تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الأربعاء، بشكل حاد، لتخسر أكثر من دولارين، لتواصل تسجيل خسائرها على مدى 4 جلسات، بفعل ارتفاع الدولار الأميركي لأعلى مستوى له في أسبوعين، والمخاوف حيال آفاق الطلب المتدهورة في الصين.
وبحلول الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.16 في المائة إلى 74.61 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.7 في المائة إلى 69.66 دولار للبرميل.
وأغلق كلا الخامين القياسيين عند أدنى مستوى منذ السادس من يوليو في الجلسة السابقة، وانخفض الخام الأميركي لأربعة أيام متتالية.
وانخفضت مخزونات النفط الأميركية بأكثر من توقعات المحللين خلال الأسبوع الماضي، في حين زاد مخزون البنزين. وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام تراجعت بنحو 4.6 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 1 ديسمبر (كانون الأول) 2023، ليصل الإجمالي إلى 445 مليون برميل.
كانت مجموعة «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، قد اتفقت، أواخر الأسبوع الماضي، على تخفيضات طوعية للإنتاج بنحو 2.2 مليون برميل يومياً للربع الأول من عام 2024. وتشمل تلك التخفيضات تمديداً للخفض الطوعي السعودي والروسي البالغ 1.3 مليون برميل يومياً.
وقال سوفرو ساركار رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك دي بي إس، وفق «رويترز»: «الأخبار الإيجابية الوحيدة خلال اليومين الماضيين هي تصريح المسؤولين السعوديين والروس بأن تخفيضات (أوبك بلس) يمكن تمديدها أو زيادتها وفقاً للأوضاع السائدة في السوق»، خلال النصف الأول من عام 2024. ويقول محللون إن المخاوف إزاء تأثير الصراع بين إسرائيل و«حماس»، على الإمدادات توفر بعض الدعم بعد انخفاضات الأسعار السابقة.
كما تأثرت الأسعار بارتفاع الدولار لأعلى مستوى في أسبوعين، خلال تعاملات الأربعاء، فضلاً عن المخاوف بشأن متانة الاقتصاد في الصين، وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وخفضت وكالة «موديز للتصنيف الائتماني» الثلاثاء توقعاتها بشأن تصنيف الصين إلى «سلبي» من «مستقر»، مشيرة إلى «تزايد المخاطر المرتبطة بالنمو الاقتصادي المنخفض هيكلياً وبشكل مستمر على المدى المتوسط، والتقلص المستمر لقطاع العقارات».
في هذه الأثناء، خلص مسح أجرته «رويترز» إلى أن إنتاج نفط منظمة «أوبك»، انخفض في نوفمبر، وهو أول انخفاض شهري منذ يوليو، وذلك بسبب انخفاض الشحنات من نيجيريا والعراق مع استمرار التخفيضات من السعودية وأعضاء آخرين في تحالف «أوبك بلس» الأوسع لدعم السوق.
وأظهر المسح الأربعاء، أن «أوبك» ضخت 27.81 مليون برميل يومياً، بانخفاض 90 ألف برميل يومياً عن أكتوبر (تشرين الأول). وارتفع الإنتاج في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر.
وجاء الانخفاض رغم زيادة إضافية في الإمدادات من إيران العضو في «أوبك»، وهي معفاة من تنفيذ عمليات خفض في الإنتاج. وأظهر المسح أن إنتاج إيران وصل لأعلى مستوى في 5 سنوات، مما عادل بعض التراجعات من مصادر أخرى.
وخلص المسح إلى أن الإنتاج من الدول العشر في «أوبك» المتضمَّنة في اتفاقات خفض الإمدادات، «أوبك بلس»، تراجع بمقدار 130 ألف برميل يومياً.
وأبقت السعودية ودول أخرى في الخليج على التزام قوي بالخفض المتفَق عليه، وعمليات خفض طوعية إضافية.