تحوّل جواز سفر اللاجئين السوريين إلى وسيلة مربحة في أيدي «مافيا» تستغل أوضاع هؤلاء عبر إصدار وثائق ثبوتية سورية مزورة لأشخاص من جنسيات مختلفة واستخدامها للعبور إلى أوروبا، وهو الأمر الذي بات ينعكس سلبا على العائلات السورية واستدعى إنشاء صفحة خاصة تحت عنوان «التبليغ عن السوريين المزيفين منتحلي الجنسية السورية»، حيث نشرت أسماء وصور لأشخاص سوريين متورطين بعمليات كهذه.
وهو ما أشار إليه كل من عضو الائتلاف أحمد رمضان ومدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، مؤكدين أنّ «مافيا هجرة سورية» تعمل على إصدار جوازات وهويات سفر مزورة تستخدم للعبور إلى أوروبا». وفيما اتهم عبد الرحمن جهات تابعة للنظام وأخرى من المعارضة بقيامها بأعمال التزوير هذه، لفت رمضان إلى معلومات مؤكدة تشير إلى أن «مافيا» تعمل ضمن دائرة النظام ومحسوبة عليه تقوم باستصدار هذه الوثائق المزورة.
وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر من 60 في المائة من عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا، هم من غير السوريين، لافتا كذلك إلى أن ثلثي السوريين هم من الذين يغادرون من مناطق يسيطر عليها النظام.
كذلك، أكد عبد الرحمن أنّ هذه الوثائق وتحديدا الهوية وجواز السفر السوري يباعان بـ700 يورو، لافتا إلى أنّه لم يتعد عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا 30 في المائة من أصل عشرات آلاف اللاجئين. ولفت عبد الرحمن إلى أن معظم «اللاجئين المزورين» يقومون بانتحال صفة السوري ومحاولة التحدث بلغته، وهو الأمر الذي لا يخضع في أحيان كثيرة لتحقيق دقيق من قبل السلطات المعنية في الدول الأوروبية، لافتا إلى أن معظم هؤلاء هم من الدول الأفريقية، إضافة إلى عدد قليل من المغرب العربي والفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين.
وفي تعريفهم لصفحة «حملة التبليغ عن السوريين المزيفين ومنتحلي الجنسية السورية» كتب القائمون عليها الذين عمدوا في بعض الأحيان إلى ذكر أسماء أشخاص متورطين بعمليات التزوير: «ﻷجل الميزات القليلة التي حصلوا عليها، وأهمها اﻷمان، ضاقت أعين بعض شعوب العرب على ما حصل عليه السوريون، فقاموا بشراء وثائق سورية مزيفة والانتقال إلى أوروبا عبر مراكب التهريب ليحصلوا على لجوء باسم السوري، وإن افتعلوا شيئا ضد القانون سيسجل باسم السوريين».
وذكر القائمون أنّ ما يقارب 400 مواطن عربي بين لبناني وأردني و150 مصريا تم القبض عليهم منتحلين الجنسية السورية لتقديم اللجوء في دول أوروبا. وأضافوا: «من بين كل ألف لاجئ لا يسجّل أكثر من مائة لاجئ سوري».
صفحة «فيسبوك» تبلغ عن «السوريين المزيفين» للحصول على لجوء في أوروبا
مافيا الهجرة إلى أوروبا تمرر 60 في المائة من اللاجئين غير السوريين
صفحة «فيسبوك» تبلغ عن «السوريين المزيفين» للحصول على لجوء في أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة