مشروع توأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي لضمان جودة التعليم والاعتماد

ألمانيا وفنلندا تسعيان لنقل تجربتهما إلى القاهرة

مشروع توأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي لضمان جودة التعليم والاعتماد
TT

مشروع توأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي لضمان جودة التعليم والاعتماد

مشروع توأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي لضمان جودة التعليم والاعتماد

احتفلت مصر بالإعلان عن انتهاء مشروع للتوأمة مع الاتحاد الأوروبي يهدف إلى دعم وضمان جودة التعليم، ووصف مدير برنامج دعم اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، الدكتور جمال بيومي، العلاقات المصرية الأوروبية بالعميقة، موضحا أن هذه الشراكة تستهدف اكتساب الخبرات من دولتين لديهما خبرات عالية في التعليم وهما ألمانيا وفنلندا.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامتها الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي لانتهاء مشروع التوأمة مع الاتحاد الأوروبي ممثلة في دولتي ألمانيا وفنلندا لدعم وتعزيز قدرات الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد.
وأشار بيومي إلى أهمية التسليح بالتعليم للنهوض بالصناعة، موضحا أن التعاون مع الاتحاد الأوروبي والدول التي حققت قدرا عاليا من الجودة التعليمية وارتفاع مستوى المخرجات بها تعد الملاذ الأول لتحقيق أهداف المنظومة التعليمية، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي نجح أن يكون الشريك التجاري الأول لمصر، يليه الشريك العربي، ثم الأميركي، إذ ارتفعت التجارة مع أوروبا من 8 إلى 12 مليار يورو.
من جانبه، أكد السفير هانز يورغ سفير ألمانيا في القاهرة خلال الاحتفالية أن بلاده تفخر بمشروع التوأمة بين الاتحاد الأوروبي والهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، مشددا على أن التنمية في التعليم هي أفضل روافد التنمية والتعاون العلمي.
ولفت يورغ إلى أن التعليم من أكبر أولويات الشراكة الألمانية المصرية، إذ تحتاج مصر إلى مزيد من الأبحاث للنهوض بالتعليم. فمنذ عام 1872 أنشأت المدرسة الإنجيلية في مصر وكانت تجربة ناجحة، مؤكدا على شعبية المدارس الألمانية الكبيرة في مصر.
واعتبر السفير الألماني أن العلاقات المصرية الألمانية هي الشريك الفعال والإقليمي في التعاون الألماني العربي، إذ أنشأت ألمانيا مركز التبادل العلمي منذ 55 عاما، وهناك تعاون كبيرة بين الجامعات المصرية والألمانية، ويسافر 2000 طالب سنويا للتعلم في ألمانيا.
وأكد يورغ أن من ضمن الركائز الأساسية لضمان جودة التعليم في ألمانيا هو قابلية الطلبة للتوظيف، وهو ما تحاول التجربة الألمانية نقله إلى مصر، وكذلك سد الفجوة بين التعليم والصناعة والإدخال والتوسع في الأنماط الجديدة في التعليم، مثل التعليم الإلكتروني والتعليم المفتوح والتعليم عن بعد، موضحا أن كل تلك الأنماط تصب في جودة العملية التعليمية.
ويذكر أن مشروع التوأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي بدأ في عام 2013، وسعى إلى تعزيز القدرات المؤسسية والفنية للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، باعتبارها هيئة مستقلة تراقب جودة التعليم في مصر. كما سعى المشروع بشكل أكثر تحديدا، لتبادل المعرفة بين الخبراء في مصر من جانب، وفنلندا وألمانيا من جانب آخر، وذلك لتحقيق أهداف محددة وهي مراجعة الأداء التنفيذي وهيكل إدارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وذلك لتعزيز منظومة تطبيق الاعتماد وضمان الجودة، لتنسيق ودعم الجهات المعنية لتحقيق معايير الجودة، ولتكون جزءا هاما وفعالا من شبكات ومؤسسات ضمان الجودة الدولية، وإجراءات لضمان مواءمة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد مع المعايير الدولية، إضافة إلى تقييم الإطار التنظيمي للهيئة ووضع استراتيجية لربط الاعتماد المصري وضمان الجودة بما يتوافق مع المعايير الأوروبية وأفضل الممارسات.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.