انهيار رموز الفيفا

الاتحاد الدولي لكرة القدم يدخل في الفوضى بعد الإيقاف المدوي لبلاتر وبلاتيني.. وحياتو يقود السفينة مؤقتًا

بلاتر إلى خارج الفيفا منكسرا (رويترز)، عيسى حياتو يقود الفيفا مؤقتا (أ.ف.ب)، ميشال بلاتيني (أ.ف.ب)، جيروم فالكه (أ.ف.ب)
بلاتر إلى خارج الفيفا منكسرا (رويترز)، عيسى حياتو يقود الفيفا مؤقتا (أ.ف.ب)، ميشال بلاتيني (أ.ف.ب)، جيروم فالكه (أ.ف.ب)
TT

انهيار رموز الفيفا

بلاتر إلى خارج الفيفا منكسرا (رويترز)، عيسى حياتو يقود الفيفا مؤقتا (أ.ف.ب)، ميشال بلاتيني (أ.ف.ب)، جيروم فالكه (أ.ف.ب)
بلاتر إلى خارج الفيفا منكسرا (رويترز)، عيسى حياتو يقود الفيفا مؤقتا (أ.ف.ب)، ميشال بلاتيني (أ.ف.ب)، جيروم فالكه (أ.ف.ب)

دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الفوضى الشاملة، بعد أن انهار الهيكل على أهم رموزه، بإيقاف رئيسه السويسري جوزيف بلاتر، والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي كان يُنظر له كأبرز المرشحين لخلافته.
وبعد أن استمع القضاء السويسري إلى بلاتر كمتهم وبلاتيني كشاهد أواخر الشهر الماضي في قضية الدفع غير المشروع لمبلغ مليوني فرنك سويسري حصل عليها الفرنسي من الفيفا في عام 2011، فإن لجنة القيم المستقلة في الفيفا قررت أمس إيقاف بلاتر وبلاتيني مؤقتا لمدة 90 يوما عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي.
كما قررت اللجنة إيقاف الكوري الجنوبي مونغ جوون تشونغ ست سنوات، والفرنسي جيروم فالكه الأمين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوما أيضا.
ووفقا لهذه القرارات، سيعفى بلاتر من جميع مهامه، على أن يتولى الكاميروني عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الرئاسة بالوكالة حتى انتخاب رئيس جديد. وقال بيان صادر عن الفيفا أمس: «قررت غرفة التحكيم في لجنة القيم التي يرأسها هانز يواكيم إيكرت الإيقاف المؤقت لرئيس الفيفا جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس الفيفا ميشال بلاتيني، وأمين عام الفيفا جيروم فالكه (أعفي من منصبه الشهر الماضي) لمدة 90 يوما». وأضاف البيان: «قد يتم تمديد فترة الإيقاف لـ45 يوما إضافية». وتابع: «كما تم إيقاف نائب رئيس الفيفا سابقا تشونغ مونغ جوون ست سنوات وأنزلت به غرامة مقدارها 100 ألف فرنك سويسري».
وأوضح البيان: «خلال فترة العقوبة يمنع على هؤلاء ممارسة أي نشاط كروي على الصعيدين المحلي والدولي، ويدخل الإيقاف حيز التنفيذ مباشرة». وتابع البيان: «حسب المادة 32 من النظام الأساسي للفيفا، فإن عيسى حياتو نائب الرئيس الأقدم سنا في اللجنة التنفيذية للفيفا سيتولى الرئاسة بالوكالة».
ويتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد التي تزلزل الفيفا منذ أواخر مايو (أيار) الماضي، بعد أن ألقت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الأميركي القبض على عدد من المسؤولين، واتهمت مسؤولين آخرين من أعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وغسل الأموال.
وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع «عقدا لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014 بطريقة ليست في مصلحة الفيفا» مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له. وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضا «شك خلال تنفيذ الاتفاق في أن يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكا بذلك واجباته الإدارية».
وأشار كلاوس ستولكر، مستشار بلاتر، إلى أن الأخير لن يتقدم باستئناف ضد قرار إيقافه نظرا لأنه إيقاف مؤقت. وقال ستولكر إن بلاتر تعامل مع قرار لجنة القيم «بهدوء شديد»، وسيواصل ترتيباته للاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للفيفا في 26 فبراير (شباط) المقبل لانتخاب الرئيس. وقال ستولكر: «لقد جاءت هذه الأحداث في عامه الأربعين بالفيفا. كان يتوقع ظروفا مختلفة بعد هذا المشوار الطويل، لكنه لا يعاني من قلق كبير».
