في حدث فريد من نوعه، حاور باز لورمان مخرج أفلام «إلفيس»، الممثل الأسترالي كريس هيمسورث، ضمن واحدة من الجلسات الحوارية التي ينظمها «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الثالثة، ناقشا خلالها مجموعة متنوعة من المواضيع الفنية والأفكار الملهمة.
هيمسورث قدم إلى مدينة جدة (غرب السعودية) من معرض «كوميك كون» البرازيلي، حيث يعمل حالياً على إطلاق المقطع الدعائي الأول لفيلم «فيريوسا» (Furiosa)، الذي انتهى من تصويره قبل عام، أحدث إصدار من سلسلة «Mad Max» من تأليف جورج ميلر.
واستقبل الممثل كريس هيمسورث في قاعة «البحر الأحمر» التي امتلأت بحشود غفيرة من معجبيه، كلٌ من جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، ومحمد التركي الرئيس التنفيذي للمؤسسة، بحضور المخرج باز لورمان رئيس لجنة التحكيم في المهرجان.
تحدث هيمسورث عن مشواره المهني وأبرز محطات مسيرته الفنية، وعلى رأسها فيلمه الجديد «فيريوسا»، وفي بداية الجلسة الحوارية تحدث لورمان عن أنه قبل 45 عاماً عندما كان طفلاً، شاهد جورج ميلر في أستراليا وهو يصنع هذا الفيلم، وهو ما ألهمه كثيراً، مشيراً إلى أن الأستراليين لديهم طريقة خاصة في سرد القصص.
وأكد هيمسورث على كلامه قائلاً إنه في فترة الطفولة كان لديه الحماس والشغف ليكون ممثلاً أو ضمن صناع الفيلم، ولديه ذكريات حية عن رسائله ونوع القصة، ثم بعد ذلك دخل التمثيل، مبيناً أن ميل جيبسون الذي كان في الفيلم ممثلاً شاباً حين كان في الـ20 من عمره، أنشأ الجسر لكثير من الأستراليين للذهاب إلى أميركا.
واتفق هيمسورث ولورمان على أن للإلهام والشجاعة في سرد القصص تأثيراً مضاعفاً، إذ إنهما ينميان الصناعة ويثيران الإبداع. وعن التعاون قال باز: «هو جزء جميل من صناعة الأفلام، والشعور بأنك لست وحيداً»، في حين قال هيمسورث إن «المخرجين مثل جورج ميلر يقدرون اللطف والخبرة المشتركة، فكل شخص لديه بصمة إبهام».
وناقش لورمان وهيمسورث صناعة السينما الإبداعية، بما في ذلك كتابة الموسيقى وإنتاجها، والعمل على الأفلام القصيرة والإعلانات التجارية.
ووصف لورمان التمثيل برياضة ركوب الأمواج، التي تتطلب اللعب الغريزي بعد التحضير، وتحدث هيمسورث في أهمية الاستماع في التمثيل، مع التأكيد على الحاجة إلى التخلي عن الوعي الذاتي والاستماع حقاً إلى اللاعب الآخر، ووافق لورمان على ذلك، مسلطاً الضوء على الفرق بين التفكير في خطوط المرء مقابل الرد الحقيقي على اللاعب الآخر في الوقت الحالي.
وناقش لورمان انتشار العناصر الرومانسية في أفلامهم، معترفاً بأنهم رومانسيون رغم محاولتهم تجنب ذلك، ووافق هيمسورث على ذلك، مسلطاً الضوء على اللغة العالمية للحب والتعاطف في الأفلام، حتى فيما يتعلق بالأشرار.
وأقر لورمان بمسؤولية المخرج في تحديد النغمة وتنظيم التعاون في موقع التصوير، في حين شدّد هيمسورث على أهمية سماع الممثل ورؤيته في مساحة العمل، وتأثير ذلك على الإنتاجية، مشاركاً تجربته في العمل مع جورج ميلر؛ مسلطاً الضوء على قدرته في إبراز أداء صادق من ممثلين ذوي ماضٍ معقد.
وعن الالتزام بالنص والارتجال قال هيمسورث: «أذكر، روبرت إنغلوند، تحدث عن هذا الأمر حول الارتجال قائلاً: (لا يمكنك الارتجال إلا من خلال الإعداد. ولديك بعض الحيل والأفكار، ولكن الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها ترك الشخصية والعيش فيها بشكل غريزي وصادق حتى تلك اللحظة، هي إذا كان لديك تراكم من المعلومات الكاملة للقصة)، أعتقد أن هذه هي الطريقة نفسها أنه يمكنك أن تأخذ منعطفاً مختلفاً وبعد ذلك ستكون لدينا لحظة كهذه».
وأثناء اللقاء تأمل هيمسورث في مسيرته الفنية الإبداعية، من سرد القصص في مرحلة الطفولة إلى صناعة الأفلام، مؤكداً استمتاعه بسيد الخواتم عندما كان مراهقاً، ورغبته في أن يكون جزءاً من الأرض الوسطى.
وأكد لورمان أنه لا يزال يستمتع بالانغماس في عوالم مختلفة من خلال الأفلام، ويبحث عن الإثارة والحماس الخالصين في المشاريع، فيما تحدث هيمسورث عن كيفية تأثير ممثلين مثل جيمي ستيوارت، وكيت بلانشيت، وتوم كروز على حياتهم وفنهم.
وقال هيمسورث إن طول عمر توم كروز وأخلاقيات العمل في هوليوود مثيرة للإعجاب، رغم الشجاعة والحرية الإبداعية، مناقشاً أهمية البقاء نشطاً ومشاركاً في العمل الإبداعي، حتى في التقاعد، للحفاظ على نشاط الدماغ والجسم وتجنب الشعور بعدم الارتياح أو عدم الوفاء.
وشارك لورمان تجربته الشخصية في الشعور بعدم التحفيز وعدم الارتياح بعد أخذ استراحة طويلة من العمل، مسلطاً الضوء على أهمية وجود أخلاقيات عمل قوية ومنافذ إبداعية للبقاء على قيد الحياة والرضا، مشدداً على أهمية المساهمة في المجتمع وإيجاد هدف في الحياة.