واصل الطيران التركي أمس غاراته المكثفة على مواقع حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية من إقليم كردستان العراق المحاذية لتركيا، فيما أعلن مقاتلو العمال الكردستاني مقتل أكثر من 12 جنديا تركيا وأسر ضابط رفيع في الجيش التركي في عمليات نوعية نفذوها في مناطق مختلفة من كردستان تركيا (جنوب شرقي تركيا).
وأعلنت مصادر أمنية تركية أمس أن 55 على الأقل من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا عندما قصفت طائرات حربية تركية معسكرات تابعة للحزب في شمال العراق الليلة قبل الماضية. وأضافت المصادر أن الطائرات أقلعت من قاعدة في ديار بكر بجنوب شرقي تركيا وعادت في وقت لاحق دون أن تلحق بها أضرار، حسب وكالة «رويترز».
من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية سلامي التينوك، في تصريحات نقلتها الصحافة، أن الحكومة الانتقالية المكلفة بقيادة تركيا حتى الانتخابات في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) قررت تجنيد خمسة آلاف عنصر جديد من «حرس القرى»، وهي ميليشيا كردية موضع جدل، بهدف تعزيز القتال ضد «العمال الكردستاني». ونقلت شبكة «إن تي في» الإخبارية عن التينوك قوله: «عملا بتعليمات رئيس وزرائنا (أحمد داود أوغلو) سننشر إعلانا في الصحف لتجنيد خمسة آلاف من حرس القرى». وهذه القوة التابعة للجيش، التي أنشئت في نهاية الثمانينات، تضم حاليا نحو سبعين ألف رجل وامرأة يتقاضون أجورهم من الدولة. وطالبت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا والخارج مرارا بالتخلي عن هذه القوة شبه العسكرية.
من ناحية ثانية، قال زاكروس هيوا، عضو العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، التي تضم تحت جناحها حزب العمال الكردستاني وأحزاب ومنظمات كردية أخرى في تركيا، لـ«الشرق الأوسط»: «عمليات مقاتلي العمال الكردستاني الدفاعية ضد الجيش والشرطة التركية متواصلة في جبال كردستان تركيا ومدنها في بوتان وزاكروس ودرسيم وكارزان ووان، وما زلنا في مرحلة الدفاع عن الشعب وعن أنفسنا من الهجمات التركية، وحربنا من أجل حماية الإدارة الذاتية الديمقراطية في كردستان تركيا التي أعلن عنها مؤخرا في عدد من المدن، وفي الوقت ذاته نحن مستعدون لوقف إطلاق النار من جانبين، للعودة إلى طاولة الحوار، بإشراف طرف ثالث، سواء أكان هذا الطرف دوليا أو داخليا. كثير من الأطراف الداخلية والدولية طالبت بوقف إطلاق النار ودعت حزب العمال الكردستاني إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكن قيادة منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني بينت أنها أعلنت الهدنة من جانب واحد من قبل تسع مرات وفي كل مرة كانت تركيا تخرق الهدنة، لذا من أجل نجاح أي عملية هدنة أو وقف إطلاق النار مستقبلا يجب أن تكون من جانبين وليس من جانب واحد»، مشيرا إلى أن الطائرات التركية تواصل غاراتها المكثفة على مواقع الحزب في مناطق حفتنين ومتين الحدودية في إقليم كردستان، لكن دون وقوع خسائر بشرية، مؤكدا أن القصف التركي ألحق أضرارا كبيرة بالبيئة في تلك المناطق.
من جانبه، قال أحد القادة الميدانين في صفوف قوات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني: «تمكن مقاتلونا خلال الساعات الماضية من السيطرة على عدد من الطرق الرئيسية في كردستان تركيا، خاصة التي تتخذها القوات التركية في نقل الدعم لجنودها، وشن المقاتلون عددا من الهجمات النوعية على مقرات الجيش والشرطة واستهدفوا عجلاتها الناقلة للجنود والأسلحة بألغام أرضية في مدن ديار بكر وشرناخ وكفر وهكاري، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 12 جنديا وشرطيا تركيا، فيما اعتقلت مجموعة من مقاتلينا ضابطا رفيع المستوى في الجيش التركي بالقرب من مدينة شرناخ، حيث كان الضابط متخفيا في ملابس مدنية ويريد الالتحاق بوحدته، وتم نقله فيما بعد إلى أحد مواقع مقاتلي العمال»، مشيرا إلى أن هذا الضابط هو «الثاني الذي يأسره مقاتلونا خلال الأيام العشرة الماضية».
تركيا تعلن مقتل 55 من «الكردستاني» في غارات جوية على شمال العراق
قيادي في الحزب: مستعدون لهدنة ثنائية برعاية طرف ثالث
تركيا تعلن مقتل 55 من «الكردستاني» في غارات جوية على شمال العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة