رودريغو يضع ريال مدريد في صدارة «لاليغا»

فرحة لاعبي الريال بالفوز والصدارة (رويترز)
فرحة لاعبي الريال بالفوز والصدارة (رويترز)
TT

رودريغو يضع ريال مدريد في صدارة «لاليغا»

فرحة لاعبي الريال بالفوز والصدارة (رويترز)
فرحة لاعبي الريال بالفوز والصدارة (رويترز)

تصدر ريال مدريد الدوري الإسباني لكرة القدم بفوزه على مضيفه قادش 3-0، بفضل ثنائية وتمريرة حاسمة للبرازيلي رودريغو، الأحد، في المرحلة الثالثة عشرة، وبات بانتظار خدمة من أتلتيك بلباو الذي يحل الاثنين ضيفاً على جيرونا مفاجأة الموسم.

ودخل فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي اللقاء ضد مضيفه القابع في المركز السادس عشر، وهو في الوصافة بفارق نقطتين عن جيرونا المتصدر، لكنه تمكن موقتاً من إزاحة النادي الكاتالوني بفوزه الحادي عشر للموسم، على أمل أن يسديه بلباو خدمة بإلحاقه الهزيمة الثانية فقط هذا الموسم بفريق المدرب ميتشل.

وبدأ ريال اللقاء بأفضل طريقة بعدما وضعه رودريغو في المقدمة بهدف رائع، حيث تلاعب بالمدافعين داخل منطقة الجزاء، قبل أن يطلق الكرة قوسية في الزاوية اليسرى العليا لمرمى الحارس الأرجنتيني خيريمياس ليديسما (14).

وبهذا الهدف، وجد البرازيلي طريقه إلى الشباك في ثلاث مباريات متتالية للمرة الأولى في 183 مباراة خاضها في جميع المسابقات بألوان النادي الملكي وفق «أوبتا» للاحصاءات.

وبقيت النتيجة على حالها رغم بعض الفرص التي حصل عليها ريال، أبرزها للكرواتي لوكا مودريتش الذي ارتدت محاولته البعيدة من القائم، وذلك حتى الدقيقة 64 حين كرر رودريغو مشهد الهدف الأول في طريقه تسجيله هدف التعزيز قبل أن يلعب لاحقاً دور الممرر في الهدف الذي سجله الإنجليزي جود بيلينغهام إثر هجمة مرتدة سريعة (74).

رورديغو يحتفل بهدفه في شباك قادش (رويترز)

وبهذا الهدف، رفع الوافد الجديد رصيده الى 11 هدفاً في 12 مباراة في الدوري و14 في 15 ضمن جميع المسابقات بألوان النادي الملكي هذا الموسم، قبل أن يترك أرضية الملعب برفقة رودريغو في الدقائق الـ12 الأخيرة بعدما اطمأن أنشيلوتي على النتيجة.

بالنسبة لأنشيلوتي الذي يفتقد خدمات البرازيلي فينيسيوس جونيور، والفرنسي إدواردو كامافينغا، المنضمين إلى المصابين الآخرين الحارس البلجيكي تيبو كورنوا، والبرازيلي إيدر ميليتاو، والفرنسي أوريليان تشواميني، فإن «الصعوبات قد تمنحك في بعض الأحيان دوافع إضافية واللاعبون فهموا ذلك تماماً».

وتابع «كل اللاعبين الذين نفتقدهم هامون جداً، لكننا تعاملنا مع الأمر بشكل جيد والفريق كان جيداً جداً هناك» في المباراة التي شهدت مشاركة مودريتش أساسياً للمرة الخامسة فقط هذا الموسم ليلعب بجانب الألماني توني كروس، فيما عاد بيلينغهام الى الفريق بعدما غاب عن المباراتين الأخيرتين بسبب إصابة في الكتف.

وأشاد الإيطالي برودريغو الذي «عاد» إلى ما كان عليه بتسجيله 5 أهداف في المباريات الثلاث الأخيرة، بينها واحد في مسابقة دوري الأبطال التي يستأنفها ريال الأربعاء على أرضه ضد نابولي الإيطالي باحثاً عن حسم الصدارة لصالحه بعدما ضمن بلوغه ثمن النهائي.

وزاد ريال سوسييداد من محن ضيفه إشبيلية بالفوز عليه 2-1، فيما حقق فياريال بداية موفقة مع مدربه الجديد-القديم مارسيلينو بالفوز على ضيفه أوساسونا 3-1.

