أعلنت المعاهد الوطنية التابعة لوزارة الصحة الأميركية، في دراسة جديدة عن نظام دوائي لعلاج التهاب السحايا السلي على البالغين والمراهقين في العديد من البلدان التي ينتشر فيها مرض السل.
وأوضح بيان للمعاهد الوطنية، الخميس، أن الدراسة التي يُشرف عليها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، تهدف إلى التوصل لأدلة يمكن أن تحسن علاج الأشخاص الذين يعانون من التهاب السحايا السلي، الذي تسببه بكتيريا المتفطرة السلية، والتي تهاجم الرئتين بشكل شائع وتسبب مرض السل الرئوي.
وخلال التهاب السحايا السلي، تصيب البكتيريا الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي التي تسمى السحايا؛ ما يسبب التهاباً يعرف باسم التهاب السحايا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط في الدماغ والسكتة الدماغية، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإعاقة العصبية أو الوفاة.
ويمكن أن يقتل المرض من 25 إلى 50 في المائة من البالغين الذين يصابون به، وغالباً ما يؤدي إلى إعاقات دائمة لدى الناجين.
وتشير التقديرات إلى أن نحو ربع سكان العالم يعيشون مع مرض السل الكامن، حيث تظل بكتيريا المتفطرة السلية حية في الجسم، ولكنها غير نشطة، ويصاب 10 في المائة من الأشخاص المصابين بالسل الكامن بالمرض بسبب العدوى. ومن بين الأشخاص الذين يصابون بمرض سريري، ما يصل إلى 5 في المائة يصابون بالتهاب السحايا السلي.
وستشمل الدراسة 330 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً فما فوق، والذين يعانون أو من المحتمل أن يكونوا مصابين بالمرض بناءً على العلامات والأعراض، بما في ذلك الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز.
وستقارن التجربة نظام علاج مدته 6 أشهر يتكون من 4 أدوية هي «ريفامبيسين»، و «إيزونيازيد»، و «لينزوليد»، و«بيرازيناميد»، مع نظام الرعاية القياسي الذي يتكون من أدوية «ريفامبيسين»، و «أيزونيازيد»، و«إيثامبوتول» و «وبيرازيناميد»، ويؤخذ عادة لمدة 9 أشهر.
وستسلط الدراسة الضوء على النظام المحتمل الذي يُقصّر مدة علاج المرض إلى 6 أشهر بدلاً من 9 أشهر، ويمكن أن يؤدي إلى نتائج محسنة للمرضى الذين يعانون منه؛ ما ينقذ الأرواح ويقلل من الإعاقات العصبية. وأشار بيان المعاهد الوطنية إلى أن «البيانات المستمدة من هذه التجربة يمكن أن تساعد في توسيع خيارات علاج المرض».
من جانبه، قال أستاذ أمراض الصدر والحساسية في كلية الطب بجامعة الأزهر في مصر، طه عبد الحميد، إن «هناك العديد من الفوائد المحتملة لتقليل مدة بروتوكول علاج التهاب السحايا السلي، في مقدمتها تقليل مخاطر الآثار الجانبية لعلاجات المرض، ومنها الغثيان والقيء والتهاب الكبد والطفح الجلدي».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن تقليل مدة العلاج «يُمكن أن يساعد أيضاً على تحسين التزام المريض بالعلاج وبالتالي تحسين نتائجه، بالإضافة إلى تكلفته التي ستنخفض بمعدل الثلث، وهذا سيسهّل الحصول عليه خصوصاً للمرضى في بيئات محدودة الموارد».