سان جيرمان للثأر... ونيوكاسل لتجديد الأمل... وميلان يصطدم بدورتموند

برشلونة يواجه بورتو لحسم التأهل لثُمن نهائي دوري الأبطال... وسيتي للعلامة الكاملة في مواجهة لايبزيغ

لاعبو سان جيرمان خلال التدريبات قبل الموقعة الساخنة ضد نيوكاسل (رويترز)
لاعبو سان جيرمان خلال التدريبات قبل الموقعة الساخنة ضد نيوكاسل (رويترز)
TT

سان جيرمان للثأر... ونيوكاسل لتجديد الأمل... وميلان يصطدم بدورتموند

لاعبو سان جيرمان خلال التدريبات قبل الموقعة الساخنة ضد نيوكاسل (رويترز)
لاعبو سان جيرمان خلال التدريبات قبل الموقعة الساخنة ضد نيوكاسل (رويترز)

يضع فريقا باريس سان جيرمان الفرنسي وميلان الإيطالي نصب أعينهما هدف الخروج أحياء من «مجموعة الموت» عندما يصدمان بكل من نيوكاسل الإنجليزي ودورتموند الألماني في مباراتين منفصلتين نحو بلوغ الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما يأمل برشلونة الإسباني حسم تأهله عبر مواجهته مع بورتو البرتغالي بعدما عقّد مهمته بخسارة قارية أولى هذا الموسم بالجولة السابقة.

وحجزت 6 أندية بطاقاتها إلى ثمن النهائي؛ هي: بايرن ميونيخ الألماني (المجموعة الأولى)، وريال مدريد الإسباني (الثالثة)، وإنتر الإيطالي وريال سوسييداد الإسباني (الرابعة)، وحامل اللقب مانشستر سيتي الإنجليزي، ولايبزيغ الألماني (السابعة).

وستكون الأنظار على مواجهات المجموعة السادسة حيث فارق نقطتين فقط بين ميلان الثالث ودورتموند المتصدر (7 مقابل 5)، بينما يحتل سان جيرمان المركز الثاني بفارق نقطتين عن نيوكاسل الأخير (6 مقابل 4).

وستكون موقعة نيوكاسل وسان جيرمان على ملعب «بارك دي برانس» بالجولة الخامسة قبل الأخيرة للمجموعة، ثأرية لبطل فرنسا الذي تعرض لخسارة ثقيله في ملعب نظيره الإنجليزي ذهاباً (1 - 4) في الجولة الثانية، لكن شتان ما بين مباراة الذهاب ولقاء الثلاثاء الحاسم .

جولينتون إحدى أوراق نيوكاسل الهجومية الرابحة (أ.ف.ب)

في الجولة الثانية، كان نيوكاسل منتشياً بتعادله السلبي الثمين أمام مضيفه ميلان الإيطالي العريق في أول مباراة له في المسابقة القارية العريقة منذ 20 عاماً، في حين يدخل الجولة الخامسة وهو في المركز الأخير للمجموعة برصيد 4 نقاط، بعد خسارتين أمام دورتموند الألماني (0 - 1 و0 - 2)، وبالتالي يتعيّن عليه تفادي الخسارة للإبقاء على آماله في بلوغ ثمن النهائي.

كان الفوز على بطل فرنسا في أول مباراة لنيوكاسل على أرضه في دوري أبطال أوروبا منذ عقدين من الزمن، بمثابة إعلان نيات من قوة آتية في كرة القدم الأوروبية، حيث يهدف الفريق المدعوم من «شركة الاستثمارات السعودية» إلى السير على خطى مانشستر سيتي المدعوم إماراتياً الذي بات مسيطراً على كرة القدم الإنجليزية ونال أول تتويج أوروبي الموسم الماضي.

وبدا التأهل في متناول نيوكاسل بقيادة المدرب إيدي هاو بعد البداية القوية وجمع 4 نقاط من أول مباراتين، لكن الأمور انقلبت منذ ذلك الحين بالنسبة للفريق الإنجليزي حيث تأثر كثيراً بالإصابات التي ضربت صفوفه، ثم جاءت صدمة إيقاف لاعب وسطه الإيطالي ساندرو تونالي (أبرز تعاقدات النادي خلال الصيف) لمدة 10 أشهر بسبب اتهامه في مراهنات رياضية بشكل غير قانوني خلال فترة وجوده مع فريقه السابق ميلان.

ويحوم الشك حول مشاركة قطبي الدفاع الهولندي سفين بوتمان ودان بيرن، والمهاجم كالوم ويلسون، ولاعبي الوسط جو ويلوك وشون لونغستاف عن مواجهة سان جيرمان، وقال هاو للصحافيين بعد الفوز على تشيلسي محلياً السبت: «انظروا إلى اللاعبين الغائبين، وستجدون أن هذا الفوز رائع بفضل اللاعبين الجاهزين لدينا».

ومع ذلك، فإن مصدر قلق هاو هو الإرهاق الذي يعاني منه فريقه قبل مواجهة بطل فرنسا الساعي بقيادة هدافه كيليان مبابي إلى الثأر وحجز بطاقته في ثمن النهائي. وقال هاو: «يتعيّن علينا الفوز بآخر مباراتين لنا. نحن نتقبّل (الوضع) وعلينا أن ننظر إلى المستقبل الآن».

في المقابل، يسعى سان جيرمان للثأر من نيوكاسل، حيث إن خسارة جديدة ستترك رجال المدرب الإسباني لويس إنريكي في مهب الريح وفي صراع شرس على بطاقة التأهل في الجولة السادسة الختامية.

وقال إنريكي (53 عاماً) عقب خسارة فريقه أمام ميلان 1 - 2 في الجولة الماضية: «تملك الفرق الأربعة مصيرها بين أيديها. لا تزال هناك مباراتان متبقيتان ولا يزال بإمكاننا التقدم».

مُني باريس بهزيمتين في آخر 3 مباريات في دور المجموعات هذا الموسم، وهو عدد الهزائم نفسه الذي تعرض له في مواجهاته الـ18 السابقة في هذا الدور.

وفي المباراة الثانية، يدرك ميلان أن الفوز على ملعبه «سان سيرو» سيجعله في موقع جيد للتأهل إلى ثمن النهائي للموسم الثاني توالياً، لكن منافسه دورتموند يملك فرصة الحسم أيضاً في حال فوزه.

لاعبو دورتموند يترقبون مواجهة مفصلية ضد ميلان (أ.ب)

ويعوّل ميلان، بطل أوروبا 7 مرات، على مهاجمه المخضرم الفرنسي أوليفييه جيرو (37 عاماً) الذي برز بوصفه رجل «المناسبات الكبيرة» منذ انضمامه إلى الفريق الإيطالي العريق قبل عامين.

سجّل جيرو 8 أهداف هذا الموسم وأعاد إحياء آمال فريقه ببلوغ ثمن النهائي، بفضل هدفه الوحيد حتى الآن في المسابقة القارية الأم، من رأسية هزت شباك سان جيرمان في الفوز 2 - 1 في المرحلة الماضية.

ويأمل جيرو في أن يستمر بقميص النادي بعد النجاحات التي حصدها في مدينة ميلانو بفوزه بلقب الدوري عام 2022، ووصوله إلى نصف نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي.

وقال مهاجم آرسنال الإنجليزي السابق في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»: «أود البقاء. عقدي ينتهي الصيف المقبل، لكنني لم أتحدث إلى النادي حول هذا الموضوع».

وتابع: «أريد الاستمرار، وأعتقد أن لديّ ما يلزم للقيام بذلك. لا يزال بإمكاني أن أكون مفيداً للفريق... المجيء إلى هنا كان نعمة بالنسبة إلي».

ويفتقد ميلان نجمه البرتغالي رافاييل لياو بسبب إصابة في أوتار ركبته، مما يضع جيرو أمام ثقل قيادة حمل الهجوم في مباراة قد تحدد موسم الفريق.

في المقابل، يقدّم دورتموند صورة إيجابية قارياً في حين تتأرجح نتائجه محلياً؛ حيث يحتل المركز الرابع مع 24 نقطة متأخراً بفارق 10 نقاط عن باير ليفركوزن المتصدر. وأنهى دورتموند سلسلة من 3 مباريات لم يذق خلالها طعم الفوز، بقلبه تأخره بهدفين أمام بروسيا مونشنغلادباخ إلى فوز 4 - 2 السبت الماضي.

وفي حين لم تهتز شباك الفريق سوى مرتين في 4 مباريات في دوري الأبطال، فإن هذا النجاح لا ينعكس في الدوري؛ حيث بلغ معدل الأهداف في شباكه 1.5 في المباراة. ويتعرّض إدين ترزيتش (41 عاماً) مدرب دورتموند لانتقادات لاذعة تطالب برحيله، لذا بإمكانه أن يسكت الألسن البغيضة في حال نجح في ضمان التأهل للدور الثاني من بوابة ميلان.

وقال الرئيس التنفيذي للنادي، هانز يواكيم فاتسكه: «نحن في المركز الأول في مجموعة دوري الأبطال، وهو أمر لا يمكن المبالغة في تقديره. المجموعة هشّة، ويمكن أن يحدث أي شيء».

وأضاف: «لدينا فرصة للتأهل مبكراً حال فوزنا في ميلانو. لم أكن لأجرؤ على الحلم بذلك وقت إجراء القرعة. هذه هي الحقيقة».

انتهت مباراة الذهاب بين دورتموند؛ الذي توج بطلاً لأوروبا قبل 26 عاماً، وميلان بالتعادل السلبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي حال تكررت النتيجة أو التعرض لخسارة فسيكون على الفريق الألماني الفوز على سان جيرمان في عقر داره في ديسمبر (كانون الأول) من أجل التأهل.

وسيفتقد دورتموند جهود مدافعه نيكلاس زوله أمام ميلان بسبب وعكة، لينضم إلى مارسيل سابيتسر وفيليكس نميشا وجوليان دورانفيل الغائبين لإصابات مختلفة، لكن المهاجم سيبستيان هالر والجناح كريم أديمي، اللذين غابا عن مواجهة مونشنغلادباخ انضما لتشكيلة الفريق المتوجهة إلى إيطاليا.

وفي المجموعة الخامسة، بإمكان أتلتيكو مدريد الإسباني، المتصدر برصيد 8 نقاط، أن يلتحق بركب الأندية المتأهلة في حال فوزه على مضيفه فينورد الهولندي الثاني (6 نقاط)، كما سيكون لاتسيو الثاني مع 7 نقاط أمام فرصة حسم التأهل في حال فوزه على ضيفه سلتيك الأسكوتلندي متذيل الترتيب مع نقطة واحدة، لكن بشرط خسارة فينورد.

واستغل أتلتيكو خسارة فينورد أمام لاتسيو 1 - 3 في المرحلة الماضية وفوزه الساحق على سلتيك 6 - 0 للارتقاء للمركز الأول، وقد أعلن مهاجمه المتألق الفرنسي أنطوان غريزمان تصميم فريقه على عدم التخلي عن الصدارة قائلاً: «الشيء الأكثر أهمية هو التأهل، لكننا نريد أن نفعل ذلك بالتمسك بالمركز الأول. لدينا مباراة صعبة في هولندا، لذا علينا أن نستمر في إظهار ما يمكننا القيام به».

وفي المجموعة السابعة، التي يتصدرها مانشستر سيتي بالعلامة الكاملة (12 نقطة)، يسعى الفريق الإنجليزي، الذي يتابع بنجاح الدفاع عن لقبه، إلى حسم الصراع على المركز الأول عندما يستضيف وصيفه لايبزيغ الألماني (9) الذي بدوره عبر إلى الدور التالي.

وضمن المجموعة نفسها، يلتقي يونغ بويز السويسري مع رد ستار بلغراد الصربي للمنافسة على المركز الثالث الذي يضمن لصاحبه الانتقال لمسابقة «يوروبا ليغ».

لاعبو برشلونة خلال الاستعداد لمواجهة بورتو وحسم بطاقة التأهل لثمن النهائي (أ.ف.ب)

ويحتدم الصراع في المجموعة الثامنة بعدما بدا أن برشلونة الإسباني يسير بسهولة لبلوغ ثمن النهائي بفوزه بمبارياته الثلاث الأولى، إلا إن خسارته أمام شاختار دونيتسك الأوكراني 0 - 1 في المرحلة الماضية عقّدت مهمته ليتساوى مع وصيفه بورتو البرتغالي الفائز على أنتويرب البلجيكي 2 - 0، وذلك قبل مواجهتهما النارية في كاتالونيا.

وتبدو مهمة شاختار الثالث مع 6 نقاط سهلة على الورق عندما يستضيف صاحب القاع أنتويرب الذي تعرض لأربع هزائم متتالية ويخلو رصيده من النقاط.


مقالات ذات صلة

بيريز مهاجماً «فيفا» و«يويفا»: كرة القدم مصابة بجروح خطرة

رياضة عالمية فلورينتينو بيريز (إ.ب.أ)

بيريز مهاجماً «فيفا» و«يويفا»: كرة القدم مصابة بجروح خطرة

شنّ فلورينتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، بطل دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، هجوماً عنيفاً على الاتحادين «الدولي (فيفا)» و«الأوروبي (يويفا)».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (يمين) يواصل التألق مع برشلونة (إ.ب.أ)

ليفاندوفسكي يزدهر في برشلونة المتجدد

قد يكون روبرت ليفاندوفسكي يبلغ من العمر 36 عاماً، لكن إذا كنت تعتقد أنه يُظهر علامات تباطؤ، فأنت مخطئ تماماً.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».