«العين تقرأ» يحتفي بالكتاب المحليين ويخصص برامج قراءة للأطفال

60 ألف عنوان جديد في الدورة الجديدة للمعرض في الإمارة

«العين تقرأ» يحتفي بالكتاب المحليين ويخصص برامج قراءة للأطفال
TT

«العين تقرأ» يحتفي بالكتاب المحليين ويخصص برامج قراءة للأطفال

«العين تقرأ» يحتفي بالكتاب المحليين ويخصص برامج قراءة للأطفال

رسخ معرض «العين تقرأ» في دورته السابعة التي اختتمت أخيرًا مفهومه كمنصة للمؤلفين الإماراتيين، وذلك من خلال الفعاليات والمناسبات التي أقيمت على هامشه، حيث استضاف عددًا من المؤلفين المحليين في أمسيات نقاشية أبرزت مشاركتهم على المستوى الوطني والعربي، كما ركز بشكل كبير على الطفل والنشء من خلال برامج مختلفة وفعاليات خصصت لهم بهدف تشجيع القراءة بين هذه الفئة.
وقال جمعة القبيسي المدير التنفيذي لدار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إن «الهيئة تحرص في كل عام على تكريس معرض (العين تقرأ) كمنصة للمؤلفين الإماراتيين بتنوع اهتماماتهم وطروحاتهم، خصوصًا أن المعرض يلقى تجاوبًا كبيرًا من قبل أهالي مدينة العين لا سيما طلبة الجامعات التي تزخر بها المدينة مما يشكل حالة حوارية دينامية بين أطياف متنوعة من الجمهور المهتم بالثقافة والمطالعة».
وأضاف: «توسعنا في البرنامج الثقافي ليشمل طرح مواضيع تتعلق بتدوين التاريخ والتراث والفنون التشكيلية، كما أن المعرض يشكل محطة مهنية هامة للناشرين وصانعي الكتاب على المستوى المحلي، حيث يلتقي فيه الناشرون والمؤلفون والقراء في تحاور مباشر ومثمر».
ويستمر المعرض، الذي افتتح في الرابع من هذا الشهر، حتى 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بمشاركة 70 عارضًا يقدمون أكثر من 60 ألف عنوان في مختلف العلوم والمعارف والآداب، وشهد مشاركة واسعة من المثقفين المحليين، إذ أقيم عدد من الأمسيات التي شهدت مشاركة وتفاعلاً واسعًا من قبل رواد المعرض.
وقد تميز البرنامج الثقافي، المصاحب للمعرض هذا العام بالغنى والتنوع، حيث يطرح مواضيع أدبية وتراثية وفكرية للنقاش التفاعلي مع الجمهور. وتنوعت الفعاليات بين القراءات، والأمسيات الشعرية، واحتفاليات توقيع وإطلاق الكتب، وحلقات النقاش مع كتاب متميزين، وكانت جهود اللجنة المنظمة بطرح مبادرات تشجيع القراءة، والبرامج الثقافية، وتبادل الكتب، والورش الفنية والحرفية الموجهة لزوار المعرض من الأطفال، مما جعل الحدث الذي امتد على مدى سبعة أيام حافلاً بمجموعة متنوعة من الأنشطة للجميع.
يقول القبيسي: «أبدى جمهور مدينة العين اهتمامًا خاصًا بمعرض (العين تقرأ) العام الماضي، مما شجعنا على زيادة فترة المعرض نزولاً عند رغبة الجمهور ودور النشر المشاركة على حد سواء، فقد استقطب المعرض العام الماضي أكثر من 31 ألف زائر، بينهم عدد كبير من طلبة المدارس والجامعات الذين توافدوا من مختلف مناطق مدينة العين».
وأضاف: «شكل البرنامج الثقافي المصاحب نقطة اهتمام للجمهور، إذ ركز على مناقشة الكُتاب الإماراتيين في مختلف القضايا الثقافية والإبداعية، ويوفر فرصًا لهم للقاء القراء ومشاركتهم الحوار، وفي هذا العام سنقدم برنامجًا مطورًا يجذب المهتمين بالشؤون الثقافية، وفي الوقت نفسه يخلق اهتمامًا لدى غيرهم».
يذكر أن دورة العام الماضي شارك بها نحو 67 ناشرًا محليًا، عرضوا أكثر من 55 ألف عنوان من الكتب والمراجع العلمية والأدبية باللغتين العربية والإنجليزية، فيما شارك كتاب إماراتيون في سلسلة من الندوات والجلسات طوال أيام المعرض.
وتغطي الأقسام الستة في «ركن الإبداع» بمعرض «العين تقرأ» في دورته الحالية، الاحتياجات الحياتية والمعرفية في حياة الطفل بمشاركة ذويه، إذ نفذ قسم القراءة الذي تشارك في تنظيم ورشاته كلية التربية في جامعة الإمارات بمشاركة مجموعة من الطالبات ورشات قراءة وأداء متميزة مع الأطفال، فيما يقوم أكاديميون من جامعة الإمارات وبلدية العين وشرطة العين ومؤسسة التنمية الأسرية ومركز الدعم الاجتماعي بقراءة قصص للأطفال لتشجيعهم على القراءة والاستماع إلى القصص.
ويهتم هذا القسم بتنمية مهارات الأطفال على الابتكار من خلال مجموعة ألعاب قرائية تتميز بالتشويق، ويوفر القسم أنشطة تشارك فيها الأسرة ونشاطات قرائية وكتابية تفاعلية، ويتبادلون فيها كتابة الرسائل التشجيعية والتجارب الشخصية في عالم القراءة، كما يخصص القسم جلسات قراءة قصص تراثية ومناقشتها لتعزيز مكانة التراث الإماراتي عند الأجيال القادمة، وينظم القسم أيضا رحلات يومية لزيارة الأطفال المرضي في مستشفيات مدينة العين لمشاركتهم قراءة القصص وتقديم الكتب هدايا لهم.
وأوضح محمد عبد الله الشحي، مدير إدارة البحوث والإصدارات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن «العين تقرأ» للكتاب يأتي بعد معرض أبوظبي للكتاب، وهو ثاني معرض يجري تنظيمه في الإمارة، ويعد منبرًا يوفر شغف القراءة، ويستقطب المعرض دور النشر المحلية التي تشهد ازدهارًا ملحوظًا واهتمامًا كبيرًا بتطوير صناعة النشر، إلى جانب حرص المعرض على استضافة كوكبة من الكُتاب الإماراتيين في شتى المجالات.
وأكد الشحي أن المعرض يستهدف فئة النشء والأطفال، إضافة إلى الأسرة بجميع أفرادها، كما سيجد عشاق القراءة والكُتاب من إمارات الدولة المختلفة ضمن أيام المعرض الثمانية، أحدث الكتب والإصدارات باللغتين العربية والإنجليزية، ويشمل ذلك كل أنواع المعارف والعلوم.
وأشار مدير إدارة البحوث والإصدارات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إلى تنوع فعاليات المعرض بين القراءات والأمسيات الشعرية واحتفاليات توقيع وإطلاق الكتب، بجانب حلقات النقاش مع كتاب متميزين، مبينًا أنه من شأن مبادراته تشجيع القراءة والبرامج الثقافية، إضافة إلى أنه سيحظى الأطفال بفرصة المشاركة في الورش الفنية والحرفية المتنوعة.
الممثل وصانع الأفلام ياسر النيادي تحدث عن تجربته في الكتابة للصورة من خلال كتابه «الجمعة مشهد آخر»، أما الكاتب حارب الظاهري فألقى الضوء على تجربته في الكتابة القصصية والروائية في جلسة نقاشية.
جناح نادي تراث الإمارات شهد حركة واسعة من قبل الجمهور، حيث عمل على التعريف بجوانب من الثقافة الإماراتية، والتي تأتي ضمن أهدافه في الحفاظ على التراث ونشر الوعي الثقافي وتسهيل عملية اقتناء الكتب من قبل الراغبين في الإصدارات الثقافية والتراثية بشكل عام.
جانب من المعرض في دورته الحالية



«كيركيغارد»... والحب المستحيل

ريجين أولسين
ريجين أولسين
TT

«كيركيغارد»... والحب المستحيل

ريجين أولسين
ريجين أولسين

كان أحدهم قد أطلق العبارة التالية: كيركيغارد فيلسوف كبير على بلد صغير الحجم. بمعنى أنه أكبر من البلد الذي أنجبه. وبالفعل، فإن شهرته أكبر من الدنمارك، التي لا يتجاوز عدد سكانها 5 ملايين نسمة، وبالطبع أكبر من اللغة الدنماركية المحدودة الانتشار جداً قياساً إلى لغات كبرى كالفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية، ناهيك بالعربية. ولكن مؤلفاته أصبحت مترجمة إلى شتى لغات العالم. وبالتالي، لم تعد محصورة داخل جدران لغته الأصلية الصغيرة. لقد أصبحت ملكاً للعالم أجمع. هنا تكمن عظمة الترجمة وفائدتها. لا حضارة عظيمة من دون ترجمة عظيمة. والحضارة العربية التنويرية قادمة لا ريب، على أكتاف الترجمة والإبداع الذاتي في آنٍ معاً.

سورين كيركيغارد (1813 - 1855) هو مؤسس الفلسفة الوجودية المعاصرة، قبل هيدغر وسارتر بزمن طويل. إنه الممثل الأكبر للتيار الوجودي المسيحي المؤمن، لا المادي الملحد. كان كيركيغارد أحد كبار فلاسفة الدين في المسيحية، إضافة إلى برغسون وبول ريكور، مثلما أن ابن رشد وطه حسين ومحمد أركون هم من كبار فلاسفة الدين في الإسلام.

سورين كيركيغارد

لكن ليس عن هذا سأتحدث الآن، وإنما عن قصة حب كبيرة، وربما أكبر قصة حبّ ظهرت في الغرب، ولكن لا أحد يتحدث عنها أو يسمع بها في العالم العربي. سوف أتحدث عن قصة كيركيغارد مع الآنسة ريجين أولسين. كيف حصلت الأمور؟ كيف اشتعلت شرارة الحب، تلك الشرارة الخالدة التي تخترق العصور والأزمان وتنعش الحضارات؟ بكل بساطة، كان مدعواً إلى حفلة اجتماعية عند أحد الأصدقاء، وصادف أنها كانت مدعوة أيضاً. كانت صغيرة بريئة في الخامسة عشرة فقط، وهو في الخامسة والعشرين. فوقع في حبها على الفور من أول نظرة، وبالضربة القاضية. إنه الحب الصاعق الماحق الذي لا يسمح لك بأن تتنفس. ويبدو أنه كان شعوراً متبادلاً. وبعد 3 سنوات من اللقاءات والمراسلات المتبادلة، طلب يدها رسمياً فوافقت العائلة.

ولكنه صبيحة اليوم التالي استفاق على أمر عظيم. استفاق، مشوشاً مبلبلاً مرعوباً. راح ينتف شعر رأسه ويقول: يا إلهي، ماذا فعلت بنفسي؟ ماذا فعلت؟ لقد شعر بأنه ارتكب خطيئة لا تغتفر. فهو لم يخلق للزواج والإنجاب وتأسيس عائلة ومسؤوليات. إنه مشغول بأشياء أخرى، وينخر فيه قلق وجودي رهيب يكاد يكتسحه من الداخل اكتساحاً... فكيف يمكن له أن يرتكب حماقة كهذه؟ هذه جريمة بحقّ الأطفال الذين سوف يولدون وبحقّها هي أيضاً. ولذلك، فسخ الخطوبة قائلاً لها: أرجوك، إني عاجز عن القيام بواجبات الزوجية. أرجوك اعذريني.

ثم أردف قائلاً بينه وبين نفسه: لا يحق لي وأنا في مثل هذه الحالة أن أخرب حياة خطيبتي المفعمة بحب الحياة والأمل والمحبة، التي لا تعاني من أي مشكلة شخصية أو عقدة نفسية أو تساؤلات وجودية حارقة. وإنما هي إنسانة طبيعية كبقية البشر. أما أنا فإنسان مريض في العمق، ومرضي من النوع المستفحل العضال الذي لا علاج له ولا شفاء منه. وبالتالي، فواجب الشرف والأمانة يقتضي مني أن أدوس على قلبي وأنفصل عنها وكأني أنفصل عن روحي.

لكن عندما سمع بأنها تزوجت من شخص آخر جنّ جنونه وتقطعت نياط قلبه وهاجت عليه الذكريات. بل هرب من الدنمارك كلها لكيلا يسمع بالتفاصيل والتحضيرات وليلة العرس. هذا أكبر من طاقته على التحمل. وأصبح كالمجنون الهائم على وجهه في البراري والقفار. كيف يمكن أن يتخيلها مع رجل آخر؟ هل انطبقت السماء على الأرض؟ مجنون ليلى ما تعذب مثلنا.

الشيء المؤثر في هذه القصة هو أن خطيبته التي عاشت بعده 50 سنة تقريباً طلبت أن تدفن إلى جواره، لا إلى جوار زوجها الشرعي! فاجأ الخبر كثيرين. وكانت بذلك تريد أن تقول ما معناه: إذا كان القدر قد فرقني عنه في هذه الحياة الدنيا، فإني سألتحق به حتماً في الحياة الأخرى، حياة الأبدية والخلود. وكانت تعتبر نفسها «زوجته» برغم كل ما حصل. وبالفعل، عندما كان الناس يتذكرونها كانوا يقولون: خطيبة كيركيغارد، لا زوجة فريدريك شليجيل. وقالت: إذا لم يكن زوجي هنا على هذه الأرض، فسوف يكون زوجي هناك في أعالي السماء. موعدنا: جنة الخلد! هل هناك حب أقوى من هذا الحب؟ حب أقوى من الموت، حب فيما وراء القبر، فيما وراء العمر... الحب والإيمان. أين هو انتصارك يا موت؟

قصة حب تجمع بين كيركيغارد، مؤسس الفلسفة الوجودية، وفتاة شابة جميلة تصغره بعشر سنوات، لكن الفلسفة تقف حجر عثرة بينهما، فينفصل عنها وتظل صورتها تطارده طيلة حياته

اللقاء الأخير

كيف يمكن أن نفهم موقف كيركيغارد من حبيبته إن لم نقل معبودته ريجين أولسين؟ للوهلة الأولى يبدو أنه لا يوجد أي تفسير منطقي له. فقد قطع معها في أوج العلاقة الغرامية، دون أي سبب واضح أو مقنع. ويبدو أنها حاولت أن تراه لآخر مرة قبيل سفرها مع زوجها إلى بلاد بعيدة. أن تراه في الشارع كما لو عن طريق الصدفة. وعندما اصطدمت به، قالت له: «ليباركك الله، وليكن كل شيء كما ترغب». وهذا يعني أنها استسلمت للأمر الواقع نهائياً، وأنه لا عودة بعد اليوم إلى ما كان. تراجع كيركيغارد خطوة إلى الوراء عندما رآها حتى لكأنه جفل. ثم حياها دون أن ينبس بكلمة واحدة. لم يستطع أن يرد. اختنق الكلام في صدره. لكأنه يقول بينه وبين نفسه: هل يحق لمن يقف على الخطوط الأمامية لجبهة الفكر، لجبهة النار المشتعلة، أن يتزوج؟ هل يحق لمن يشعر بأن حياته مهددة أن ينجب الأطفال؟ أطفاله هم مؤلفاته فقط. هل يحق لمن يصارع كوابيس الظلام أن يؤسس حياة عائلية طبيعية؟ ما انفك كيركيغارد يحاول تبرير موقفه، بعد أن شعر بفداحة ما فعل مع ريجين. لقد اعتقد أنه انفصل عنها، وانتهى الأمر، فإذا بها تلاحقه إلى أبد الآبدين. ما انفك يلوم نفسه ويتحسر ويتعذب. لكأنه عرف أن ما فعله جريمة لا تغتفر. نعم، لقد ارتكب جريمة قتل لحب بريء، حب فتاة غضة في أول الشباب. من يستطيع أن يقتل العاطفة في أولها، في بداية انطلاقتها، في عنفوانها؟ طيلة حياته كلها لم يقم كيركيغارد من تلك الضربة: ضربة الخيانة والغدر. وربما لم يصبح كاتباً وفيلسوفاً شهيراً إلا من أجل تبريرها. لقد لاحقه الإحساس القاتل بالخطيئة والذنب حتى آخر لحظة من حياته. إذا لم نأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار فإننا لن نفهم شيئاً من فلسفة كيركيغارد. لقد أصبحت قصته إحدى أشهر قصص الحب على مدار التاريخ، بالإضافة إلى قصة دانتي وبياتريس، وروميو وجولييت، وأبيلار وهيلويز. ويمكن أن نضيف: مجنون ليلي، وجميل بثينة، وكثير عزة، وعروة وعفراء، وذا الرمة ومي... إلخ. العرب هم الذين دشنوا هذا الحب العذري السماوي الملائكي قبل دانتي وشكسبير بزمن طويل. ولماذا تنسون عنتر وعبلة؟ بأي حق؟

ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ

مني وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

بعد أن تجاوز فيلسوف الدنمارك تلك التجربة العاصفة، شعر وكأنه ولد من جديد، أصبح إنساناً جديداً. لقد انزاح عن كاهله عبء ثقيل: لا عائلة ولا أطفال ولا زواج بعد اليوم، وإنما معارك فكرية فقط. لقد طهره حب ريجين أولسين من الداخل. كشف له عن أعماقه الدفينة، وأوضح له هويته ومشروعه في الحياة. الحب الذي يفشل يحرقك من الداخل حرقاً ويطهرك تطهيراً. بهذا المعنى، فالحب الفاشل أفضل من الحب الناجح بألف مرة. اسألوا أكبر عاشق فاشل في العالم العربي. بعدها أصبح كيركيغارد ذلك الفيلسوف والكاتب الكبير الذي نعرفه. بالمعنى الأدبي للكلمة، وليس مفكراً فيلسوفاً فقط، بالمعنى النثري العويص الجاف. من ثم هناك تشابه كبير بينه وبين نيتشه مع الفارق، الأول مؤمن، والثاني ملحد. وأخيراً، لم ينفك كيركيغارد يحلل أعماقه النفسية على ضوء ذلك الحب الخالد الذي جمعه يوماً ما بفتاة في عزّ الشباب، تدعى ريجين أولسين. عبقريته تفتحت على أنقاض ذلك الحب الحارق أو المحروق. كان ينبغي أن تحصل الكارثة لكي يستشعر ذاته، ينجلي الأفق، يعرف من هو بالضبط. من كثرة ما أحبها تركها. لقد قطع معها لكي تظل - وهي العزيزة الغائبة - أشد حضوراً من كل حضور!