المرشح لرئاسة الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط»: لن نتخلى عن حفتر

بعيبرة أكد أن «الورقة الدولية» مهمة في حسم الأزمة الليبية

اللواء حفتر
اللواء حفتر
TT

المرشح لرئاسة الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط»: لن نتخلى عن حفتر

اللواء حفتر
اللواء حفتر

قال أبو بكر مصطفى بعيبرة الناطق الرسمي باسم البرلمان الليبي المعترف به دوليا (طبرق)، المرشح لرئاسة الحكومة، إن «الحسم في اسم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي تسعى إلى تشكيلها الأمم المتحدة من خلال مفاوضات (الصخيرات) المغربية سيتم على الأرجح خلال الدورة الأخيرة من المفاوضات الماراثونية التي تنعقد بعد أيام، برعاية موفد الأمم المتحدة المكلف الملف الليبي الإيطالي برنادينو ليون».
وأكد بعيبرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه على رأس القائمة التي اقترحها برلمان طبرق لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية الليبي باعتباره نائبا في البرلمان المنتخب عن المنطقة الشرقية، بنغازي. ويعد بعيبرة أكاديميا له وزن عالمي ومن بين الشخصيات التي لعبت دورا سياسيا وعلميا كبيرا في معارضة النظام الليبي السابق.
وأكد أبو بكر بعيبرة أن من بين الشخصيات الوطنية المقترحة لرئاسة الحكومة الوطنية الجديدة أو تحمل خطة نائب رئيس وزير الخارجية في عهد القذافي عبد الرحمان شلقم والرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام في طرابلس محمد المقريف الذي أجبر على الاستقالة عام 2013 بعد مصادقة البرلمان المؤقت السابق على قانون «العزل السياسي لكل من عمل مع نظام القذافي من 1969 إلى 2011» على الرغم من كون المقريف كان مجرد سفير لليبيا في الهند عام 1980 ثم التحق بمعارضي القذافي في الخارج طوال 30 عاما.
وأشار بعيبرة إلى أن «من مصلحة ليبيا اليوم عدم إقصاء قيادات الجيش وبينها الجنرال خليفة حفتر لأن الإقصاء لن يخدم أحدا ولا يخدم القوى المعارضة للإرهاب». ووصف بعيبرة زيارة الجنرال حفتر إلى الأردن بـ«الخطوة العادية بالنسبة إلى قائد جيش يبحث عن التسلح حتى يقاوم الإرهاب»، ونفى عنها الصفة السياسية. وانتقد أبو بكر مصطفى بعيبرة الأطراف السياسية التي تحاول أن «تجهض الحوار السياسي في الصخيرات المغربية وفي جنيف من خلال محاولة إقصاء الجنرال حفتر أو السعي إلى استبدال قيادات أمنية وطنية بأخرى قد يكون بعضها على علاقة بالمسلحين المورطين في هجمات الميليشيات المسلحة على مطار طرابلس وعلى مواقع استراتيجية وطنية أخرى». وأقر أبو بكر مصطفى بعيبرة بكون «الورقة الدولية مهمة في حسم الأزمة الليبية لأسباب كثيرة، من بينها ثروات ليبيا وقربها من أوروبا»، لكنه حذر من كل مشاريع «المعالجة الفاشلة للأزمة الأمنية السياسية من خلال إقحام متهمين بالإرهاب وتسليح الميليشيات في المسار السياسي وفي تشكيلة الحكومة القادمة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».