أوروبا ترفض نشْر رؤوس نووية روسية في بيلاروسيا

وزير الدفاع الروسي مع نظيره البيلاروسي بعد توقيع اتفاق نقل أسلحة نووية إلى مينسك (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الروسي مع نظيره البيلاروسي بعد توقيع اتفاق نقل أسلحة نووية إلى مينسك (أ.ف.ب)
TT

أوروبا ترفض نشْر رؤوس نووية روسية في بيلاروسيا

وزير الدفاع الروسي مع نظيره البيلاروسي بعد توقيع اتفاق نقل أسلحة نووية إلى مينسك (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الروسي مع نظيره البيلاروسي بعد توقيع اتفاق نقل أسلحة نووية إلى مينسك (أ.ف.ب)

ندد الاتحاد الأوروبي، (الجمعة)، باتفاق بين موسكو ومينسك على نشْر رؤوس حربية نووية روسية في بيلاروسيا.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن «هذه الخطوة ستؤدي إلى مزيد من التصعيد شديد الخطورة».

ومضَت روسيا، (الخميس)، قُدماً في خطتها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، التي قال رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، إن الرؤوس الحربية في طريقها بالفعل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عن الخطة في مارس (آذار).

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إنه بصدد التوقيع مع مينسك على الوثائق الخاصة بإجراءات تخزين تلك الأسلحة في بيلاروسيا.

وأشار بوريل إلى أن القرار ينتهك العديد من الاتفاقيات الدولية، داعياً روسيا «لاحترام تلك الالتزامات».

ونوَّه إلى أن «النظام في بيلاروسيا متواطئ في حرب العدوان الروسية غير القانونية ولا المبررة على أوكرانيا».

وطالب بوريل «السلطات في بيلاروسيا بوضع حد فوري لدعمها لحرب العدوان الروسية على أوكرانيا والعدول عن القرارات التي لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات في المنطقة وتقويض سيادة مينسك».

وقال إن أي محاولة «لتصعيد الموقف بدرجة أكبر سيقابلها رد فعل قوي ومنسق».


مقالات ذات صلة

إدانات غربية للهجمات السيبرانية في أوروبا واتهامات لروسيا بتدبيرها

أوروبا «كاسبرسكي»: من المحتمل أن يشهد العام المقبل ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دول (رويترز)

إدانات غربية للهجمات السيبرانية في أوروبا واتهامات لروسيا بتدبيرها

وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى روسيا في سلسلة من الهجمات السيبرانية «الخبيثة» على دول أوروبية من بينها ألمانيا وجمهورية التشيك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بروكسل - برلين)
خاص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً حول أوروبا بجامعة السوربون في باريس 25 أبريل 2024 (رويترز)

خاص ماكرون يطرح تدخلاً عسكرياً بأوكرانيا... مخاوف أمنية أوروبية وأهداف داخلية فرنسية

شدّد رئيس فرنسا ماكرون على أنّ طرحه مجدداً احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، تُحرِّكه مخاوف كبيرة على أمن أوروبا في حال تحقيق روسيا انتصاراً في أوكرانيا.

شادي عبد الساتر (بيروت)
أوروبا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث خلال نقاش بالاتحاد الأوروبي حول الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، 24 أبريل 2024 في ستراسبورغ شرق فرنسا (أ.ب)

بوريل يدعو إسرائيل لعدم شن هجوم على رفح

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الأربعاء)، إن شركاء إسرائيل وجيرانها يدعون لعدم شن هجوم على مدينة رفح.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس البولندي أندريه دودا يتحدث خلال مؤتمر صحافي أمام القصر الرئاسي في وارسو (إ.ب.أ)

بولندا تعتزم استثمار رئاسة الاتحاد الأوروبي لتوثيق العلاقات مع أميركا وأوكرانيا

قال الرئيس البولندي أندريه دودا، في وارسو، اليوم، إن تركيز بلاده خلال رئاستها المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي سوف ينصب على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
المشرق العربي لاجئون سوريون يجلسون مع أمتعتهم على شاحنة صغيرة على مشارف بلدة عرسال الحدودية اللبنانية مع سوريا 26 أكتوبر 2022 (رويترز)

رئيسة المفوضية الأوروبية ستعلن عن مساعدات للبنان لوقف تدفق اللاجئين

قال مسؤول قبرصي، اليوم (الثلاثاء)، إن الاتحاد الأوروبي سيقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)

شي جينبينغ إلى فرنسا وسط تصاعد الخلافات الصينية - الغربية

صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)
صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)
TT

شي جينبينغ إلى فرنسا وسط تصاعد الخلافات الصينية - الغربية

صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)
صورة جماعية للرئيسين الصيني والفرنسي يسيران خارج قصر الشعيب في بكين في أبريل 2023 (أ.ب)

يحل الرئيس الصيني شي جينبينغ، الاثنين، ولمدة يومين، ضيفاً على فرنسا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين باريس وبكين.

وتحيي هذه الاحتفالية ذكرى مبادرة أطلقها الرئيس الأسبق شارل ديغول خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو من جهة، والحلف الأطلسي من جهة ثانية. ويومها، ثار غضب الغربيين، وفي مقدمتهم الجانب الأميركي، الذين كانوا يغالون في كيل الانتقادات والاتهامات لفرنسا واتهامها بشق الصف الغربي، وتوفير خدمة مجانية للصين الشيوعية. لكن خطوة فرنسا التي أراد منها ديغول إبراز «استقلالية» إزاء الحليف الأميركي، فتحت الباب لاحقاً، وبعد سنوات من التريث لخطوات غربية مماثلة.

انتقادات متجددة

ورغم مرور العقود، ما زال طيف الانتقادات الأميركية ــ الأوروبية ماثلاً. وبرز ذلك مجدداً بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون (الثالثة من نوعها) إلى بكين، بين 5 و7 أبريل (نيسان) 2023، حيث ذكرت بعض تصريحاته بماضي فرنسا الديغولي. ففي مقابلة مع صحيفة «ليه زيكو» الفرنسية الاقتصادية ومجلة «بوليتيكو» الأميركية، قال ماكرون مبرراً رؤية بلاده للعلاقة مع الصين: «إن أسوأ الأمور اعتقاد أنه يتعين علينا أن نكون تبعيين، وأن نتأقلم مع الخط الأميركي أو ردود الفعل الصينية المغالية».

الرئيسان الصيني والفرنسي خلال الزيارة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بكين في شهر أبريل من العام الماضي (رويترز)

كذلك، حث ماكرون الأوروبيين الابتعاد عن رؤية واشنطن ورؤية بكين لملف تايوان، وعدم السير وراء الإدارة الأميركية والتمسك بـ«الاستقلالية الاستراتيجية» التي يدافع عنها، ولا يزال منذ انتخابه رئيساً لأول مرة في ربيع عام 2017. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» افتتاحية عنيفة بحق ماكرون، اتهمته فيها بـ«إضعاف الردع الغربي إزاء عدوانية بكين (في الملف التايواني)، ونسف الدعم الأميركي لأوروبا». أما صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، فقد نددت بـ«رخاوة» ماكرون التي «أغاظت عدداً من الحلفاء».

بناء علاقة شخصية

على ضوء هذه الخلفية، يمكن فهم التحديات التي تواجه فرنسا وماكرون بوصفه من يحدد سياسة بلاده الخارجية، إزاء كيفية التعاطي مع المارد الآسيوي واقتصاده المتربع على المرتبة الثانية عالمياً. ووفق مصادر سياسية في باريس، فإن ماكرون يسعى لبناء «علاقة شخصية» مع نظيره الصيني على غرار ما سعى إليه مع الرئيس الروسي فلاديمير بويتين، ولكن من غير نتيجة.

وفي هذا السياق، فإن زيارة الدولة التي يقوم شي جينببنغ إلى فرنسا، وهي الأرقى في السلم البروتوكولي، تنقسم إلى قسمين: الأول، في باريس حيث يلتقي الرئيسان في قصر الإليزيه، ثم تنضم إليهما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لقمة ثلاثية بحيث يعطي ماكرون اللقاء بعداً أوروبياً جماعياً.

وسبق لماكرون أن طلب من فون دير لاين مرافقته إلى بكين، العام الماضي. وينتهي اليوم الأول من الزيارة بـ«عشاء دولة: في قصر الإليزيه بحضور كبار الشخصيات الفرنسية وشخصيات صينية».

والقسم الثاني من الزيارة سيدور في جبال البيرينه، وهي الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا؛ حيث دعا الرئيس الفرنسي ضيفه إلى منطقة أمضى فيها كثيراً من أوقاته وتحديداً في بلدة «مونجي»؛ حيث كانت جدته تقيم قريباً منها. ويريد ماكرون أن يرد التحية بأجمل منها، حيث إن شي جينبينغ دعا ماكرون وزوجته بريجيت إلى إقليم كانتون لحفل احتساء الشاي في مقر حاكم منطقة غواندونغ، حيث كان والد الرئيس الصيني يشغل منصباً رفيعاً بوصفه موظفاً حكومياً.

توقعات متواضعة

كثيرون يشكون في ذلك، ولا ينتظرون الكثير من هذه الزيارة التي تأتي في مرحلة يتكاثر فيها التواصل الدبلوماسي مع الصين، فالمستشار الألماني أولاف شولتس زارها منتصف الشهر الماضي. ووزير الخارجية الأميركي التقى جينبينغ في بكين الأسبوع الفائت. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيتأهب لزيارة بكين في إطار سعي موسكو لتعزيز علاقاتها متعددة الأبعاد مع الصين على خلفية تواصل الحرب في أوكرانيا، وحاجتها للحليف الصيني سياسياً واقتصادياً، وثمة من يقول أيضاً عسكرياً.

الرئيس الصيني شي جينبينغ والمستشار الألماني أولاف شولتس ببكين في 16 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

التحدي الأول الذي يواجهه ماكرون عنوانه تحديداً الحرب الأوكرانية. واستبق وصول جينبينغ اتصالات مع حلفائه الأوروبيين خصوصاً شولتس للتشاور معه حول هذا الملف والملفات الأخرى الاقتصادية. وقالت مصادر قصر الإليزيه، في تقديمها للزيارة، إن محادثات الطرفين «ستتناول، في المصاف الأول، الأزمات الدولية وأولها الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط والمسائل التجارية والتعاون العلمي والثقافي والرياضي، وما يسمى الملفات الشاملة مثل التغير المناخي، وحماية التنوع البيولوجي والوضع المالي للدول الأكثر هشاشة».

وأشارت المصادر الرئاسية إلى أن الصين أحد أهم شركاء روسيا دبلوماسياً وتجارياً؛ ولذا فإن ماكرون «سيسعى لتشجيعه من أجل استخدام هذه الأوراق للضغط على موسكو حتى تغير حساباتها (في أوكرانيا)، ولتسهم الصين في إيجاد حلول لهذه الحرب». وسبق لماكرون، العام الماضي، أن دعا الرئيس الصيني «لحث روسيا على تحكيم العقل» و«الدفع باتجاه لمّ الجميع حول طاولة المفاوضات». ومؤخراً، طالب شولتس بكين بإقناع موسكو من أجل «التخلي عن حملتها العسكرية (على أوكرانيا) غير المفهومة»، مؤكداً دعم برلين وبكين المشترك لمؤتمر السلام الكبير الذي ستستضيفه سويسرا، ولكن من غير موسكو التي لم تدع إليه. وفي بادرة تدل على تحول في مقاربة واشنطن للعلاقة المتوترة مع بكين، وعلى مسافة قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية، دعا بلينكن إلى أن «تتحول الولايات المتحدة والصين إلى شريكتين بدل أن تكونا غريمتين».

حرب أوكرانيا

لا يعوِّل كثيرون على نجاح ماكرون في دفع نظيره الصيني إلى تغيير مقاربته للحرب في أوكرانيا؛ فهذا المطلب ليس جديداً، وكان على لائحة محادثاته مع جينبينغ، العام الماضي وقبله، سواء خلال زيارته للصين أم خلال قمة العشرين التي التأمت في الهند. والرؤية الغربية أن الصين هي «البلد الوحيد القادر على التأثير على الرئيس بوتين». والحال أن بكين لم تقم مطلقاً بإدانة الغزوة الروسي، إلا أنها تدعو دوما إلى حل الخلاف من خلال المفاوضات، وطرحت خطة سلام بقيت في الأدراج.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل في بكين ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

بيد أن الضغوط على بكين أفضت إلى نتيجتين هامشيتين: الأولى، حصول اتصال هاتفي العام الماضي، الأول من نوعه بين جينبينغ وزيلينسكي. والثانية، قيام ممثل خاص للرئيس الصيني بجولة دبلوماسية تضمنت المحطتين الروسية والأوكرانية.

ليست أوكرانيا بند الخلاف الوحيد بين الطرفين الذي يتعين تخطيه، فهناك، إلى جانبه، ملف حقوق الإنسان في الصين الذي تثيره الجمعيات المدافعة عن حقوق الأقليات الطالبة بدولة القانون. ومن بين الأقليات الإثنية هناك بشكل خاص الأويغور المسلمين وسكان التبت، والضغوط التي تمارسها بكين على هونغ كونغ من أجل كتم الأصوات التي ما زالت تعارض سيطرة بكين عليها، ناهيك عن ملف تايوان التي تريد بكين إعادتها إلى حضن الصين، بالقوة إذا لزم الأمر.

وإزاء هذه المسائل، يسير ماكرون على حبل مشدود بسبب وصعوبة التوفيق بين تجنب إحراج الضيف الصيني حول هذه المسائل من جهة، والاستجابة للضغوط التي تمارسها العديد من الجمعيات التي تطالبه بأن يثير مسائل حقوق الإنسان مع ضيفه.

الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

وتجدر الإشارة أيضاً إلى المخاوف التي تثيرها الصين في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادئ كخلافاتها مع كوريا الجنوبية والفلبين... وتعمل واشنطن على بناء تحالفات عسكرية لتطويقها سواء أكان ذلك في إطار «تحالف أوكوس» الذي يضم أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة»، أو دفع الهند لتكون القوة القادرة على الوقف بوجه الصين أو التحالف مع اليابان وكوريا الجنوبية.

بيد أن باريس لا تريد أن تكون طرفاً في هذه التحالفات، ولا تريد لأوروبا أن تكون رديفاً للسياسة الأميركية في المنطقة، ثم إن الميزانية العسكرية الصينية التي ترتفع من عام إلى عام تثير بدورها المخاوف من عسكرة الصين ومن طموحاتها المستقبلية.

الحرب التجارية

في الأشهر الأخيرة، تكاثرت الشكاوى من هجمات سيبرانية مصدرها الصين على شركات ومؤسسات أوروبية. بيد أن ما يحدث بعيدٌ كثيراً عما ينسبه الأوروبيون إلى «قراصنة» الإنترنت الروس. ولا تقاس هذه المسألة بما يعانيه الأوروبيون من الممارسات الحمائية الصينية لجهة إقفال أسواقهم وعقودهم المبرمة مع الدولة أو السلطات المحلية بوجه الشركات الأوروبية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

لذا، فقد فتح الاتحاد الأوروبي في 24 أبريل تحقيقاً حول «الممارسات التمييزية». وجاء في بيان صادر عنه، أن «السوق الصينية الخاصة بالأدوات الطبية (على سبيل المثال) أغلقت تدريجياً بوجه الشركات الأوروبية والأجنبية وبوجه المنتجات الأوروبية». وهذا التحقيق هو الأول من نوعه الذي تجريه المفوضية الأوروبية بحق الصين ما يدل على تدهور العلاقات التجارية بين الطرفين. وتبين دراسة صينية نشرت العام الماضي أن طموح الحكومة هو تخصيص 85 في المائة من العقود الخاصة بالقطاع الطبي والصحي إلى الشركات الصينية وترك الفتات للآخرين.

بيد أن الأوروبيين لا يتورعون عن اتباع السياسة نفسها. ففي فرنسا مثلاً، قررت الحكومة، بغرض تفضيل شركات صناعة السيارات لديها، حجب المساعدة الحكومية عن السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين والأرخص ثمناً لصالح السيارات الكهربائية للشركات الفرنسية والأوروبية. وخلال شهر فبراير (شباط) الماضي، اضطرت الشركة الصينية المتخصصة بصناعة القطارات الكهربائية إلى سحب عرضها لتلبية طلب بلغاريا من هذه القطارات؛ لأن المفوضية الأوروبية اتهمتها بالاستفادة من الدعم الحكومي الصيني؛ ما من شأنه أن يزعزع أسس المنافسة الشريفة بين الشركات.

هذا غيض من فيض الخلافات الاقتصادية بين الصين وأوروبا، وبينها فرنسا، والتي تعوق تطور العلاقات بين الطرفين، فضلاً عن خلافاتهما السياسية والاستراتيجية.


بريطانيا: كيف تحولت حرب غزة إلى قضية انتخابية محورية؟

جانب من مظاهرة تطالب بوقف حرب غزة في جامعة لندن الجمعة (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة تطالب بوقف حرب غزة في جامعة لندن الجمعة (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا: كيف تحولت حرب غزة إلى قضية انتخابية محورية؟

جانب من مظاهرة تطالب بوقف حرب غزة في جامعة لندن الجمعة (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة تطالب بوقف حرب غزة في جامعة لندن الجمعة (أ.ف.ب)

استيقظ البريطانيون الجمعة، على واقع انتخابي جديد، مع اكتساح حزب العمال نتائج الانتخابات المحلية الجزئية، على حساب خسائر فادحة تكبّدها المحافظون.

وأشارت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز إلى فوز حزب العمال بـ120 مقعداً، مقابل خسارة المحافظين نحو 200 مقعد. ومن المتوقع أن تصدر النتائج تباعاً الجمعة والسبت، وسط ترقّب واسع لنتائج انتخابات رئاسة بلدية العاصمة لندن.

دعوة التغيير

سارع كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى تهنئة كوادر حزبه بفوز وصفه بـ«المزلزل» في دائرة بلاكبول ساوث (شمال غربي إنجلترا)، التي شهدت الخميس انتخابات تشريعية فرعية تزامنت مع الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز.

ويعد فوز العمالي كريس ويب في بلاكبول، بنسبة 58.9 في المائة من الأصوات، مؤشراً قوياً على حظوظ الحزب في الانتخابات التشريعية المتوقعة خلال أشهر.

كير ستارمر أشاد بنتائج حزبه في الانتخابات المحلية الجمعة (د.ب.أ)

وأشاد زعيم الحزب كير ستارمر بالنتيجة، عادّاً أنها «لم تكن مجرد رسالة صغيرة وليست مجرد همس»، بل «صرخة من بلاكبول: نريد التغيير»، داعياً إلى تنظيم انتخابات تشريعية «تعكس إرادة الناخبين» على المستوى التشريعي؛ وتُنهي حكم المحافظين المستمر منذ 14 عاماً.

وبينما لا يزال الحزب ينتظر صدور نتائج انتخابات بلدية لندن، حيث يسعى صديق خان للفوز بولاية ثالثة أمام مرشحة المحافظين سوزان هال، بدا بعض أعضائه أكثر حذراً من ستارمر في تقييمهم لنتائج الانتخابات، خصوصاً في ظل «استياء» جزء كبير من القاعدة العمالية من موقف الحزب تجاه حرب غزة. وقال وزير الداخلية السابق، لورد بلانكت، في تصريحات لشبكة «سكاي نيوز»، إن «النتائج مشجعة للغاية، لكن الطريق لا تزال طويلة لتأمين الفوز في الانتخابات المقبلة»، مقراً بالتحديات المرتبطة بسياسة الحزب تجاه الحرب في الشرق الأوسط.

تحدي غزة

حملت نتائج الانتخابات المحلية البريطانية، التي يتوقع أن تصدر كاملة بحلول الأحد، في طياتها رسائل أثارت قلق «العمال»، لا سيما «غضب» الناخبين المسلمين من موقف الحزب حيال حرب غزة. ففي مقابل انتزاعه 120 مقعداً (وفق النتائج الجزئية المعلنة الجمعة)، فَقَدَ حزب العمال السيطرة على 39 مقعداً على الأقل لصالح الأحزاب المنافسة والمستقلين.

رئيس الوزراء خلال زيارة قاعدة عسكرية في نورث يوركشير الجمعة (أ.ف.ب)

وكان من بين هذه الخسائر مجلس أولدهام، الذي يسيطر عليه الحزب منذ 13 عاماً، واستقال منه في الأسابيع الماضية ممثلان اثنان بسبب حرب غزة. وفضّل الناخبون، الذين يُحسبون على حزب العمال تقليدياً، منح أصواتهم لمرشحين مستقلين أو تابعين لأحزاب صغيرة وفق بيانات التصويت، بينما قاطع بعضهم الآخر الاقتراع المحلي. وفي بولتن، خسر حزب ستارمر غالبيته في المجلس لصالح حزب «الخضر» والمستقلين، بينما خسر مقعداً واحداً في شيفيلد.

ولم يُشكّل تراجع دعم الصوت المسلم مفاجأة لحزب العمال، أو قيادته، إذ شهد منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة رداً على هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، معركة داخلية بشأن موقفه تجاه الحرب، وبعض الانشقاقات على المستوى المحلي، شملت 20 مسؤولاً محلياً.

وبينما بادر جزء من نواب الحزب للدعوة إلى وقف لإطلاق النار قبل عدة أشهر، تردد زعيمه ستارمر في الانضمام إلى هذه الدعوات، وتدرج موقفه خلال الأشهر الماضية من الدعوة لهدنة إنسانية مؤقتة إلى وقف لإطلاق النار «لدواع إنسانية».

دعوات للتجاوب

أقر مسؤولون بارزون في الحزب بالتأثير المباشر للموقف من الحرب على النتائج في بعض الدوائر المحلية، وعلى حظوظهم الانتخابية في الاقتراع التشريعي المقبل.

وقال النائب العمالي بات ماك-فادين، وهو منسق الحملة الوطنية للحزب، بأن «المشاعر القوية» حول الشرق الأوسط كانت «عاملاً» في الخسائر، مضيفاً: «لا أعتقد أن هناك أي جدوى من إنكار ذلك - لقد أثير الأمر بالفعل».

أقر مسؤولون بارزون في الحزب بالتأثير المباشر للموقف من الحرب على النتائج في بعض الدوائر المحلية، وعلى حظوظهم الانتخابية في الاقتراع التشريعي المقبل. وقال النائب العمالي بات ماك-فادين، وهو منسق الحملة الوطنية للحزب، بأن "المشاعر القوية" حول الشرق الأوسط كانت "عاملاً" في الخسائر، مضيفاً: "لا أعتقد أن هناك أي جدوى من إنكار ذلك - لقد أثير الأمر بالفعل".

متظاهرون يطالبون بوقف حرب غزة في جامعة لندن الجمعة (أ.ف.ب)

بدوره، قال ويس ستريتينغ، وزير الصحة في حكومة الظل، إن الحزب تلقى رسالة الناخبين، وإنه يتفهم مواقفهم.

ولا يختلف موقف الحزب كثيراً عن موقف الحكومة. فبينما يتمسك الحزبان بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» وضرورة وقف القتال وحماية المدنيين والدفع باتجاه حل الدولتين، يختلفان في اختيارهما للمصطلحات. فتميل حكومة سوناك إلى الدعوة لـ«وقف إطلاق نار مستدام»، وهو مصطلح استحدثه وزير الخارجية ديفيد كاميرون، بينما يفضّل حزب «العمّال» الدعوة إلى «هدنة» أو «وقف إطلاق نار لدواعٍ إنسانية».

ودعا مسؤولون في الحزب إلى التجاوب مع مخاوف الناخبين حيال الحرب في غزة. وقال لورد بلانكت في هذا الصدد: «يجب أن نكون واضحين: نستطيع دعم حق إسرائيل في الوجود ورفض جميع أنواع معاداة السامية، والتعبير في الوقت ذاته عن الغضب حيال ما يحصل في غزة». وتابع: «أعتقد أنه ينبغي علينا أن نعبر بشكل أكبر عن روعنا مما يحصل في غزة (...)، وانتقاد رئيس وزراء إسرائيل».


برلين تبدي استعدادها لوهب فيللا أنشأها وزير دعاية هتلر

فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية (أ.ف.ب)
فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية (أ.ف.ب)
TT

برلين تبدي استعدادها لوهب فيللا أنشأها وزير دعاية هتلر

فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية (أ.ف.ب)
فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية (أ.ف.ب)

تشكل فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز وتتطلب صيانة مكلفة ويصعب بيعها أو هدمها، عبئاً على بلدية برلين التي تبدي حالياً استعدادها لوهبها.

وتواجه سلطات برلين منذ سنوات صعوبة لإعادة إحياء هذا العقار الفاخر الذي تم بناؤه بمحاذاة بحيرة، على مساحة شاسعة تبلغ 17 هكتاراً، في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية.

وقال وزير المال شتيفان إيفرز، خلال جلسة للحكومة المحلية، الخميس: «أهب الأرض لأي شخص يرغب في الاهتمام بها، إنها هدية من برلين»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية (أ.ب)

وأضاف أن العقار يقع على مسافة نحو 40 كيلومتراً من برلين في ولاية براندنبورغ، لكن لا سلطات هذه المنطقة ولا الحكومة تبديان اهتماماً بمثل هذه «الهدية السخية».

وعُرضت الأرض على جوزف غوبلز عام 1936، وبُني عليها بيت ضخم بتمويل من «يونيفيرسال فيلم» (UFA)، وهي شركة إنتاج سينمائي ضخمة كان يرأسها غوبلز.

ويضم المبنى المصمم على شكل حرف «يو» (U) قاعة سينما خاصة، وغرف معيشة واسعة مطلة على بحيرة بوغنسي، حيث كان غوبلز يستقبل نجوماً وشخصيات وعشيقات.

وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز خلال أحد خطاباته العامة (ويكيبيديا)

وتحولت «فيللا غوبلز» دون أي استخدام جديد إلى مبنى أثري محلي آخر هو عبارة عن مجمّع ضخم أقامته السلطات الألمانية بعد الحرب على نفس الأرض التي تضم منزل جوزف غوبلز.

وكانت هذه المجموعة من المباني التي شُيّدت على الطراز الستاليني في أوائل خمسينات القرن الفائت، تضم مركز تدريب لحركة «الشباب الألماني الحر» (FDJ).

فيللا كان يملكها وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية (أ.ب)

وفي هذه الجامعة الشيوعية، حُوّلت «فيللا غوبلز» إلى متجر للطلاب وإلى حضانة.

وفي ظل عدم وجود أي مشترٍ أو جهة داعمة، تفكر سلطات برلين في هدم العقار وتجديد الأرض؛ لأن تكاليف الأمن والصيانة السنوية تصل إلى الملايين، على ما أوردت وسيلتا الإعلام الألمانيتان «بيلد» و«آر بي بي».

وزير الدعاية للرايخ جوزف غوبلز وزوجته ماجدة وأطفاله خلال زيارة إلى أدولف هتلر (ويكيبيديا)

وهذه الخطوة تستلزم شطب سمة مَعلم تاريخي عن المباني. في عام 2016، تراجع صندوق برلين العقاري عن بيع «فيللا غوبلز» التي باتت متداعية؛ «خوفاً من أن تستحوذ عليها جهات ليست أهلاً بها»، أو أن «تصبح مكاناً رمزياً للنازيين».


إدانات غربية للهجمات السيبرانية في أوروبا واتهامات لروسيا بتدبيرها

«كاسبرسكي»: من المحتمل أن يشهد العام المقبل ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دول (رويترز)
«كاسبرسكي»: من المحتمل أن يشهد العام المقبل ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دول (رويترز)
TT

إدانات غربية للهجمات السيبرانية في أوروبا واتهامات لروسيا بتدبيرها

«كاسبرسكي»: من المحتمل أن يشهد العام المقبل ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دول (رويترز)
«كاسبرسكي»: من المحتمل أن يشهد العام المقبل ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دول (رويترز)

وجهت الولايات المتحدة، الجمعة، أصابع الاتهام إلى روسيا في سلسلة من الهجمات السيبرانية «الخبيثة» على دول أوروبية؛ من بينها ألمانيا وجمهورية التشيك.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية ماثيو ميلر: «تُدين الولايات المتحدة بشدة النشاط السيبراني الخبيث الذي تقوم به مديرية الاستخبارات الرئيسية في هيئة الأركان العامة الروسية، والمعروفة أيضاً باسم (إيه بي تي 28)، ضد ألمانيا والتشيك وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية.

وأصدر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «ناتو»، الجمعة، بيانين يُدينان الهجوم السيبراني الروسي على ألمانيا وجمهورية التشيك، يؤكدان أنه كان مستهدفاً أيضاً.

وذكر بيان الاتحاد الأوروبي، الذي أصدره جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نيابة عن جميع الدول الأعضاء بالتكتل الـ27، أن الاتحاد «مُصر على الاستفادة من المجموعة الكاملة للإجراءات؛ لمنع وردع والرد على السلوك الخبيث من جانب روسيا في الفضاء الإلكتروني».

وأضاف بيان الاتحاد الأوروبي، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «تُظهر الحملة السيبرانية الخبيثة النمط المستمر الروسي للسلوك غير المسؤول في الفضاء السيبراني، باستهداف مؤسسات ديمقراطية، وكيانات حكومية ومقدمي بنية تحتية مهمة، بمختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي وخارجه».

من جانبه، قال «الناتو»: «إننا نتضامن مع ألمانيا، في أعقاب الحملة السيبرانية الخبيثة ضد الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، ومع التشيك، في أعقاب أنشطة سيبرانية خبيثة ضد مؤسساتها».

وأضاف «الناتو»: «إننا نُدين بقوة أنشطة سيبرانية خبيثة تهدف إلى تقويض مؤسساتنا الديمقراطية وأمننا القومي ومجتمعنا الحر». وكانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قد تعهدت بتصدٍّ حاسم للهجمات الإلكترونية الروسية في ألمانيا.

وقالت فيزر، الجمعة، في برلين: «لن نسمح بترهيبنا من قِبل النظام الروسي، سنواصل دعم أوكرانيا بشكل كبير، والتي تدافع عن نفسها ضد حرب بوتين المميتة».

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد أعلنت، في وقت سابق الجمعة، أن بلادها تحمل وحدة تابعة لجهاز المخابرات العسكرية الروسية «جي آر يو» مسؤولية هجوم إلكتروني عام 2023 على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المنتمي إليه المستشار أولاف شولتس.

وفي يونيو (حزيران) 2023، قال الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وهو الحزب المهيمن في الائتلاف الحاكم بألمانيا، إن حسابات البريد الإلكتروني التابعة لإدارته التنفيذية كانت هدفاً لهجوم سيبراني، في وقت سابق من ذلك العام.

وعزا الحزب ذلك إلى ثغرة أمنية لدى شركة البرمجيات «مايكروسوفت» لم تكن معروفة، وقت الهجوم. وقال متحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي: «لا يمكن استبعاد تسرب بيانات من بعض صناديق البريد الإلكتروني».

وقالت فيزر، المنتمية للحزب نفسه، إن الهجمات لا تستهدف فحسب أحزاباً أو ساسة بعينهم، بل أيضاً زعزعة الثقة في الديمقراطية، مضيفة أن ألمانيا تعمل على مواجهة الأمر بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وحلف شمال الأطلسي والشركاء الدوليين، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية عززت كل التدابير الوقائية ضد التهديدات الهجينة، كما أنها مرتبطة على نحو جيد بشبكات دولية.

وقالت: «في هذا العام، المتزامن مع انتخابات البرلمان الأوروبي وانتخابات أخرى، علينا أن نسلّح أنفسنا بشكل خاص ضد هجمات القراصنة والتلاعب والمعلومات المضللة».

ووفقاً لمعلومات «وكالة الأنباء الألمانية»، شاركت جميع أجهزة المخابرات الألمانية (الداخلية والخارجية والعسكرية) في تحقيقات الحكومة الألمانية بواقعة الهجوم الإلكتروني على الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

ووفق المعلومات الحالية، يُشتبه أن الهجوم على الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان جزءاً من حملة قامت بها مجموعة «إيه بي تي 28» في عدد من البلدان الأوروبية، وهي موجهة ضد هيئات حكومية وشركات لها علاقة بإمدادات الطاقة أو تكنولوجيا المعلومات أو التسليح أو الفضاء الجوي.


واشنطن: روسيا قد تخترق بعض خطوط الجبهة قبل وصول المساعدات العسكرية لكييف

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز خلال شهادتها الخميس أمام الكونغرس (أ.ب)
مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز خلال شهادتها الخميس أمام الكونغرس (أ.ب)
TT

واشنطن: روسيا قد تخترق بعض خطوط الجبهة قبل وصول المساعدات العسكرية لكييف

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز خلال شهادتها الخميس أمام الكونغرس (أ.ب)
مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز خلال شهادتها الخميس أمام الكونغرس (أ.ب)

حذرت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز، من أن روسيا قد تخترق بعض الخطوط الأمامية الدفاعية الأوكرانية في أجزاء من شرق البلاد، في هجومها المتوقع على نطاق واسع هذا الشهر أو الشهر المقبل. وقالت، خلال جلسة استماع أمام الكونغرس، الخميس، إن هذا الاحتمال وارد، حيث تسعى روسيا إلى استغلال تفوقها الراهن، قبل وصول المساعدات العسكرية التي وعدت بها الدول الغربية، الأمر الذي يزيد الخطورة على القوات الأوكرانية المنهكة.

مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز (أ.ب)

ويوم الأحد الماضي، تلقت أوكرانيا شحنة من الصواريخ المضادة للدروع والقذائف وقذائف المدفعية من عيار 155 ملم التي كانت في أمسّ الحاجة إليها، بوصفها دفعة أولى من المساعدات العسكرية الأميركية البالغة 61 مليار دولار التي وافق عليها الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي. ويوم الاثنين، وصلت دفعة ثانية من تلك الأسلحة والذخائر؛ من بينها إمدادات جديدة من صواريخ «باتريوت» إلى بولندا آتية من إسبانيا، التي تبرعت بها لأوكرانيا، لكنها لم تدخل بعد الأراضي الأوكرانية. وخلال الأسبوع الماضي، وصلت موجة من الطائرات والقطارات والشاحنات إلى مستودعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا تحمل ذخيرة وأنظمة أسلحة أصغر لشحنها عبر حدود أوكرانيا.

صعوبات تسليم الأسلحة

ويعترض إيصال المساعدات العسكرية الغربية إلى خطوط القتال على الجبهة الممتدة على نحو ألف كيلومتر، الكثير من الصعوبات، بينها توفر تلك المعدات في مخزونات الدول نفسها، وتدريب القوات الأوكرانية نفسها على استخدام بعض الأسلحة الجديدة، وصعوبات نقل بعض المعدات الكبيرة، فضلاً عن التحديات الأمنية بعدما هدّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأسبوع الماضي بمهاجمة خطوط النقل والمراكز اللوجستية ومنشآت تخزين الأسلحة الغربية في أوكرانيا.

وقال مسؤولون إن الأسلحة التي تعهدت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا قد تستغرق أشهراً للوصول بأعداد كبيرة بما يكفي لتعزيز دفاعات أوكرانيا في ساحة المعركة. وهو ما أثار التساؤلات عن قدرة أوكرانيا على صد الهجمات الروسية المتوقعة والصمود قبيل وصول تلك المساعدات.

صواريخ «باتريوت» منصوبة داخل الأراضي البولندية (أ.ب)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، في مؤتمر صحافي في كييف مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن «الجيش الروسي يحاول الآن الاستفادة من الوضع، بينما ننتظر تسليم الأسلحة من شركائنا، وفي المقام الأول من الولايات المتحدة». وأشار إلى أن «بعض عمليات التسليم قد تمت بالفعل»، لكنه أضاف: «سأقول فقط إننا لم نحصل على كل ما نحتاج إليه لتجهيز ألويتنا». من جهته ألحّ ستولتنبرغ على تسليم الأسلحة بسرعة وقال: «الإعلانات ليست كافية... نحن بحاجة إلى رؤية تسليم الأسلحة».

لا انهيار كاملاً للجيش الأوكراني

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي كبير قوله إن تقييماً عسكرياً أميركياً سرياً، هذا الأسبوع، خلص إلى أن روسيا ستواصل تحقيق مكاسب هامشية في الشرق والجنوب الشرقي حتى التاسع من هذا الشهر، وهو عطلة «عيد النصر» الذي تحييه روسيا كل عام للاحتفال بهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. ورغم ذلك، قال المسؤول إن الجيش الأوكراني «لن ينهار بالكامل» على طول الخطوط الأمامية على الرغم من النقص الحاد في الذخيرة.

وزير الخارجية البريطاني مع الرئيس الأوكراني (رويترز)

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن روسيا ليست لديها القوات الكافية للقيام بهجوم كبير قبل 9 مايو (أيار) الحالي، الذي لم يرَ المسؤولون أي مؤشرات عن إمكانية حدوثه وعدم وجود حشود عسكرية كبيرة لتنفيذه. وعدّ مسؤولون أميركيون وغربيون الجهود المبذولة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، أنها زيادة طفيفة عن المساعدات المتواضعة ولكن الثابتة من الحلفاء خلال الأشهر الستة الماضية.

وبالفعل، فقد بدأت بعض الأسلحة الجديدة في الوصول حتى قبل الإعلان عنها، وقال مسؤول دفاع بريطاني إن أجزاء من المساعدات التي تقدر بنحو 620 مليون دولار - وهي أكبر دفعة عسكرية بريطانية لأوكرانيا حتى الآن - وكشف عنها رئيس الوزراء ريشي سوناك، الشهر الماضي، قد بدأت في التحرك منذ أسابيع. ورغم ذلك، فقد يستغرق وصول شحنات إضافية من صواريخ «ستورم شادو» بعيدة المدى أسابيع، وهو ما عدّه المسؤول البريطاني «أولوية مطلقة».

المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي الآن

ويجمع كبار المسؤولين الأميركيين والغربيين على أن المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية وغير ذلك من الذخائر هي الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لأوكرانيا. وهي من بين الأسلحة التي يمكن تسليمها بسرعة أكبر، حيث يتم نقلها جواً إلى المستودعات بواسطة طائرات عسكرية، ثم إرسالها عبر الحدود داخل منصات يسهل إخفاؤها في قطارات أو شاحنات. كما أن تسريع عمليات التسليم قد يكون متاحاً أكثر، إذا كانت الذخيرة مخزنة بالفعل في وسط أوروبا وشرقها، حيث تحتفظ الولايات المتحدة وحلفاؤها الآخرون باحتياطات.

ويشير المسؤولون إلى الصعوبات اللوجستية، إذ تعد المركبات القتالية والقوارب والمدافع المتطورة وقاذفات الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي أكثر صعوبة بكثير وتستغرق وقتاً أطول في النقل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حجمها يتطلب في كثير من الأحيان شحنها عن طريق البحر وقطارات تخضع لحراسة مشددة.

منظومة «باتريوت» المضادة للطيران التي زُوِّدت بها أوكرانيا لتعطيل فاعلية الطيران الروسي (د.ب.أ)

كما أن معظم الأسلحة الكبيرة سيتم شحنها من الولايات المتحدة وعلى الأرجح لن يتم تسليمها قبل الصيف أو حتى بعد ذلك. كما يحاول المسؤولون تحديد المعدات والأسلحة التي يمكن إرسالها من مخزونات «الناتو» من دون استنزافها، للحفاظ على مستوى جهوزية عسكرية في القارة الأوروبية. ومن بين تلك المخزونات، مركبات القتال «برادلي» وناقلات الجند «هامفي»، التي تعد جزءاً أساسياً من مخزونات القوات الأميركية في أوروبا، فضلاً عن قذائف المدفعية عيار 155 ملم التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة، وتشهد نقصاً في المعروض منها في مختلف دول العالم.

ومن بين الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا، حاجتها لتجنيد المزيد من وحدات القتال، وتدريب قواتها على استخدام الأنظمة المعقدة، من بينها تشغيل منظومات «باتريوت»، حيث من المقرر أن يبدأ نحو 70 جندياً أوكرانياً، يوم الاثنين، دورة تدريبية مدتها 6 أسابيع على تلك الصواريخ في قاعدة جوية بشرق ألمانيا. ورغم ذلك، من غير المتوقع أن تصل أنظمة «باتريوت» التي تبرعت بها بعض الدول، قبل أواخر يونيو (حزيران) بالتزامن مع وصول أول طائرات «إف – 16» التي طلبتها أوكرانيا منذ عام 2022.


الكرملين: تصعيد فرنسا وبريطانيا خطير ويهدد أمن أوروبا

المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ف.ب)
المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ف.ب)
TT

الكرملين: تصعيد فرنسا وبريطانيا خطير ويهدد أمن أوروبا

المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ف.ب)
المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ف.ب)

وجَّه الكرملين يوم الجمعة، رسائل تحذيرية إلى القادة الأوروبيين، ورأى أن التصريحات الصادرة عن باريس ولندن حول احتمال توجيه ضربات عسكرية إلى روسيا «خطيرة للغاية» وتهدد أمن القارة الأوروبية.

وأعرب الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف، عن قلق موسكو بسبب ما وصفه بـ«تصعيد لهجة البلدين»، ورأى أنه مؤشر جديد على انخراط فرنسا وبريطانيا بشكل مباشر في الحرب الأوكرانية.

الرئيس فلاديمير بوتين مع المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ب)

وقال بيسكوف لصحافيين إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، بشأن احتمال توجيه ضربات إلى روسيا الاتحادية «خطيرة للغاية»، منبهاً إلى تداعيات سيئة محتملة لهذه التصريحات.

وجاء رد فعل الكرملين بعد إعلان كاميرون، خلال زيارة لكييف، أن أوكرانيا من المفترض أن يكون لها الحق في ضرب الأراضي الروسية بالأسلحة البريطانية.

ورأى الناطق الرئاسي أن تلك الكلمات تُعبِّر عن «بيان آخر خطير للغاية (...) نرى مثل هذا التصعيد في اللهجة من جانب الممثلين الرسميين، ونراه أيضاً على مستوى رؤساء الدول -عندما يتعلق الأمر بفرنسا». ملاحظاً أن إطلاق تلك التهديدات ضد روسيا يتخذ بعداً أكثر خطورة عندما يصدر من مستوى أكثر خبرة، عندما يتعلق الأمر ببريطانيا العظمى».

وصرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، بأنه سيكون من الجيد أن ترسل فرنسا جنوداً إلى أوكرانيا. وقال ميدفيديف، عبر قناته على تطبيق «تلغرام»: «سيكون من الجيد للفرنسيين أن يرسلوا فوجين إلى أوكرانيا، حينها لن تكون مسألة تدميرهم المنهجي هي الأصعب، بل مهمة غاية في الأهمية»، حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، سرعة تسليم الأسلحة المشمولة في حزمة مساعدات حديثة في أقرب وقت ممكن. وقال الرئيس في منشور على تطبيق «تلغرام»، إنه أطلع كاميرون خلال اجتماع في كييف على الوضع على الجبهة، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. كما ناقش الاجتماع الاستعدادات الجارية لفعاليات دولية «مهمة» قادمة، تشمل قمة سلام سوف تُعقد في سويسرا.

ماكرون خلال إلقاء خطابه بجامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

وحذر بيسكوف من أن «تصعيد التوتر بشأن الصراع الأوكراني، قد يشكل خطراً على الأمن الأوروبي برمّته. عموماً على الهياكل في القارة الأوروبية برمّتها. نرى هنا مثل هذا الاتجاه الخطير لتصعيد التوتر، وهذا يثير قلقنا». ولفت الناطق إلى أن فرنسا «تواصل بدورها الحديث باستمرار، وعلى مستوى رئيس الدولة، عن إمكانية تورطها المباشر على الأرض في الصراع الدائر حول أوكرانيا».

وحدد الرئيس الفرنسي في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية نُشرت الخميس، شرطين لإرسال قوات إلى أوكرانيا: أولهما، حال ورود طلب أوكراني بهذا الصدد، وثانياً في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يوجد طلب بهذا الصدد من أوكرانيا حتى الآن. ووفقاً له، فإن «العديد من دول الاتحاد الأوروبي» وافقت على نهج فرنسا بشأن الإرسال المحتمل للقوات.

نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف (رويترز)

وشدد الناطق الرئاسي الروسي مجدداً على أن بلاده «سوف تواصل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى تحقيق كل أهدافها». وأكد التفاف المواطنين الروس حول سياسات الرئيس فلاديمير بوتين. وزاد أن الرئيس الروسي «يتمتع بمستوى عالٍ جداً من الدعم بين المواطنين (...) ودراسات الرأي العام تظهر ذلك بوضوح».

كما حذّرت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة، واشنطن ولندن وبروكسل من أن أي أعمال عدوانية ضد القرم. وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «أود مرة أخرى أن أحذّر واشنطن ولندن وبروكسل من أن أي أعمال عدوانية ضد القرم لن يكون مصيرها الفشل فحسب، بل ستتلقى أيضاً ضربة انتقامية ساحقة».

وفي تأكيد على قناعة الكرملين بأن الجبهة الداخلية الروسية متماسكة وصلبة، أشار بيسكوف إلى أنه «بشكل عام، فإن الاتجاه مستقر تماماً. ويرى علماء الاجتماع تقلبات طفيفة في هذه الأرقام، لكنها مستقرة بشكل عام. وفي الواقع، يتمتع بوتين بمستوى عالٍ جداً من الدعم الشعبي ومستوى عالٍ من التفاف الروس حوله». وزاد أن المؤشرات التي تحملها نتائج استطلاعات الرأي تدل بوضوح على ثقة الروس بسياسات بوتين و«وفي الواقع، كما يقول علماء الاجتماع، تدل النتائج إلى رسوخ قناعة لدى المواطنين بأن الرئيس يعرف ما يفعله، وهو يفعل ذلك بنجاح (...) الروس يشعرون بذلك، وهذا أمر بالغ الأهمية».

في السياق ذاته، أعرب بيسكوف عن ثقة القيادة الروسية بأن مسار تعزيز الجبهة الداخلية يتطور عبر عودة كثير من رجال الأعمال الذين فروا إلى خارج البلاد بعد اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022.

الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في بروكسل 18 أبريل (أ.ف.ب)

وقال بيسكوف إن «تسارع عملية عودة الروس الذين غادروا أمر طبيعي تماماً، لأنه بات واضحاً لكثيرين أن روسيا توفر فرصاً كبيرة لتطوير الأعمال، وتعد من البلدان الأكثر موثوقية لإطلاق النشاطات التجارية».

