سكان إب اليمنية يرفضون تأجيج الحوثيين النزاعات القبلية

استنكار واسع لحالة الانفلات الأمني في المحافظة

دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)
دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)
TT
20

سكان إب اليمنية يرفضون تأجيج الحوثيين النزاعات القبلية

دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)
دورية حوثية على متنها مسلحون شاركوا في المواجهات التي اندلعت بين أسرتين في محافظة إب اليمنية (إكس)

على خلفية التأجيج الحوثي للصراعات القبلية في محافظة إب اليمنية وبقية مناطق سيطرة الجماعة، والتي أدت أخيرا إلى مواجهات مسلحة خلف بعضها خسائر بشرية ومادية، ندد زعماء القبائل في مديريتي العدين وريف إب بهذا السلوك الحوثي واستنكروا حالة الانفلات الأمني.

وفي تجمع احتجاجي في مدينة إب طالب المشاركون سلطة الانقلاب الحوثي بوقف ملاحقتها لوجهاء وزعماء القبائل في المنطقة، ومنهم الشيخ عبد الواحد الشهاري وهو الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية العدين، وحذروا من استمرار تأجيج الجماعة للصراع وصنع الثأر بين القبائل وقد لا تخمد نيران ذلك بسهولة.

تؤجج الجماعة الحوثية النزاعات القبلية لخدمة أجندتها (إ.ب.أ)
تؤجج الجماعة الحوثية النزاعات القبلية لخدمة أجندتها (إ.ب.أ)

وأكد ماجد وهو اسم مستعار لأحد المحتجين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السكان في المحافظة يرفضون مساعي الجماعة الرامية إلى تأجيج الفوضى الأمنية وإشعال نيران الفتنة والاقتتال بين أبناء الأسر والقبائل، بما في ذلك وقوف الجماعة خلف عودة للنزاع المسلح القائم منذ نحو عامين بين قبيلة «آل الشهاري» وبين قبائل أخرى بنطاق عزلة «خَبَاز» بمديرية العدين، ومع قبيلة «آل الدميني» في ريف إب.

ويتخوف ماجد من تحول هذه الاشتباكات وغيرها إلى حرب ضروس بين القبائل، ما لم يجر تدخل حقيقي من قبل وجهاء ومشايخ المنطقة لاحتوائها بعيدا عن تدخلات قيادات ومشرفي الجماعة الحوثية.

ودعا قبائل المحافظة كافة إلى الوقوف صفا واحدا في وجه الجماعة التي تفتعل - بحسبه - الفتن والمشكلات وتؤجج الخلافات والنزاعات، مشددا على أهمية قطع الطريق أمام محاولات الجماعة لشق النسيج الاجتماعي وتوريث الثأر بين القبائل.

استغلال الخلافات القديمة

يؤكد سكان منطقة العدين في محافظة إب، أن الحوثيين يواصلون إذكاء الصراعات وإشعال القتال في أوساط القبائل والفئات المجتمعية على مستوى مناطقهم وبقية مديريات المحافظة؛ بهدف الاستفادة من تفكيك تلك المجتمعات بعد أن أبدت رفضها المطلق للمشروع الحوثي الانقلابي.

صورة يظهر فيها الشيخ القبلي عبد الواحد الشهاري الملاحق حالياً من قِبل جماعة الحوثي في إب اليمنية (فيسبوك)
صورة يظهر فيها الشيخ القبلي عبد الواحد الشهاري الملاحق حالياً من قِبل جماعة الحوثي في إب اليمنية (فيسبوك)

وعمدت قيادات في الجماعة، بحسب ما يؤكده أحمد، وهو من سكان منطقة العدين، إلى استغلال خلافات قديمة بين عدة أسر وقبائل بمحافظة إب يعود بعضها لسنوات، من أجل تأجيج الفتنة وإشعال نيران الاقتتال.

ولجأت الجماعة الحوثية منذ اقتحامها وفرض كامل سيطرتها على محافظة إب إلى ضرب مراكز قوى قبلية، إلى جانب ضربها قبائل عدة ببعضها بعضاً وتهميش أعيان قبائل أخرى والتنكيل بهم بهدف تطويعهم لخدمة أجندتها.

وتعيش محافظة إب الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية على وقع فلتان أمني غير مسبوق يضرب مختلف مديريات المحافظة، ومعه زادت أعمال الجريمة والقتل والنهب والسطو المسلح على ممتلكات المواطنين.

توترات جديدة

في هذا السياق، أكدت مصادر محلية في محافظة إب لـ«الشرق الأوسط»، أن عزلة «خَبَاز» بمديرية العدين غرب المحافظة لا تزال، بفعل تغذية الجماعة الحوثية للصراعات، تشهد توتراً إثر نزاع بين أسر قبلية في المنطقة.

وقالت المصادر إن الصراع المحتدم منذ سنوات اشتد أخيراً بين أسرة «آل الشهاري» وأسر محلية أخرى من بينها أسرتا «بيت الدميني» و«بيت الواصلي»، وازداد حدة في الأشهر الماضية متسببا في مقتل وإصابة ما لا يقل عن 15 شخصا بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تسجيل وقوع خسائر مادية كبيرة وتدمير وإحراق منازل لمواطنين.

