نقلة تاريخية... الأندية السعودية تنخرط في مرحلة «المدير الرياضي»

الشباب آخر المتعاقدين... والهدف «تغيير مفهوم الإدارة الكروية»

دومينيكو تيتي مع المنجم رئيس نادي الشباب (نادي الشباب)
دومينيكو تيتي مع المنجم رئيس نادي الشباب (نادي الشباب)
TT

نقلة تاريخية... الأندية السعودية تنخرط في مرحلة «المدير الرياضي»

دومينيكو تيتي مع المنجم رئيس نادي الشباب (نادي الشباب)
دومينيكو تيتي مع المنجم رئيس نادي الشباب (نادي الشباب)

تقف الأندية السعودية المنافسة في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم على أبواب مرحلة جديدة في الفترة المقبلة في ظل سعيها لإبرام سلسلة تعاقدات مع مديرين رياضيين أجانب للإشراف على إدارة فريق كرة القدم، وذلك ضمن استراتيجية مختلفة متوافقة مع الخطط التطويرية المعنية بالحوكمة والشفافية والاستثمار والإشراف على اللعبة بشكل دقيق.

ومؤخراً أعلن نادي الشباب تعاقده مع الإيطالي دومينيكو تيتي ليكون مديراً رياضياً في النادي، لينضم إلى الفتح الذي عيَّن الإيطالي نيكولا أنوسنتين، والاتفاق الذي عزز إدارته الرياضية بالهولندي ألكو شاتوري، بينما تعاقد الوحدة مع البرازيلي فيكتور سيموس.

دومينغوس سواريز (الشرق الأوسط)

وفي موازاة ذلك، كان الاتحاد قد استعان بخبرة أجنبية تتمثل في البرتغالي دومينغوس سواريز دي أوليفيرا الذي عيِّن رئيساً تنفيذياً للنادي، بينما تعاقد النصر مع الإيطالي غويدو فينغا رئيساً تنفيذياً للنادي أيضاً.

وتسعى الأندية السعودية إلى تغيير أسلوبها في إدارة كرة القدم من خلال تعزيز صفوفها الإدارية بخبرات أجنبية عريقة، ليسهم في تطوير العمل الرياضي في النادي، ونقل الخبرات والتجارب من قبل المديرين الرياضيين الجدد في الفترة المقبلة.

ويتعين على الأندية السعودية الحاضرة في الدوري السعودي للمحترفين الإسراع في عملية إتمام الاستعانة بالمديرين الرياضيين الأجانب قبل نهاية العام الميلادي الحالي.

ووضع نادي الشباب كامل الثقة في المدير الأوروبي، ليتولى إدارة الشؤون الرياضية والجوانب التقنية لفريق كرة القدم خلال الموسم الحالي.

ألكو شاتوري (الشرق الأوسط)

وقال دومينيكو تيتي في فيديو نشره الحساب الرسمي لنادي الشباب عبر منصة «إكس»: «إنه شرف عظيم ومسؤولية كبيرة أن أرتبط بنادٍ مثل الشباب، وأن أكون جزءاً من هذا الصرح الكروي الكبير. أعلم أن هناك شغفاً كبيراً بكرة القدم في المملكة العربية السعودية، وهناك رؤية كبيرة وواضحة من أجل تطويرها. شكراً للرئيس وأعضاء الإدارة على وضع ثقتكم الكاملة بي».

وأضاف المدير الرياضي لنادي الشباب: «كانت لدينا فرصة للتحدث وتبادل الخبرات ووجهات النظر، ونلتزم بتقديم الجودة المطلوبة التي ترضي جميع أنصار ومشجعي الشباب في الفترة المقبلة، وهو الهدف الذي سنعمل من أجله معاً مع الرئيس وأعضاء مجلس إدارته».

وفي المقابل، أكد محمد المنجم رئيس الشباب سعادته بوجود تيتي، موضحاً أن الشباب يعد أحد أعرق الأندية السعودية، مع الإشارة إلى ضخامة المشروع السعودي في تطوير كرة القدم؛ لذلك يجب أن يكون المدير الرياضي الجديد جزءاً منه، مرحِّباً بالرجل الإيطالي الذي أبدى ارتياحه هو الآخر بالترحيب وكلمات الإشادة.

