آخر معتقل بريطاني يضرب عن الطعام قبل إطلاقه من غوانتانامو

شاكر عامر: أمور كثيرة قد تحدث قبل إطلاق سراحي

شاكر عامر ({الشرق الأوسط})
شاكر عامر ({الشرق الأوسط})
TT

آخر معتقل بريطاني يضرب عن الطعام قبل إطلاقه من غوانتانامو

شاكر عامر ({الشرق الأوسط})
شاكر عامر ({الشرق الأوسط})

أعلن آخر معتقل بريطاني في غوانتانامو، السعودي المولد شاكر عامر الذي تعتزم السلطات الأميركية إطلاق سراحه قريبًا، إضرابًا عن الطعام، مؤكدًا أنه قد لا يخرج حيًا من المعتقل، قائلا: «أعرف أن البعض لا يريد أن أرى الشمس من جديد، وإذا توفيت فإن المسؤولية بأكملها تقع على عاتق الأميركيين».
كما أكد عامر (48 عامًا) لمحاميه تعرضه لأعمال عنف جسدي. وقال عامر المتزوج ببريطانية، والذي تطالب لندن بإطلاق سراحه منذ 2010، لمحاميه كلايف ستافورد سميث إنه «تم توقيع أوراق لكن هذا لا يعني شيئًا، أمور كثيرة قد تحصل قبل أن أخرج من غوانتانامو».
وعامر معتقل في غوانتانامو من دون توجيه اتهامات إليه منذ فبراير (شباط) 2002، ويشتبه بأنه عمل على تمويل وتجنيد عناصر لصالح تنظيم القاعدة في بريطانيا. غير أن محاميه يؤكد أنه كان يعمل لحساب جمعية خيرية حين قبض عليه في تورا بورا بأفغانستان».
وذكرت صحيفة «ذي ميل أون صنداي» أن شاكر عامر الذي من المقرر إطلاق سراحه، بعد 13 عاما في السجن، لم يتم توجيه أي اتهام إليه، ولم يخضع للمحاكمة منذ إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أنه لا يمكن إطلاق سراحه فورا لأن القانون الأميركي يمنح فترة 30 يوما للكونغرس بعد إعلامه لمراجعة قرار ترحيل سجين خارج البلاد.
يذكر أن شاكر عامر (46 عاما) هو في الأصل سعودي الجنسية، وانتقل إلى بريطانيا في عام 1996، وحصل على حق الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة بسبب زواجه بامرأة بريطانية، ولهما أربعة أطفال يعيشون في لندن.
ومنذ عام 2007، تم إقرار أمر إطلاق سراحه مرتين في فترة حكم الرئيسين الأميركيين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما.
وقد اعتقل عامر في العاصمة الأفغانية كابل في العام 2001، وزعمت السلطات الأميركية أنه يقود وحدة من مقاتلي طالبان، والتقى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بيد أن عامر ظل يؤكد أنه كان في أفغانستان مع عائلته للقيام بأعمال خيرية.
وقد أعلنت الحكومة البريطانية في 25 سبتمبر (أيلول) أن المقيم في بريطانيا شاكر عامر سيتم إطلاق سراحه من معسكر غوانتانامو وسيعود إلى المملكة المتحدة.
وتسعى الإدارة الأميركية لإغلاق معتقل غوانتانامو منذ انتخاب باراك أوباما، وذلك بعد مرور 14 عاما على هجمات 11 سبتمبر 2001 التي شنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن التي شكلت نقطة الانطلاق لهذا المعتقل في الحرب على الإرهاب.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنها تدرس إرسال مسؤولين إلى ولاية كولورادو، لتقييم الأوضاع هناك وإمكانية استخدام سجن فيدرالي، كبديل لغوانتانامو ليأوي السجناء الأكثر خطورة بنظر الولايات المتحدة.
وأبلغت الوزارة مجلس الشيوخ الأميركي بهذا الأمر، في إشارة إلى محاولات الإدارة الأميركية تطبيق وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو الواقع في معسكر للبحرية الأميركية بخليج غوانتانامو في شمال جزيرة كوبا.
ويقع السجن الفيدرالي المذكور في بلدة «فلورنس» جنوب مدينة دينفير، ويشمل منشأة وسطية الحراسة وأخرى مشددة الحراسة، ويسجن فيه عدد من إرهابيي «القاعدة» المحبوسين مدى الحياة.
ولا يزال في غوانتانامو 115 معتقلا، القسم الأكبر منهم يمنيون، ما يشكل إحدى أهم العقبات أمام إغلاق السجن بسبب استحالة إعادتهم إلى بلادهم التي تشهد نزاعا مسلحا.
وكان المسؤولون الأمنيون قد أعلنوا سابقا أنهم يدرسون إمكانية نقل المعتقلين إلى مواقع عسكرية من بينها فورت ليفنوورث في كانساس، أو نيفي بريغ في تشارلستون بكارولاينا الجنوبية.
يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في 19 مارس (آذار) أنه يعتقد أنه كان يتوجب عليه إغلاق معتقل غوانتانامو منذ اليوم الأول لرئاسته. وقال أوباما حينها إنه في اليوم الثاني له في البيت الأبيض وقع على أمر إداري بإغلاق معتقل غوانتانامو في غضون عام واحد.
وأعلن أنه أوكل طاقما بتجهيز خطة لإغلاق المعتقل، ولكن عند طرح الخطة وتقديمها له في 22 يناير (كانون الثاني) 2010 كان الاتفاق من كلا الحزبين حول الموضوع قد تلاشى وواجه قضايا وخلافات سياسية أخرى.



فوز رئيس بلدية لندن صادق خان بولاية ثالثة 

رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان وزوجته خارج مركز اقتراع في لندن (رويترز)
رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان وزوجته خارج مركز اقتراع في لندن (رويترز)
TT

فوز رئيس بلدية لندن صادق خان بولاية ثالثة 

رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان وزوجته خارج مركز اقتراع في لندن (رويترز)
رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان وزوجته خارج مركز اقتراع في لندن (رويترز)

فاز رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان، السبت، بولاية ثالثة، متفوّقاً بفارق كبير على منافسته المحافظة سوزان هول، بعد إعلان كل مناطق العاصمة نتائجها في الانتخابات المحلية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأصبح خان (53 عاماً)، وهو ابن مهاجرَين باكستانيَين وأول رئيس بلدية مسلم لعاصمة غربية، أول زعيم للندن يحصل على 3 ولايات منذ إنشاء هذا المنصب في العام 2000.

وجرى انتخاب خان لأول مرة عمدةً للعاصمة في عام 2016 في انتصار ساحق كسر خلاله سيطرة المحافظين على منصب عمدة المدينة التي استمرت 8 سنوات.


زيلينسكي بقائمة المطلوبين في روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي بقائمة المطلوبين في روسيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

أصدرت روسيا مذكرة بحث بحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دون الإعلان عن دوافعها، وفقاً لإشعار نُشر السبت على موقع وزارة الداخلية.

وجاء في النص المقتضب أن الرئيس الأوكراني مطلوب «بموجب مادة من قانون العقوبات»، دون ذكر تفاصيل إضافية.

وبدأت روسيا في فبراير 2022 غزواً لأراضي أوكرانيا، وصفته بأنه معركة ضد سلطة «نازية» في كييف.

ويستهدف المسؤولون الروس بشكل خاص زيلينسكي. وغداة بدء الغزو، دعا الرئيس فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني لإطاحته.

وقائمة المطلوبين من قبل موسكو طويلة، وتشمل شخصيات روسية أو أجنبية، خصوصاً أوكرانية.

في فبراير أُدرج اسم رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس على القائمة إلى جانب مسؤولين آخرين من دول البلطيق.

ولتبرير هذا القرار، استشهد الكرملين بالرؤية المتناقضة للتاريخ بين موسكو وهذه الدول.

وتعدّ دول البلطيق التي تخشى من طموحات الكرملين العسكرية أن الاتحاد السوفياتي احتلَّها، في حين ترى موسكو أنها دولة تحرُّر، وأن أي مقاربة أخرى «تزوير للتاريخ»، وهو ما يعد جريمة يعاقب عليها القانون في روسيا.


بريطانيا تترقب اعلان آخر نتائج الانتخابات المحلية وهزيمة متوقعة للمحافظين

العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)
العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تترقب اعلان آخر نتائج الانتخابات المحلية وهزيمة متوقعة للمحافظين

العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)
العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)

تترقب بريطانيا، اليوم السبت، إعلان آخر نتائج الانتخابات المحلية التي يتوقع أن تلحق المزيد من الهزائم بحزب المحافظين، خاصة في لندن حيث من المرجح فوز رئيس البلدية العمالي صادق خان بولاية ثالثة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

تعرّض المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، لأسوأ انتكاسة لهم منذ 40 عاما في الانتخابات التي دُعي فيها الناخبون للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية فاز بها حزب العمال في دائرة بلاكبول ساوث وتزامنت مع اقتراع لتجديد بعض المسؤولين المحليين في إنجلترا وويلز وفي 11 بلدية.

وأظهرت النتائج المعلنة حتى الآن، فوز حزب العمال بأكثر من 170 مقعدا ورئاسة 8 مجالس محلية إضافية، فيما خسر المحافظون نحو 450 مقعدا و10 مجالس محلية.

وتعزز المكاسب الكبيرة التي حققتها المعارضة العمالية فرص تولي زعيمها كير ستارمر رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

ودافع رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي يسعى إلى توحيد صفوف المحافظين، من جانبه، السبت عن سياسته، وبخاصة تلك المتعلقة بخطته لترحيل المهاجرين إلى رواندا وتخفيض الضرائب.

وقال إن «حزب العمال لم يفز في الأماكن التي قالوا إنهم سيفوزون فيها» للحصول على الأغلبية عقب الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكداً في مقال نُشر في صحيفة «تلغراف» إن «المحافظين وحدهم لديهم خطة» للبلاد.

لكن الرياح لم تجر كما يشتهي حزب العمال الذي خسر تأييدا واسعا بسبب موقفه الذي اعتبره البعض مؤيداً لإسرائيل في الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة.

واعتبر المتخصص في أبحاث الرأي جون كيرتس في تحليل لصحيفة «آي» أن الحزب استفاد من «رغبة (الناخبين) في الحاق الهزيمة بالمحافظين» أكثر من إظهارهم حماسة تجاهه. وأضاف أن «هذه النتائج لن تبدد الانطباع الذي تكون منذ فترة طويلة بأن حزب العمال يمضي قدماً للفوز في الانتخابات العامة المقبلة».

سياح قرب مجلس العموم في لندن (إ.ب.أ)

إلى جانب لندن، تُعلن السبت نتائج ستة انتخابات محلية أخرى في مدن كبرى، من بينها مانشستر وليفربول.

وفي العاصمة لندن، يبدو رئيس البلدية العمالي صادق خان الأوفر حظاً في مواجهة المرشحة المحافظة سوزان هول، لكن من المتوقع أن يكون الفارق بينهما أقل مما كان متوقعا، بحسب مصادر قريبة من المعسكرين.

وتمكن خان الذي يسعى لولاية ثالثة من استقطاب بعض سكان لندن بعد أن قام في أغسطس (آب) الماضي بتوسيع المنطقة حيث تفرض ضريبة على المركبات الأكثر تلويثا. وتعهدت منافسته بإلغاء هذا الإجراء في حال انتخابها.

ويأمل المحافظون الفوز في انتخابات رئاسة بلدية وست ميدلاندز، حيث من المتوقع إعادة انتخاب مرشحهم.

وتم بالفعل الإعلان عن أربع نتائج الجمعة، مع انتخاب ثلاثة رؤساء بلديات من حزب العمال في إيست ميدلاندز ونورث إيست ويورك وشمال يوركشير، حيث تقع الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء، فيما احتفظ رئيس البلدية المحافظ بمقعده في تيز فالي.

ورحب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، معتبراً أن ذلك دليل على أن المحافظين لا يزال بإمكانهم تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية.

وساهم ذلك، بحسب وسائل إعلام بريطانية، في تخفيف حدة المعارضة لسوناك داخل حزب المحافظين في الوقت الحالي. وأكدت صحيفة «تايمز» أن رئيس الوزراء «أنقذ الموقف».


طلاب في كلية بآيرلندا يقيمون مخيماً مؤيداً للفلسطينيين

العلم الفلسطيني يرفرف في مخيم من أجل فلسطين (د.ب.أ)
العلم الفلسطيني يرفرف في مخيم من أجل فلسطين (د.ب.أ)
TT

طلاب في كلية بآيرلندا يقيمون مخيماً مؤيداً للفلسطينيين

العلم الفلسطيني يرفرف في مخيم من أجل فلسطين (د.ب.أ)
العلم الفلسطيني يرفرف في مخيم من أجل فلسطين (د.ب.أ)

أقام طلاب كلية ترينيتي في العاصمة الآيرلندية دبلن يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة، مخيماً أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي اليوم (السبت)، وإغلاق معرض «كتاب كيلز»، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في آيرلندا، بحسب «رويترز».

وأقيم المخيم في وقت متأخر من أمس (الجمعة) بعد أن قال اتحاد طلاب كلية ترينيتي إن الجامعة فرضت عليه غرامة قدرها 214 ألف يورو (230 ألف دولار) بسبب خسائر مالية تكبدتها نتيجة احتجاجات في الشهور القليلة الماضية لا تتعلق فقط بالحرب في غزة.

وقالت كلية ترينيتي إنها قصرت دخول الحرم الجامعي على الطلاب والموظفين والمقيمين لضمان السلامة، وإن معرض «كتاب كيلز» سيتم إغلاقه اليوم.

وعلى غرار الاحتجاجات الطلابية التي تجتاح جامعات بالولايات المتحدة، يطالب المحتجون في كلية ترينيتي، أقدم جامعة في آيرلندا، بقطع علاقاتها مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل.

ومن بين البلاد الأخرى التي تشهد احتجاجات مماثلة في الجامعات أستراليا وكندا.

وقالت رئيسة الجامعة ليندا دويلو في بيان صدر قبل أيام، إن كلية ترينيتي تراجع استثماراتها في مجموعة من الشركات، وإن أكاديميين يدرسون اتخاذ قرارات بشأن العمل مع المؤسسات الإسرائيلية.

وتناصر آيرلندا منذ فترة طويلة حقوق الفلسطينيين، وتعهدت الحكومة بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين قريباً.


موسكو: تدريبات الناتو دليل على استعداده لصراع محتمل مع روسيا

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز)
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز)
TT

موسكو: تدريبات الناتو دليل على استعداده لصراع محتمل مع روسيا

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز)
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز)

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم السبت، إن التدريبات العسكرية التي يجريها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مدى أربعة أشهر قرب حدود روسيا دليل على أن الحلف يستعد لصراع محتمل معها.

ونفت زاخاروفا اتهامات الحلف لروسيا قبل أيام بالتورط في هجمات إلكترونية على الدول الأعضاء فيه قائلة إن هذه «معلومات مضللة» تهدف إلى صرف الانتباه عن أنشطة الحلف.

وأضافت في بيان أن حلف الأطلسي هو الذي يشن حربا بأساليب مختلفة على روسيا من خلال دعم أوكرانيا بالسلاح والمعلومات المخابراتية والتمويل. وقالت «تجري في الوقت الحالي أكبر مناورة لحلف شمال الأطلسي منذ الحرب الباردة بالقرب من حدود روسيا. ووفقا للسيناريو الخاص بهم، يتم التدريب على إجراءات التحالف ضد روسيا باستخدام جميع الأدوات، ومنها الأسلحة الهجينة والتقليدية».

وأضافت «علينا الإقرار بأن حلف شمال الأطلسي يستعد جديا لصراع محتمل معنا».

وتصاعد العداء في العلاقات بين روسيا والغرب إلى ذورته منذ عقود بعد شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في عام 2022.

ولدى إعلانه بدء المناورات في يناير كانون الثاني، قال الحلف إن 90 ألف جندي سيشاركون فيها للتدريب على كيفية دعم القوات الأمريكية للحلفاء الأوروبيين في الدول المتاخمة لروسيا وعلى الجانب الشرقي للحلف إذا اندلع صراع.

وقالت روسيا في ذلك الحين إن التدريبات تمثل «عودة لا رجعة فيها» للحلف إلى مخططات الحرب الباردة.

ومن المقرر أن تختتم التدريبات، وهي أكبر مناورة لحلف شمال الأطلسي منذ الحرب الباردة، خلال مايو (أيار).


إصابة 6 في خاركيف ودنيبرو بعد هجوم روسي بمسيّرات

إطفائي يكافح النار بعد هجوم بمسيّرات روسية على خاركيف في أوكرانيا (رويترز)
إطفائي يكافح النار بعد هجوم بمسيّرات روسية على خاركيف في أوكرانيا (رويترز)
TT

إصابة 6 في خاركيف ودنيبرو بعد هجوم روسي بمسيّرات

إطفائي يكافح النار بعد هجوم بمسيّرات روسية على خاركيف في أوكرانيا (رويترز)
إطفائي يكافح النار بعد هجوم بمسيّرات روسية على خاركيف في أوكرانيا (رويترز)

قال مسؤولان أوكرانيان، اليوم السبت، إن روسيا شنت هجوما بطائرات مسيرة خلال الليل على خاركيف ودنيبرو مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وأضرار في بنية تحتية حيوية ومبان تجارية وسكنية.

وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن القوات الروسية أطلقت 13 طائرة مسيرة من طراز «شاهد» استهدفت المنطقتين الواقعتين في شمال شرق البلاد ووسطها. وأوضح قائد القوات الجوية أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت جميع الطائرات المسيرة.

لكن أوليه سينيهوبوف، الحاكم الإقليمي لخاركيف، أشار إلى أن حطام الطائرات المسيرة التي جرى إسقاطها أصاب أهدافا مدنية في المنطقة مما أدى إلى جرح أربعة أشخاص واشتعال حريق في مبنى إداري.

وكتب سينيهوبوف على تطبيق «تيليغرام» أن فتى عمره 13 عاما وامرأة يعالجان في المستشفى، فيما تلقت امرأتان أخريان الإسعافات في الموقع. وأضاف أن خدمات الطوارئ تمكنت من السيطرة على الحريق.

وقال سيرهي ليساك حاكم منطقة دنيبروبتروفسك الصناعية إن شخصين أصيبا وإن منشأة للبنية التحتية الحيوية وثلاثة منازل لحقت بها أضرار، وفق ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.


روسيا تعلن إسقاط 4 صواريخ «أتاكمز» فوق شبه جزيرة القرم

إطلاق صاروخ «أتاكمز» خلال تدريب عسكري أميركي كوري جنوبي مشترك (أرشيفية - رويترز)
إطلاق صاروخ «أتاكمز» خلال تدريب عسكري أميركي كوري جنوبي مشترك (أرشيفية - رويترز)
TT

روسيا تعلن إسقاط 4 صواريخ «أتاكمز» فوق شبه جزيرة القرم

إطلاق صاروخ «أتاكمز» خلال تدريب عسكري أميركي كوري جنوبي مشترك (أرشيفية - رويترز)
إطلاق صاروخ «أتاكمز» خلال تدريب عسكري أميركي كوري جنوبي مشترك (أرشيفية - رويترز)

أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية أربعة صواريخ «أتاكمز» أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أوردته اليوم السبت وكالة «تاس»: «خلال الليلة الماضية، تم إحباط محاولة لنظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي على الأراضي الروسية باستخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية».

