تركيا تغلق معبر باب الهوى الحدودي بعد مقتل أحد جنودها بإطلاق نار من سوريا

تواصل تشييد جدار عازل على طول حدود ولاية هاتاي لمنع تدفق المقاتلين والمهربين

متظاهرون أتراك ينشدون شعارات قومية في إسطنبول أمس في ظل التوترات التي تشهدها تركيا وانغمست فيها عدة أطراف (رويترز)
متظاهرون أتراك ينشدون شعارات قومية في إسطنبول أمس في ظل التوترات التي تشهدها تركيا وانغمست فيها عدة أطراف (رويترز)
TT

تركيا تغلق معبر باب الهوى الحدودي بعد مقتل أحد جنودها بإطلاق نار من سوريا

متظاهرون أتراك ينشدون شعارات قومية في إسطنبول أمس في ظل التوترات التي تشهدها تركيا وانغمست فيها عدة أطراف (رويترز)
متظاهرون أتراك ينشدون شعارات قومية في إسطنبول أمس في ظل التوترات التي تشهدها تركيا وانغمست فيها عدة أطراف (رويترز)

قررت السلطات التركية صباح أمس إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع سوريا في ريف إدلب الشمالي بشكل كامل، على خلفية مقتل جندي تركي بإطلاق نار في منطقة الريحانية المجاورة للمعبر.
وذكر مسؤول في الحكومة التركية أن من يشتبه بأنهم «مهربون» أطلقوا النار من الأراضي السورية على جندي تركي وقتلوه في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوعين يسفر عن مقتل عنصر في قوات الأمن التركية.
وأوضح المسؤول أن الجندي قتل في منطقة الريحانية بإقليم «هاتاي» قبالة منطقة حدودية من المفترض أن مقاتلي الجيش السوري الحر يسيطرون عليها، مضيفا: «لا نعتقد أن حادثة أمس مرتبطة بتنظيم داعش لأن الجيش السوري الحر متواجد قبالة الريحانية، ولاحظنا أن الإجراءات التي اتخذناها ضد التهريب كانت فاعلة ولهذا من المرجح أن الجندي قتل جراء إطلاق نار من المهربين».
من جهتها، أعلنت ولاية هاتاي جنوب تركيا مقتل جندي تركي في منطقة الريحانية الحدودية مع سوريا برصاص مصدره ريف إدلب شمال سوريا.
وقال مكتب والي هاتاي في بيان له إن الجندي واسمه جوخان جاكير من صفوف قوات المشاة في الجيش التركي: «قتل برصاص مصدره سوريا أطلقته مجموعة مرتبطة بالجيش السوري الحر».
وبحسب بيان ولاية هاتاي «إن الرصاص انطلق من الجانب السوري أثناء مرور دورية للجيش التركي كانت تمشط المناطق الحدودية، ما أدى لإصابة الجندي التركي، حيث نقل إلى المستشفى الحكومي في مدينة أنطاكيا لكنه فارق الحياة بعد محاولات عدة لإنقاذه».
وأعلنت السلطات التركية في ولاية هاتاي الشهر الفائت بدء عمليات تشييد جدار عازل على طول حدود الولاية مع سوريا، لضمان وقف مثل هذا النوع من الهجمات، بالإضافة لمنع تدفق المقاتلين والمهربين عبر الحدود، حيث من المتوقع الانتهاء من بناء الجدار خلال 3 سنوات.
وترتبط ولاية هاتاي جنوب تركيا بحدود برية مع ريفي اللاذقية وإدلب شمال وشمال غربي سوريا، بالإضافة إلى وجود معبرين رئيسيين يربطان البلدين في هذه المناطق، المعبر الأول وهو معبر كسب بريف اللاذقية الذي تسيطر عليه قوات النظام، والمعبر الثاني هو معبر باب الهوى بريف إدلب وتسيطر عليه قوات المعارضة.
وتسيطر قوات المعارضة السورية على معظم المناطق الحدودية المحاذية لولاية هاتاي التركية، وتحوي هذه المناطق مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين يقطنون في عشرات المخيمات قرب الحدود التركية السورية.
وكانت حوادث مقتل جنود أتراك قرب الحدود مع سوريا تكررت خلال الفترة الماضية، ففي الأسبوع الماضي قضى جندي تركي في تبادل إطلاق نار على الحدود مع تنظيم داعش قرب بلدة كلس التركية، فيما اعتبر جندي آخر في عداد المفقودين، ورجحت مصادر ميدانية أنه وقع في الأسر في قبضة التنظيم.
وفي شهر يوليو (تموز) قضى جندي آخر من الجيش التركي وأصيب آخرون في إطلاق نار عليهم من قبل القوات الكردية، مقابل مدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة.
وشددت تركيا إجراءات الأمن الحدودية في الأشهر الأخيرة وصعّدت عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في يوليو. كما فتحت قواعدها الجوية أمام مقاتلات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وشنت غارات بدورها.
وفي حادث منفصل قتل جندي تركي ليل أول من أمس الأربعاء بهجوم لعناصر حزب العمال الكردستاني على مساكن الشرطة في ولاية تونجلي شرق البلاد بحسب ما نقلته وسائل إعلام تركية.
وذكرت صحيفة «حرييت» أن مقاتلي الحزب الكردي تسللوا إلى حي الجمهورية وسط مدينة تونجلي وفتحوا النار باتجاه مساكن الشرطة، ثم اشتبكوا مع قوات الحراسة التي تتولى حفظ الأمن في هذه المنطقة قبل أن ينسحبوا، حيث أدى الهجوم أيضًا لإصابة ثلاثة من رجال الشرطة أثناء الاشتباكات.
وكانت ولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد أعلنت أمس 4 أقضية في بعض مناطق الولاية «مناطق عسكرية مغلقة، بشكل مؤقت».



برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

TT

برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس... ويون: سأتنحى ولن أستسلم

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)

عزل برلمان كوريا الجنوبية الذي تقوده المعارضة، الرئيس يون سوك يول، اليوم (السبت)، بعد التصويت على منعه من أداء مهامه الرسمية في أعقاب محاولته فرض الأحكام العرفية هذا الشهر، وهي الخطوة التي صدمت البلاد وقسمت حزبه وعرضت رئاسته للخطر في منتصف فترة ولايته.

وأعلن يون، في بيان أصدره مكتب الرئيس في أعقاب تصويت البرلمان، أنه «لن يستسلم أبداً» و«سيتنحّى».

وحث يون مسؤولي الحكومة على الحفاظ على الاستقرار في أداء واجباتهم خلال ما وصفه بالتوقف «المؤقت» لرئاسته.

وقال يون: «أضع في قلبي كل الانتقادات والتشجيع والدعم الموجه لي، وسأبذل قصارى جهدي من أجل البلاد حتى آخر لحظة».

رئيس الوزراء يتولى المنصب بالإنابة

وصوّت 204 نواب لصالح المذكرة بينما عارضها 85 نائباً. وامتنع 3 نواب عن التصويت، وأُبطلت 8 بطاقات تصويت، وفق النتيجة التي أعلنها رئيس البرلمان. وسيصبح رئيس الوزراء المعين من قبل يون، هان داك سو، رئيساً بالإنابة للبلاد، وفق «رويترز».

وأكد رئيس الوزراء للصحافيين، أنه سيبذل قصارى جهده لإدارة الحكومة بشكل مستقر بعد عزل يون. وقال هان: «قلبي ثقيل للغاية».

وتم تمرير اقتراح عزل الرئيس بعد انضمام بعض أعضاء حزب قوة الشعب الذي ينتمي إليه يون إلى أحزاب المعارضة، التي تسيطر على 192 مقعداً في الجمعية الوطنية المكونة من 300 عضو، مما أدى إلى تجاوز عتبة الثلثين اللازمة لتأييد العزل.

رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك يوقع على قرار عزل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول (أ.ف.ب)

«انتصار للشعب»

وقال زعيم الحزب الديمقراطي (قوة المعارضة الرئيسة) في البرلمان بارك تشان داي، إنّ «إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية».

وتجمّع عشرات آلاف المتظاهرين أمام مبنى الجمعية الوطنية بانتظار التصويت، حيث انفجروا فرحاً عندما أُعلنت النتيجة، وفق مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية» الذين كانوا في المكان.

يحتفل الناس بعد أن أقر البرلمان الكوري الجنوبي اقتراحاً ثانياً بعزل الرئيس يون سوك يول (رويترز)

وتراجع يون عن مسعاه لفرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر (كانون الأول) بعد 6 ساعات فقط، بعد أن تحدى نواب البرلمان حواجز الجيش والشرطة للتصويت ضد المرسوم، لكن ذلك دفع البلاد إلى أزمة دستورية وأثار دعوات واسعة النطاق لاستقالته لانتهاك القانون.

وقاطع حزب سلطة الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه يون أول تصويت على المساءلة قبل أسبوع، ما منع اكتمال النصاب القانوني.

وبعد التصويت بعزله، سيفقد يون السلطة لكنه سيظل في منصبه إلى أن تعزله المحكمة الدستورية أو تعيده إلى منصبه.

لي جاي ميونغ زعيم الحزب الديمقراطي يدلي بصوته خلال جلسة عامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول (أ.ب)

انتخابات خلال 60 يوماً

وإذا عزلت المحكمة الرئيس أو استقال، فسوف يتعين إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً.

ويخضع يون لتحقيق جنائي منفصل بتهمة التمرد بسبب إعلان الأحكام العرفية، ومنعته السلطات من السفر إلى الخارج. ولم يُبدِ أي استعداد للاستقالة؛ وفي خطاب ألقاه يوم الخميس، تعهد بأنه «سيقاتل حتى النهاية»، ودافع عن مرسوم الأحكام العرفية باعتباره كان ضرورياً للتغلب على الجمود السياسي وحماية البلاد من الساسة المحليين الذين يقوضون الديمقراطية.