ويملك الإيطالي تيتي خبرة عريضة في الإدارة الرياضية، بعد سنوات طويلة قضاها مع أكثر من فريق أوروبي خلال السنوات الماضية، قبل أن يتولى منصب المدير الرياضي لنادي الشباب هذا الموسم. وبدأ دومينيكو تيتي عمله الرياضي عام 2005، حين تولى منصب مدير أكاديمية نادي هيلاس فيرونا الإيطالي، وظل في منصبه حتى عام 2007. وتمحور عمل تيتي في تلك الفترة على تطوير قطاع الناشئين بنادي فيرونا، ولعب دور همزة الوصل بين الفئات السنية والفريق الأول.

وانتقل تيتي بعد ذلك إلى سويسرا، حيث تولى منصب المدير الرياضي لنادي لوجانو، خلال الفترة من 2007 وحتى 2011. وشغل الإيطالي حينها منصب مدير قطاع كرة القدم بالنادي السويسري أيضاً، ليبقى هناك مدة تصل إلى 4 سنوات، قبل أن يعود مرة أخرى إلى بلده الأصلي إيطاليا عام 2011.

وعمل دومينيكو تيتي بعد ذلك مع نادي سامبدوريا الإيطالي خلال موسمي 2011 - 2012، و2012 - 2013، في منصب المدير التقني لفريق كرة القدم بالنادي، حيث تولى مسؤولية تطوير الكرة وإبرام الصفقات، والعمل جنباً لجنب مع المديرين الفنيين للنادي حتى رحيله بشكل رسمي عام 2013.

غويدو فينغا (الشرق الأوسط)

وحصل تيتي على خبرة أكبر في ما بعد، بتوليه منصب المدير الرياضي لنادي نوفارا الإيطالي، منذ عام 2014 وحتى 2018، ليكون بمثابة الرجل الأول في قطاع كرة القدم بالنادي. وحقق نادي نوفارا إنجازات كبيرة تحت قيادة تيتي، بعد فوزه بالدوري الإيطالي الدرجة الثالثة عام 2015، وكأس السوبر للدرجة الثالثة في نفس العام.

ورحل دومينيكو تيتي عن بلده إيطاليا عام 2018، ليتولى منصب المدير الرياضي لنادي أبويل نيقوسيا القبرصي منذ عام 2018 وحتى 2020. وحقق فريق أبويل لقب الدوري القبرصي لكرة القدم في موسم 2018 - 2019، وفاز دومينيكو بلقبه الأهم مع الفريق قبل رحيله بشكل رسمي عام 2020.

ولم يكتف الإيطالي بمنصب المدير الرياضي فقط، حيث تولى أيضاً منصب مستشار نادي باوك سالونيكا اليوناني بين عامي 2021 و2022، حيث ركز على نقل خبراته في مجال كرة القدم إلى فريق كرة القدم، بالإضافة إلى تنسيق العمل مع مدربي فرق الناشئين، وإعطاء وجهة نظره في الصفقات والتعاقدات، بالإضافة إلى التعاون مع مجلس الإدارة في تقييم عمل فريق كرة القدم داخل النادي.

هذا وكان فريق باوك سالونيكا هو آخر نادٍ تولى دومينيكو تيتي الإشراف عليه إدارياً وتقنياً، ليرحل عنه بشكل رسمي في يونيو 2022، قبل أن يقرر العودة من جديد إلى مجال الإدارة الرياضية عبر بوابة نادي الشباب هذا الموسم، بعد أن وضعت الإدارة كامل ثقتها في خبرته من أجل قيادة قطاع كرة القدم خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

رياضة سعودية تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية عبارة النصر الشهيرة على مدخل ملعب التدريب الجديد (نادي النصر)

«كل انتصار يبدأ في العقل» تدشن رحلة النصر في ملعب التدريبات الجديد

دشنت عبارة «كل انتصار يبدأ في العقل»، رحلة النصر في ملعبه الجديد الخاص بالتدريبات.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة عربية عبد الرزاق حمد الله تألق في فوز المغرب بكأس العرب (رويترز)

ثلاثي «روشن» حمد الله والمهديوي وسعدان يبدعون في تتويج «أسود الأطلس»

ترك نجوم المنتخب المغربي الناشطون في دوري روشن السعودي بصمتهم من خلال أدائهم المبدع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية  أوريليو دي لورينتيس (رويترز)

لورينتس مالك نابولي لـ«الشرق الأوسط»: قد أستثمر في النصر مستقبلاً

أكّد أوريليو دي لورينتيس، مالك نادي نابولي الإيطالي، أن السعودية أصبحت بيئة جاذبة للرياضة والاستثمار.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية الحرمان من التسجيل سيضع الجهاز الفني لضمك في أزمة حقيقية (موقع النادي)

«فيفا» يوقف ضمك لثلاث فترات تسجيل

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف نادي ضمك ومنعه من التسجيل لثلاث فترات تسجيل متتالية.

