«سابك» السعودية تخفّض سعر طن حديد التسليح بنحو 9.1 %

لجنة المقاولين لـ : («الشرق الأوسط») القرار سيزيد من فرصة تنفيذ المشاريع

شركة «سابك» تؤثر كثيرًا في تغيير مسار أسعار حديد التسليح في السعودية («الشرق الأوسط»)
شركة «سابك» تؤثر كثيرًا في تغيير مسار أسعار حديد التسليح في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

«سابك» السعودية تخفّض سعر طن حديد التسليح بنحو 9.1 %

شركة «سابك» تؤثر كثيرًا في تغيير مسار أسعار حديد التسليح في السعودية («الشرق الأوسط»)
شركة «سابك» تؤثر كثيرًا في تغيير مسار أسعار حديد التسليح في السعودية («الشرق الأوسط»)

في خطوة من شأنها زيادة حجم المنافسة مع المنتج المستورد، ومواكبة انخفاض تكاليف الإنتاج، وتراجع الطلب في السوق العقارية، أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) عن تخفيض سعر حديد التسليح بواقع 200 ريال للطن (53.3 دولار) في جميع مناطق المملكة، وهو الخفض الذي يمثل ما نسبته 9.1 في المائة مقارنة بمتوسط الأسعار الحالي.
وبحسب معلومات توفرت لـ«الشرق الأوسط» أمس، تستحوذ شركة «سابك» على ما نسبته 50 في المائة من حجم سوق حديد التسليح في السعودية، يأتي ذلك وسط تأكيدات اللجنة الوطنية للمقاولين في البلاد، بأن قرار خفض أسعار حديد التسليح من قبل شركة «سابك» سيزيد من حجم تنفيذ المشاريع.
ويأتي انخفاض أسعار حديد التسليح في السعودية، والذي يعتبر أحد أهم مواد البناء اللازمة لتشييد المشاريع التجارية والسكنية، كمؤشر جديد على تراجع حجم الطلب في قطاع الأراضي، حيث تترقب السوق العقارية في البلاد حلول موعد تطبيق رسوم الأراضي البيضاء، وهو الترقب الذي قاد أسعار الأراضي في السعودية إلى التراجع التدريجي. وفي الإطار ذاته، أوضح المهندس عبد العزيز الحميّد نائب الرئيس التنفيذي لوحدة المعادن في شركة «سابك» يوم أمس، أن قرار خفض أسعار حديد التسليح، يسهم في المحافظة على استقرار السوق المحلية وتوازنها بما يخدم الصالح العام، وسط مؤشرات باستمرار ارتفاع الطلب على الحديد خلال الفترة الحالية والمقبلة، مبينًا أن هذا قرار التخفيض يواكب التطورات الحاصلة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وترتكز أهم الدول التي يتم استيراد حديد التسليح منها خلال السنوات القليلة الماضية في كل من: تركيا، والصين، والإمارات، وقطر، بينما تعتبر شركة «سابك» من أبرز الشركات المصنعة لحديد التسليح في السوق السعودية، ويأتي بعدها كلٍ من مصانع: «الاتفاق»، و«الراجحي»، و«اليمامة».
من جهة أخرى، أكد رئيس اللجنة الوطنية السعودية للمقاولين فهد الحمادي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن قرار خفض شركة «سابك» لأسعار حديد التسليح يواكب التغيرات العالمية على صعيد تكاليف الإنتاج والأسعار النهائية، مضيفًا: «هذا القرار سيسهم بطبيعة الحال في تحفيز قطاع المقاولات والإنشاءات على زيادة وتيرة تنفيذ المشروعات، وخصوصًا أن انخفاض أسعار مواد البناء سيسهم بطبيعة الحال في خفض التكاليف على المقاولين، والمواطن الراغب في بناء مسكنه».
ولفت الحمادي خلال حديثة أمس، إلى أن خفض أسعار حديد التسليح الذي يتم إنتاجه من قبل المصانع السعودية، سيزيد من حجم التنافس مع المنتج المستورد، وقال: «بطبيعة الحال المنتج الوطني بالنسبة لنا هو المفضل، لكن فروقات الأسعار وارتفاع أسعار المنتج الوطني، قد يدفع بعض المقاولين إلى المنتج المستورد، كالتوجه إلى الاستيراد من دولة الصين على سبيل المثال، وهي منتجات خاضعة للمواصفات والمقاييس اللازمة بكل تأكيد».
إلى ذلك، أوضح عايض العتيق وهو وسيط عقاري سعودي، أن تراجع أسعار حديد التسليح، من المؤشرات المهمة على انخفاض حجم الطلب على قطاع الأراضي في البلاد، وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس «من الملاحظ أن أسعار العقارات بدأت تتراجع بشكل ملحوظ في أطراف المدن الرئيسية، وبصورة تدريجية داخل النطاق العمراني».
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي كشف فيه مسؤول في قطاع المقاولات والإنشاءات السعودي أن أصول القطاع الرأسمالية في البلاد تتجاوز خلال الفترة الحالية حاجز 150 مليار ريال (40 مليار دولار)، يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه «الرياض» لاحتضان ملتقى «الإنشاءات والمشاريع الثاني» في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمشاركة وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي.
ويأتي انعقاد ملتقى الإنشاءات والمشاريع السعودي، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من تعثر إنجاز بعض المشاريع التي تمت ترسيتها خلال السنوات القليلة الماضية، وسط تقاذف واضح للتهم بين لجان المقاولات من جهة، وبين الجهات الحكومية المعنية بهذه المشروعات المتعثرة من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، قال فهد الحمادي رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في السعودية: «أهمية قطاع الإنشاءات والمقاولات السعودي تبرز في مساهمته بنسبة تزيد على 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبتحقيقه معدلات نمو مرتفعة تتعدّى 5 في المائة، في حين أن أصوله الرأسمالية تتجاوز 150 مليار ريال (40 مليار دولار)، وهو يستوعب نسبة تزيد على 40 في المائة من العاملين في القطاع الخاص».



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».