المثقفون المغاربة وعادة القراءة في الصيف

لا يميزون بين الفصول.. ويرون أن الصيف ليس عطلة من الكتابة والقراءة

عبد الصمد الكباص  -  محمد اشويكة  -  عزيز الراشدي
عبد الصمد الكباص - محمد اشويكة - عزيز الراشدي
TT

المثقفون المغاربة وعادة القراءة في الصيف

عبد الصمد الكباص  -  محمد اشويكة  -  عزيز الراشدي
عبد الصمد الكباص - محمد اشويكة - عزيز الراشدي

هل يحافظ المبدعون والكتاب المغاربة على عادة القراءة في فصل الصيف، أم تراهم يتخففون من «هم» القراءة والكتابة معا، وينشغلون كالجميع بأجواء العطلة بحثًا عن الراحة والاستجمام، في انتظار مرور أشهر الصيف وظهور تباشير ما يسمى بـ«الدخول الثقافي»؟
ثم ماذا تعني «العطلة» بالنسبة للمثقف المغربي، قارئا وكاتبا؟ وهل يمكن للمبدع أن يقتطع لنفسه عطلة من فعل القراءة والكتابة، أم أن من سكنه جن الإبداع لا يحتاج «العطلة» ما دام في حاجة متواصلة إلى تجديد صلته بالأدب؟
يرى الكاتب والباحث عبد الصمد الكباص أن «العطلة صيغة مختلفة في تدبير العلاقة مع الزمن»، مشددا على أن العلاقة التي يضبطها الالتزام الصارم بمواعيد بعينها، تحول الحياة إلى ما يشبه انضباطا آليا محكوما بالمنطق الممل للتكرار. ففي العطلة، يضيف الكباص، «يتغير مفهوم المردودية والنجاعة الذي يحكم منطق العمل، فتتيح للذات أن تتذكر نفسها، عبر خلق أسلوب في الحياة، يقاوم الإيقاع الرتيب للأيام العادية التي يؤول فيها الزمن تأويلا اقتصاديا محضا»، لذلك تبقى العطلة، في النهاية، «مسألة إيقاع».
عن علاقته كفرد بالعطلة، يقول كاتب «الرغبة والمتعة»: «أحس أنني في عطلة عندما يكون بإمكاني أن أنصرف عن الكتابة بحرية، وعندما يكون من حقي أن أستغني عن الهاتف المحمول، فلا أكون مجبرا على الرد على مكالمته. لا عطلة بالنسبة لي والهاتف المحمول مفتوح، لأن المحمول هو إرادة الآخر تتلاعب بحريتي».
وعن علاقته، ككاتب ومبدع بالعطلة، يقول مؤلف «الحدث والحقيقة» و«الجسد والكونية»: «أن أعطل علاقتي بالكتابة مسؤولية صعبة، لكن أن أتحرر من الالتزام بها كموعد، فذلك ما أعمل عليه أيام عطلتي التي تكون فيها الأولوية لاكتشاف مذاقات جديدة للحياة، أساليب مختلفة في صنع اللحظة، الإنصات للذات، خلق الفراغات اللازمة للدماغ لكي يتنفس».
وعن علاقته، ككاتب ومبدع مشغول بهم القراءة بالعطلة، يقول الكباص: «القراءة شيء آخر غير الكتابة. إنها سفر في حد ذاتها. لذلك لا يمكن الاستغناء عنها في الأسفار. في العطلة، وخصوصا في فصل الصيف، أكف عن قراءة كتب من طينة تلك الأعمال التي تلتهم أيامي في العادي من الأوقات، أقصد كتب الفلسفة. العطلة اختيار آخر للأمكنة والناس والكتب. لذلك أفضل قراءة السير والروايات أيام عطلتي. بل إن ذكريات عطلي مرتبطة بأعمال بعينها، وبمؤلفين وبأسماء شخصيات».
