النفط مستقر رغم اضطرابات البحر الأحمر

«ستاندرد آند بورز» تتوقع استمرار تخفيضات «أوبك بلس» في 2024

مضخة نفطية في أحد الحقول بولاية ألبرتا الكندية (رويترز)
مضخة نفطية في أحد الحقول بولاية ألبرتا الكندية (رويترز)
TT

النفط مستقر رغم اضطرابات البحر الأحمر

مضخة نفطية في أحد الحقول بولاية ألبرتا الكندية (رويترز)
مضخة نفطية في أحد الحقول بولاية ألبرتا الكندية (رويترز)

استقرت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع متابعة المستثمرين للتأثير الذي قد يلحق بإمدادات النفط بعد هجمات شنها الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران على سفن في البحر الأحمر، ما أدى إلى تعطيل للتجارة البحرية وأجبر شركات على تغيير مسار السفن.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في الصباح الباكر قليلا، لكنها ما لبثت أن تراجعت 13 سنتا إلى 77.82 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتاً إلى 72.26 دولار للبرميل.

وقال جون رونغ يب، استراتيجي السوق في «آي جي» في سنغافورة: «بالنظر إلى الاستجابة الجماعية السريعة من عدة دول لتخفيف الهجمات، فقد لا يوفر ذلك قناعة كبيرة بأن الاضطرابات قد تكون طويلة الأمد، ما أدى إلى بعض التحفظات التي انعكست على أسعار النفط في جلسة الثلاثاء».

وارتفع الخامان القياسيان أكثر من واحد بالمائة عند التسوية يوم الاثنين بفعل مخاوف من تحويل شركات الشحن السفن بعيدا عن البحر الأحمر، وشهدت جلسة الاثنين ارتفاعات لامست 3 بالمائة في ذروة المخاوف.

وأوقفت شركة النفط الكبرى «بي بي» مؤقتاً جميع عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وقالت مجموعة ناقلات النفط «فرونت لاين» يوم الاثنين إن سفنها ستتجنب المرور عبر الممر المائي، في مؤشر على أن الأزمة تتسع لتشمل شحنات الطاقة.

ويمر نحو 15 بالمائة من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، التي توفر أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا. ودفعت الهجمات على السفن واشنطن وحلفاءها إلى مناقشة تشكيل قوة عمل لحماية مسارات البحر الأحمر، وهي خطوة حذرت طهران، العدو اللدود للولايات المتحدة وإسرائيل، من أنها ستكون خاطئة.

من جانبها، توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن تظل أسعار النفط في نطاق بين 70 و80 دولارا للبرميل بفعل ضعف الطلب العالمي على الخام وعلى الرغم من تخفيضات إنتاج مجموعة «أوبك بلس».

وأضافت الوكالة في تقرير اطلعت عليه «وكالة أنباء العالم العربي» أن بقاء الأسعار عند ذلك المستوى «المنخفض نسبيا» من المحتمل أن يؤدي إلى تمديد تخفيضات الإنتاج التي تنفذها المجموعة أو زيادتها أيضا.

وأشار التقرير إلى أنه في أعقاب انخفاض أسعار النفط، أعلن أعضاء مجموعة «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، عن تخفيضات في الإنتاج.

وبدوره، قال بنك «غولدمان ساكس» إن انقطاع تدفقات الطاقة في البحر الأحمر لن يكون له على الأرجح تأثير كبير على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، إذ إن فرص إعادة توجيه السفن تعني أن الإنتاج يجب ألا يتأثر بشكل مباشر.

وقال البنك الاستثماري في مذكرة بتاريخ يوم الاثنين: «نقدر أن إعادة التوجيه الافتراضية الطويلة الأمد لجميع تدفقات النفط الإجمالية البالغة سبعة ملايين برميل يوميا (شمالا وجنوبا) سترفع أسعار النفط الخام الفورية مقارنة بالأسعار طويلة الأجل بمقدار ثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل».


مقالات ذات صلة

منطقة روسية تعلن حالة الطوارئ بسبب تسرب نفطي في البحر الأسود

أوروبا متطوعون ينظفون التلوث الذي غطى الشواطئ الرملية في منتجع أنابا الصيفي بعد تسرب نفط من ناقلتين في البحر الأسود (رويترز)

منطقة روسية تعلن حالة الطوارئ بسبب تسرب نفطي في البحر الأسود

أعلنت السلطات في منطقة كراسنودار بجنوب روسيا، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ على مستوى المنطقة، قائلة إن النفط لا يزال يتدفق إلى الساحل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد الدكتور سعد البراك خلال مشاركته إبان توليه حقيبة النفط في الكويت بندوة «أوبك» الدولية في فيينا بالنمسا بشهر يوليو 2023 (إ.ب.أ) play-circle 02:09

رجل الأعمال الكويتي سعد البراك: استثمرت في تقنيات المستقبل... وتكامل الخليج ضرورة استراتيجية

رجل الأعمال الكويتي وزير النفط والشؤون الاقتصادية والاستثمار السابق بالكويت الدكتور سعد البراك يأمل في ايجاد تقنيات تواجه تحديثات المستقبل

