العراق: الفصائل تعود بحذر إلى الأنبار بعد تراجع النشاط الأميركي

عناصر من «الحشد الشعبي» ينتشرون على الشريط الحدودي غرب الأنبار (تلغرام)
عناصر من «الحشد الشعبي» ينتشرون على الشريط الحدودي غرب الأنبار (تلغرام)
TT

العراق: الفصائل تعود بحذر إلى الأنبار بعد تراجع النشاط الأميركي

عناصر من «الحشد الشعبي» ينتشرون على الشريط الحدودي غرب الأنبار (تلغرام)
عناصر من «الحشد الشعبي» ينتشرون على الشريط الحدودي غرب الأنبار (تلغرام)

قالت مصادر ميدانية في الأنبار إن الفصائل المسلَّحة المُوالية لإيران عادت إلى مواقعها السابقة في المحافظة، بعد أسابيع من التخفي والتمويه، جراء الحركات الغامضة للقوات الأميركية، الشهر الماضي، قرب الحدود العراقية السورية.

ووفق مصدر أمني، فإن «نشاط الفصائل يعود بشكل حذِر، وأن عودة العناصر المسلَّحة تجري بشكل تدريجي؛ بهدف التأكد من أن الوضع آمن في المنطقة من جهة القوات الأميركية».

ونقل المصدر عن قيادات محلية في فصيلين مسلَّحين بارزين، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفصائل لن تعود بكامل طاقتها إلى المواقع القديمة في الأنبار؛ لأن المعلومات الاستخبارية التي بحوزتنا تفيد بأن الأميركيين ما زالوا يُحضّرون لشيء ما».

ووفق التقديرات الاستخبارية، فإن «الأميركيين راقبوا، خلال الفترة الماضية، رد فعل الفصائل على تحركاتهم، من أجل تقييم الوضع، ومن ثم خفّضوا من وتيرة نشاطهم».

صورة نشرتها قناة الحشد الشعبي من بداية عملية أمنية على الشريط الحدودي غرب الأنبار (تلغرام)

وأضاف المصدر أن «حركة الأميركيين في قاعدة عين الأسد هادئة جداً، مقارنة بما كان الوضع عليه قبل أسابيع من الآن».

وقال مسؤول حكومي في بغداد إن المعلومات الرسمية التي تصل من الأميركيين إلى المؤسسات العسكرية والاستخبارية تفيد بأنهم لا يعملون إلا على مهمة واحدة؛ وهي محاربة بقايا تنظيم «داعش»، لكن أوساط الفصائل تقول إن «الأمر لم ينتهِ بعد، ثمة شيء سيحدث غرب العراق».

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أكد، الأسبوع الماضي، من نيويورك، أن العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية، وأن القوات العراقية قادرة بمفردها على محاربة الإرهاب.

ووفق مؤشرات ميدانية، فإن الفصائل المسلَّحة عادت إلى انتشارها القديم، من عمق الأنبار على طول نهر الفرات، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية، في المنطقة المتاخمة لقرية البوكمال السورية.

وأشارت المصادر إلى أنه من المستبعد أن تغادر تلك الفصائل المنطقة الغربية للعراق، وأنها تخطط للبقاء إلى أمد طويل، كما أن القرار «الفصائلي» على المدى المنظور هو ضمان الانتشار بين مدن الأنبار، خلال فترة انتخابات مجالس المحافظات.

وقال ضابط كبير في الحشد الشعبي بالأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا وجود لأي تحرك عسكري في هذه المناطق خارج السياق الأمني المعمول به، وفقاً لخطة قيادة العمليات»، لكن المصدر أكد أن تلك الفصائل تعمل دون تنسيق مع أية جهة.

وقال السوداني، في يونيو (حزيران) الماضي، إن «الحشد الشعبي يمتلك كامل الشرعية المستندة للدستور، ويخضع لإشراف القائد العام للقوات المسلَّحة».

لكن يبدو أن قادة الفصائل يطبّقون خطة من شقين، تتضمن عمل مسلّحيها تحت مظلة الحشد وتحت إمرته، بينما تحتفظ بمسلَّحين آخرين يعملون في معسكرات بدائية لا تخضع لأية سلطة، تسهل عليهم التحرك والتمويه والاختفاء.

صورة نشرتها قناة الحشد الشعبي من انتشار عناصره على الشريط الحدودي غرب الأنبار (تلغرام)

وبالتزامن، أعلن الحشد الشعبي في الأنبار أنه نفّذ عملية واسعة تستهدف مناطق الصحراء الغربية في الأنبار، والشريط الحدودي العراقي السوري، بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة تفيد بوجود تحركات لخلايا داعش في المناطق غير المأهولة.

وقال قائد عمليات الأنبار للحشد، قاسم مصلح، إن العملية شملت وادي الكعرة، والوليد، والرطبة، وعكاشات، وهي المناطق التي شهدت تراجعاً في حركة الفصائل، خلال الأسابيع الماضية.


مقالات ذات صلة

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام «منتدى السلام» في دهوك (شبكة روداو)

وزير الخارجية العراقي: تلقينا تهديدات إسرائيلية «واضحة»

قدّم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدّد على دعمها لإحلال الأمن والسلم.

«الشرق الأوسط» (أربيل)
المشرق العربي «تشاتام هاوس» البريطاني نظّم جلسات حول مصير العراق في ظل الحرب (الشرق الأوسط)

العراق بين حافتَي ترمب «المنتصر» و«إطار قوي»

في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، طُرحت أسئلة عن مصير العراق بعد العودة الدرامية لدونالد ترمب، في لحظة حرب متعددة الجبهات في الشرق الأوسط.

علي السراي (لندن)
المشرق العربي السوداني خلال اجتماع مجلس الأمن الوطني الطارئ (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق: 12 خطوة لمواجهة التهديدات والشكوى الإسرائيلية لمجلس الأمن

أثارت الشكوى الإسرائيلية الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة العراقية عليها غضب حكومة محمد شياع السوداني.

فاضل النشمي (بغداد)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».