على ملعب «ريالي أرينا» وبعد سلسلة من خمسة تعادلات متتالية، بينها أربعة بقيادة مدربه الجديد الأوروغوياني دييغو ألونسو ،الذي خلف خوسيه لويس منديليبار في 10 كتوبر (تشرين الأول)، مني إشبيلية الأحد بهزيمته الخامسة في الدوري هذا الموسم، والثالثة توالياً أمام منافسه الباسكي الذي بات خامساً موقتاً بـ25 نقطة بانتظار مباراة الاثنين بين جيرونا وأتلتيك بلباو (24 نقطة).

وأنهى سوسييداد الشوط الأول متقدماً بهدفي الحارس الصربي ماركو دميتروفيتش الذي حول الكرة في شباكه بعد تسديدة من أندر بارينيتشيا (3)، والنيجيري عمر صادق بتسديدة من خارج المنطقة (22).

واعتقد المغربي يوسف النصيري أنه أعاد الضيف الأندلسي إلى أجواء اللقاء بعد تقليصه الفارق في الدقيقة 60 بكرة رأسية، لكن النتيجة بقيت على حالها حتى النهاية التي شهدت طرد لاعبين من فريقه هما سيرخيو راموس، وخيسوس نافاس (88)، ليتلقى فريق ألونسو هزيمته الخامسة في المركز الخامس عشر برصيد 12 نقطة ومن دون أي فوز منذ 26 سبتمبر (أيلول) حين فاز على ألميريا 5-1 في المرحلة السابعة.

وعلى «ستادي دي لا سيراميكا»، حقق فياريال بداية موفقة في الدوري مع مدربه الجديد القديم مارسيلينو بالفوز على ضيفه أوساسونا 3-1 بفضل ثلاثية خوسيه لويس موراليس (57 و71 و80).

واستعان فياريال بمارسيلينو في 13 الشهر الماضي لاستلام مهمة تدريب فريقه السابق خلفاً للمقال خوسيه روخو «باتشيتا»، ونجح في الاختبار الأول حين قاده للفوز على سامورا من الدرجة الثانية 2-1، الأربعاء، في الدور الثاني من مسابقة الكأس قبل أن يتجاوز الأحد الاختبار الأول في الدوري.

وسبق لمارسيلينو الذي أقيل من تدريب مرسيليا الفرنسي بعد خمس مراحل فقط على انطلاق الدوري المحلي، أن أشرف على فياريال بين 2013 و2016، وهو وقع عقداً حتى 2026 على أمل الارتقاء بالفريق الذي يعاني في بداية الدوري الإسباني، حيث اكتفى بثلاثة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات وسبع هزائم في 13 مرحلة.

وكانت البداية مثالية بالنسبة للمدرب الذي نجح في مروره الأول بفريق «الغواصة الصفراء» في الصعود به إلى الدرجة الأولى في موسمه الأول قبل أن يتمكن بعدها من قيادته إلى المشاركة الأوروبية لثلاثة مواسم متتالية، إذ قاده للفوز الأول في مبارياته البيتية الخمس الأخيرة.

ورفع فياريال بانتصاره الرابع رصيده إلى 15 نقطة في المركز الثاني عشر، فيما تجمد رصيد أوساسونا الذي سجل له أليخاندرو كاتينا الهدف الوحيد (78)، عند 14 نقطة في المركز الرابع عشر.

وينتقل فياريال ومدربه الجديد-القديم إلى الامتحان القاري الخميس ضد باناثينايكوس اليوناني في الجولة الخامسة من دور المجموعات لمسابقة «يوروبا ليغ».

ويحتل فياريال المركز الثاني ضمن المجموعة السادسة مع 6 نقاط متأخراً بفارق ثلاث عن رين الفرنسي المتصدر، لكن مع مباراة مؤجلة في جعبته.


