الإعلان عن معركة «فك الحصار عن الزبداني».. والنظام يواصل قصف الغوطة الشرقية

«هيومان رايتس ووتش» تدعو الأمم المتحدة إلى حظر الأسلحة على النظام السوري

صورة تظهر رجال الإطفاء المتطوعين في دوما بريف دمشق أثناء تصديهم لحريق نشب في أعقاب غارة جوية من الطيران الحربي (أ.ب)
صورة تظهر رجال الإطفاء المتطوعين في دوما بريف دمشق أثناء تصديهم لحريق نشب في أعقاب غارة جوية من الطيران الحربي (أ.ب)
TT

الإعلان عن معركة «فك الحصار عن الزبداني».. والنظام يواصل قصف الغوطة الشرقية

صورة تظهر رجال الإطفاء المتطوعين في دوما بريف دمشق أثناء تصديهم لحريق نشب في أعقاب غارة جوية من الطيران الحربي (أ.ب)
صورة تظهر رجال الإطفاء المتطوعين في دوما بريف دمشق أثناء تصديهم لحريق نشب في أعقاب غارة جوية من الطيران الحربي (أ.ب)

انطلقت فجر أمس «معركة فك الحصار عن مدينة الزبداني»، في ظل تواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، وسط تقدم للأخيرة في منطقة الجبل الشرقي للمدينة، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة.
وأعلن المتحدث باسم «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أن قوات من «أسود الزبداني» و«جبهة النصرة» تشارك في العملية، مشيرًا إلى «انطلاق معركة تحرير الجبل الشرقي للزبداني، وتحرير حاجزين واغتنام دبابة وصواريخ (كونكورس) مع قواعدها ومقتل العشرات من قوات النظام وحزب الله».
وقال المتحدث إنه «تم اقتحام حاجزي مطعم كرم العلالي ومطعم جدودنا في الجبل الشرقي للمدينة، واغتنام ما فيهما من أسلحة ثقيلة وخفيفة، وقتل وجرح العشرات من عناصر الجيش الأسدي وحزب الله». وأشار إلى «هجوم ثوار الزبداني على حاجز الكازية في المدينة، كما تم صد محاولة تقدم لحاجز الهدى».
وفي شمال سوريا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، وفصائل مقاتلة وإسلامية من طرف آخر، في محيط بلدة الزيارة وقرى المشيك والحاكورة والمنصورة وصوامعها بريف حماه الشمالي الغربي، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على أماكن في مناطق تل جزرم وتل حكمة والقاهرة والزيادية بسهل الغاب ومنطقة فريكة بريف جسر الشغور في إدلب، فيما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في قرية العمقية بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي.
وكثفت القوات الحكومية السورية أمس، هجماتها على بلدات الغوطة الشرقية وداريا في الغوطة الغربية لدمشق، بموازاة اشتباكات عنيفة تجددت على أطراف الغوطتين، في وقت دعت فيه منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمم المتحدة إلى حظر الأسلحة على النظام السوري بعد الغارات الدامية على مدينة دوما قرب دمشق التي أسفرت عن مقتل نحو مائة شخص.
وذكرت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان أن الهجوم الذي شنه سلاح الجو الأحد الماضي على دوما التي تسيطر عليها المعارضة، أظهر «الازدراء المروع للمدنيين» من قبل الحكومة السورية. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومان رايتس ووتش» نديم حوري في بيان: «المجزرة الأخيرة تذكير آخر - إن كانت لا تزال هناك حاجة لذلك - بالحاجة الملحة كي يعمل مجلس الأمن على تنفيذ قراراته السابقة واتخاذ خطوات للحد من هذه الهجمات العشوائية».
ولم تتوقف الغارات الجوية ضد الغوطة الشرقية، رغم إدانة الأمم المتحدة الهجوم واعتباره «غير مقبول» والتعبير عن ذهولها إزاء الغارات على دوما، كذلك إدانة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأفاد ناشطون بأن الطيران الحربي قصف، لليوم الخامس على التوالي، مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وذلك غداة مقتل عدة مواطنين، وسقوط جرحى، جراء قصف المدينة بالمدفعية والصواريخ والغارات الجوية، في وقت قتل فيه 11 شخصًا بينهم ناشط إعلامي جراء قصف الطيران الحربي بصاروخ موجه منطقة في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية. ودارت اشتباكات بين قوات النظام ومعارضيه في محيط تل كردي بالقرب من مدينة دوما، ترافقت مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك.
في غضون ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تنفيذ الطيران الحربي 6 غارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط إدارة المركبات قرب مدينة حرستا.
ولامست الاشتباكات حي جوبر الدمشقي، حيث نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في حي جوبر.
وأعلن المكتب الإعلامي لـ«جيش الإسلام» الذي يتزعمه زهران علوش، أمس، إسقاط طائرة «ميغ» حربية نظامية سورية فوق الغوطة الشرقية (بريف دمشق) أثناء تنفيذها غارات. وقال المصدر الإعلامي لدى هذا الفصيل السوري العسكري المعارض، في بيان مقتضب: «تم إسقاط الطائرة الحربية بمضادات الطيران أثناء إغارتها على مناطق في الغوطة الشرقية، ما أدى لهبوطها فورًا حسب رصد حركة الطيران».
وامتد القصف إلى الغوطة الغربية، مستهدفًا داريًا، حيث قال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى 9 براميل متفجرة على المنطقة، كما قصفت قوات النظام مناطق في محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف مدينة داريا بريف دمشق الغربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.