وأوضح البيان أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت أربعة صواريخ من هذا الطراز الأميركي الصنع فوق شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.

وتحاول القوات الأوكرانية يوميا مهاجمة المناطق الحدودية والوسطى في روسيا، باستخدام عدة أنواع من الأسلحة كالمسيرات الجوية والصواريخ، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.


آلاف تظاهروا في جورجيا ضد قانون «التأثير الأجنبي»

جانب من المسيرة المناهضة لحزب «الحلم الجورجي» في تبليسي (أ.ب)
جانب من المسيرة المناهضة لحزب «الحلم الجورجي» في تبليسي (أ.ب)
TT

آلاف تظاهروا في جورجيا ضد قانون «التأثير الأجنبي»

جانب من المسيرة المناهضة لحزب «الحلم الجورجي» في تبليسي (أ.ب)
جانب من المسيرة المناهضة لحزب «الحلم الجورجي» في تبليسي (أ.ب)

تظاهر الآلاف في جورجيا، الجمعة، ضدّ مشروع قانون مثير للجدل يتعلّق بـ«التأثير الأجنبي» وسبق للغرب أن انتقده.

وانخفض عدد المتظاهرين عن الليالي السابقة، عندما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع. وفرّقت الشرطة مسيرة الأربعاء باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وتجمّع المتظاهرون الجمعة خارج فندق «باراغراف» الذي تملكه شركة الأوليغارشي بيدزينا إيفانيشفيلي حيث يُعقد منتدى لبنك التنمية الآسيوي ويحضره أيضا أعضاء من الحكومة الجورجيّة.

ثمّ سار المتظاهرون إلى مقرّ حزب «الحلم الجورجي» الحاكم الذي يُعتبر رئيسه إيفانيشفيلي القائد الفعلي للبلاد.

وهتف المتظاهرون «لن نتعب!» و«جورجيا ستنتصر!» و«لا للحكومة الروسيّة!»، في وقت يُتّهم «الحلم الجورجي» ووزراؤه بخدمة مصالح روسيا.

حشد من المتظاهرين في تبليسي عاصمة جورجيا (أ.ب)

ومنذ التاسع من أبريل (نيسان)، تشهد البلاد تظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة بعدما أعاد حزب «الحلم الجورجي» التقدم من البرلمان بمشروع قانون «التأثير الأجنبي» الذي يُخالف قواعد الانضمام الى الاتّحاد الاوروبي.

وقالت المتظاهرة داتا نادرايا، وهي طالبة تبلغ 24 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن ذاهبون إلى مقرّ الحلم الجورجي لنطلب منهم إطلاق سراح الشباب الذين اعتُقِلوا في الأيّام الأخيرة ومن أجل أن ندعوهم إلى التخلّي عن القانون الروسي».

وأوقفت الشرطة شخصا الجمعة وأوقفت 23 آخرين في اليوم السابق، بحسب وزارة الداخلية.

ويعتبر معارضو مشروع القانون الذي انتقده الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أنّه سيعوق طموحات هذه الجمهوريّة السوفياتيّة السابقة الواقعة بين أوروبا وآسيا للانضمام إلى الاتّحاد الأوروبي، كما يتّهمون «الحلم الجورجي» بأنّه يخدم مصالح موسكو.

وأثار مشروع القانون الذي مرّ بالقراءة الثانية في البرلمان الأربعاء ولا يزال يحتاج الى قراءة ثالثة، انتقادات دوليّة وغربيّة. وفي حال إقراره، فإنّه سيُلزم أيّ منظمة غير حكوميّة أو مؤسّسة إعلاميّة تتلقّى أكثر من 20 في المائة من تمويلها من الخارج، بالتسجيل باعتبارها «منظمة تسعى لتحقيق مصالح قوة أجنبيّة».

وتؤكّد الحكومة أنّ هذا الإجراء يهدف إلى إجبار المنظّمات على إظهار مقدار أكبر من «الشفافيّة» في ما يتعلّق بتمويلها.


«العمال» البريطاني يزيد الضغط على «المحافظين» قبل انتخابات البرلمان

كير ستارمر أشاد بنتائج حزبه في الانتخابات المحلية الجمعة (د.ب.أ)
كير ستارمر أشاد بنتائج حزبه في الانتخابات المحلية الجمعة (د.ب.أ)
TT

«العمال» البريطاني يزيد الضغط على «المحافظين» قبل انتخابات البرلمان

كير ستارمر أشاد بنتائج حزبه في الانتخابات المحلية الجمعة (د.ب.أ)
كير ستارمر أشاد بنتائج حزبه في الانتخابات المحلية الجمعة (د.ب.أ)

صعّد حزب «العمال» ضغوطه على حكومة «المحافظين» في بريطانيا، بعد مكاسب كبيرة حقَّقها في الانتخابات المحلية بإنجلترا وويلز، وفق نتائج جزئية أظهرت أيضاً تراجعاً كبيراً لحزب رئيس الوزراء ريشي سوناك قبل شهور قليلة من الانتخابات البرلمانية.

ومن المتوقع أن تصدر نتائج الانتخابات المحلية تباعاً على مدى يومي الجمعة والسبت، وسط ترقّب لنتائج انتخابات رئاسة بلدية العاصمة لندن.

وسارع كير ستارمر، زعيم حزب «العمال»، إلى تهنئة حزبه بفوزٍ وصفه بـ«المزلزل» في دائرة بلاكبول ساوث (شمال غربي إنجلترا)، التي شهدت، الخميس، انتخابات تشريعية فرعية تزامنت مع الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز.

ودعا ستارمر إلى تنظيم انتخابات تشريعية «تعكس إرادة الناخبين» على المستوى التشريعي؛ وتُنهي حكم «المحافظين» المستمر منذ 14 عاماً.

وفي مقابل تفاؤل الزعيم العمالي، بدا بعض أعضاء حزبه أكثر حذراً في تقييمهم لنتائج الانتخابات، خصوصاً في ظل «استياء» جزء كبير من الصوت المسلم من موقف الحزب تجاه حرب غزة. وخسر حزب «العمال» السيطرة على مجلس أولدهام (شمال إنجلترا)، حيث فضّل الناخبون منح أصواتهم لمرشحين مستقلين أو تابعين لأحزاب صغيرة، وفق بيانات التصويت، بينما قاطع بعضهم الآخر الاقتراع المحلي. وفي بولتون (شمال)، خسر حزب ستارمر غالبيته في المجلس لصالح حزب «الخضر» والمستقلين.


شي جينبينغ إلى فرنسا وسط تصاعد الخلافات الصينية - الغربية

صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)
صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)
TT

شي جينبينغ إلى فرنسا وسط تصاعد الخلافات الصينية - الغربية

صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)
صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)

يحل الرئيس الصيني شي جينبينغ، الاثنين، ولمدة يومين، ضيفاً على فرنسا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين.

وتحيي هذه الاحتفالية ذكرى مبادرة أطلقها الرئيس الأسبق شارل ديغول خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو من جهة، والحلف الأطلسي من جهة ثانية. ويومها، ثار غضب الغربيين، وفي مقدمتهم الجانب الأميركي، الذين كانوا يغالون في كيل الانتقادات والاتهامات لفرنسا واتهامها بشق الصف الغربي، وتوفير خدمة مجانية للصين الشيوعية. لكن خطوة فرنسا التي أراد منها ديغول إبراز «استقلالية» إزاء الحليف الأميركي، فتحت الباب لاحقاً، وبعد سنوات من التريث لخطوات غربية مماثلة.

انتقادات متجددة

ورغم مرور العقود، ما زال طيف الانتقادات الأميركية ــ الأوروبية ماثلاً. وبرز ذلك مجدداً بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون (الثالثة من نوعها) إلى بكين، بين 5 و7 أبريل (نيسان) 2023، حيث ذكرت بعض تصريحاته بماضي فرنسا الديغولي. ففي مقابلة مع صحيفة «ليه زيكو» الفرنسية الاقتصادية ومجلة «بوليتيكو» الأميركية، قال ماكرون مبرراً رؤية بلاده للعلاقة مع الصين: «إن أسوأ الأمور اعتقاد أنه يتعين علينا أن نكون تبعيين، وأن نتأقلم مع الخط الأميركي أو ردود الفعل الصينية المغالية».

الرئيسان الصيني والفرنسي خلال الزيارة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بكين في شهر أبريل من العام الماضي (رويترز)

كذلك، حث ماكرون الأوروبيين الابتعاد عن رؤية واشنطن ورؤية بكين لملف تايوان، وعدم السير وراء الإدارة الأميركية والتمسك بـ«الاستقلالية الاستراتيجية» التي يدافع عنها، ولا يزال منذ انتخابه رئيساً لأول مرة في ربيع عام 2017. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» افتتاحية عنيفة بحق ماكرون، اتهمته فيها بـ«إضعاف الردع الغربي إزاء عدوانية بكين (في الملف التايواني)، ونسف الدعم الأميركي لأوروبا». أما صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، فقد نددت بـ«رخاوة» ماكرون التي «أغاظت عدداً من الحلفاء».

بناء علاقة شخصية

على ضوء هذه الخلفية، يمكن فهم التحديات التي تواجه فرنسا وماكرون بوصفه من يحدد سياسة بلاده الخارجية، إزاء كيفية التعاطي مع المارد الآسيوي واقتصاده المتربع على المرتبة الثانية عالمياً. ووفق مصادر سياسية في باريس، فإن ماكرون يسعى لبناء «علاقة شخصية» مع نظيره الصيني على غرار ما سعى إليه مع الرئيس الروسي فلاديمير بويتين، ولكن من غير نتيجة.

وفي هذا السياق، فإن زيارة الدولة التي يقوم شي جينببنغ إلى فرنسا، وهي الأرقى في السلم البروتوكولي، تنقسم إلى قسمين: الأول، في باريس حيث يلتقي الرئيسان في قصر الإليزيه، ثم تنضم إليهما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لقمة ثلاثية بحيث يعطي ماكرون اللقاء بعداً أوروبياً جماعياً.

وسبق لماكرون أن طلب من فون دير لاين مرافقته إلى بكين، العام الماضي. وينتهي اليوم الأول من الزيارة بـ«عشاء دولة: في قصر الإليزيه بحضور كبار الشخصيات الفرنسية وشخصيات صينية».

والقسم الثاني من الزيارة سيدور في جبال البيرينه، وهي الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا؛ حيث دعا الرئيس الفرنسي ضيفه إلى منطقة أمضى فيها كثيراً من أوقاته وتحديداً في بلدة «مونجي»؛ حيث كانت جدته تقيم قريباً منها. ويريد ماكرون أن يرد التحية بأجمل منها، حيث إن شي جينبينغ دعا ماكرون وزوجته بريجيت إلى إقليم كانتون لحفل احتساء الشاي في مقر حاكم منطقة غواندونغ، حيث كان والد الرئيس الصيني يشغل منصباً رفيعاً بوصفه موظفاً حكومياً.

توقعات متواضعة

كثيرون يشكون في ذلك، ولا ينتظرون الكثير من هذه الزيارة التي تأتي في مرحلة يتكاثر فيها التواصل الدبلوماسي مع الصين، فالمستشار الألماني أولاف شولتس زارها منتصف الشهر الماضي. ووزير الخارجية الأميركي التقى جينبينغ في بكين الأسبوع الفائت. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيتأهب لزيارة بكين في إطار سعي موسكو لتعزيز علاقاتها متعددة الأبعاد مع الصين على خلفية تواصل الحرب في أوكرانيا، وحاجتها للحليف الصيني سياسياً واقتصادياً، وثمة من يقول أيضاً عسكرياً.

الرئيس الصيني شي جينبينغ والمستشار الألماني أولاف شولتس ببكين في 16 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

التحدي الأول الذي يواجهه ماكرون عنوانه تحديداً الحرب الأوكرانية. واستبق وصول جينبينغ اتصالات مع حلفائه الأوروبيين خصوصاً شولتس للتشاور معه حول هذا الملف والملفات الأخرى الاقتصادية. وقالت مصادر قصر الإليزيه، في تقديمها للزيارة، إن محادثات الطرفين «ستتناول، في المصاف الأول، الأزمات الدولية وأولها الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط والمسائل التجارية والتعاون العلمي والثقافي والرياضي، وما يسمى الملفات الشاملة مثل التغير المناخي، وحماية التنوع البيولوجي والوضع المالي للدول الأكثر هشاشة».

وأشارت المصادر الرئاسية إلى أن الصين أحد أهم شركاء روسيا دبلوماسياً وتجارياً؛ ولذا فإن ماكرون «سيسعى لتشجيعه من أجل استخدام هذه الأوراق للضغط على موسكو حتى تغير حساباتها (في أوكرانيا)، ولتسهم الصين في إيجاد حلول لهذه الحرب». وسبق لماكرون، العام الماضي، أن دعا الرئيس الصيني «لحث روسيا على تحكيم العقل» و«الدفع باتجاه لمّ الجميع حول طاولة المفاوضات». ومؤخراً، طالب شولتس بكين بإقناع موسكو من أجل «التخلي عن حملتها العسكرية (على أوكرانيا) غير المفهومة»، مؤكداً دعم برلين وبكين المشترك لمؤتمر السلام الكبير الذي ستستضيفه سويسرا، ولكن من غير موسكو التي لم تدع إليه. وفي بادرة تدل على تحول في مقاربة واشنطن للعلاقة المتوترة مع بكين، وعلى مسافة قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، دعا بلينكن إلى أن «تتحول الولايات المتحدة والصين إلى شريكتين بدل أن تكونا غريمتين».

حرب أوكرانيا

لا يعوِّل كثيرون على نجاح ماكرون في دفع نظيره الصيني إلى تغيير مقاربته للحرب في أوكرانيا؛ فهذا المطلب ليس جديداً، وكان على لائحة محادثاته مع جينبينغ، العام الماضي وقبله، سواء خلال زيارته للصين أم خلال قمة العشرين التي التأمت في الهند. والرؤية الغربية أن الصين هي «البلد الوحيد القادر على التأثير على الرئيس بوتين». والحال أن بكين لم تقم مطلقاً بإدانة الغزوة الروسي، إلا أنها تدعو دوما إلى حل الخلاف من خلال المفاوضات، وطرحت خطة سلام بقيت في الأدراج.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل في بكين ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

بيد أن الضغوط على بكين أفضت إلى نتيجتين هامشيتين: الأولى، حصول اتصال هاتفي العام الماضي، الأول من نوعه بين جينبينغ وزيلينسكي. والثانية، قيام ممثل خاص للرئيس الصيني بجولة دبلوماسية تضمنت المحطتين الروسية والأوكرانية.

ليست أوكرانيا بند الخلاف الوحيد بين الطرفين الذي يتعين تخطيه، فهناك، إلى جانبه، ملف حقوق الإنسان في الصين الذي تثيره الجمعيات المدافعة عن حقوق الأقليات الطالبة بدولة القانون. ومن بين الأقليات الإثنية هناك بشكل خاص الأويغور المسلمين وسكان التبت، والضغوط التي تمارسها بكين على هونغ كونغ من أجل كتم الأصوات التي ما زالت تعارض سيطرة بكين عليها، ناهيك عن ملف تايوان التي تريد بكين إعادتها إلى حضن الصين، بالقوة إذا لزم الأمر.

وإزاء هذه المسائل، يسير ماكرون على حبل مشدود بسبب وصعوبة التوفيق بين تجنب إحراج الضيف الصيني حول هذه المسائل من جهة، والاستجابة للضغوط التي تمارسها العديد من الجمعيات التي تطالبه بأن يثير مسائل حقوق الإنسان مع ضيفه.

الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

وتجدر الإشارة أيضاً إلى المخاوف التي تثيرها الصين في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ كخلافاتها مع كوريا الجنوبية والفلبين... وتعمل واشنطن على بناء تحالفات عسكرية لتطويقها سواء أكان ذلك في إطار «تحالف أوكوس» الذي يضم أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة»، أو دفع الهند لتكون القوة القادرة على الوقف بوجه الصين أو التحالف مع اليابان وكوريا الجنوبية.

بيد أن باريس لا تريد أن تكون طرفاً في هذه التحالفات، ولا تريد لأوروبا أن تكون رديفاً للسياسة الأميركية في المنطقة، ثم إن الميزانية العسكرية الصينية التي ترتفع من عام إلى عام تثير بدورها المخاوف من عسكرة الصين ومن طموحاتها المستقبلية.

الحرب التجارية

في الأشهر الأخيرة، تكاثرت الشكاوى من هجمات سيبرانية مصدرها الصين على شركات ومؤسسات أوروبية. بيد أن ما يحدث بعيدٌ كثيراً عما ينسبه الأوروبيون إلى «قراصنة» الإنترنت الروس. ولا تقاس هذه المسألة بما يعانيه الأوروبيون من الممارسات الحمائية الصينية لجهة إقفال أسواقهم وعقودهم المبرمة مع الدولة أو السلطات المحلية بوجه الشركات الأوروبية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

لذا، فقد فتح الاتحاد الأوروبي في 24 أبريل تحقيقاً حول «الممارسات التمييزية». وجاء في بيان صادر عنه، أن «السوق الصينية الخاصة بالأدوات الطبية (على سبيل المثال) أغلقت تدريجياً بوجه الشركات الأوروبية والأجنبية وبوجه المنتجات الأوروبية». وهذا التحقيق هو الأول من نوعه الذي تجريه المفوضية الأوروبية بحق الصين ما يدل على تدهور العلاقات التجارية بين الطرفين. وتبين دراسة صينية نشرت العام الماضي أن طموح الحكومة هو تخصيص 85 في المائة من العقود الخاصة بالقطاع الطبي والصحي إلى الشركات الصينية وترك الفتات للآخرين.

بيد أن الأوروبيين لا يتورعون عن اتباع السياسة نفسها. ففي فرنسا مثلاً، قررت الحكومة، بغرض تفضيل شركات صناعة السيارات لديها، حجب المساعدة الحكومية عن السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين والأرخص ثمناً لصالح السيارات الكهربائية للشركات الفرنسية والأوروبية. وخلال شهر فبراير (شباط) الماضي، اضطرت الشركة الصينية المتخصصة بصناعة القطارات الكهربائية إلى سحب عرضها لتلبية طلب بلغاريا من هذه القطارات؛ لأن المفوضية الأوروبية اتهمتها بالاستفادة من الدعم الحكومي الصيني؛ ما من شأنه أن يزعزع أسس المنافسة الشريفة بين الشركات.

هذا غيض من فيض الخلافات الاقتصادية بين الصين وأوروبا، وبينها فرنسا، والتي تعوق تطور العلاقات بين الطرفين، فضلاً عن خلافاتهما السياسية والاستراتيجية.