الحوثيون يفجرون منزل أحد السكان المعارضين لهم في محافظة البيضاء (إكس)
الحوثيون يفجرون منزل أحد السكان المعارضين لهم في محافظة البيضاء (إكس)

ووفق المصادر، فإن الإذكاء الحوثي المتكرر لذلك الصراع هدفه جر قبيلة «آل الشهاري» ذات الثقل الاجتماعي الكبير في العدين، لدوامة صراع واقتتال ضمن مسلسل يهدف للانتقام من الأسر والقبائل التي لم ينخرط أبناؤها بشكل كبير بصفوف وجبهات الجماعة.

واتهمت المصادر قيادات في الجماعة يتصدرهم أبو حسين الهاروني المعين مشرفا في مديرية العدين بالسعي غير مرة لإفشال جهود مجتمعية ووساطات قبلية لإنهاء ذلك الصراع وإخماد نار الفتنة بين قبائل وأسر المنطقة.

ويشير مراقبون محليون إلى استمرار استخدام جماعة الحوثي قاعدة «فرّق تسد»، حيث تمكنت عبرها من التغلغل داخل جميع القوى السياسية والقبلية والاجتماعية بعناصرها التي تعمل على إنعاش التفرقة والشتات والتناحر والاقتتال بين جميع اليمنيين.


مقالات ذات صلة

عشرات الضربات الأميركية للحوثيين

المشرق العربي من آثار انفجار في حي شعوب بصنعاء زعم الحوثيون أنه جراء غارة أميركية (إ.ب.أ)

عشرات الضربات الأميركية للحوثيين

زعمت الجماعة الحوثية مهاجمة إسرائيل وحاملتَي طائرات أميركيتين، أمس، غداة استهداف عشرات الغارات الأميركية مواقع للجماعة في صنعاء ومأرب والحديدة وعمران وصعدة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن جماعة الحوثي تحاول إلصاق جرائمها في المناطق المدنية بالقوات الأميركية لخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الجماعة الحوثية اعترفت بالتعرض لنحو ألف ضربة أميركية جوية وبحرية خلال 6 أسابيع (الجيش الأميركي)

ضربات أميركية تستهدف مواقع للحوثيين في 5 محافظات يمنية

بينما زعمت الجماعة الحوثية مهاجمة إسرائيل وحاملتَي طائرات أميركيتين، فقد استهدف أكثر من 40 غارة وضربة أميركية ليل الأحد - فجر الاثنين مواقع للجماعة بـ5 محافظات.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي اجتماع لمجلس دفاع الحوثيين يغيِّب شركاء الجماعة في الانقلاب (إعلام حوثي)

مخاوف من الاختراق تدفع الحوثيين لعزل شركاء الانقلاب

استبعدت الجماعة الحوثية عدداً من القيادات السياسية والحزبية الشريكة معها صورياً في السلطة الانقلابية من حضور اجتماع عالي المستوى لجهة المخاوف من الاختراق الأمني

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي العقيد محمد جابر خلال مشاركته أخيراً لحشد القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين (الشرق الأوسط) play-circle

دعوة القبائل اليمنية لسحب أبنائهم من محارق الموت الحوثية

دعا مسؤولون يمنيون القبائل اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إلى سرعة سحب أبنائهم من المعسكرات التابعة للجماعة وأهمية الابتعاد عن مواقعهم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
TT
20

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الاثنين، استهداف الحوثيين مناطق مدنية مأهولة في صنعاء ومحيطها ومدن واقعة تحت سيطرتهم القسرية، مؤكداً محاولة الجماعة إلصاق تلك الجرائم بالقوات الأميركية «ضمن مخطط إجرامي يهدف إلى إيقاع ضحايا بين المدنيين؛ لإثارة الرأي العام، وخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية». ونشر الإرياني عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، فيديوهات قال إنها لمواطنين وثَّقت خلال اليومين الماضيين، بالصوت والصورة، لحظة إطلاق صاروخ من داخل صنعاء قبل أن يسقط بأحد أحيائها، وأوضح أن «مشاهد من موقع سقوط صاروخ في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية، وتشير الصور إلى أن حجم الأضرار وقُطر الحفرة الناتجة عن سقوط صاروخ في مقبرة ماجل الدمة، لا يتوافقان مع خصائص الذخائر الأميركية المتطورة، ويؤكد استخدام رؤوس تفجيرية صغيرة».

وأضاف الوزير أن «هذا السلوك الإجرامي، الذي يُضاف إلى السجل الأسود لميليشيا الحوثي الحافل بالانتهاكات والجرائم، يعكس مدى استهتار الميليشيا بأرواح المدنيين، وسعيها المحموم لتوظيفهم في حملات دعائية مضللة، في محاولة للتغطية على أزمتها المتفاقمة في ظل تصاعد الضغط العسكري، واتساع دائرة العزلة الداخلية والخارجية المفروضة عليها». وحمَّل الإرياني الحوثيين كامل المسؤولية عن هذه الجرائم المتعمَّدة بحق المدنيين، عادّاً هذه الأفعال «تصعيداً خطيراً يكشف حجم التخبط والانهيار اللذين تعيشهما الميليشيا، نتيجة الضربات الموجِعة التي تتلقاها، وازدياد الرفض الشعبي لمشروعها الطائفي التخريبي الذي يُدار من إيران». وشدّد الوزير على أن «هذه الجرائم لن تمر دون مساءلة»، مؤكداً أن «العدالة ستطول جميع المتورطين فيها من قيادات وعناصر الميليشيا»، وأهاب بوسائل الإعلام لتحرّي الدقة، و«تجنُّب الانسياق خلف الرواية الحوثية المضللة التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتزييف الحقائق».