فيصل المفضلي (أبها)

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».


جونز: صلاح اعتذر للاعبي ليفربول... إنه رجل

جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
TT

جونز: صلاح اعتذر للاعبي ليفربول... إنه رجل

جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)

كشف كيرتس جونز لاعب وسط ليفربول، أن زميله المصري محمد صلاح، قدّم اعتذارًا لزملائه في الفريق بعد الجدل الذي أعقب المقابلة الصحافية التي انتقد فيها النادي والمدرب آرني سلوت، مؤكدًا أن ما صدر عن صلاح لم يكن بدافع زعزعة استقرار الفريق بل نابعًا من رغبته الدائمة في الفوز.

ووفقا للغارديان، أوضح جونز أن صلاح اعتذر لزملائه عن التداعيات التي أحدثتها تصريحاته، وذلك عقب استبعاده من مباراة ليفربول أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا، بعدما اتهم النادي «برميه تحت الحافلة» على خلفية تراجع النتائج، كما أشار إلى أن علاقته بالمدرب سلوت وصلت إلى طريق مسدود، وأنه استحق مكانه في التشكيلة بعد ثمانية مواسم وصفها بالاستثنائية.

وكان سلوت قد رفض الإفصاح عمّا إذا كان قد تلقى اعتذارًا مباشرًا من صلاح، قبل أن يعيد إشراكه في الفوز على برايتون السبت الماضي.

وقال المدرب الهولندي في مؤتمر صحافي، الجمعة، إنه لن يعلّق أكثر على قضية صلاح «حتى لا تتحول إلى مصدر تشتيت»، في ظل وجود الدولي المصري مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا.

غير أن جونز كشف، في حديثه لقناة «سكاي سبورتس»، أن صلاح تحدث إلى زملائه في غرفة الملابس واعتذر لهم عن الضجة التي أعقبت مقابلته المثيرة بعد التعادل 3-3 مع ليدز.

وقال لاعب الوسط الإنجليزي: «مو رجل يعتمد على نفسه، ويستطيع أن يقول ما يشاء. لقد اعتذر لنا وقال: إذا كنت قد أثّرت على أي شخص أو جعلته يشعر بأي شيء سلبي، فأنا أعتذر. هذا هو الرجل الذي أعرفه. أستطيع أن أتحدث فقط من واقع معرفتي به وكيف كان معنا وكيف تصرّف. كان إيجابيًا، هو نفسه مو بابتسامته الكبيرة، والجميع كان طبيعيًا معه. أعتقد أن الأمر جزء من عقلية الفوز».

وشدد جونز على أنه كان سيجد مشكلة أكبر لو كان أحد اللاعبين سعيدًا بالجلوس على دكة البدلاء، مقارنة بلاعب يطالب بالمشاركة.

وأضاف: «أتفهم أن هناك طرقًا مختلفة للتعامل مع مثل هذه الأمور، لكن إذا كان لاعب ما مرتاحًا للجلوس على الدكة ولا يريد اللعب ومساعدة الفريق، فهذه مشكلة أكبر برأيي».

ويأتي ذلك في وقت لم يتعرض فيه ليفربول لأي خسارة في المباريات الخمس التي خاضها منذ قرار سلوت بإبعاد صلاح عن التشكيلة الأساسية، عقب الهزيمتين القاسيتين على ملعب أنفيلد أمام نوتنغهام فورست وبي إس في.

ويرى جونز أن تصريحات صلاح الصريحة لم تكن تهدف إلى زعزعة استقرار الفريق.

وقال في هذا السياق: «عندما يكون هناك أي غضب من جانبنا، بما في ذلك أنا شخصيًا، فإنه دائمًا ما يكون بدافع إيجابي. في اللحظة نفسها قد لا يخرج الأمر بالطريقة الصحيحة، لكنه لا يكون أبدًا بقصد التأثير على الفريق أو الجهاز الفني أو المدرب أو أي شخص آخر. لقد تجاوزنا ذلك الآن، ونحن ننسجم بشكل جيد كفريق، ونلعب بصورة أفضل ونبدأ في تحقيق الانتصارات».