تحدثت تقارير إعلامية في دمشق عن وصول مستشارين عسكريين روس خلال الأسابيع الأخيرة إلى سوريا، لبحث إنشاء قاعدة عسكرية روسية في مدينة جبلة على الساحل السوري، صبيحة حوار للرئيس بشار الأسد في قناة المنار امتدح فيها تمسك الروس به.
وقالت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام إنه تم مؤخرا تشكيل لجنة عسكرية روسية - سورية مشتركة، وأضافت أنه في «غضون بضعة أسابيع فقط، وصل إلى دمشق كثير من المستشارين العسكريين الذين طرحوا احتمال إنشاء قاعدة عسكرية روسية أخرى في جبلة». وأشارت «الوطن» في مقال نشر يوم أمس، إلى أن موسكو سلمت دمشق مؤخرا ست مقاتلات ميكويان - غوريفيتش ميغ - 31، وهذا الصنف من الطائرات الاعتراضية، يعد الأفضل عالميا، بحسب ما قالته الصحيفة، كان النظام السوري قد اتفق على شرائها عام 2007، إلا أنه تم تجميد الصفقة حينها. كما لفتت إلى أن هذه الطائرات لا تدخل ضمن نطاق الحظر لأنها تستخدم فقط لرد الهجوم الخارجي.
وكشفت «الوطن» عن أن روسيا بدأت بتزويد دمشق، «لأول مرة، بصور الأقمار الصناعية»، ورأت أن هذا القرار الذي «طال انتظاره منذ خمس سنوات، سوف يقلب الأوضاع العسكرية رأسا على عقب».
إلى ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة تلفزيونية ليلة أول من أمس، تابعة لحزب الله، أنه يثق في روسيا وقيادتها، ووصف الإدارة الأميركية بأنها «غادرة». كما وصف الأسد قتال حزب الله إلى جانب قواته بـ«الشرعي». وأعرب الأسد عن ثقته بدعم حليفه الروسي، بعد تصريحات أميركية لمحت إلى استعداد موسكو وطهران للتخلي عن نظام دمشق.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله: «نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا بالعلاقة ومبدئيون».
أما فيما يتعلق بإيران، فقد أعرب بشار الأسد عن اعتقاده بأن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى الكبرى يعزز دور إيران على الساحة الدولية، معتبرًا أن «قوة إيران ستنعكس قوة لسوريا، وانتصار سوريا سينعكس انتصارًا لإيران»، مضيفًا: «نحن محور واحد هو محور المقاومة».
ووصف غليون المعارض والمفكر السوري الرئيس الأسد «بالصلف الذي تعمد إظهاره في آخر لقاءاته الصحافية من منبر قناة المنار، اذ أراد الأسد أن يرسل عدة رسائل رئيسية: الأولى رفضه القاطع لأي حل سياسي واستمراره في اعتبار المعارضة هي العدو الأول لسوريا، قبل إسرائيل، كما ذكر. وأراد بذلك أن يقوض قبل بدئها، المحادثات التي يحضر لها المبعوث الدولي دي ميستورا بدعم قوي من موسكو لإيجاد مخرج للمقتلة السورية». أما ثاني الرسائل بحسب غليون، «إصراره على السير في حذاء طهران والاحتماء بها ورهن مصير سوريا ومستقبلها لنظامها الطائفي التوسعي. وهي صاحبة المصلحة الوحيدة اليوم في التمسك به كورقة ضغط وابتزاز أساسية في أي مباحثات تسوية سياسية باعتباره الضمانة الوحيدة، كما كان نوري المالكي في بغداد، لسيطرتها على سوريا وعلى لبنان والعراق نفسه،
والثالثة، يضيف غليون في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تأكيده لجميع من يسعى إلى تنحيته من منصبه، أو الذين يطالبونه بالتنحي ويحملونه مسؤولية استمرار الحرب والقتل والدمار، من الدول والمنظمات الدولية، السياسية والإنسانية، أنه لن يتزحزح عن موقفه، وأنه الزعيم الذي لا يقهر وأنه ماض في مشروعه التدميري حتى النهاية، غير سائل عن مصير أحد، لا شعبه ولا طائفته ولا أسرته نفسه.
أما رابع الرسائل، فطمأنته لمن لا يزال يخضع لسيطرة ميليشياته من السوريين، أنه مستمر على الرغم من كل ما حصل. وهو يعرف أن الكثير ممن كانوا يخضعون له خوفا من الفوضى أو النزاع، أصبحوا مقتنعين بأنهم ضحية السياسات الفاشلة التي اتبعها وأنه لم يعد هناك أي أمل بالحل من دون إقراره بفشله وخروجه من حياة السوريين.
وانتهى المعارض والمفكر السوري إلى القول: «أكد الأسد في آخر لقاءاته ما كانه دائما، أي شخصا لا مسؤولا وأنه لا يمكن للعالم أن ينتزع منه أي تنازل مهما كان صغيرا بغير القوة. وهذا ما أدركه السوريون منذ البداية ولا يزالون مستمرين فيه حتى إزاحته من السلطة واستعادة بلادهم وإعادة بناء دولة الكرامة والحرية».
صحيفة سورية: عسكريون روس في سوريا لبحث إنشاء قاعدة عسكرية في جبلة
د. غليون: حوار الأسد أكد أنه لا يمكن للعالم أن ينتزع منه أي تنازل
صحيفة سورية: عسكريون روس في سوريا لبحث إنشاء قاعدة عسكرية في جبلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة