محكمة مصرية تخلي سبيل نجلي مبارك لانقضاء مدة عقوبتيهما في قضية القصور الرئاسية

في حكم غير قابل للطعن

علاء وجمال نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. («الشرق الأوسط»)
علاء وجمال نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. («الشرق الأوسط»)
TT

محكمة مصرية تخلي سبيل نجلي مبارك لانقضاء مدة عقوبتيهما في قضية القصور الرئاسية

علاء وجمال نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. («الشرق الأوسط»)
علاء وجمال نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. («الشرق الأوسط»)

أخلت محكمة مصرية سبيل علاء وجمال نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، أمس، بعد أن قبلت استشكالهما على استمرار سجنهما في قضية فساد أدينا فيها في مايو (أيار) الماضي. وقالت المحكمة إن المدانين أمضيا مدة العقوبة المقررة في القضية المعروفة إعلاميا بـ«القصور الرئاسية».
وأمرت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بشكل استثنائي في معهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طره (جنوب القاهرة) بإخلاء سبيل جمال وعلاء مبارك لانقضاء مدة العقوبة. وقال مصدر قضائي إن قرار الحكم نهائي وإنه لا يجوز أن يطعن عليه ولا أن ينظر أمام محكمة جنايات أخرى لأنه صادر من محكمة جنايات.
وبإخلاء سبيلهما لانقضاء مدة العقوبة في قضية القصور الرئاسية، لم يتبقَّ أمام نجلي مبارك سوى قضية واحدة، هي قضية التلاعب في البورصة، التي تم إخلاء سبيلهما فيها في 11 يونيو (حزيران) 2013.
وخلال جلسة المحاكمة أمس طالب محامي أسرة مبارك، فريد الديب، بالإفراج عن موكليه (جمال وعلاء) بشكل فوري، قائلا: «إن نجلي الرئيس الأسبق قد تجاوزا مدة حبسهما احتياطيا، في ظل صدور حكم بحقهما في قضية القصور الرئاسية بالسجن المشدد 3 سنوات، في حين أنه وباحتساب المدة الفعلية لحبسهما يتضح أنهما قد تجاوزا مدة العقوبة الصادرة بشأنهما بنحو 6 أشهر و18 يوما».
وقدم علاء وجمال استشكالا أمام محكمة الجنايات للمطالبة باختصام فترات الحبس الاحتياطي التي قضياها على ذمة قضية القصور الرئاسية وقضية أخرى حصلا فيها على البراءة، من مدة العقوبة.
وقالت المحكمة في أسباب قبول الاستشكال إنه «بعد اطلاعها على المواد 483 و511 فقرة 1 و3 و4و5 و525 وغيرها من المواد من قانون الإجراءات الجنائية، فإن الاستشكال المقدم من جمال وعلاء مبارك قد استوفى الأوضاع قانونيا وبالتالي فهو مقبول شكلا، وفي الموضوع فإن الثابت من الأوراق أنهما استوفيا مدة العقوبة في الحكم المستشكل فيه والحد الأقصى لتنفيذ عقوبة الإكراه البدني بشأن تحصيل مبالغ الرد والغرامة».
وألقي القبض على علاء وجمال في أبريل (نيسان) عام 2011، بعد شهرين من الإطاحة بنظام مبارك في العام نفسه، وظلا في السجن منذ ذلك التاريخ وحتى مطلع العام الحالي، حينما قبلت محكمة النقض طعن أسرة مبارك في القضية، وأمرت بإخلاء سبيلهما لاستنفاد المدة القانونية للحبس الاحتياطي للمتهمين.
وأمضى علاء وجمال نحو 5 شهور خارج السجن، لكنهما عادا إليه مجددا بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة في إعادة محاكمة أسرة مبارك في القضية بسجنهم ثلاث سنوات وألزمتهم جميعا برد مبلغ 21 مليون جنيه وغرمتهم 125 مليون جنيه. وأصدرت محكمة جنايات القاهرة حكم أول درجة بحق مبارك ونجليه في مايو عام 2014، وقضت المحكمة حينها بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات بحق مبارك، وقضت بسجن نجليه أربع سنوات.
وكانت النيابة العامة اتهمت مبارك بالقيام خلال الفترة من عام 2002 إلى 2011، بصفته موظفًا عموميًا (رئيس الجمهورية)، بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء بغير حق على أموال إحدى جهات الدولة بما يقدر بمبلغ 125 مليونا و779 ألفا و237 جنيها من الميزانية العامة المخصصة لمراكز الاتصالات بالرئاسة.
وينظر للنشاط السياسي لنجل الرئيس الأسبق، جمال، كأحد الأسباب التي ساهمت في إشعال الغضب ضد حكم والده وقيام ثورة 25 يناير 2011. واعتبر تولي جمال أمانة لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الذي هيمن على المشهد السياسي في البلاد لعقود، كإشارة لتوريث الحكم في مصر.
ومن غير المعروف ما إذا كان نجل الرئيس الأسبق لا يزال راغبا في مواصلة نشاطه السياسي أم لا.
وأظهر رجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، وهو مقرب من جمال مبارك، إصرارا لافتا للمشاركة في الحياة السياسية عبر المنافسة في الانتخابات البرلمانية، لكن محاولاته فشلت بسبب أوضاعه القانونية، إذ إنه لا يزال يحاكم في اتهامات في قضايا فساد. وأمام جمال مبارك سنوات قبل أن يسترد حقه في ممارسة العمل السياسي، إذ تجرد القوانين المصرية المدانين في قضايا مخلة بالشرف من حقهم في ممارسة العمل السياسي، بما في ذلك الحق في الترشح في الانتخابات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».