بوتشيتش: فوز شاختار على برشلونة «مجرد بداية»

الفوز على برشلونة خطوة مهمة لكرة القدم الأوكرانية (أ.ف.ب)
الفوز على برشلونة خطوة مهمة لكرة القدم الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

بوتشيتش: فوز شاختار على برشلونة «مجرد بداية»

الفوز على برشلونة خطوة مهمة لكرة القدم الأوكرانية (أ.ف.ب)
الفوز على برشلونة خطوة مهمة لكرة القدم الأوكرانية (أ.ف.ب)

أشاد المدرب الكرواتي مارينو بوتشيتش بفوز فريقه شاختار دانييتسك الأوكراني المفاجئ على برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ووصفه بأنه «مجرد البداية فقط» وخطوة مهمة للأمام لكرة القدم في أوكرانيا.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، لم يتمكن الفريق الأوكراني من اللعب على ملعبه «دونباس أرينا» في دانييتسك التي تحتلها روسيا الآن، منذ عام 2014، لكن خوض مباراة الثلاثاء على بعد مئات الأميال في مدينة هامبورغ الألمانية بسبب الحرب على أرضها لم يمنع دانيلو سيكان من تحقيق فوز شهير على بطل أوروبا خمس مرات بكرة رأسية في الدقيقة 40.

ولا يزال برشلونة يتصدر المجموعة الثامنة متقدماً على بورتو البرتغالي صاحب المركز الثاني الذي تغلب على أنتويرب 2-0، لكن شاختار سيلعب مع الفريق البلجيكي في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن تغلب عليه 3-2 الشهر الماضي وسيكون واثقاً من تحقيق فوز آخر من شأنه أن يعزز من حظوظه في بلوغ الأدوار الإقصائية.

شاختار دانييتسك فاز بكرة رأسية في الدقيقة 40 (رويترز)

وقال بوتشيتش: «إنه أمر جميل جداً، لكن ليس بالنسبة لي فقط. بالطبع، أنا سعيد جداً، لكنني فخور كثيراً بلاعبي فريقي وجميع الأشخاص في النادي الذين عملوا بجد لمساعدتي في تحقيق ما حققناه الليلة».

وأضاف: «لسوء الحظ، بسبب الوضع في البلاد، يمكنك أن تسمي هذه مباراة على أرضنا ولكن بالنسبة لنا فهي ليست كذلك، لأنه يتعين عليك تحمل مشقة السفر وفي بعض الأحيان نحتاج إلى يوم أو يومين إضافيين للتعافي بالطبع».

وتابع: «الأمر ليس بهذه السهولة، من المهم أيضاً أن تمثل كرة القدم الأوكرانية البلاد في أوروبا كما فعلنا الليلة».

حتى لو فشل شاختار في الوصول إلى مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا، فإن حصوله على المركز الثالث في المجموعة سيمنحه تذكرة إلى الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، حيث يمكنه مواجهة بعض الأسماء الكبيرة في القارة العجوز بما في ذلك ليفربول الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي.

وقال بوتشيتش في هذا الصدد: «إذا حققنا ذلك (التأهل إلى دور الـ16) فسيكون أمراً رائعاً. وإذا لم يكن الأمر كذلك فإن البقاء في أوروبا سيكون أيضاً إنجازاً عظيماً، بل إنجازاً مذهلاً لهذا النادي في ظل هذه الظروف».

وكشف خورخي سوداكوف، الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، إن بوتشيتش همس في أذنه بعد المباراة قائلاً: «ثق بي، إنها مجرد البداية فقط».

مدرب شاختار دانييتسك مارينو بوتشيتش (أ.ف.ب)

وكان برشلونة فاز بالمباراة الأولى بين الفريقين الشهر الماضي 2-1 في ملعبه في العاصمة الكاتالونية، لكن هذه المرة تغلب فريق بوتشيتش على حامل لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي الذي سدد كرة واحدة على المرمى.

وأجبر شاختار حارس مرمى برشلونة الدولي الألماني مارك أندريه تير شتيغن على التصدي لمحاولة أولى من خلال إنقاذ مرماه من كرة سددها ميكولا ماتفينكو.

واضطر لاعبو الفريق الكاتالوني إلى التسديد من بعيد بفضل الدفاع المنظم لشاختار من خلال محاولتين للألماني إيلكاي غوندوغان والبرازيلي رافينيا لكن من دون نجاح، في حين ظهر الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي بعيداً عن مستواه.

وتقدم أصحاب الأرض قبل 5 دقائق من نهاية الشوط الأول، عندما استغل المهاجم الجورجي جيورجي غوتشوليشفيلي وجود الظهير الأيسر لبرشلونة ماركوس ألونسو بعيداً عن مركزه، فمرر كرة عرضية باتجاه سيكان، الذي تفوق على المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن وسجل برأسه بعيداً عن متناول الحارس تير شتيغن.

وسجل الواعد نيويرتون، أحدث الوافدين البرازيليين لشاختار والبالغ من العمر 18 عاماً، هدفاً ثانياً مذهلاً في أواخر المباراة، ولكنه لم يحتسب بداعي التسلل.


مقالات ذات صلة

الكينيان كورير وجيبكوسغي يفوزان بماراثون بلنسية

رياضة عالمية جون كورير (رويترز)

الكينيان كورير وجيبكوسغي يفوزان بماراثون بلنسية

أسكت العداء الكيني جون كورير المشككين فيه بطريقة مذهلة، الأحد، بعدما حقق انتصاره الثاني هذا الموسم في ماراثون بلنسية، ليثبت أن اسمه لا يمكن أن يتلاشى.

«الشرق الأوسط» (بلنسية )
رياضة سعودية وصلت بعثة الفريق الكروي الأول بنادي الهلال مساء اليوم إلى مدينة العين الإماراتية (نادي الهلال)

الهلال يواجه المحرق ودياً في «العين الإماراتية»

وصلت بعثة الفريق الكروي الأول بنادي الهلال مساء اليوم إلى مدينة العين الإماراتية، وذلك لإقامة معسكر تحضيري خلال فترة التوقف الحالية لمنافسات الدوري.

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة عالمية ديستيني أودوجي (رويترز)

أزمة إصابات مفاجئة تُهدد توتنهام قبل مواجهة سلافيا براغ التشيكي

يواجه نادي توتنهام الإنجليزي أزمة إصابات مفاجئة قبل مواجهته الحاسمة ضد سلافيا براغ التشيكي الثلاثاء المقبل في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي: كفاءة هجوم سان جيرمان سبب خماسيتنا في رين

أعرب الإسباني لويس إنريكي، مدرب نادي باريس سان جيرمان، عن سعادته البالغة بالفوز الساحق على رين 5 - 0 مساء السبت على «ملعب حديقة الأمراء» ضمن الجولة الـ15.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية الإسباني جولين لوبيتيغي مدرب المنتخب القطري (رويترز)

لوبيتيغي مدرب قطر: فرصة التأهل ليست بأيدينا

رفع الإسباني جولين لوبيتيغي، المدير الفني للمنتخب القطري الأول لكرة القدم، شعار «لا بديل عن الفوز»، قبل مواجهة تونس، اليوم (الأحد)، في الجولة الثالثة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )

بيكهام يصنع تاريخ الدوري الأميركي... أول من يتوَّج بطلاً لاعباً ومالكاً

ديفيد بيكهام يحتفل بلقب الدوري الأميركي مع نجم ميامي ليونيل ميسي (أ.ب)
ديفيد بيكهام يحتفل بلقب الدوري الأميركي مع نجم ميامي ليونيل ميسي (أ.ب)
TT

بيكهام يصنع تاريخ الدوري الأميركي... أول من يتوَّج بطلاً لاعباً ومالكاً

ديفيد بيكهام يحتفل بلقب الدوري الأميركي مع نجم ميامي ليونيل ميسي (أ.ب)
ديفيد بيكهام يحتفل بلقب الدوري الأميركي مع نجم ميامي ليونيل ميسي (أ.ب)

منذ أن وطئت قدم ديفيد بيكهام أرض الولايات المتحدة عام 2007، وهو يفتح أبواباً جديدة في عالم كرة القدم الأميركية. وبعد 18 عاماً، لا يزال قائد التحولات في الدوري الأميركي يسجّل سطوراً جديدة في التاريخ.

هذه المرة، تحقق إنجاز غير مسبوق: بيكهام أصبح أول شخص في تاريخ الدوري الأميركي يتوَّج باللقب لاعباً، ثم يعود ليرفع الكأس مجدداً مالكاً لنادٍ.

وحدث ذلك عندما حسم إنتر ميامي النهائي بالفوز 3 - 1 على فانكوفر وايتكابس، ليتوَّج بمسيرة صعود بدأت بالصفر تقريباً.

يقول بيكهام لشبكة «The Athletic»: «لا أظن أن أحداً فعل هذا من قبل... الفوز لاعباً ثم مالكاً! إنها واحدة من أعظم لحظات مسيرتي».

بيكهام تُوج بلقب الدوري الأميركي في 2011 و2012 بقميص لوس أنجلوس غالاكسي، والآن يعود للمنصة لكن من مقعد المُلّاك.

عندما وصل من ريال مدريد قبل 18 عاماً، لم يتوقع كثيرون أن يتحول بيكهام إلى رمز مؤثر في تطور كرة القدم بالسوق الأميركية.

صفقته في 2007 أجبرت إدارة الدوري الأميركي على ابتكار «قانون اللاعب المُخصص» ليتمكن غالاكسي من دفع أموال ضخمة لنجمه الجديد. وكان ذلك نقطة تحول في معايير الاحتراف والبنية التحتية داخل الدوري.

وما بين لحظة التوقيع حتى تأسيس إنتر ميامي في 2020، تحوّل حلم بيكهام إلى مشروع ضخم مع المستثمرَيْن خورخي وماس.

منذ لحظة وصول ليونيل ميسي في 2023، بدأ التاريخ يُكتب.

لأول مرة في تاريخ الدوري الأميركي: ميسي قدّم 15 مساهمة تهديفية في الأدوار الإقصائية (6 أهداف + 9 تمريرات)، خلال 6 مباريات فقط!

في النهائي: صنع هدفين، ليحسم لقباً طال انتظاره.

والمفارقة؟

في نهائي بيكهام الأول كلاعب، صنع بنفسه هدف الفوز لدونوفان أمام هيوستن عام 2011.

مشوار ميامي لم يكن وردياً: موسمان دون التأهل، مرة خرج من الدور الأول، وأخيراً الانفجار مع ميسي.

لكن اليوم... هناك لقب وبرق واحد فوق الشعار.

النادي يستعد لافتتاح «ميامي فريدوم بارك» عام 2026. يرتبط ميسي بعقد حتى 2028، المشروع يكبر... وطموحاته كذلك.

يقول بيكهام: «الوعد كان دائماً أن أجعل اللعبة أقوى في أميركا، ليس أن أنجح أنا فقط، بل أن يتطور الجميع».

في ليلة وداع ملعبهم قبل الانتقال للمقر الجديد، حقق إنتر ميامي اللقب.

«لم يكن بالإمكان كتابة سيناريو أفضل من هذا»، ختم بيكهام بابتسامة بطل يعرف كيف يحوّل أحلامه إلى واقع.


«لا ليغا»: إلتشي يعود إلى الانتصارات بالفوز على جيرونا

فرحة لاعبي إلتشي بالفوز على جيرونا (إ.ب.أ)
فرحة لاعبي إلتشي بالفوز على جيرونا (إ.ب.أ)
TT

«لا ليغا»: إلتشي يعود إلى الانتصارات بالفوز على جيرونا

فرحة لاعبي إلتشي بالفوز على جيرونا (إ.ب.أ)
فرحة لاعبي إلتشي بالفوز على جيرونا (إ.ب.أ)

عاد فريق إلتشي لطريق الانتصارات بفوزه على ضيفه جيرونا، الأحد، بنتيجة (3 - 0)، ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وأنهى إلتشي الشوط الأول متقدماً بهدف، سجله جيرمان فاليرا في الدقيقة (40)، وفي الشوط الثاني عزز أصحاب الأرض تفوقهم بهدفين سجلهما رافا مير في الدقيقتين (51) و(57).

وبهذه النتيجة رفع إلتشي رصيده إلى (19) نقطة في المركز التاسع. في المقابل جيرونا، تجمد رصيده عند 12 نقطة في المركز الثامن عشر.


«جائزة أبوظبي»: نوريس يتوّج بطلاً للعالم في الفورمولا 1

البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين يحتفل بلقب بطولة العالم في فورمولا 1 (رويترز)
البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين يحتفل بلقب بطولة العالم في فورمولا 1 (رويترز)
TT

«جائزة أبوظبي»: نوريس يتوّج بطلاً للعالم في الفورمولا 1

البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين يحتفل بلقب بطولة العالم في فورمولا 1 (رويترز)
البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين يحتفل بلقب بطولة العالم في فورمولا 1 (رويترز)

كان الطريق وعراً ومليئاً بالمنعطفات والتقلبات، لكنه أوصل البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين في النهاية إلى وجهته المنشودة: قمة الفورمولا 1.

نجح نوريس في حسم لقب السائقين من خلال حلوله ثالثاً في سباق جائزة أبوظبي الكبرى، الأحد، خلف زميله الأسترالي أوسكار بياستري والهولندي ماكس فيرستابن الأول.

جاء تتويج السائق البريطاني الشاب ببطولة العالم للسائقين للمرة الأولى في مسيرته بعد 6 سنوات على دخوله عالم سباقات الفورمولا واحد بوصفه سائقاً يافعاً، عقب احتلاله المركز الثاني خلف مواطنه جورج راسل في بطولة الفورمولا 2 في عام 2018.

كاد نوريس يشق طريقه بين أصحاب المراكز العشرة الأولى في موسمه الأول المثير، قبل أن يخطف الأضواء الموسم الماضي عندما نازع الهولندي ماكس فيرستابن على اللقب بقوة، مساهماً في الوقت ذاته بفوز مكلارين بلقب الصانعين للمرة الأولى منذ عام 1998.

البريطاني لاندو نوريس سائق مكلارين يبكي بعد نهاية سباق أبوظبي (إ.ب.أ)

ولم يكن صعود نوريس إلى عرش الفورمولا 1 مفاجئاً للرجل الذي لاحظ موهبته للمرة الأولى وهو طفل يتسابق على عربات الكارتينغ في مضمار «كلاي بيغون» في دورشيستر بجنوب غربي إنجلترا.

وقال مدرب المواهب، روب دودز لصحيفة «ذا غارديان» الشهر الماضي: «الأمر جنوني، أليس كذلك؟».

وأضاف دودز بعد مشاهدته ذلك الصغير في السن يحقق أزمنة أسرع بكثير من فتيان يكبرونه سناً: «كان واضحاً أن الفتى يملك شيئاً مميزاً، حينها لاحظته لأول مرة».

وتابع: «عادةً ما ينتظر الأهل حتى يبلغ أطفالهم 10 أو 11 عاماً للمشاركة في البطولات الوطنية، أما لاندو فكان يشارك فيها منذ سن الثامنة».

وُلد نوريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 من أب إنجليزي وأم بلجيكية، بعد أيام من دفاع الفنلندي ميكا هايكينن بنجاح عن لقبه على متن سيارة مكلارين في حلبة سوزوكا.

كان على الصانع البريطاني أن ينتظر حتى عام 2008 لإحراز لقبه التالي من خلال البريطاني الآخر لويس هاميلتون، قبل أن يدخل بعدها في فترة طويلة محفوفة بالإحباط.

إلا أن الأفراح والانتصارات وجدت طريقها من جديد إلى أروقة الفريق المدعوم من البحرين، بعد الفوز بلقب الصانعين لعامين متتاليين، قبل أن يظفر نوريس بلقب بطولة العالم للسائقين أخيراً وللمرة الثالثة عشرة في تاريخ الفريق، والأولى لبريطانيا منذ هاميلتون في 2020.

لم يكن تتويج نوريس باللقب مجرد نتاج لموهبته وروحه القتالية، بل كان أيضاً قصة تتعلق بمنافسته الضارية التي جمعته مع زميله في الفريق، الأسترالي أوسكار بياستري.

طوال هذا الموسم الطويل والمُرهق الذي يمتد إلى 24 سباقاً وانتهى في أبوظبي، ترنحت كفة القوة بين نوريس وبياستري. ومع ذلك، لم يكن هناك في تاريخ الرياضة وصف أكثر سوءاً من استخدام لقب «زميل الفريق» لهذا الأخير.

وبعد العودة القوية المذهلة لبطل العالم أربع مرات، الهولندي ماكس فرستابن، للمنافسة على اللقب، سيُذكر هذا الصراع بوصفه واحداً من أعظم المواجهات في التاريخ.

كانت رحلة مليئة بالإثارة جعلت جماهير الفورمولا واحد تستعيد حماسة طال انتظارها، واختبرت قاعدة مكلارين المتجددة المعروفة بـ«قواعد بابايا» التي تسمح لسائقيها الموهوبين بالمنافسة بحرية دون تدخل أو أوامر من الفريق.

ففي وقت سابق، بدا أن شيئاً لن يقف في طريق بياستري، بعد أن حقق ثلاثة انتصارات متتالية في البحرين، وجدة وميامي، ليبدو في طريقه لإحراز اللقب. كانت هذه الفترة بالذات مؤلمة جداً لنوريس.

وبخلاف بياستري، كان نوريس يُظهر مشاعره بوضوح، موجهاً انتقادات علنية لنفسه على أقل خطأ، منشداً بلوغ المثالية.

وبعد أن حطت المنافسات رحالها في موناكو، كان نوريس أكثر هدوءاً وتجرّداً، وأقل نقداً لذاته، ليحقق أفضل زمن على الحلبة ويحرز أول فوز له في الإمارة.

نجح في تجاوز خروجه المأساوي من سباق كندا بعد حادث تصادم مع بياستري، محققاً انتصارات في النمسا وسيلفرستون والمجر.

نوريس الذي يعشق رياضة الغولف، بدت طموحاته في اللقب مهددة على حلبة زاندفورت، بعد تعرضه لعطل أبقاه متأخراً عن بياستري بفارق كبير بلغ 34 نقطة.

لكن منذ ذلك الحين بدا أن التوقعات الملقاة عليه بوصفه بطلاً مرتقباً بدأت في التلاعب بعقل بياستري.

فقد تعرّض الأسترالي لحادث في اللفة الافتتاحية في باكو بسبب «خطأ سخيف»، وكأن هالة عدم الهزيمة بدأت تتلاشى عن بياستري.

حسم فريق مكلارين لقب الصانعين للموسم الثاني توالياً في سنغافورة، لكن هذا الإنجاز تلاشى في ظلال التوتر المتصاعد بين سائقيه، إذ اشتعلت العلاقة بين الثنائي على شوارع سنغافورة، حيث وقع تصادم في مشهد عكس احتدام المنافسة بينهما.

وقال بياستري محتجاً: «إذن... هل من الطبيعي أن يزاحمني لاندو بهذه الطريقة؟».

الهولندي ماكس فيرستابن يحتفل بلقب جائزة أبوظبي على حساب بياستري ونوريس (أ.ف.ب)

استعاد نوريس أخيراً زمام المبادرة في سباق اللقب بفارق نقطة واحدة للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان)، وذلك في جائزة المكسيك. ثم تبع ذلك بأداء مثالي في البرازيل، حيث انطلق من المركز الأول وفاز بسباق السرعة والسباق الرئيسي معاً.

وأدى الخروج المزدوج الدراماتيكي لسائقي مكلارين في لاس فيغاس إلى فتح باب المنافسة على اللقب أمام فيرستابن الذي فاز بجائزة قطر، وأرجأ الحسم إلى الجولة الختامية حيث حلّ في المركز الأول مجدداً، لكنه بقيَ خلف نوريس في الترتيب العام بفارق نقطتين.

كان نوريس، بشخصيته المحبوبة، في صدارة المشهد خلال الزيادة اللافتة في شعبية الفورمولا واحد منذ استحواذ «ليبرتي ميديا» على البطولة عام 2017، ومع الفورة الجماهيرية الكبيرة التي صعنها مسلسل «درايف تو سيرفايف» على «نتفليكس».

يستمدّ نوريس جانباً من إلهامه من أسطورة رياضة الدراجات النارية، وبطل الـ«موتو جي بي» سبع مرات الإيطالي فالنتينو روسي.

ويقول نوريس: «كانت الـ(موتو جي بي) شغفي الأول قبل الفورمولا 1. كان فالنتينو روسي دائماً قدوتي، إنه الأفضل، وقد ألهمني دائماً».

وكما هو حال الأسطورة الإيطالية، يحمل نوريس شيئاً من بريق النجوم، ذلك الوميض الذي لاحظه دودز لأول مرة قبل سنوات طويلة على حلبة الكارتينغ. وأوضح: «أعتقد أنه أدّى بشكل جيد جداً، بصراحة».