بالنسبة للقاص والناقد السينمائي محمد اشويكة، «لا يحتاج الكاتب إلى عطلة كبقية الموظفين والعمال، وإنما هو في حاجة دائمة إلى تجديد صلاته العنكبية بالحياة، يواجهها وتواجهه، يقارعها وتقارعه، فيها مَعِينُهُ، منها يستمد طاقة الكتابة والمقاومة معا، فهي لا تمنح نفسها بسهولة لكل الناس». لذلك، يرى كاتب «الصورة السينمائية.. التقنية والقراءة» و«مجازات الصورة» أن «الكتابة حالة سفر وترحال دائمين، تشبه ملاحقة الحياة الهاربة من حولنا»، لذلك، يعتبر العطلة السنوية، صيفية كانت أم شتوية، ربيعية أم خريفية، «فرصة لتأمل التغيرات الجارية من حولي، والمتسارعة الإيقاع، خاصة وأن علاقتي بالقراءة والكتابة ومشاهدة الأفلام ثابتة بحكم الشغف والعمل معا، فالمجالات التي أتحرك في سياقها دائمة الوصل بالثقافة، لذلك يصعب فك الارتباط بين الجانبين».
نظرا لتعدد انشغالاته الإبداعية، يتحدث صاحب «القردانية» عن «ثلاثي القراءة والكتابة والمشاهدة»، مشددا على أن العطلة، بمفهومها الرسمي، تمنحه «فرصة مضاعفة لقراءة ما أريد، وتجاوز الكتابة تحت الضغط رغم أنني مدين لذلك الإكراه الجميل. صحيحٌ أن الإيقاع البيولوجي يتغير لأن عادات النوم والأكل تتبدل بدورها، فَلَيْلُ العطلة يستحوذ على نهار الأيام الأخرى الجائرة، إنه محفز مثالي على صفاء التأمل وطارد للغط النهار، وما السفر إلا وقود للكتابة كالقراءة والمشاهدة، فقد يجد المرء نفسه محاطا بجملة من الروافد التي تنعش الخيال وتبعث في النفس القدرة على قنص أفضل اللحظات».
يعترف اشويكة بأن أفراد أسرته قد يعيبون عليه، من حين لآخر، ميله للوحدة، لكنهم اعتادوا على إيقاعها وأدركوا بفعل الوقت أنها تعبير رفيع عن الحب، فيها درءٌ لكل السلبيات التي يُحْتَمَلُ أن تأتي من خارج تلك الدوائر المستعصية للحروف والصور التي لا يتأثر تعاطيها بأي ارتباط عائلي ما دامت غير متناقضة مع ميولاتهم، ولا مؤثرة في إيقاعهم، بل هي بانية لجزء من تاريخي المشترك معهم خاصة إذا اعتبرنا أن أفراد الأسرة يتقاسمون التفاعل فيما بينها، يتبادلون العطاء والشغف، ويؤثرون ضمنيا في بعضهم البعض، فلا ضير في أن تكون القراءة والكتابة والمشاهدة والموسيقى أواصر تأسر أفراد أسرتي وتجمعهم في آن.
من جهته، يرى القاص والروائي عبد العزيز الراشدي، الذي يقضي عطلته في إقامة أدبية بـ«فرجينيا» بالولايات المتحدة، تتمحور الغاية منها حول الكتابة، أن الصيف سيكون مختلفا بالنسبة إليه مقارنة بأغلبية المثقفين المغاربة، نظرا للأهداف المسطرة من هذه الإقامة الأدبية. ويقول: «سوف أسعى خلال ما تبقى من العطلة إلى مناوشة نصّ أدبي لم تُتح لي الفرصة لإكماله، كما سأسعى لقراءة بعض النصوص التي أحضرتُ معي. العطلة بالنسبة لي عطلة من العمل المعتاد، لكنها ليست عطلة من الكتابة والأدب والقراءة».
لكن، هل تؤثر طبيعة الصيف وارتباط الكاتب بـ«عطلة» المحيطين به في علاقته بالكتابة والقراءة؟ يجيب صاحب رواية «مطبخ الحب»: «حين أمضي الصيف لوحدي، لا تتبدل عاداتي، لأنني لا أكون مجبرا على مسايرة أحد في إيقاعه. لكن عندما أمضي الصيف مع العائلة، تكثر العوائق والتحديات، لأن الناس غالبا ما ينظرون إلى اهتماماتك بعين ساخرة. هناك بؤس فكري في المجتمع العربي يجعل مشهد قارئ على الشاطئ مشهدا مستفزا ويدعو للسخرية. وغالبا ما يلومك الناس حين تقرأ في الصيف، ويقولون: يا رجل، ارتح قليلا فالصيف للمتعة، مع أنني لا أعرف متعة أروع من كتاب».
وعن سؤال ماذا يقرأ في الصيف، وأي كتاب أو كتب يختار قراءتها في عطلته؟ اعترف كاتب رحلة «يوميات سندباد الصحراء»، بأنه لم يقرأ كتابا من اختياره منذ مدة، مفسرا ذلك بكونه يعيش إيقاع بحث خاص يعدّه، وأن كلّ قراءاته في هذا الاتجاه.
هكذا، لا يبدو الكتاب المغاربة مهتمين بالتمييز بين فصول السنة لتسجيل نوع من التراخي الذاتي في فعل القراءة والتواري خلف متطلبات السفر وتلبية رغبة العائلة للتخفف مؤقتا من الشواغل اليومية في انتظار انقضاء العطلة الصيفية والدخول في دوامة الدخول المدرسي والجامعي والثقافي، ليبقى فعل القراءة ذريعة تبقي المبدع متحفزا للخلق والكتابة، بشكل يربط القراءة بـ«حالات من السعي والبحث الدائم عن المعرفة»، بينما «تعين المبدعين على الكتابة وأعبائها وتجعلهم في قلب المشهد الثقافي ومنتجه المتواتر»، كما «تؤدي إلى تقوية اللغة والأفكار وتوسعة الأفق»، لذلك كتب الشاعر محمد بشكار، تحت عنوان «رحلة القراءة في الصيف»: «حقا، لا غيم يمكن أن يتسرَّح فيئا أو مظلة وارفة في قيظ هذا الصيف المرجلي، أرهف من كتاب لا نهائي يشد الحواس عميقا بالمتعة الفكرية واللغة الخلاقة، وكأن لا غلاف يحد امتداده الجمالي، بل يستمر في الانكتاب في الرأس بجاذبية الصورة وقوة الإيحاء، حتى بعد إغلاق دفتي الكتاب، لينتج عنه عمل آخر في الشعر أو الفكر يحمل توقيع القارئ».



سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم
TT

سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم

بالكثير من التفاؤل والأمل والقليل من الحذر يتحدث أدباء وشعراء سوريون عن صورة سوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الأسد الديكتاتوري، مشبهين سقوطه بالمعجزة التي طال انتظارها... قراءة من زاوية خاصة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، وتتشوف المستقبل بعين بصيرة بدروس التاريخ، لواحدة من أجمل البلدان العربية الضاربة بعمق في جذور الحضارة الإنسانية، وها هي تنهض من كابوس طويل.

«حدوث ما لم يكن حدوثه ممكناً»

خليل النعيمي

بهذا العبارة يصف الكاتب الروائي خليل النعيمي المشهد الحالي ببلاده، مشيراً إلى أن هذه العبارة تلخص وتكشف سر السعادة العظمى التي أحس بها معظم السوريين الذين كانوا ضحية الاستبداد والعَسْف والطغيان منذ عقود، فما حدث كان تمرّداً شجاعاً انبثق كالريح العاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركان النظام المستبد بشكل مباشر وفوري، وأزاح جُثومه المزمن فوق القلوب منذ عشرات السنين. ونحن ننتظر المعجزة، ننتظر حدوث ما لم نعد نأمل في حدوثه وهو قلب صفحة الطغيان: «كان انتظارنا طويلاً، طويلاً جداً، حتى أن الكثيرين منا صاروا يشُكّون في أنهم سيكونون أحياءً عندما تحين الساعة المنتظرة، والآن قَلْب الطغيان لا يكفي، والمهم ماذا سنفعل بعد سقوط الاستبداد المقيت؟ وكيف ستُدار البلاد؟ الطغيان فَتّت سوريا، وشَتّت أهلها، وأفْقرها، وأهان شعبها، هذا كله عرفناه وعشناه. ولكن، ما ستفعله الثورة المنتصرة هو الذي يملأ قلوبنا، اليوم بالقلَق، ويشغل أفكارنا بالتساؤلات».

ويشير إلى أن مهمة الثورة ثقيلة، وأساسية، مضيفاً: «نتمنّى لها أن تنجح في ممارستها الثورية ونريد أن تكون سوريا لكل السوريين الآن، وليس فيما بعد، نريد أن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية حرة عادلة متعددة الأعراق والإثنيّات، بلا تفريق أو تمزيق. لا فرق فيها بين المرأة والرجل، ولا بين سوري وسوري تحت أي سبب أو بيان. شعارها: حرية، عدالة، مساواة».

مشاركة المثقفين

رشا عمران

وترى الشاعرة رشا عمران أن المثقفين لا بد أن يشاركوا بفعالية في رسم ملامح سوريا المستقبل، مشيرة إلى أن معجزة حدثت بسقوط النظام وخلاص السوريين جميعاً منه، حتى لو كان قد حدث ذلك نتيجة توافقات دولية ولكن لا بأس، فهذه التوافقات جاءت في مصلحة الشعب.

وتشير إلى أن السوريين سيتعاملون مع السلطة الحالية بوصفها مرحلة انتقالية ريثما يتم ضبط الوضع الأمني وتستقر البلد قليلاً، فما حدث كان بمثابة الزلزال، مع الهروب لرأس النظام حيث انهارت دولته تماماً، مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية كل شيء انهار، وحصل الفراغ المخيف.

وتشدد رشا عمران على أن النظام قد سقط لكن الثورة الحقيقة تبدأ الآن لإنقاذ سوريا ومستقبلها من الضياع ولا سبيل لهذا سوى اتحاد شعبها بكل فئاته وأديانه وإثنياته، فنحن بلد متعدد ومتنوع والسوريون جميعاً يريدون بناء دولة تتناسب مع هذا التنوع والاختلاف، ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من النضال المدني، بالمبادرات المدنية وبتشكيل أحزاب ومنتديات سياسية وفكرية، بتنشيط المجتمع سياسياً وفكرياً وثقافياً.

وتوضح الشاعرة السورية أن هذا يتطلب أيضاً عودة كل الكفاءات السورية من الخارج لمن تسنح له ظروفه بهذا، المطلوب الآن هو عقد مؤتمر وطني تنبثق منه هيئة لصياغة الدستور الذي يتحدد فيه شكل الدولة السورية القادمة، وهذا أيضاً يتطلب وجود مشاركة المثقفين السوريين الذين ينتشرون حول العالم، ينبغي توحيد الجهود اليوم والاتفاق على مواعيد للعودة والبدء في عملية التحول نحو الدولة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً.

وداعاً «نظام الخوف»

مروان علي

ومن جانبه، بدا الشاعر مروان علي وكأنه على يقين من أن مهمة السوريين ليست سهلة أبداً، وأن «نستعيد علاقتنا ببلدنا ووطننا الذي عاد إلينا بعد أكثر من خمسة عقود لم نتنفس فيها هواء الحرية»، لافتاً إلى أنه كان كلما سأله أحد من خارج سوريا حيث يقيم، ماذا تريد من بلادك التي تكتب عنها كثيراً، يرد قائلاً: «أن تعود بلاداً لكل السوريين، أن نفرح ونضحك ونكتب الشعر ونختلف ونغني بالكردية والعربية والسريانية والأرمنية والآشورية».

ويضيف مروان: «قبل سنوات كتبت عن (بلاد الخوف الأخير)، الخوف الذي لا بد أن يغادر سماء سوريا الجميلة كي نرى الزرقة في السماء نهاراً والنجوم ليلاً، أن نحكي دون خوف في البيت وفي المقهى وفي الشارع. سقط نظام الخوف وعلينا أن نعمل على إسقاط الخوف في دواخلنا ونحب هذه البلاد لأنها تستحق».

المساواة والعدل

ويشير الكاتب والشاعر هاني نديم إلى أن المشهد في سوريا اليوم ضبابي، ولم يستقر الأمر لنعرف بأي اتجاه نحن ذاهبون وأي أدوات سنستخدم، القلق اليوم ناتج عن الفراغ الدستوري والحكومي ولكن إلى لحظة كتابة هذه السطور، لا يوجد هرج ومرج، وهذا مبشر جداً، لافتاً إلى أن سوريا بلد خاص جداً بمكوناته البشرية، هناك تعدد هائل، إثني وديني ومذهبي وآيديولوجي، وبالتالي علينا أن نحفظ «المساواة والعدل» لكل هؤلاء، فهي أول بنود المواطنة.

ويضيف نديم: «دائماً ما أقول إن سوريا رأسمالها الوحيد هم السوريون، أبناؤها هم الخزينة المركزية للبلاد، مبدعون وأدباء، وأطباء، وحرفيون، أتمنى أن يتم تفعيل أدوار أبنائها كل في اختصاصه وضبط البلاد بإطار قانوني حكيم. أحلم أن أرى سوريا في مكانها الصحيح، في المقدمة».

خالد حسين

العبور إلى بر الأمان

ومن جانبه، يرصد الأكاديمي والناقد خالد حسين بعض المؤشرات المقلقة من وجهة نظره مثل تغذية أطراف خارجية للعداء بين العرب والأكراد داخل سوريا، فضلاً عن الجامعات التي فقدت استقلالها العلمي وحيادها الأكاديمي في عهد النظام السابق كمكان لتلقي العلم وإنتاج الفكر، والآن هناك من يريد أن يجعلها ساحة لنشر أفكاره ومعتقداته الشخصية وفرضها على الجميع.

ويرى حسين أن العبور إلى بر الأمان مرهونٌ في الوقت الحاضر بتوفير ضروريات الحياة للسوريين قبل كلّ شيء: الكهرباء، والخبز، والتدفئة والسلام الأهلي، بعد انتهاء هذه المرحلة الانتقالية يمكن للسوريين الانطلاق نحو عقد مؤتمر وطني، والاتفاق على دستور مدني ديمقراطي ينطوي بصورة حاسمة وقاطعة على الاعتراف بالتداول السلمي للسلطة، وحقوق المكوّنات الاجتماعية المذهبية والعرقية، وحريات التعبير وحقوق المرأة والاعتراف باللغات الوطنية.

ويشير إلى أنه بهذا الدستور المدني المؤسَّس على الشرعية الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن تتبلور أحلامه في سوريا القادمة، حينما يرى العدالة الاجتماعية، فهذا هو الوطن الذي يتمناه دون تشبيح أو أبواق، أو طائفية، أو سجون، موضحاً أن الفرصة مواتية لاختراع سوريا جديدة ومختلفة دون كوابيس.

ويختتم قائلاً: «يمكن القول أخيراً إنّ مهام المثقف السوري الآن الدعوة إلى الوئام والسلام بين المكوّنات وتقويض أي شكل من أشكال خطاب الهيمنة والغلواء الطائفي وإرادة القوة في المستقبل لكي تتبوّأ سوريا مكانتها الحضارية والثقافية في الشرق الأوسط».