مقالات ذات صلة

رئيس ريال مدريد: كأس إنتركونتيننتال ليس مجرد لقب... نحن الأبطال للمرة التاسعة

رياضة عالمية فلورنتينو بيريز (أ.ب)

رئيس ريال مدريد: كأس إنتركونتيننتال ليس مجرد لقب... نحن الأبطال للمرة التاسعة

أكد فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، أن الفوز بلقب كأس إنتركونتيننتال ليس مجرد لقب آخر فحسب، «بل هو لقب بطل العالم».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور يتسلم جائزة أفضل لاعب في بطولة كأس القارات للأندية (رويترز)

فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في كأس القارات

حصد النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور جناح ريال مدريد، جائزتين عقب تتويج فريقه بكأس القارات للأندية فيفا إنتركونتيننتال بالفوز 3 - صفر على باتشوكا المكسيكي.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية توني كروس (د.ب.أ)

كروس يرغب في الاختفاء عن الأنظار

قال توني كروس، لاعب ريال مدريد الإسباني لكرة القدم والمنتخب الألماني السابق، إنه سيختفي عن الأنظار بعد فترة مزدحمة بالنشاط حتى بعد اعتزاله لعب كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية أسامة إدريسي (أ.ف.ب)

كأس القارات للأندية: المغربي إدريسي يحاول تذكر «ذلك الفتى الصغير» في مواجهة ريال

يخوض المغربي أسامة إدريسي إحدى أبرز المحطات في مسيرته الكروية بعدما قاد فريقه باتشوكا المكسيكي إلى نهائي كأس القارات لكرة القدم (كأس إنتركونتيننتال).

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة «ذا بيست»

فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة «ذا بيست»

فاز البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، بجائزة أفضل لاعب في العالم، المقدمة من الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) خلال حفل «ذا بيست».

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
TT

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)

ستُطوي هذا الأسبوع إحدى الصفحات الأكثر مجداً في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

وبحسب شبكة «The Athletic»، من المقرر أن يخوض خيسوس نافاس مباراته رقم 943 والأخيرة مع الفريق الأول بعد ظهر يوم الأحد؛ حيث يسافر إشبيلية إلى سانتياغو برنابيو لمواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني.

خلال ما يقرب من 22 عاماً بوصفه لاعباً كبيراً، فاز نافاس بـ8 ألقاب مع إشبيلية (بما في ذلك 4 كؤوس الاتحاد الأوروبي)، و3 ألقاب مع مانشستر سيتي (بما في ذلك لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2013 - 2014)، و4 ألقاب دولية مع إسبانيا (بما في ذلك كأس العالم 2010 ويورو 2024).

على مرّ السنين، تطور الجناح السريع الذي نشأ في فريق شباب إشبيلية إلى ظهير موثوق به وذي خبرة وطالت مسيرته في الملاعب، بينما كان يتعامل مع إصابة مؤلمة ومزمنة في الفخذ في المواسم الأخيرة.

يقول نافاس، الذي بلغ من العمر 39 عاماً في نوفمبر (تشرين الثاني)، في ملعب تدريب إشبيلية: «لقد كنت أحاول الاستمتاع بالوقت المتبقي مع الجماهير، وهو أجمل شيء. يأتي الألم عندما أتدرب بجد أو ألعب مباراة مكثفة. في هذه الحالة يكون من الصعب حتى اللعب مع أطفالي (في الأيام التالية). لذلك أحاول الراحة».

لا توجد مباريات أصعب من مواجهة الأحد خارج الديار أمام ريال مدريد، بطل أوروبا.

يقول: «في النهاية، هذا هو إشبيلية الذي أحبه. لقد ساعدت بقدر ما أستطيع».

وُلِد نافاس خارج العاصمة الأندلسية في لوس بالاسيوس وفيلافرانكا، وانضم إلى أكاديمية الشباب في إشبيلية في سن الخامسة عشرة. وبعد ظهوره لأول مرة مع الفريق الأول بعد 3 سنوات، سرعان ما أصبح لاعباً أساسياً، حيث بدأ إشبيلية في تجميع أعظم فريق في تاريخه.

انضم إلى النجوم البارزين فريدريك كانوتيه، والمدير الفني الحالي لتشيلسي إنزو ماريسكا، ولويس فابيانو، وجوليان إسكودي، شباب محليون بمَن فيهم نافاس، وخوسيه أنطونيو رييس، وأنتونيو بويرتا، حيث فاز الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس السوبر الإسباني بين عامي 2006 و2010.

يشرق وجه نافاس، وهو شخص متحفظ ومتحدث حذر، عندما يتذكر هدف الفوز المتأخر الذي سجله بويرتا ضد شالكه في مباراة الإياب في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2005 - 2006. وبعد مرور عام بقليل، انهار بويرتا وتوفي أثناء مباراة ما قبل الموسم في أغسطس (آب) 2007.

ويقول نافاس: «كان الأمر مذهلاً، فقد فتح ذلك الهدف الأبواب أمام كل ما حققناه، وقد قدمت له التمريرة الحاسمة. لقد كان زميلي في الغرفة. لقد كان ذلك مصدر سعادة هائلة. لقد أصبح بويرتا الآن في ذاكرة كل من يعيش في إشبيلية».

وقد أدى أداء نافاس بوصفه جناحاً سريعاً ومباشراً إلى استدعائه للمنتخب الإسباني في عام 2009، وفي نهائي كأس العالم في العام التالي، كانت انطلاقته القوية في الوقت الإضافي هي التي أدت إلى هدف الفوز الذي سجله أندريس إنييستا.

ويقول نافاس: «حلم أي طفل هو الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده؛ أن يكون في الملعب، وأن يلعب دوراً في مساعدة الفريق. وعندما انطلقت صافرة النهاية، كان ذلك مصدر فرحة كبيرة. أشاهد الفيديو (على هاتفي) كل بضعة أيام، وما زلت أشعر بالقشعريرة».

كما أسهم نافاس بدور مؤثر في فوز إسبانيا ببطولة أوروبا 2012 بوصفه جزءاً من فريق يضم إنييستا وتشافي وإيكر كاسياس وسيرجيو راموس وتشابي ألونسو. ويُنظر إلى هذا الجيل الذهبي على نطاق واسع باعتباره الأفضل في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

ويقول نافاس: «أشعر بأنني جزء من هذا الجيل. لقد فزنا بكل شيء، لكن الأمر لم يقتصر على النتائج فقط. لقد لعبنا كرة قدم رائعة وجميلة، واستحوذنا على الكرة طوال المباراة. لذا كان الأمر رائعاً».

جذب أداء نافاس مع النادي والمنتخب انتباه الأندية الكبيرة في أوروبا، وفي صيف 2013، انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 20 مليون يورو.

بدأت مسيرته مع مانشستر سيتي بشكل مذهل، بما في ذلك هدف رائع في الدقيقة الأولى في الفوز 6 - 0 على توتنهام. وانتهى العام الأول في فريق مانويل بيليغريني بميدالية الدوري الإنجليزي الممتاز و6 أهداف و13 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات.

يقول نافاس: «في الموسم الأول، كنت ألعب كل المباريات، وفزنا بالبطولات: الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الرابطة».

كثيراً ما قيل إن الشخصية الهادئة المرتبطة بمنزله وعائلته في الأندلس ناضلت من أجل الاستقرار في إنجلترا، لكن نافاس لا يقبل هذه الفكرة؛ حيث كانت حياته كلها تدور دائماً حول كرة القدم، أينما كان يعيش.

وأردف: «كانت تجربة جيدة (في مانشستر)، سواء على أرض الملعب أو على المستوى الشخصي. 183 مباراة في 4 مواسم هي الكثير. طريقتي في الحياة هي أن أكون هادئاً، وقريباً من عائلتي. لذلك لم تكن حياتي هناك مختلفة كثيراً عن هنا. عدت إلى المنزل وركزت فقط على كرة القدم، كما هو الحال دائماً».

يقول نافاس إن القلق كان في الواقع مشكلة أكثر صعوبة عندما بدأ اللعب مع الفريق الأول لإشبيلية في سن المراهقة.

يقول: «الأمر صعب عندما تبدأ. أنا قادم من بلدة صغيرة، حيث الهدوء التام، وكنت أتدرب مع فريق الشباب، والقفز إلى فريق الكبار، ليس بالأمر السهل. ولكن في النهاية، كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لي. لقد تغلبت على ذلك، وسارت الأمور على ما يرام».

مع مرور الوقت، كان نافاس بديلاً في كثير من الأحيان لمانشستر سيتي، خصوصاً بعد وصول بيب غوارديولا مدرباً في صيف 2016، عندما بدأ يشارك في المباريات، كان ذلك غالباً في مركز الظهير الأيمن.

يقول نافاس: «الحقيقة هي أنني كنت على علاقة جيدة جداً مع بيب. (الظهير الأيمن بابلو) زاباليتا و(باكاري) سانيا أصيبا وأخبرني أنه يمكنني اللعب هناك. رغم أنه كان مركزاً جديداً، فإن كل شيء سار على ما يرام».

أثناء وجوده في مانشستر، شاهد نافاس إشبيلية يرفع 3 ألقاب أخرى في الدوري الأوروبي على شاشة التلفزيون. ومنذ عودته إلى سانشيز بيزخوان عندما انتهى عقده مع السيتي في عام 2017، قادهم إلى لقبين آخرين - بتمرير أهداف من الظهير الأيمن في كل من المباراة النهائية لعام 2020 ضد إنتر ونهائي 2023 ضد روما.

يقول نافاس: «لقد جعلت هذه المنافسة هذا النادي ينمو بشكل كبير ومنحت الكثير من الفرح للجماهير. لذلك في كل مرة نلعب فيها، نذهب إلى كل شيء. على الرغم من وجود مثل هذا الموسم الصعب في عام 2023 (في مسابقات أخرى)، فقد تحوّلنا (في الدوري الأوروبي). حملنا المشجعون أيضاً. لقد كان أمراً رائعاً لا يصدق».

بعد بضع سنوات من الغياب، استدعى مدرب إسبانيا الحالي لويس دي لا فوينتي نافاس إلى التشكيلة الدولية في عام 2023. لعب المباراتين في مركز الظهير الأيمن أثناء الفوز بنهائيات دوري الأمم الأوروبية في ذلك العام، وكان عضواً مهماً في الفريق، حيث فازت إسبانيا ببطولة أوروبا 2024 الصيف الماضي.

يقول نافاس: «بالنسبة لي، فإن أهم شيء على الإطلاق هو الدفاع عن بلدي. الفوز بدوري الأمم الأوروبية، ثم بطولة أوروبا في عمري، الحقيقة كان هذا أمراً مذهلاً».

كان الجانب الأيمن من فريق إسبانيا ضد فرنسا في يوليو (تموز) الماضي يضم أكبر وأصغر اللاعبين سناً على الإطلاق لبدء نصف نهائي بطولة أوروبا: نافاس في عمر 38 عاماً و231 يوماً، ولامين يامال في عمر 16 عاماً و362 يوماً.

تغلب نجم فرنسا المهاجم كيليان مبابي على نافاس ليصنع هدف الافتتاح في المباراة، وسرعان ما حصل المخضرم على البطاقة الصفراء لمحاولة يائسة لمنع مبابي من تسجيل هدف.

يقول نافاس عندما سُئل عن تلك اللحظة: «شعرت بالهدوء والاسترخاء. كنت أعلم أنني يجب أن أستمر. لم أكن أفكر كثيراً في (مبابي). أفكر دائماً في الهجوم. عندما كانت الكرة بحوزتنا، كنت أفتح الملعب، مثل الجناح تقريباً. وجاء أحد أهدافنا من ذلك».

يشير نافاس إلى تمريرته العرضية من الجهة اليمنى التي أدت مباشرة إلى هدف الفوز لإسبانيا بواسطة داني أولمو. قبل ذلك، عادل يامال النتيجة بتسديدة رائعة من مسافة 25 ياردة في الزاوية العلوية.

يقول نافاس: «(لامين) لديه موهبة. لقد وُلد للعب كرة القدم. نحن الأجنحة لدينا هذه الطريقة في اللعب: أن نكون شجعاناً، وأن نلعب بفرح؛ نيكو (ويليامز) أيضاً. أخبرت لامين أنه من المهم حقاً في كل مرة يحصل فيها على الكرة، أن يحاول تجاوز المدافع. هذه قوة هائلة للفريق».

اعتزل نافاس اللعب الدولي بعد البطولة وتم تكريمه من قبل الاتحاد الإسباني في مباراة دوري الأمم الأوروبية في أكتوبر (تشرين الأول) ضد صربيا، بحضور والديه فرانسيسكو وأورورا وزوجته أليخاندرا وطفليه جيسوس وروميو أيضاً.

يقول نافاس: «لم أتغير بوصفي شخصاً، ما زلت نفس الرجل الذي كنت عليه دائماً. الحفاظ على قدمي على الأرض هو ما أوصلني إلى هذا الحد. مع العلم أنه يجب عليك العمل بجد كل يوم، والتدريب إلى أقصى حد. هذا ما أوصلني إلى حيث أنا الآن، للفوز بأشياء مهمة للغاية، مع المنتخب الوطني، ومع إشبيلية، ومع مانشستر سيتي».

كانت خبرة نافاس لا تقدر بثمن بالنسبة لإشبيلية في السنوات الأخيرة، عندما أثرت القضايا المالية والمشاحنات في مجلس الإدارة على فريق بدلاً من القتال من أجل الألقاب كان غالباً ما يقاتل في النصف السفلي من الدوري الإسباني.

كانت هناك لحظة محرجة في يونيو (حزيران) الماضي، عندما أعلن إشبيلية أن نافاس سيغادر، على الرغم من أنه أراد الاستمرار. تم الاتفاق على عقد آخر لمدة 6 أشهر مع الرئيس الحالي خوسيه ماريا ديل نيدو كاراسكو، مع دفع جميع أجوره مباشرة إلى مؤسسة النادي الخيرية.

يقول نافاس، دون الرغبة في الخوض في التفاصيل: «كان الشيء المهم بالنسبة لنا جميعاً أن نكون على نفس الموجة. بالنسبة لي، كان أكبر شيء هو الاستمرار مع إشبيلية، وأن أكون هنا، للانتقال مع اللاعبين الأصغر سناً. وأود أن أتمكن من توديع الجماهير التي أحبها».

كان المدرب فرانك غارسيا بيمينتا يدير دقائق نافاس هذا الموسم. ويحتاج إلى حقن منتظمة لعلاج مشكلة الورك التي يعاني منها منذ 4 سنوات. وبسبب عدم قدرته على المشاركة في الكثير من العمل البدني للفريق في التدريبات، فإنه غالباً ما يضطر إلى الاستلقاء في معظم الأيام التي تلي المباراة.

يقول نافاس: «أعرف القليل عن كيفية التعامل مع الأمر في التدريبات. المباريات أكثر صعوبة. ولكن هذا هو وضعي. إنه أمر صعب، مع مشاعر متضاربة. بعد كل مباراة، أحاول التركيز على التدريب مرة أخرى، حتى أتمكن من لعب مباراة واحدة أخرى. كما أنني أستمتع بالتدريبات، وأشعر بالتوتر. ومع اقتراب النهاية، أصبح الأمر أكثر صعوبة».

كان الألم والتوتر يستحقان كل هذا العناء، لأنه تمكن من مشاركة اللحظات في الأشهر الأخيرة مع زملائه ومشجعي إشبيلية، بما في ذلك هدف الفوز ضد خيتافي في سبتمبر (أيلول)، والفوز في «ديربي» أكتوبر على منافسه في المدينة ريال بيتيس.

وأردف نافاس: «الشعور هو الفرح والمكافأة على كل الألم الذي تحملته. قبل مباراة الديربي، كان زملائي في الفريق طوال الأسبوع يقولون إنهم سيفوزون بالمباراة من أجلي. كان المشجعون سعداء للغاية من أجلي، وكنت سعيداً للغاية من أجلهم. إنهم يعلمون أنني كنت دائماً على استعداد لمساعدة الفريق، على الرغم من كل الألم، وكل ما يتعين عليّ القيام به كل يوم».

كانت آخر بداية لنافاس في سانشيز بيزخوان في الفوز 1 - 0 في الدوري الإسباني الأسبوع الماضي على سيلتا فيغو، عندما حصل على ممر شرف من كلا الفريقين قبل المباراة وحظي بتصفيق عاطفي من الجماهير عندما تم استبداله في الدقيقة 71.

سيقوم نادي إشبيلية بتنظيم حفل وداع رسمي في 30 ديسمبر (كانون الأول) لنافاس وعائلته. عرض عليه ديل نيدو كاراسكو «عقداً مدى الحياة» لكن لم تتم مناقشة دور محدد بعد. أحد الاحتمالات المستقبلية هو تدريب فرق الشباب التي تلعب في الدوري الإسباني. في ملعب التدريب الذي يحمل اسمه.

وعن خطوته المقبلة، يقول نافاس: «أنا حقاً لا أعرف (ماذا سيحدث بعد ذلك). لم أفكر في الأمر بعد، ربما يكون الأمر متعلقاً بنظام الشباب. كنت أستمتع فقط بالمباريات التي أستطيع لعبها وأشكر الجماهير على دعمهم».