كرة القدم للسيدات قد تبدو جيدة من الخارج لكنها تعاني من مشكلات عميقة الجذور

اللاعبات يستحقن حداً أدنى من الرواتب وأفضل رعاية طبية ودعماً كبيراً عندما يعتزلن

انجازات المنتخب الإنجليزي للسيدات تتطلب حل عاجل لمشاكله (غيتي)
انجازات المنتخب الإنجليزي للسيدات تتطلب حل عاجل لمشاكله (غيتي)
TT

كرة القدم للسيدات قد تبدو جيدة من الخارج لكنها تعاني من مشكلات عميقة الجذور

انجازات المنتخب الإنجليزي للسيدات تتطلب حل عاجل لمشاكله (غيتي)
انجازات المنتخب الإنجليزي للسيدات تتطلب حل عاجل لمشاكله (غيتي)

عندما كنت ألعب في صفوف المنتخب الإنجليزي للسيدات، كان لدينا قول مأثور مفاده أن كل فرد يعد حارساً للقميص الذي يرتديه، وأن وظيفته هي أن يترك هذا القميص في مكان أفضل عندما يعتزل كرة القدم ويتوقف عن اللعب. وأرى أن دوري في قيادة المراجعات الخاصة بكرة القدم للسيدات يأتي في سياق مماثل، وآمل - من خلال جهود الفريق الذي شارك في هذا الأمر - أن نكون قد فعلنا الشيء نفسه للعبة ككل من خلال أبحاثنا وتوصياتنا.

إن العناوين الرئيسية التي تُكتب عن كرة القدم للسيدات تجعلها تبدو وكأنها في وضع صحي: كثيراً ما يتم تحطيم الأرقام القياسية الخاصة بأعداد الحضور الجماهيري وأعداد المشاهدات عبر شاشات التلفزيون، كما أن المنتخب الإنجليزي للسيدات أصبح بطلا لأوروبا. لا يمكن لأي شيء أن يقلل من حجم هذه الإنجازات العظيمة، لكن الأمر يشبه الحديث على إنستغرام واختلافه تماما عما يحدث على أرض الواقع! فقد تبدو الأمور جيدة للوهلة الأولى ومن على السطح، لكننا لو بحثنا بعمق سنتمكن من تحديد المشكلات التي تحتاج إلى حلول.

لقد كانت محاولة إدارة مثل هذا المشروع الواسع النطاق، مع ضمان إعطائه الرعاية والاهتمام اللذين يستحقهما، هي الجزء الأصعب في الأمر، كما كان هناك تحد آخر، وهو التأكد من القيام بكل المحاولات الممكنة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه المشكلات. في الحقيقة، تستحق كل مشجعة ولاعبة ومهتمة بكرة القدم النسائية أن تكون هذه المراجعة على النحو الأمثل، وقد مارست الكثير من الضغوط على نفسي للتأكد من حدوث ذلك. وبعد أربع سنوات من اعتزالي كرة القدم، آمل أن تكون اللعبة قد انتقلت إلى مناطق معينة، وقد حدث ذلك بالفعل في بعض الجوانب، ولكن في مناطق أخرى لا تزال كما هي ودون تغيير منذ الفترة التي كنت ألعب فيها. لقد تحدثت إلى العديد من اللاعبات الحاليات والسابقات واكتشفت أن العناصر داخل اللعبة على المستوى الاحترافي لا ترقى إلى المعايير التي يجب أن نسعى لتحقيقها. لقد أزعجني أننا في عام 2023 ولدينا نساء رائعات يُنظر إليهن على أنهن رياضيات على مستوى النخبة، لكنهن في الحقيقة يُعاملن كمواطنات من الدرجة الثانية.

إننا بحاجة إلى توفير أفضل بيئة ممكنة، ليس فقط للاعبات ولكن للجماهير والعاملين أيضاً، ومن المؤكد أن الرياضة تستحق ذلك. ويجب أن يكون هناك حد أدنى من المعايير في جميع المجالات، وقد أوضحنا ما يتطلبه الأمر لتحقيق هذه الأهداف، إذ تستحق اللاعبات حدا أدنى من الرواتب، وأفضل رعاية طبية ومرافق، كما أنهن بحاجة إلى دعم كبير عندما يعتزلن اللعب.

كان الهدف هو أن نتحلى بالشجاعة والجرأة حتى نتمكن من المساعدة في تحسين وتطوير الرياضة، لكن في نفس الوقت يتعين علينا أن نكون واقعيين. لسنا هنا لكتابة عناوين رنانة، لكننا هنا لإحداث التغيير المطلوب. كان بإمكاني بسهولة تقديم توصية من شأنها أن تبعد التركيز عن جميع الأشياء الأخرى في هذه المراجعة، لكن بدلا من ذلك يتعين علينا التركيز على ما يتطلب أكبر قدر من العمل على الفور. وأنا متأكدة من أن فريقا آخر من الناس سيقوم خلال السنوات القادمة بمراجعة الخطوات التالية التي يجب اتخاذها لتحسين وتطوير كرة القدم النسائية وإلقاء نظرة على المجالات المختلفة، لكنني على ثقة من أن عملنا سيضع الرياضة في مكان أفضل من خلال تحويل الرياضة من حلقات مفرغة إلى شيء مهم.

لقد كانت مستويات المشاركة تتزايد على مدى فترة طويلة، ونحن بحاجة لمساعدة من يرغبن في اللعب على الحصول على الفرصة المناسبة للقيام بذلك في بيئة جيدة بها أفضل التسهيلات المتاحة، سواء داخل الملعب أو خارجه. لا يتعلق الأمر فقط بمستوى النخبة، لكننا بحاجة إلى إحداث تطويرات وتحسينات على جميع مستويات اللعبة للتأكد من أنها تخدم الفتيات والنساء من جميع الفئات العمرية والخلفيات. من الواضح للجميع أن شعبية هذه الرياضة في ازدياد مستمر، ونحن بحاجة إلى العمل على هذا الأساس لضمان استمرارها في مسار تصاعدي.

أنا متأكدة من أنه ستكون هناك معارضة عندما يتم اقتراح شيء ما يحتاج إلى المال، لكن جميع التوصيات تأخذ في الحسبان ألا تكون التكلفة مرتفعة. ومن الناحية التجارية، أعتقد أن كرة القدم للسيدات لا تزال بحاجة إلى الكثير من الاستثمارات، لكنني على ثقة تامة من أن الناس سيحصلون على عائد من الأموال التي يضخونها. وخلال السنوات العشر المقبلة، وبعد التغييرات المقترحة، يمكن أن تصبح كرة القدم للسيدات صناعة بقيمة مليار جنيه إسترليني. قد يبدو الإنفاق المطلوب حاليا كبيرا جدا الآن، لكن في غضون عقد من الزمان سيُنظر إليه على أنه أحد أفضل الاستثمارات على الإطلاق.

لقد تم إطلاق دوري السوبر للسيدات ككيان شبه احترافي في عام 2011. والآن، وصلنا للنقطة التي أصبح فيها المنتخب الإنجليزي للسيدات بطلا لأوروبا. لكن لا يمكننا التركيز على ذلك. هذه نقطة تحول كبيرة في كرة القدم للسيدات ونحن بحاجة إلى المضي قدماً من خلال إعادة الاستثمار كما فعلنا قبل 12 عاماً. هناك الكثير من الأمثلة لأشخاص رفعوا المعايير ونريد أن ينتشر هذا على نطاق واسع. أطالب برفع المعايير الأقل، وهذه المراجعة توضح تكلفة ذلك. إذا لم يتم العمل على هذا الآن، فسوف نضيع الفرصة وسيضيع الزخم الذي حصلت عليه اللعبة خلال السنوات الأخيرة في نهاية المطاف، وهو الأمر الذي سيصيب هذه الرياضة بالضعف ويجعلها عرضة للانهيار. آمل أن يأخذ الناس الوقت الكافي لقراءة المراجعة والتوصيات التي قدمتها. ويتعين على أصحاب المصلحة المعنيين العمل على وجه السرعة لضمان عدم ضياع فرصة البناء على النجاحات الأخيرة. وأريد أن تؤدي هذه المراجعة إلى فتح مناقشات جديدة وتثقيف الناس فيما يتعلق بالقضايا المختلفة داخل اللعبة، وآمل أن يؤدي ذلك إلى تحفيز التغيير الإيجابي المطلوب.

* خدمة {الغارديان}


مقالات ذات صلة

«اليويفا» يحقق مع ناد سويدي بعد إصابة مهاجِمة السيتي

رياضة عالمية مهاجِمة مانشستر سيتي خديجة شو تألقت ضد هاماربي (إ.ب.أ)

«اليويفا» يحقق مع ناد سويدي بعد إصابة مهاجِمة السيتي

فتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إجراءات تأديبية ضد نادي هاماربي السويدي بعد إصابة مهاجِمة مانشستر سيتي خديجة شو بجسم أُلقي من المدرجات.

The Athletic (ستوكهولم)
رياضة سعودية من مواجهة سيدات الترجي والاتحاد (الشرق الأوسط)

الترجي والأمل... من يظفر بفوزه الأول في «دوري السيدات»؟

يبحث فريقا الترجي والأمل عن أول فوز في الدوري السعودي الممتاز للسيدات عندما يلتقيان، غداً الجمعة، على ملعب مدينة الأمير نايف بن عبد العزيز الرياضية بالقطيف.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة عالمية منتخب سيدات المغرب من المرشحات لجائزة الأفضل في القارة الأفريقية (الشرق الأوسط)

«كاف» يعلن قوائم المرشحات للفوز بجوائز السيدات 

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، اليوم (الأربعاء)، القوائم المرشحة للحصول على جوائزه لعام 2024 في فئة السيدات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة سعودية تنطلق منافسات الجولة السادسة من دوري الممتاز للسيدات لكرة القدم غداً الخميس (الدوري السعودي الممتاز للسيدات)

الدوري السعودي للسيدات: قمة ساخنة بين الاتحاد والنصر

تنطلق منافسات الجولة السادسة من دوري الممتاز للسيدات لكرة القدم غداً الخميس، حيث يستضيف ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية مواجهة فريق الشباب وشعلة الشرقية.

لولوة العنقري (الرياض) بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة عالمية توم سيرماني (د.ب.أ)

مدرب أستراليا المؤقت عن إيقاف بريستمان: العقوبة أكبر من الجريمة

يأمل توم سيرماني، المدرب المؤقت لمنتخب أستراليا للسيدات لكرة القدم، أن تعود بيف بريستمان، مدربة كندا السابقة، إلى التدريب على أعلى مستوى بعد انتهاء إيقافها.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»