وزاد: «لقد قلنا من قبل إن هذه عملية متعددة الاتجاهات. فالروس الذين غادروا في السابق، يعودون تدريجياً بعد مرور بعض الوقت. لأنه على أي حال، فإن التعامل معنا أكثر إثارة للاهتمام. لدينا مزيد من الفرص دائماً لتطوير الأداء الاقتصادي والمالي داخل بلدنا».

ورأى أن تلك الظاهرة «طبيعية تماماً؛ شخص ما يغادر، شخص ما يأتي. هذه هي الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد».

وأشار أيضاً إلى أن ديناميكيات التنمية الاقتصادية الروسية باتت توفر فرصاً كبيرة للأعمال.

وأضاف بيسكوف: «إذا نظرت إلى الإحصائيات، وعدد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي أُنشئت خلال العام الماضي، ومعدلات تحصيل الضرائب، وما إلى ذلك، فإن هذا يشير إلى أن الحياة التجارية تتطور بشكل ديناميكي للغاية».

في موضوع آخر، رد بيسكوف على سؤال حول انتشار قوات روسية في بعض مناطق القارة الأفريقية خصوصاً في النيجر، وقال إن بلاده تعمل على تطوير تعاونها العسكري مع كل بلدان القارة.

كانت تقارير قد تحدثت عن انتشار وحدات عسكرية روسية في النيجر. وفي وقت سابق، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية عن مصدر في البنتاغون أن القوات الروسية «موجودة على أراضي القاعدة العسكرية في النيجر حيث توجد وحدات من الجيش الأميركي تستعد للانسحاب من هذا البلد».

وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ«رويترز»، إن أفراداً من الجيش الروسي دخلوا قاعدة جوية في النيجر تستضيف قوات أميركية، في خطوة تأتي في أعقاب قرار المجلس العسكري في النيجر طرد القوات الأميركية من البلاد.

وزراء الخارجية الأوروبيون مع نظيريْهم الأميركي والكندي في كابري 18 أبريل (أ.ب)

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، إنه لا توجد مشكلة كبيرة لدى القوات الأميركية في النيجر، بعد أن ذكرت «رويترز» أن عسكريين روسيين دخلوا قاعدة جوية في العاصمة نيامي تستضيف قوات أميركية. وقال أوستن في مؤتمر صحافي في هونولولو: «الروس موجودون في مجمع منفصل، ولا يمكنهم الوصول إلى القوات الأميركية أو معداتنا». وأضاف: «دائماً ما أركز على سلامة قواتنا وحمايتهم». وتابع: «لكن في الوقت الحالي، لا أرى مشكلة كبيرة هنا فيما يتعلق بحماية قواتنا». وطلب ضباط الجيش الذين يحكمون الدولة الواقعة في غرب أفريقيا من الولايات المتحدة سحب قرابة ألف عسكري من البلاد التي كانت حتى انقلاب وقع العام الماضي شريكاً رئيسياً في حرب واشنطن على متمردين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا الملايين. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير، طالباً عدم نشر اسمه، إن القوات الروسية لا تختلط مع القوات الأميركية، وإنما تستخدم مكاناً منفصلاً في القاعدة الجوية «101» المجاورة لمطار «ديوري حماني» الدولي في نيامي عاصمة النيجر.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في البنتاغون (أ.ب)

وتضع هذه الخطوة التي اتخذها الجيش الروسي الجنود الأميركيين والروس على مسافة قريبة للغاية بعضهم من بعض في وقت يزداد فيه التنافس العسكري والدبلوماسي بين البلدين بسبب الصراع في أوكرانيا. وتثير الخطوة أيضا تساؤلات حول مصير المنشآت الأميركية في البلاد بعد الانسحاب.

ولم ينفِ الناطق الروسي صحة تلك التقارير، لكنه لم يفصح عن تفاصيل إضافية. واكتفى بالتعليق بشكل عام عبر تأكيد حرص موسكو على مواصلة كل أشكال التعاون بما في ذلك في المجال العسكري الدفاعي مع «الشركاء في البلدان الأفريقية». وقال بيسكوف: «إنهم (البلدان الأفريقية) مهتمون بهذا، ونحن مهتمون أيضاً. سنواصل تطوير هذا التعاون».


جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقتل شخصاً يشتبه بأنه عميل لأوكرانيا

عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)
TT

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقتل شخصاً يشتبه بأنه عميل لأوكرانيا

عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية - رويترز)

أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم الجمعة، أنّه قتل رجلاً يشتبه بأن أوكرانيا جنّدته لتنفيذ هجمات في روسيا، وفق وسائل إعلام في موسكو.

وقال الجهاز، في بيان نشرته وكالات روسية، إنّه «قام بتحييد» شخص «كان يخطّط لسلسلة هجمات في روسيا، خصوصاً ضدّ المباني التابعة لوزارة الدفاع في منطقة موسكو» وضدّ «كتيبة مقاتلين متطوّعين» في سانت بطرسبرغ.

ونشرت وكالة «ريا نوفوستي» صوراً وزعها الجهاز تُظهر رجالاً يطلقون النار على مكان قيل إنّ المشتبه به لجأ إليه في حقل في منطقة لينينغراد (شمال غرب)، ثمّ عرضت صورة قالت إنّها لجثته.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ المشتبه به كان روسياً من مواليد 1976 جنّدته الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، تعلن موسكو أنّها تحبط بشكل منتظم هجمات إرهابية وأعمال تخريب ينظمها عملاء جنّدتهم كييف على الأراضي الروسية.

كما اتهمت كييف بتنفيذ عمليات اغتيال أو محاولات اغتيال في روسيا استهدفت شخصيات موالية للكرملين. وتتكرّر الهجمات بالقنابل الحارقة (المولوتوف) التي تستهدف مكاتب التجنيد العسكري، والتي تنسبها السلطات الروسية إلى معارضي الحرب أو العملاء الذين جنّدتهم كييف.

وأفادت وكالة «تاس» بأنّ محكمة عسكرية في خبروفسك بأقصى الشرق الروسي، حكمت الجمعة على رجل بالسجن 15 عاماً بعد إدانته بتهمة إضرام النار بمكتب تجنيد عسكري و«تدنيس» الأعلام الروسية بالقرب من مقابر جنود قُتلوا في أوكرانيا.

وفي منطقة لوغانسك المحتلّة في شرق أوكرانيا، نقلت وكالة «تاس» عن جهاز الأمن الفيدرالي، الجمعة، قوله إنّه تم توقيف امرأة متهمة بتزويد أوكرانيا بمعلومات لشنّ عمليات قصف.


روسيا تعلن السيطرة على أكثر من 500 كيلومتر في أوكرانيا خلال العام الحالي

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
TT

روسيا تعلن السيطرة على أكثر من 500 كيلومتر في أوكرانيا خلال العام الحالي

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

أعلنت روسيا أنها استولت على عدة مئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي الأوكرانية منذ بداية العام الحالي، بينما قتلت أيضاً أكثر من 100 ألف من القوات الأوكرانية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في اجتماع لكبار ضباط الجيش الروسي اليوم (الجمعة)، إن أوكرانيا فقدت عدداً إجمالياً يزيد على 111 ألف فرد وأكثر من 21 ألفاً من وحدات المركبات والمعدات العسكرية هذا العام.

وأضاف أنه في الوقت نفسه، تمت السيطرة على مناطق تبلغ مساحتها الإجمالية 547 كيلومتراً مربعاً في الأشهر الأولى من العام، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأوضح الوزير أن القوات الروسية أنزلت خسائر فادحة على نحو واضح بأوكرانيا في أبريل (نيسان)، حين قتل أو أصيب أكثر من ألف جندي بصورة يومية.

وتقدمت القوات الروسية في عدة مناطق في الجبهة مستغلة نقص الذخيرة الذي تعاني منه القوات الأوكرانية خلال تلك الفترة.

وأقرّ رئيس الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأسبوع الماضي، بـ«تدهور» الوضع على الجبهة، مع تحقيق القوات الروسية «نجاحات تكتيكية» في مناطق عدة.

وجاء في منشور للجنرال سيرسكي على «فيسبوك»، أن روسيا «تهاجم على طول خط المواجهة، وتحقّق نجاحات تكتيكية في بعض المناطق»، كما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية». وتابع: «في محاولته لأخذ زمام المبادرة الاستراتيجية واختراق خط الجبهة، ركّز العدو جهوده في مناطق عدّة، ما أوجد تفوقاً كبيراً من حيث القوات والقدرات».


موسكو تحذر واشنطن ولندن وبروكسل من أي أعمال عدوانية ضد القرم

المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (الخارجية الروسية عبر تلغرام)
المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (الخارجية الروسية عبر تلغرام)
TT

موسكو تحذر واشنطن ولندن وبروكسل من أي أعمال عدوانية ضد القرم

المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (الخارجية الروسية عبر تلغرام)
المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (الخارجية الروسية عبر تلغرام)

حذرت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة، واشنطن ولندن وبروكسل من شن أي «أعمال عدوانية» ضد القرم.

وأضافت زاخاروفا، في مؤتمر صحافي: «أود مرة أخرى أن أحذر واشنطن ولندن وبروكسل من أن أي أعمال عدوانية ضد القرم لن يكون مصيرها الفشل فحسب، بل ستتلقى أيضاً ضربة انتقامية ساحقة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» ديمتري بيسكوف، قد رأى، في وقت سابق من اليوم الجمعة، أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إمكانية نشر قوات في أوكرانيا، «خطيرة للغاية»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف بيسكوف للصحافيين، «فرنسا، ممثلة برئيس الدولة الفرنسية، تواصل الحديث باستمرار عن إمكانية تورطها المباشر على الأرض في الصراع حول أوكرانيا، وهذه التصريحات تمثل (توجهاً خطيراً جداً)»، وفقاً لوكالة أنباء «تاس» الروسية.

وحدد الرئيس الفرنسي في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية، نشرت الخميس، شرطين لإرسال قوات إلى أوكرانيا، أولهما، حال ورود طلب أوكراني بهذا الصدد، وثانياً في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يوجد طلب بهذا الصدد من أوكرانيا حتى الآن.

كان ماكرون قد صرح في شهر مارس (آذار) الماضي أنه لا يستبعد أن تقوم باريس بعملية برية في أوكرانيا في مرحلة ما. ورفضت بريطانيا والولايات المتحدة نشر قوات في أوكرانيا.

ورداً على ماكرون، صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، بأنه سيكون من الجيد أن ترسل فرنسا جنوداً إلى أوكرانيا.

وقال ميدفيديف، عبر قناته على تطبيق «تلغرام»: «سيكون من الجيد للفرنسيين أن يرسلوا فوجين إلى أوكرانيا، حينها لن تكون مسألة تدميرهم المنهجي هي الأصعب، بل مهمة غاية في الأهمية»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

ويتردد أن فرنسا زودت أوكرانيا بمعدات بقيمة تبلغ نحو 2.6 مليار يورو (2.8 مليار دولار) منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وتصر روسيا على الاحتفاظ بالمناطق التي احتلتها خلال غزوها لأوكرانيا، بينما تطالب أوكرانيا بانسحاب روسيا الكامل من أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.


السلطات الألمانية تشتبه في تخطيط 4 أشخاص لشن هجوم بقنابل

عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
TT

السلطات الألمانية تشتبه في تخطيط 4 أشخاص لشن هجوم بقنابل

عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

تشتبه السلطات الألمانية في تخطيط 4 شباب جرى القبض عليهم نهاية مارس (آذار) الماضي لشن هجوم إسلاموي بقنابل.

جاء ذلك في تقرير سري قدمته وزارة داخلية ولاية شمال الراين - ويستفاليا إلى برلمان الولاية.

وفي بادئ الأمر، كانت السلطات تشتبه في أن المجموعة تخطط لتنفيذ هجمات بمواد حارقة (مولوتوف)، ووفق التقرير، تبادل المراهقون عبر دردشة على الإنترنت تعليمات تصنيع متفجرات.

ووفق بيانات سابقة لوزير داخلية ولاية شمال الراين - ويستفاليا هربرت رويل، فإن المعتقلين هم فتاتان وشابان تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً من مدن دوسلدورف وليبشتات وإيزرلون وأوستفيلدرن.

ووفق المحققين، فقد أعلن الأربعة موافقتهم على تنفيذ جرائم قتل «بالاقتران مع الإعداد لعمل عنف خطير من شأنه أن يعرِّض الدولة للخطر».

وكما تبين من تقرير رويل المقدم إلى برلمان الولاية، فقد تنبّه المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في البداية إلى الفتاة المنحدرة من إيزرلون، 16عاماً، لأنها شاهدت مواد دعائية لتنظيم «داعش»، وأرادت السفر إلى سوريا.

وخلال مداهمة يوم خميس العهد قبيل عيد القيامة صادرت السلطات الهاتف المحمول للمراهقة وسكيناً، بالإضافة إلى ساطور من غرفة شقيقها، وعُثِرَ على المحادثات مع بقية المشتبه بهم على الهاتف المحمول.

خبراء الأسلحة من معهد الطب الشرعي التابع لشرطة برلين (د.ب.أ)

ووفق التقرير، كانت الدردشات تدور حول التخطيط لهجوم بالقنابل في دورتموند أو دوسلدورف أو كولونيا أو إيزرلون أو شتوتغارت بحلول نهاية مايو (أيار). وأعلنت الفتاة صاحبة الهاتف المُصادَر في الدردشات أنها ستجلب أيضاً ساطور شقيقها معها خلال الهجوم.

لكن صحيفة «بيلد» الأكثر انتشاراً في ألمانيا ذكرت أن السلطات تشتبه بأن المراهقين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات باسم تنظيم «داعش». ويعتقد أنهم كانوا سيستهدفون مسيحيين وعناصر شرطة، وفق التقرير الذي أفاد بأن المشتبه بهم فكروا أيضاً في مسألة حيازة أسلحة نارية. وما زالت ألمانيا في حالة تأهب خشية وقوع هجمات إسلاموية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في البلاد من أن خطر وقوع هجمات مثل هذه «حقيقي، وأعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة».

كذلك، ينتشر قلق في البلاد، خصوصاً حيال حدوث أي خروقات أمنية، بينما تستعد لاستضافة مباريات كأس أوروبا في كرة القدم من منتصف يونيو (حزيران) حتى منتصف يوليو (تموز).

نفّذ متطرفون إسلاميون هجمات عدة في ألمانيا في السنوات الأخيرة، كانت أكثرها حصداً للأرواح عملية الدهس التي وقعت في سوق ميلادية في برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وأودت بحياة 12 شخصاً.

أفراد من الشرطة الألمانية خارج مبنى سكني في برلين بعد عملية دهم استهدفت ناشطين من حركة «حماس» يوم 23 نوفمبر (رويترز)

وفي مارس، أُوقف أفغانيان على صلة بتنظيم «داعش» في ألمانيا بشبهة التخطيط لاعتداء في محيط البرلمان السويدي رداً على حرق نسخ من المصحف. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، وجّه المدعون الألمان اتهامات لشقيقين سوريين بالتخطيط لهجوم مستوحى من تنظيم «داعش» على كنيسة في السويد.

وانخفض عدد الأشخاص المصنفين على أنهم من الإسلاميين المتطرفين في ألمانيا من 28290 في 2021 إلى 27480 في عام 2022، وفقاً لتقرير لوكالة الاستخبارات الفيدرالية الداخلية. غير أن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قالت إن التطرف الإسلاموي «لا يزال خطراً»، وباتت ألمانيا هدفاً للجماعات المتطرفة نظراً لانضمامها إلى التحالف ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ونشرها قوات في أفغانستان.