التجارية الهائلة؛ وذلك تزامناً مع توجه الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق إصلاحات واسعة على مسابقته الكبرى دوري الأبطال.

وبعد ذلك، هدد «يويفا» ونظيره الدولي «فيفا» بفرض عقوبات وسط معارضة صاخبة من الجماهير لهذا المشروع، لا سيما في إنجلترا؛ ما دفع أندية آرسنال، وتشلسي، وليفربول، ومانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد وتوتنهام الى الانسحاب منه بعد 48 ساعة فقط على إطلاق المشروع.

وبعد عامين على إطلاقه، بقي في الميدان العملاقان الإسبانيان ريال مدريد وبرشلونة بعد انسحاب مساندهما الوحيد يوفنتوس الإيطالي في يوليو (تموز)، وذلك تحت التهديد بعقوبات طالت رئيسه السابق أندريا أنييلي الذي أوقف من قِبل الاتحاد المحلي عن جميع المناصب المرتبطة باللعبة، لدوره المزعوم في قضية «مناورات الأجور».

وقدّمت شركة «أي 22» المروّجة لدوري السوبر الأوروبي اقتراحاً لإطلاق «مسابقة أوروبية مفتوحة جديدة»، تضم «64 نادياً بعد أن منح حكم محكمة العدل الأوروبية جرعة دعم جديدة.

ولم تقدم الشركة التي تم إنشاؤها للترويج لدوري السوبر الانشقاقي عن دوري أبطال أوروبا بعد إطلاقه الفاشل في أبريل 2021، أي تفاصيل حول الموعد الذي قد تبدأ فيه المنافسة المخطط لها أو مقدار الدعم الذي تتمتع به. لكنها قالت: إن المسابقة الجديد ستعتمد نظام الصعود والهبوط وسيتم بثها على الهواء مباشرة «على منصة بث جديدة».

وتهدف الخطط الجديدة التي تم الإعلان عنها الخميس إلى تقسيم 64 فريقاً إلى ثلاث بطولات دوري منفصلة، مع 16 نادياً في القسم الأول باسم دوري النجوم، مقسمة إلى مجموعتين من ثمانية أندية.

أما المستوى الثاني، المعروف باسم الدوري الذهبي، فسيضم أيضاً 16 نادياً مقسمة إلى مجموعتين من ثمانية، بينما المستوى الثالث، الدوري الأزرق، سيضم 32 نادياً في أربع مجموعات من ثمانية.

وتضمن الاقتراح أن يلعب كل فريق 14 مباراة قبل مراحل خروج المغلوب.

وأعلنت «أي 22» أيضاً، أنها ستقدم «ما لا يقل عن 439 مليون دولار» كمدفوعات تضامن للأندية الأوروبية الأخرى، «أكثر من ضعف المبلغ الحالي» الذي وزعه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وقالت: إنه سيتم اختيار الأندية للعام الأول على أساس «مجموعة من المعايير الشفافة والأداء».

ومن المقرر أن تقام المباريات في منتصف الأسبوع، حين تقام منافسات دوري أبطال أوروبا الحالية ومسابقات الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وتخطط «أي 22» أيضاً لإقامة مسابقة للسيدات تضم 32 فريقاً، والتي قالت: إن منصة البث الخاصة بها ستدرّ دخلاً من «الإعلانات والاشتراكات المتميزة وشراكات التوزيع والخدمات التفاعلية والجهات الراعية». تباين حول تأييد المشروع

وأكد عملاقا الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة عزمهما مواصلة الدفاع عن مشروع الدوري السوبر بعد قرار المحكمة.

وقال رئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريس، في كلمة ألقاها: «سنواصل الدفاع عن مشروع حديث، متوافق تماماً مع المسابقات الوطنية».

وأضاف، أن «كرة القدم على مستوى الأندية الأوروبية لن تظل حكراً بعد الآن»، مؤكداً أن العدالة الأوروبية «أقرّت بالكامل» بـ«الحق في اقتراح وتعزيز المسابقات الأوروبية التي تعمل على تحديث» كرة القدم.

كان ناديا ريال مدريد وبرشلونة، هما الناديان الأخيران اللذان بقيا مؤيدين للدوري السوبر، لكنّ الدوري الإسباني عارض بشدة هذا المفهوم.

وبخلاف ما صرّح به بيريس، عارضت رابطة الدوري الإسباني فكرة إنشاء المسابقة الجديدة ونشرت عبر حسابها على موقع «إكس» (تويتر سابقاً): «اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نكرر أن الدوري السوبر هو نموذج أناني ونخبوي».

وتابعت: «أي شيء غير مفتوح بالكامل، مع إمكانية الوصول المباشر فقط من خلال الدوريات المحلية، موسماً تلو الآخر، هو نظام مغلق».

محاميان يمثلان مؤيدي الدوري السوبر في طريقهما لقاعة المحكمة (إ.ب.أ)

وحذا أتلتيكو مدريد حذو الرابطة عادّاً، أن «عائلة كرة القدم الأوروبية لا تريد الدوري السوبر»، في حين رأى مانشستر يونايتد الإنجليزي، أنه «ملتزم بشكل مطلق» بمسابقات «يويفا» رغم الحكم الصادر عن محكمة العدل الأوروبية.

وكان بايرن ميونيخ الألماني أكثر تشدداً تجاه ما يحصل؛ إذ قال في بيان شديد اللهجة: إن الدوري السوبر «هو هجوم على البطولات المحلية».

ومن جهتها، رأت رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا، أنه «لا مجال» لإعادة إطلاق مشروع الدوري السوبر، ووعدت بـ«مواصلة القتال» لمنع ذلك.


مقالات ذات صلة

كارسلي: إنجلترا تملك الأدوات التي تساعدها للفوز بكأس العالم

رياضة عالمية كارسلي (رويترز)

كارسلي: إنجلترا تملك الأدوات التي تساعدها للفوز بكأس العالم

قال لي كارسلي المدرب المؤقت لمنتخب إنجلترا لكرة القدم، إن المدرب الجديد توماس توخيل يملك كل الأدوات التي يحتاجها للفوز بكأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كريستيان إيلزر (إ.ب.أ)

إيلزر يصف تدريب هوفنهايم بـ«الفرصة العظيمة»

يرى كريستيان إيلزر أن تعيينه مديرا فنيا لفريق هوفنهايم الألماني لكرة القدم بمثابة «فرصة عظيمة» بعدما قاد فريق شتورم غراتس للتتويج بلقبي الدوري والكأس في النمسا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فرحة فرنسية وحسرة إيطالية (إ.ب.أ)

دوري الأمم الأوروبية: فرنسا تزيح إيطاليا عن الصدارة… وإنجلترا للواجهة

ثأرت فرنسا من مضيفتها إيطاليا وأزاحتها عن صدارة المجموعة الثانية من المستوى الأول لدوري الأمم الأوروبية في كرة القدم بالفوز عليها 3-1 الأحد.

«الشرق الأوسط»
رياضة عالمية دي يونغ قال للصحافيين إنه لا يزال بعيداً عن أفضل مستوياته (رويترز)

عودة دي يونغ تعزز آمال هولندا في دوري الأمم الأوروبية

مثّلت عودة لاعب الوسط فرينكي دي يونغ إلى صفوف منتخب هولندا للمرة الأولى منذ 14 شهراً دفعة قوية للفريق.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية سقط سالاي (36 عاما) في المنطقة الفنية بعد سبع دقائق من انطلاق المباراة (د.ب.أ)

«دوري الأمم»: مساعد مدرب المجر بخير بعد سقوطه في مباراة هولندا

طمأن آدم سالاي مساعد مدرب منتخب المجر المشجعين عليه، وقال إنه بخير بعد سقوطه ونقله للمستشفى بعد دقائق من انطلاق مباراة فريقه أمام هولندا في دوري الأمم الأوروبية

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»