مساعد الزياني (الكويت)
الاقتصاد يراقب متداولو العملات شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الوون ببنك كيب هانا في سيول (أ.ب)

تراجع الأسهم الآسيوية مع إغلاق معظم الأسواق العالمية بمناسبة أعياد الميلاد

تراجعت الأسهم في طوكيو وشنغهاي، الأربعاء، بين الأسواق العالمية القليلة التي واصلت التداول في يوم أعياد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد مصفاة «بهارات بتروليوم كوربوريشن» في مومباي (رويترز)

الهند: شركات تكرير حكومية تتطلع لنفط الشرق الأوسط لتعويض النقص الروسي

تدرس شركات التكرير الحكومية الهندية استغلال سوق الخام بالشرق الأوسط في ظل انخفاض الإمدادات الفورية من روسيا، أكبر مورديها، في خطوة قد تدعم أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد حفار يعمل في حقل «مونتيري» الصخري بكاليفورنيا (رويترز)

أسعار النفط تتحرك في نطاق ضيق قبل عطلة أعياد الميلاد

ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء بعد تكبدها خسائر في الجلسة السابقة، مدعومة بتوقعات إيجابية للسوق على المدى القصير، لكن التعاملات جاءت ضعيفة قبل عطلة أعياد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الدولار يسجل مكاسب شهرية تتجاوز 2 % مع اقتراب نهاية العام

أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)
TT

الدولار يسجل مكاسب شهرية تتجاوز 2 % مع اقتراب نهاية العام

أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)

مع اقتراب نهاية العام، تراجع نشاط التداول في الأسواق المالية، في حين يظل التركيز الأساسي للمستثمرين منصباً على توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. واستقر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية عند 108.15 نقطة، مسجلاً مكاسب شهرية تتجاوز 2 في المائة.

ومنذ أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في الاجتماع الأخير للسياسة النقدية هذا العام إلى تخفيض محدود في أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ارتفعت توقعات الأسواق إلى ما يعادل نحو 35 نقطة أساس من التيسير النقدي لعام 2025، وفق «رويترز».

وأدى هذا التوجه إلى تعزيز عوائد سندات الخزانة الأميركية وصعود الدولار، ما أثقل كاهل السلع والمعادن النفيسة، وفي مقدمتها الذهب. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 2.6 نقطة أساس ليصل إلى 4.613 في المائة، مسجلاً مكاسب شهرية تقارب 40 نقطة أساس حتى الآن. وبالمثل، صعد العائد على السندات لأجل عامين إلى 4.3489 في المائة.

وقال توم بورشيلي، كبير الاقتصاديين الأميركيين لدى «بي جي آي إم» للدخل الثابت: «في ظل التيسير المحدود الذي أقره الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، نتوقع أن يتجاهل البنك اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يناير (كانون الثاني)، بانتظار بيانات إضافية قبل اتخاذ أي خطوات جديدة بشأن دورة التيسير». وأضاف: «مع التحول نحو تيسير أكثر تحفظاً وتركيز الاحتياطي الفيدرالي على جوانب التفويض المزدوج، ستتحول أنظار السوق بشكل أكبر نحو البيانات الاقتصادية المرتقبة في العام المقبل».

وقدّمت البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة صورة مختلطة، حيث سجلت طلبيات السلع المعمرة انخفاضاً بنسبة 1.1 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما يشير إلى تباطؤ محتمل في قطاع التصنيع. بالإضافة إلى ذلك، تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 104.7 في ديسمبر مقارنةً بـ111.7 في الشهر السابق، ما يعكس ازدياد المخاوف لدى المستهلكين.

وكانت لهذه المؤشرات تأثير محدود على الدولار في ظل بيئة التداول الهادئة. ومع تقدم موسم العطلات، يتوقع المشاركون في السوق أن تظل أحجام التداول منخفضة، مما قد يؤدي إلى تحركات سعرية ضعيفة.

في المقابل، تكبّد الدولار الأسترالي والنيوزيلندي خسائر كبيرة أمام الدولار الأميركي، حيث تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.5 في المائة إلى 0.6238 دولار، وانخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.58 في المائة إلى 0.5646 دولار. كما هبط اليورو بنسبة 0.18 في المائة إلى 1.0399 دولار، بينما استقر الين الياباني قرب أدنى مستوياته في 5 أشهر عند 157.35 مقابل الدولار.

وفي سوق العملات الرقمية، واصلت «بتكوين» خسائرها، متراجعة بنسبة 0.37 في المائة إلى 98071 دولاراً، بعد أن كانت قد تجاوزت حاجز 100 ألف دولار سابقاً، متأثرة بتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي التشددية. وفي سياق آخر، كشف وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف عن أن الشركات الروسية بدأت استخدام «بتكوين» والعملات الرقمية الأخرى في المدفوعات الدولية، استجابة للتعديلات التشريعية التي تهدف إلى مواجهة العقوبات الغربية.