كشف هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، أن «إيران تسعى لطرح مبادرة جديدة في سوريا، الهدف من ورائها لا يقتصر على بقاء الأسد، وإنما استمرار المشروع الإيراني في المنطقة». وقال مروة: «إنها تتلخص في إخلاء المنطقة التي تصل الزبداني وبعض المدن الأخرى بالأراضي اللبنانية، لحماية قواعد حزب الله التي تتمركز على الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان، إضافة لتفريغ محيط دمشق من مسلحي المعارضة بغية استقرار النظام».
وأوضح مروة أن «الولايات المتحدة بعثت بإشارات إيجابية قبل زيارة مبعوثها لسوريا مايكل رانتي، إلى موسكو والرياض وجنيف، حين شددت على أن الأسد ليس له مستقبل في عملية الانتقال السياسي في سوريا»، مبينا أن «محتوى الموقف الروسي فيه قفز على الواقع، ويتلاقي مع الموقف الإيراني، لإعادة إنتاج نظام الأسد مجددًا، وهو يتجه لما يشبه الجراحة التجميلية لمحاولة إقناع المجتمع الدولي باستمرار بشار في سدة الحكم».
وتابع مروة: «إنهم لم يروا حتى اللحظة موقفًا دوليًا جادًا سواء من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لوقف المجازر التي يرتكبها النظام ضد أهالي دوما والغوطة.. إن إيران تسعى من خلال دعمها العسكري للأسد لفرض خريطة ديموغرافية جديدة في الداخل السوري عبر قتل السكان وتهجيرهم من مدنهم.. ومساعيها في سوريا لا تؤدي إلى الحل السياسي ولا تحقق الأمن ولا تساعد في مكافحة الإرهاب».
على صعيد آخر، يجري المبعوث الأميركي مايكل رانتي، جولة دولة دبلوماسية تشمل موسكو والرياض وجنيف، يسعى من خلالها لاستكمال مناقشة عملية انتقال حقيقي في سوريا ووضع حد للأزمة المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات،. وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة أعربت، منذ وقت طويل، عن قلقها من دعم موسكو للأسد، وقال: «ما يمارسه النظام السوري من وحشية ضد شعبه وفقدانه لشرعية الحكم قد سمح لـ(داعش) بالتوسع داخل سوريا». ورأى أن جولة رانتي «تأتي في إطار الجهود التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري لاستكشاف خيارات حل الأزمة مع المسؤولين الروس والسعوديين، وبحث عملية سياسية يتعين أن تشمل جماعات المعارضة».
وللعلم، أكد الموقف السعودي أخيرًا على دعم عملية الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، مشددًا على أن الأسد فقد شرعيته بالكامل، وعلى الحاجة لوجود حكومة سورية جديدة تلبي تطلعات الشعب السوري وتعزز الوحدة الوطنية والتعددية. واعتبرت الرياض أن «النظام لم يبد الرغبة ولا القدرة على التصدي للإرهاب الذي يجد له ملاذًا آمنًا في سوريا»، واستنكر العنف المستمر الذي يمارسه الأسد ضد شعبه بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية. وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، قد أكد خلال مباحثاته الأخيرة في روما وبرلين، على موقف المملكة الثابت من حل الأزمة السورية سياسيًا على أساس مبادئ «جنيف 1»، التي تنص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تخلو من الأسد، والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية، وحفظ مؤسسات الدولة السورية المدنية والعسكرية لتمكينها من إدارة شؤون البلاد.
مبادرة إيرانية لتفريغ دمشق وحماية قواعد حزب الله في لبنان
نائب رئيس الائتلاف السوري لـ {الشرق الأوسط} : طهران وموسكو تسعيان لتجميل الأسد
مبادرة إيرانية لتفريغ دمشق وحماية قواعد حزب الله في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة