انتكاسة لفيلدرز في سعيه لتشكيل ائتلاف حكومي في هولندا

خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)
خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)
TT

انتكاسة لفيلدرز في سعيه لتشكيل ائتلاف حكومي في هولندا

خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)
خيرت فيلدرز يتحدث مع صحافيين في لاهاي الاثنين (إ.ب.أ)

بدت المفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم في هولندا، بعد فوز اليميني المتطرف خيرت فيلدرز المفاجئ في الانتخابات التشريعية، في طريق مسدودة، الإثنين، مع استقالة المسؤول الذي كُلّف إجراءها.

ويراقب قادة أوروبيون ودوليون من كثب ليروا ما إذا كان فيلدرز و«حزب الحرية» الذي يتزعّمه، سيتمكّنان من تشكيل حكومة مع شركاء يشعرون بالقلق من آرائه المتشدّدة ضدّ الإسلام والهجرة والاتحاد الأوروبي.

وحتّى قبل البدء بالمفاوضات، تحوّلت العملية إلى إخفاق تام، فقد اضطُرّ خوم فان شترين، الذي عيّنه الزعيم اليميني المتطرّف لقيادة المفاوضات، إلى الاستقالة بعد اتهامه من قِبل وسائل الإعلام الهولندية في نهاية هذا الأسبوع بارتكاب عمليات احتيال في الشركة السابقة التي كان يعمل فيها.

اجتماع لقادة الأحزاب الهولندية بعد الانتخابات في لاهاي في 24 نوفمبر الحالي (رويترز)

وأعلن السناتور عن «حزب الحرية»، خوم فان شترين، أنّ هذه الظروف والوقت الذي يحتاج إليه للرد على الاتهامات الموجهة إليه «غير متناسبة» مع المهمة الموكلة إليه. أضاف: «أبلغت بالتالي خيرت فيلدرز ورئيس البرلمان بأنني أستقيل من منصبي بمفعول فوري».

وكان من المفترض أن يباشر فان شترين مهمته رسمياً الاثنين، بلقاء مع فيلدرز الذي تصدّر حزبه انتخابات 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، غير أنّ اجتماعاته أُلغيت.

زعيمة «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» ديلان يسيلغوز وراء خيرت فيلدرز خلال اجتماع لقادة الأحزاب في لاهاي في 24 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

وأفادت صحيفة «إن آر سي» الأحد، بأنّ شركة «أوتريخت هولدينغز» التي كان يعمل فيها فان شترين، قدّمت شكوى لدى الشرطة بشأن احتيال مفترض ارتكبه السناتور وزملاء آخرون.

وندّد فان شترين بهذه الاتهامات «التي لا أساس لها»، مؤكداً أنّه «التزم بجميع القوانين والأنظمة».

ويشكّل هذا الجدل انتكاسة لفيلدرز، الذي فاز على نحو مفاجئ للجميع، في انتخابات الأربعاء بحصوله على 37 مقعداً من أصل 150 مقعداً في مجلس النواب.

ويقوم حزبه بحملة من أجل فرض حظر المساجد والقرآن وارتداء الحجاب، فضلاً عن تنظيم استفتاء على مغادرة هولندا للاتحاد الأوروبي.

«خرج الجني من المصباح»

مع ذلك، بدا زعيم اليمين المتطرّف متفائلاً الاثنين، مؤكداً أنّه لا يزال مرشّحاً لمنصب رئيس الحكومة، في حين حثّ الأحزاب الأخرى على عدم الانخراط في ألعاب سياسية.

وكتب على موقع «إكس»: «اليوم، غداً وبعد غد، سيساعد حزب الحرية في حكم هولندا وسأكون رئيساً لحكومة هذا البلد الجميل»، مشيراً إلى رغبته في أن يكون «إيجابياً وعقلانياً».

غير أنّ فيلدرز حذّر أيضاً من أنّه لا يمكن تجاهل فوزه الانتخابي. وقال: «لا يزال بعض السياسيين لا يفهمون ذلك».

وبينما حذّر من أنّ انتخابات جديدة قد تكون محتملة إذا فشل حزبه في تشكيل ائتلاف، قال: إنّ «حزب الحرية» سيكون أقوى إذا تمّ تجاهل «التفويض الديمقراطي لملايين الأشخاص... لقد خرج الجني من المصباح ولا يمكن إعادة إدخاله إليه».

وكان فيلدرز أعلن، عند انتهاء الانتخابات، أنّه يؤيّد تشكيل ائتلاف مع «العقد الاجتماع الجديد» (20 مقعداً) بزعامة بيتر أومتسيغت المؤيد للإصلاح، وحركة «مزارعين مواطنين» (7 مقاعد) و«حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية» (يمين الوسط) (24 مقعداً).

غير أنّ زعيمة «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية» ديلان يسيلغوز كانت قد استبعدت المشاركة في حكومة يقودها فيلدرز، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّها ستكون مستعدّة «لدعم ائتلاف ينبثق من اليمين الوسط».

ولكن منصب يسيلغوز لا يزال موضع خلاف داخل حزبها، الذي خسر عشرة مقاعد في الانتخابات.

وعدّ فيلدرز أنّ المفاوضات الخاصّة بتشكيل ائتلاف يمكن اختتامها خلال «ثلاثة أسابيع»، إذا كان الجميع على استعداد لتقديم تنازلات، لكنّ الاستقالة المفاجئة لمنسّق المفاوضات تهدّد بوضع هذا الجدول الزمني موضع تساؤل.

ويعتقد معظم المحلّلين أنّه لا يمكن تشكيل الحكومة قبل السنة المقبلة. وكان قد استغرق الأمر 271 يوماً لتشكيل حكومة مارك روته المنتهية ولايتها.


مقالات ذات صلة

انطلاق الحملات الانتخابية لبرلمان كردستان العراق

المشرق العربي مسؤولون في مفوضية الانتخابات خلال إعلان انطلاق الحملات الانتخابية في كردستان (موقع المفوضية)

انطلاق الحملات الانتخابية لبرلمان كردستان العراق

انطلقت، الأربعاء، الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق المقرر إجراؤها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

فاضل النشمي (بغداد)
آسيا الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا مجتمعاً مع كبار ضباط الجيش والشرطة بعد أدائه اليمين الدستورية في كولومبو الاثنين (إ.ب.أ)

الرئيس السريلانكي الجديد يتعهّد «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد

تولى أنورا كومارا ديساناياكا، أول رئيس يساري في تاريخ سريلانكا، مهامه اليوم (الاثنين)، متعهداً «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

حزب شولتس يتقدم على اليمين المتطرف في انتخابات إقليمية بشرق ألمانيا

أظهرت استطلاعات رأي تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس بفارق ضئيل على حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في انتخابات إقليمية.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام (ألمانيا))
الولايات المتحدة​ خلال عملية التصويت في أحد مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 2020 (رويترز)

​كيف صوتت الولايات الأميركية في انتخابات الرئاسة على مدى ربع قرن؟

تكشف القراءة التاريخية لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ ما يقرب من ربع قرن عن 36 منطقة شبه حصينة يفوز بها دائماً أحد الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري»

شادي عبد الساتر (بيروت)
شمال افريقيا من الاحتجاجات ضد الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)

تونس: احتجاجات جديدة ضد سعيد وسط تصاعد التوتر قبل الانتخابات

خرج المئات من التونسيين، الأحد، في مسيرة بالعاصمة، مواصلين الاحتجاجات ضد الرئيس قيس سعيد، للأسبوع الثاني على التوالي، متهمين إياه بتشديد قبضته على الحكم.

«الشرق الأوسط» (تونس)

أوكرانيا تعلن استهداف مستودع لتخزين الصواريخ والذخيرة في روسيا

جانب من الدمار الذي نتج عن القصف الروسي على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي نتج عن القصف الروسي على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تعلن استهداف مستودع لتخزين الصواريخ والذخيرة في روسيا

جانب من الدمار الذي نتج عن القصف الروسي على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (إ.ب.أ)
جانب من الدمار الذي نتج عن القصف الروسي على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (إ.ب.أ)

أكدت أوكرانيا أنها استهدفت، ليل السبت - الأحد، مستودعاً لتخزين الصواريخ والذخيرة في غرب منطقة فولغوغراد الروسية، مواصلةً تنفيذ خطتها لشن هجمات مكثفة على منشآت موسكو اللوجيستية، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت روسيا التي لم تشر إلى الهجوم، أنها أسقطت 125 مسيَّرة متفجرة مصدرها أوكرانيا، منها 67 فوق منطقة فولغوغراد.

وأكد مصدر قريب من العمليات في قطاع الدفاع الأوكراني أن العملية نُفذت باستخدام «120 مسيّرة متفجرة» بشكل مشترك بين جهاز الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن والجيش. وأوضح أن استهداف مستودع تخزين الصواريخ والذخائر والمتفجرات الواقع في قرية كوتلوبان الروسية «سيؤدي إلى تقليص حجم ذخيرة وحدات الجيش الروسي».

وجاء في بيان لهيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أنه «عشية الهجوم، وصلت صواريخ إيرانية» إلى الموقع، دون أن تذكر ما إذا كانت هذه الأسلحة التي مصدرها إيران، حليفة روسيا، قد تضررت بشكل مباشر في الهجوم الذي تسبب باندلاع «حريق».

ولم تبلغ روسيا، من جانبها، عن تأثيرات هذا الهجوم الجديد الذي يهدف إلى تعطيل لوجيستياتها في مناطق القتال.

واكتفت وزارة الدفاع الروسية بالقول على «تلغرام»: «إن الدفاعات الجوية دمرت واعترضت خلال الليل (...) 125 مسيّرة أوكرانية».

وأكد حاكم فولغوغراد أندريه بوتشاروف في بيان عدم وقوع إصابات أو أضرار. لكن قناة «ريبار» القريبة من الجيش الروسي أشارت عبر «تلغرام» إلى دوي انفجارات عدة قرب كوتلوبان حيث منشآت المديرية الرئيسية للصواريخ والمدفعية التابعة لوزارة الدفاع. كما أفادت وسائل الإعلام الروسية المحلية بوقوع «هجوم ضخم بمسيّرة»، بينما تحدث سكان هذه المنطقة عن دوي «انفجارات عدة» خلال الليل.

من جانبها، أفادت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، بأن الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيّرة الأوكرانية تسببت في أكبر تدمير لمخزونات الذخيرة الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وأشارت الوزارة إلى هجوم وقع في 18 سبتمبر (أيلول) على مستودع بالقرب من توروبتس في منطقة تفير الروسية شمال غربي موسكو، حيث يُعتقد أنه جرى تدمير ما لا يقل عن 30 ألف طن ذخيرة.

وأفادت الوزارة بأن هجوماً آخر في الساعات الأولى من يوم 21 سبتمبر استهدف مستودعات في تيخوريتسك، في منطقة كراسنودار جنوب روسيا وأماكن أخرى في توروبتس؛ ما تَسَبَّبَ في وقوع خسائر كبيرة.

وذكرت التقارير أن الذخائر التي جرى تدميرها عبر المواقع الثلاثة تمثِّل «أكبر خسارة في الذخيرة الروسية والمورَّدة من كوريا الشمالية خلال الحرب». وأضافت: «من المؤكد أن الضربات ستتسبب، على الأقل، في تعطيل قصير الأجل لإمدادات الذخيرة الروسية».