في المقابل اعتبر محامو بلاتر أن لجنة القيم لم تحترم القوانين الخاصة بها لأنها اتخذت قرار إيقاف موكلهم من دون الاستماع إليه. وأصدر مكتب المحاماة التابع لبلاتر بيانا جاء فيه: «يعرب الرئيس بلاتر عن خيبة أمله لعدم اتباع لجنة القيم لقانون الأخلاق وقانون الانضباط»، واللذين يسمحان للشخص المتهم بإمكانية الاستماع إليه. وبحسب البيان فإن اللجنة بنت قرارها على «تأويل خاطئ» لقرار القضاء السويسري بحق رئيس الفيفا. وتوقع المحاميان لورينز رني وريتشارد كولن أن ممثلي الادعاء بسويسرا سيكونون ملزمين قانونا بغلق القضية إذا لم تسفر التحقيقات عن ظهور أدلة كافية، في فترة أقصاها أسبوعان.
وبشأن بلاتيني، ففي حين أن لجنة الأخلاق اعتبرت ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لم يبطل تلقائيا على الرغم من إيقافه مؤقتا، حيث قال الناطق باسمها أندرياس بانتل: «إن هذه المسألة (ترشيح بلاتيني) ليست من مهمة لجنة القيم، بل من صلاحيات لجنة الانتخابات في الفيفا المعنية بدراسة صلاحية الترشيح»، فإن سمعة النجم الفرنسي السابق باتت على المحك، وإن خلافة بلاتر تحولت إلى كابوس بعد أن كان ينظر إليه كأبرز المرشحين لمنصب رئيس الفيفا.
واستمع القضاء السويسري إلى بلاتيني حول حصوله على المستحقات المتأخرة من الفيفا في عام 2011 لقاء عمل قام به كمستشار لبلاتر بين عامي 1999 و2002، ولم يقتنع بتبريره أنه لم يطالب بهذا المبلغ فور انتهاء مهمته لأن الفيفا كان يمر بظروف مالية صعبة في نهاية 2002 بعد إفلاس شركة «اي إس إل» الشريك التسويقي للاتحاد الدولي.
وكان بلاتيني انتقد قبل لحظات قليلة من بيان لجنة القيم التسريبات «الغادرة» عن إيقافه، متهما مصدرا رسميا من الفيفا، ومعتبرا أنها يهدف بالأساس إلى تشويه سمعته. كما أكد رئيس الاتحاد الأوروبي أنه قام أمس بالذات بالإجراءات المتعلقة «بتسليم» ملف ترشيحه، بقوله: «قمت صباح أمس بتسليم رسالة ترشيحي رسميا لانتخابات رئاسة الفيفا». وأضاف: «كما جرت العادة منذ 2007، سأتمم واجباتي بعد التشاور مع الاتحادات الـ54 في القارة الأوروبية التي سأستدعيها قريبا إلى اجتماع في نيويورك».
أما تشونغ (63 عاما)، نائب رئيس الفيفا بين 1994 و2011، فهو متهم بأنه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمنح بلاده في حملة استضافة كأس العالم 2022، في خرق لقواعد مواد الأخلاق في الاتحاد الدولي. وأعلن تشونغ أمس عزمه «استخدام جميع الوسائل القانونية المتاحة» للتدليل على أن قرار إيقافه يعتبر غير عادل.
ووصف تشونغ لجنة الأخلاق بأنها «قاتل مأجور من طرف بلاتر»، وإيقافه لمدة 6 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم بأنه «إنكار صارخ للعدالة».
وهاجم الملياردير الكوري الجنوبي، أحد أعضاء الأسرة المالكة للشركة العملاقة «هيونداي»، الفيفا، ووصفه بأنه «مثل سفينة تايتانيك غارقة»، مضيفا: «المجتمع الكروي الدولي يعرف أن الرئيس بلاتر ينوي العودة إلى منصبه الحالي بعد 26 فبراير 2016 في حال عدم قدرة الكونغرس الاستثنائي للفيفا على انتخاب رئيس جديد». واعتبر تشونغ أن «قرار لجنة الأخلاق هدم للشرعية وعدالة الانتخابات المقبلة».
وكانت كوريا الجنوبية من الدول التي شاركت في السباق لاستضافة مونديال 2022 الذي ذهب إلى قطر بعد تغلبها على الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من التصويت.
وبالنسبة إلى فالكه فكان الفيفا أقاله قبل نحو أسبوعين من منصبه بسبب قضايا فساد، منها اتهامه ببيع تذاكر لدخول مباريات كأس العالم في البرازيل عام 2014 بطريقة غير مشروعة.
من جهته، أكد حياتو الذي سيتولى قيادة الفيفا بشكل مؤقت أن تكليفه لا يعني أنه سيترشح في الانتخابات المقبلة، وقال: «سأتولى المهمة بشكل مؤقت فقط، ولن أترشح في الانتخابات المقررة في 26 فبراير المقبل». وتابع: «حتى موعد الكونغرس، فإنني سأبذل قصارى جهدي في هذه المنظمة، الفيفا يوصل التزامه بعملية الإصلاح لاستعادة ثقة الجمهور، وسأواصل أيضا التعاون الكامل مع السلطات ومتابعة التحقيقات الداخلية».
ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه بسبب فضائح الفساد المتتالية والتي دفعت ببلاتر إلى تقديم استقالته بعد 4 أيام فقط على إعادة انتخابه رئيسا للفيفا لولاية خامسة على التوالي في 29 مايو الماضي.
وحددت اللجنة التنفيذية الجديدة للفيفا 26 فبراير المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر.
ولأول مرة سيجد الربان الذي قاد الفيفا على مدى 17 عاما نفسه يترنح بالسفينة مع أبرز رجاله محاولا إنقاذ نفسه من الغرق.
بلاتر، الذي اعتبر نفسه ربان السفينة الذي يرفض أن يتركها وسط الأمواج العاتية التي ضربتها على مدى السنوات الأخيرة، بات يواجه الغرق إن لم يكن غرق بالفعل بمن فيها.
وبعد محاولات عدة للنأي بنفسه عن سلسلة الفضائح التي هزت أركان المنظمة العالمية وتحديدا منذ عاصفة مايو الماضي عندما أمر القضاء الأميركي بإيقاف مسؤولين عدة في الفيفا بتهمة الفساد ورشاوى وأودعهم السجن بانتظار قرار ترحيلهم إلى الولايات المتحدة، لم يتمكن من النجاة هذه المرة وتم إيقافه لمدة 90 يوما مؤقتا، وبات الرجل السويسري المخضرم البالغ من العمر 79 عاما مهددا بعدم الإشراف على انتخابات خليفته في فبراير المقبل.
ومنذ أن تبوأ منصبه في يونيو عام 1998 على هامش كأس العالم في فرنسا، حظي بلاتر باستقبالات تليق برئيس دولة حيثما حل، وبدا صامدا في عين العواصف التي أحاطت بالفيفا، لكن الغيوم سرعان ما تلبدت أكثر فأكثر في الأشهر الماضية قبل أن تطاله شخصيا.
فبعد اقالة ذراعه الايمن امين عام الفيفا فالكه من منصبه الشهر الماضي لتورطه بعملية مشبوهة في بيع تذاكر لكأس العالم في البرازيل 2014، جاء دور بلاتر للدفاع عن نفسه في ظل الاتهامات الموجهة إليه.
ولا شك في أن آخر التطورات لطخت مسيرة بلاتر الذي كان يفتخر بمنظمته التي حولها إلى دجاجة تبيض ذهبا، ودائما ما كان يتبجح بأن الفيفا يضم عددا أكبر من المنتسبين إلى الأمم المتحدة (209 دول مقابل 193 دولة).
وبعد أن لمع طالبا ثم نال شهادة في الاقتصاد والتجارة من جامعة لوزان (سويسرا)، بدأ مسيرته عام 1959 أمينا عاما لهيئة السياحة في فاليه، قبل أن يصبح عام 1964 مديرا في الاتحاد السويسري للهوكي، وما لبث أن عُيّن بعد سنتين رئيسا للجمعية السويسرية للصحافة الرياضية، وهو يفخر بهذا المنصب.
ولقيت حياته تحولا جذريا عندما بلغ الثانية والثلاثين حيث تعاقدت معه شركة «لونجين» السويسرية لصناعة الساعات حيث أوكلت إليه منصب مدير العلاقات العامة والتسويق فيها، وشارك مع هذه المؤسسة بصفتها الراعية الأساسية للتوقيت في أولمبياد ميونيخ (ألمانيا) عام 1972.
وانضم بلاتر إلى الفيفا عام 1975 بعد سنة واحدة من انتخاب البرازيلي جواو هافيلانغ رئيسا، وأوكل إليه منصب المدير الفني عام 1977، قبل أن يعين أمينا عاما عام 1981 خلفا للألماني هيلموت كايزر.
ولأنه خضع لدورات تدريبية في صفوف الجيش السويسري كسائر مواطنيه فإنه وصل إلى رتبة كولونيل وهي أعلى رتبة لغير العاملين في الجيش بصفة رسمية، ونظرا لعلاقاته القوية والنافذة فإن مدينة سيون عينته رئيسا لملفها الترشيحي لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2006.
ويقول بلاتر: «منذ تعييني أمينا عاما لم أعش سوى لكرة القدم، لقد تزوجت الفيفا على حساب عائلتي وحياتي الشخصية». لكن الطلاق مع الفيفا أصبح حقيقة الآن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».