هل الكرة الألمانية في أزمة؟ منذ الفوز بمونديال 2014 في البرازيل ومنحنى المنتخب الألماني في تراجع مثير للقلق، لكنّ الصدمة والخوف على المستقبل تمثّلا في الخروج المذلّ لمنتخب الشباب من بطولة أوروبا (يورو 2023) تحت 21 عاماً من دور المجموعات، والفشل في التأهل لأولمبياد باريس العام المقبل!
وبعد الخروج من الدور الأول لمونديالي 2018 و2022 وبينهما ظهور متواضع في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة (يورو 2020)، التي أُقيمت عام 2021، كان ينظَر إلى منتخب الشباب على أنه الأمل في المستقبل، خصوصاً أن ألمانيا تستعد لاستضافة «يورو 2024»، إلا أن الفريق خيَّب آمال جماهيره في البطولة التي تستضيفها رومانيا وجورجيا، بالتعادل مع إسرائيل والخسارة أمام التشيك وإنجلترا، وفشل بذلك في التأهل لأولمبياد باريس العام المقبل.
وحقق المنتخب الألماني نقطة واحدة فقط من 3 مباريات، مسجلاً أسوأ أداء في البطولة الأوروبية بشكلها الجديد.
«فاض بنا الكيل» هو الهتاف الذي أطلقته الجماهير الألمانية بعد الخسارة أمام إنجلترا بثنائية نظيفة، عسى أن يستيقظ المسؤولون لتصحيح الأوضاع. وقال أنطونيو دي سالفو، مدرب منتخب الشباب: «ببساطة كنا سيئين ونستحق الخسارة». وانتقد اللاعبون أيضاً أداءهم، حيث قال أنجيلو ستيلير، لاعب خط الوسط: «لا أعلم ما إذا كنا نملك الشجاعة الكافية. إذا نظرت إلى المباراة أمام إنجلترا، بالتأكيد لم نكن شجعاناً، افتقرنا للشغف، كان يجب علينا القتال للعبور للدور الثاني لكننا فشلنا».
في الوقت نفسه، قال غوتي تشاتزياليكسيو، مدير منتخب الشباب: «ما زال أمامنا الكثير من العمل حتى لا نصبح بعيدين عن الفرق الكبرى في العالم».
يُذكر أن المنتخب الألماني تحت 21 عاماً قد سبق وحقق نجاحات تحت قيادة المدرب السابق ستيفان كونتس، حيث وصل لنهائي اليورو ثلاث مرات متتالية وحصد اللقب في 2017 و2021. وحذر خبراء كرة القدم الألمانية من شحّ المواهب المحلية وأن نتائج منتخب الشباب أكدت أنهم لا تمكنهم مجاراة أفضل اللاعبين في العالم.
ويعد الخروج المخزي من بطولة أوروبا للشباب ضربة لطموحات هانزي فليك، مدرب المنتخب الأول، الذي كان يتطلع لاكتشاف بعض العناصر التي باستطاعتها صناعة الإضافة لفريقه الذي يعاني أيضاً.
وتحت قيادة فليك، لم يحقق المنتخب الألماني أي انتصار في آخر 4 مباريات، وكان آخر انتصار حققه المنتخب أمام بيرو في مارس (آذار) الماضي، ومنذ ذلك الوقت خسر أمام بلجيكا وبولندا وكولومبيا، وتعادل مع أوكرانيا.
وخلال مسيرته التدريبية، فاز فليك، الذي عمل مساعداً ليواخيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا السابق، عندما فاز منتخب الماكينات بكأس العالم 2014، بسبعة ألقاب من بينها الثلاثية التاريخية (الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري الأبطال) خلال فترة توليه قيادة بايرن، التي استمرت لمدة عامين فقط، قبل أن تنشب خلافات بينه وبين مجلس إدارة النادي البافاري عام 2021.
وأصبح فليك مديراً فنياً لمنتخب ألمانيا خلفاً للوف، الذي رحل عن تدريب المنتخب الألماني بعد الظهور المتواضع للفريق في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة (يورو 2020)، التي أُقيمت عام 2021.
وفاز فليك بمبارياته الثماني الأولى مع المنتخب الألماني، لكنه تعرض للطمة عنيفة عقب الخروج المبكر من مرحلة المجموعات في نهائيات كأس العالم بقطر في أواخر العام الماضي، وذلك للمرة الثانية على التوالي في المونديال، ثم أعقبتها سلسلة من النتائج السلبية في اللقاءات الودية الأخيرة.
ومنذ نهاية كأس العالم في قطر لم تتوقف الجماهير الألمانية عن المطالبة بإقالة فليك، ودعم يورغن كلوب، مدرب ليفربول، لتولي المهمة، لكنّ الأخير غير متحمس لهذه الفكرة ويفضل الاستمرار في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ورغم النتائج المخيِّبة للآمال ما زال كلٌّ من رئيس الاتحاد الألماني بيرند نويندورف، والمدير الرياضي رودي فولر، يدعمان فليك للاستمرار في منصبه.