«مهرجان الفنون الأدائية التقليدية» في السعودية يحتفي بعبق التاريخ

البخور والقهوة يملآن المكان... والدفوف تختلط بالأهازيج

المهرجان يعكس تنوّع المناطق السعودية وتعاهُد الأجيال على حفظ التراث الثقافي (واس)
المهرجان يعكس تنوّع المناطق السعودية وتعاهُد الأجيال على حفظ التراث الثقافي (واس)
TT

«مهرجان الفنون الأدائية التقليدية» في السعودية يحتفي بعبق التاريخ

المهرجان يعكس تنوّع المناطق السعودية وتعاهُد الأجيال على حفظ التراث الثقافي (واس)
المهرجان يعكس تنوّع المناطق السعودية وتعاهُد الأجيال على حفظ التراث الثقافي (واس)

جولة فنية مُستَلهمة من التنوّع المناطقي، وعبق تاريخي يعكس حكايات الآباء والأجداد، وتعاهُد الأجيال على حفظ التراث الاجتماعي والثقافي... هذا ما تحاول وزارة الثقافة السعودية أن تعكسه في مهرجان متخصّص بالفنون الأدائية بنسختيه الدولية والمحلية؛ يقدّم ما انفردت به كل منطقة سعودية من لون خاص وطريقة في إظهار الفرح والتعبير عن الذائقة وتمثيل القيم الناظمة لحركة المجتمع.

ففي سبتمبر (أيلول) المقبل، تستقبل منطقة الباحة الدورة الثانية من «المهرجان التراثي للفنون الأدائية التقليدية» في نسخته المحلية، احتفاء بالموروث الشعبي والثقافة الاجتماعية ودعمها وإبراز تنوّعها، والإضاءة على استدامة التعبير الإنساني الذي احتضن فنون المجتمع وتجاربه عبر الأجيال.

منطقة الباحة تحتفي الشهر المقبل بثراء الموروث الشعبي والتاريخي السعودي (واس)

أكثر من 20 فناً أدائياً سعودياً

يحتضن المهرجان أكثر من 20 فناً أدائياً من مختلف المناطق السعودية، في تجربة ثرية لأشهر الفنون الأدائية التقليدية، ويقدّم مساحة إبداعية لتعريف الجمهور بمواهب المملكة واحتفاظها بوهج الموروث الشعبي النابض بالحياة والعصي على الاندثار، ما يعكس تنوّع التجربة الثقافية الغامرة بالفنون التشكيلية والموسيقى والأزياء والطهي.

تبدأ مناطق المهرجان عند بوابة الاستقبال حيث يعبق البخور والقهوة السعودية المقدَّمة لضيوف كل ليلة، ويرتفع صوت الدفوف التي تمتزج مع أهازيج شعبية ومختلف الأنغام الموسيقية، في حين تقدّم منطقة «حكايات الفن» سردية غنيّة بالتفاصيل عن الموروث الاجتماعي بمظاهره الفنية وتعبيراته الإنسانية، حيث الأزياء والأدوات واللوحات الإبداعية تروي قصصاً من الموروث الثقافي الأصيل.

وفي منطقة «ساحة الإبداع»، تقدّم الفرق الأدائية عروضها الفنية والفلكلورية، فيمتزج صوت الأدوات التقليدية مع الحركات الفردية والجماعية، والنتيجة: لوحة فنية ثريّة! أما في منطقة «المسرح»، فتستقبل المنصّة الرئيسية عروضاً يومية تفتح نوافذ نحو ألوان سعودية متنوّعة؛ كذلك في منطقة «المطاعم» التي تقدّم تجربة عصرية لألذ الأطباق السعودية وسط أجواء بديعة.

الباحة: تراث حيّ وعراقة متينة

تتمتّع منطقة الباحة التي تحتضن المهرجان بتراث فني واجتماعي غني، كما حال جميع المناطق السعودية. وفي الصيف، استعادت بعض القرى التراثية للمنطقة وهج الماضي، وفتحت أبوابها للزوار والمتطلّعين للوقوف على أطلال حياة اجتماعية كانت تملأ جدران القرى وأسواقها وحاراتها العتيقة، وبقيت شاهدة على ماضي الإنسان والموروث الثقافي الممثَّل بتفاصيلها العمرانية وجدرانها الطينية والحجرية، وبأزقتها التي تحنّ إلى صخب المارة والمتجوّلين بين ثنايا الحضن البِكر لنواة المجتمع السعودي.

وبين أزياء تراثية وأكلات شعبية وألعاب فلكلورية ومعالم عمرانية تعكس الهوية الثقافية لقرى سعودية أثرية احتضنت الإنسان القديم؛ تعود الذكريات إلى بعض القرى التاريخية لمنطقة الباحة، من نافذة تعبُر الزمن، وتمدّ جسور المعرفة والاكتشاف إلى الماضي القديم.

وفي عام 2015، كانت قرية «ذي عين» الأثرية في الباحة، من أوائل القرى السعودية التي حظيت باهتمام دولي، بانضمامها إلى قائمة مواقع التراث العالمي، لما تتمتع به من تفاصيل ثرية تعكس موروث الإنسان السعودي عبر التاريخ.

المهرجان تجربة ثرية تحتضن أكثر من 20 فناً أدائياً من مختلف المناطق السعودية (واس)

مرحلة غنية للفنون التقليدية السعودية

يقع مبنى «المعهد الملكي للفنون التقليدية» في منطقة نابضة بالتاريخ بالرياض، وتحديداً في حي المربّع وسط العاصمة السعودية، وهو بمثابة نواة تَشكُّل المدينة، منه بدأت مسيرتها الحضارية لتغدو اليوم أهم المدن العصرية مع الاحتفاظ بهويتها التراثية العريقة.

وبانطلاق المعهد في سبتمبر عام 2021، بدأت مرحلة جديدة للفنون الأدائية التقليدية في السعودية، من خلال إثرائها والترويج لها، إلى تدريب المواهب وتشجيع القدرات، وتوفير برامج تعليمية في مجال الفنون التقليدية، هدفها أيضاً المساهمة في الحفاظ على أصول الفنون التقليدية المادية وغير المادية ورفع مستوى الوعي في المملكة، ونشرها والتعريف بها محلياً ودولياً، وتشجيع الجهود الهادفة ودعمها للحفاظ عليها.

من جهته، يكثّف المهرجان الذي نظمته السعودية لثلاث دورات بين محلية ودولية، جهوده في الشق العلمي والمعرفي، للحفاظ على الموروث الإنساني وإغنائه. تتمحور الجهود العلمية حول قراءة فلسفات الفنون الشعبية وتحليلها، ورفع مستوى الوعي بالفنون الأدائية والتعريف بتاريخها، وفنونها، وأساليبها، وكيفية أدائها، ودورها في تقارب الشعوب. وهو ينظّم، ضمن فعالياته، ندوات وجلسات حوارية وورش عمل تعليمية، بمشاركة نخبة من المتحدّثين حول هذه الفنون الجميلة.


مقالات ذات صلة

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)

ملصق يحمل صورة تركي آل الشيخ بمناسبة فوزه

تُوّجَ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلالَ حفل جوائز «MENA Effie Awards»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعدُّ الجائزةُ من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير. ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه.