أثارت صورة الطفل السوري الغريق إيلان ممددًا على شاطئ تركي موجة تضامن هائلة مع المهاجرين لم تشهد أوروبا مثلها من قبل مع توارد هبات قياسية وتشكيل صناديق طارئة وتعبئة شعبية.
وفي هولندا، حيث لم يبد الناس حتى الآن الكثير من الاكتراث حيال أزمة المهاجرين، شكلت الصورة «محركا هائلا» لتقديم الهبات، على ما أفاد موظف في مجلس اللاجئين لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف الموظف طالبا عدم كشف اسمه: «كان الناس من قبل يخافون قليلا من وصول اللاجئين والآن بدأوا يدركون أن علينا بذل المزيد بإزائهم». ووصل التضامن إلى الأوساط الرياضية، حيث أنشأت اللجنة الأولمبية صندوقا طارئا بقيمة مليوني يورو لتمويل برامج مساعدة للاجئين فيما أعلن نادي بايرن لكرة القدم في ميونيخ الخميس منح مليون يورو.
كما يعتزم النادي الأبرز في ألمانيا جمع مليون يورو من خلال مباراة ودية تنظم خصيصا لمساعدة اللاجئين. وسيدخل لاعبو الفريق لدى ملعب اليانز إرينا وهم يمسكون طفلا ألمانيا بيد ولاجئا شابا باليد الأخرى خلال مباراة البطولة المقبلة في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وتلقت المنظمة غير الحكومية المالطية «مايغرانتس أوفشور إيد ستيشن» (مركز مساعدة المهاجرين) منذ نشر الصورة تدفقا قياسيا من الأموال بلغ 600 ألف يورو. وقال كريستيان بيريغرين المتحدث باسم المنظمة «إن موجة اللامبالاة تنحسر». وتقدم أكثر من عشرة آلاف مانح خلال الساعات الـ48 الأخيرة وخصوصا من الولايات المتحدة وبريطانيا وكذلك من تركيا وألمانيا وحتى البرازيل، بحسب المنظمة المالطية.
وفي سويسرا تلقت المنظمة غير الحكومية «لا شين دو بونور» (سلسلة السعادة) 600 ألف فرنك سويسري (550 ألف يورو) بين الاثنين والأربعاء وتلقت منذ الخميس 1.2 مليون فرنك سويسري (1.1 مليون يورو).
واضطرت الهيئة الهولندية لطالبي اللجوء إلى توظيف 6 أشخاص إضافيين أول من أمس للرد على الاتصالات الهاتفية بعدما واجهت «سيلا» من الاتصالات من مانحين ومتطوعين. وفي السويد أقنع يوناس الغكويست رئيس شركة «بي 3 آي تي» المعلوماتية زملاءه بتخصيص الميزانية التي رصدتها الشركة لقضاء عطلة نهاية أسبوع في روما وقدرها 400 ألف كورون (42500 يورو) لمساعدة اللاجئين. وروى لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنت متوجها إلى اجتماع حين شاهدت صورة الولد الصغير. تأثرت كثيرا وقررنا إلغاء الرحلة إلى روما».
وذكرت منظمة «راديويالبن» السويدية التي تجمع طوال العام أموالا لمشاريع إنسانية على موقعها الإلكتروني أنها تلقت أكثر من ستة ملايين كورون (نحو 630 ألف يورو) من الهبات خلال أيام قليلة. وأكد مالين لاجيه المتحدث باسم منظمة أطباء بلا حدود أن صورة الطفل الآن «سرعت حقا الالتزام» الشعبي مضيفًا: «سجلنا الخميس عددا من طلبات الانتساب كمانحين منتظمين يفوق بعشرة أضعاف ما نسجله في يوم عادي». كذلك أفادت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن «زيادة هائلة» في الهبات، على ما أكدت المتحدثة باسمها ميليسا فليمينغ، مشيرة إلى «مئات آلاف الدولارات». لكنها لفتت إلى أن المفوضية العليا وشركاءها «ما زالوا يعانون سوء تمويل فعليا» مؤكدة: «لم نتلق سوى 35 في المائة من التمويل الضروري للاجئين الذين هم بحاجة إلى مساعدات أساسية في الدول المحاذية لسوريا».
من جهته، اقترح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، شراء جزيرة يونانية غيرة مأهولة لإيواء المهاجرين. وقال ساويرس عبر تغريدة على حسابه بـ«تويتر»، لـ«اليونان أو إيطاليا، بيعوني إحدى الجزر، وسأعلن استقلالها، وأستقبل اللاجئين فيها، أوفر لهم فرص عمل، ليبنوا وطنهم الجديد»، وأضاف: «فكرة مجنونة؟ لكنها على الأقل حل مؤقت إلى حين عودتهم إلى بلدانهم». وأشار ساويرس إلى أن اليونان تمر بضائقة مالية وتملك جزرا مهجورة ذات مساحات واسعة ترغب في بيعها وهو ما يعد حلا «إنسانيا» للمهاجرين السوريين.
تضامن عالمي مع قضية المهاجرين.. وجهات رياضية ومدنية تضع برامج للفت الانتباه
موجة اللامبالاة في أوروبا تنحسر.. وتبرعات بمئات الآلاف.. ورجل أعمال مصري يقترح شراء جزيرة يونانية لإيوائهم
تضامن عالمي مع قضية المهاجرين.. وجهات رياضية ومدنية تضع برامج للفت الانتباه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة