السعودية تستقبل أبطال منتخبها في العلوم والهندسة بالهدايا والورود

احتلوا المركز الثاني عالمياً بحصدهم 27 جائزة من «آيسف 2023»

تزيّن الطلاب والطالبات بالميداليات الذهبية والفضية التي أحرزوها في مجالات علمية وتخصصات مختلفة  (تصوير بشير صالح)
تزيّن الطلاب والطالبات بالميداليات الذهبية والفضية التي أحرزوها في مجالات علمية وتخصصات مختلفة (تصوير بشير صالح)
TT
20

السعودية تستقبل أبطال منتخبها في العلوم والهندسة بالهدايا والورود

تزيّن الطلاب والطالبات بالميداليات الذهبية والفضية التي أحرزوها في مجالات علمية وتخصصات مختلفة  (تصوير بشير صالح)
تزيّن الطلاب والطالبات بالميداليات الذهبية والفضية التي أحرزوها في مجالات علمية وتخصصات مختلفة (تصوير بشير صالح)

أجواء احتفالية وسرور ملأ صالة الوصول بمطار الملك خالد في مدينة الرياض، خلال استقبال أبطال المنتخب السعودي للعلوم والهندسة، الذي وصل، أمس (الأحد)، مُتوَّجاً بـ27 جائزة حصل عليها خلال مشاركته في معرض «آيسف 2023»، بينما كان الأهالي يحتشدون في ممر شرفي لاستقبال الطلاب والطالبات للاحتفاء بإنجازهم العلمي غير المسبوق، وببلوغ المركز الثاني عالمياً بعد أميركا في حصد الجوائز الكبرى بمشاريع علمية متميزة في «آيسف 2023»‬.

والتأم أهالي الطلاب والطالبات وعدد من ممثلي القطاعات التعليمية والخاصة التي احتشدت في الصالة رقم 4 بمطار الملك خالد في الرياض، بانتظار وصول الطلاب المتوجين بمجموعة من الجوائز والإنجازات خلال مشاركتهم الدولية.

وبوصولهم، هتف الحشد لتحيتهم وتوزيع الهدايا والاحتفال بالإنجاز الذي تحقق، بينما تزين الطلاب والطالبات بالميداليات الذهبية والفضية التي أحرزوها في مجالات علمية وتخصصات مختلفة.

ولفت الطلبة السعوديون أنظار العالم بتميز مشاريعهم العلمية المقدمة في معرض «ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2023)» الذي أقيم في الولايات المتحدة خلال الفترة من 13 إلى 19 مايو (أيار) الحالي، ونيلهم 23 جائزة رئيسية و4 جوائز خاصة.

وقال الطالب محمد العرفج، الحائز على المركز الأول في إحدى الجوائز الكبرى بالمعرض، إن هذا الإنجاز تحقق بعد بذل الطلاب والطالبات كثيراً من الجهد من أجل تحقيقه، وقد تمكن أبناء الوطن من تسجيل فوز قياسي بتحقيق المركز الثاني عالمياً، وذلك بعد رحلة مضنية من التأهيل والتجهيز لمشاركة المنتخب السعودي العلمي وتحفيز المبدعين ونشر ثقافة الموهبة والإبداع، مضيفاً أن الأجواء كانت مشجعة، وثقة المشاركين ببعضهم كان دافعاً إلى ما تحقق من إنجاز يُسجل باسم الوطن وكل أفراده ومؤسساته التعليمية، مضيفاً: «زادت مشاعر السرور والفخر والفرح، بمجرد الوصول إلى السعودية ورؤية هذا الاستقبال الكبير الذي اجتمع اعترافاً بقيمة العلم وبجميل الوطن على أبنائه».

من جهته، قال والد الطالب العرفج إن تخصص الطاقة الذي يهتم به ابنه محمد وحقق فيه المركز الأول دولياً خلال مشاركته في معرض «آيسف 2023» يصب في صميم مستهدفات رؤية 2030 التي تشجع على العلم والتعلم، وتراهن على التخصصات العلمية الدقيقة، مشيراً إلى أن الاستثمار في الأجيال السعودية الشابة ودعم اهتماماتها العلمية سيثمر في المستقبل الواعد الذي رسمت له رؤية السعودية 2030 خطوطها العريضة وخططها العملية الجادة والفاعلة.

وتمكَّن الطلاب والطالبات من السعودية بلوغ المركز الثاني عالمياً بعد أميركا في حصد الجوائز الكبرى بمشاريع علمية متميزة في «آيسف 2023»‬، ونافسوا نظراءهم على مراكز المقدمة في المعرض الدولي بمشاريع علمية متميزة في المعرض الذي شهد مشاركة موهوبين من 64 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وقال الدكتور باسل السدحان، نائب أمين عام «مؤسسة موهبة»، إن الإنجاز التاريخي غير المسبوق، الذي تحقق من خلال مشاركة 35 موهوباً وموهوبة من السعودية‬ حصدوا 27 جائزة عالمية في «آيسف 2023»، تحقق بفضل سلسلة من الدعم والاهتمام، تبدأ من الفصل الدراسي مروراً بالعديد من المناسبات التي تركز على اكتشاف المواهب وصقلها، مشيراً إلى أن المنجزات الوطنية المتتالية التي يحققها المنتخب السعودي للعلوم والهندسة، التي بدأت تأخذ صدى واسعاً منذ العام الماضي هي ترجمة للرعاية التي يلقاها المنتخب السعودي من القطاعات التعليمية الوطنية.

وأضاف السدحان، أن ذلك الاهتمام لا يتوقف عند حدود المدرسة بل يتجاوزه إلى رعاية الموهبة بشكل مستمر ومكثف يبني لدى الطالب موهبته وقدراته في مختلف التخصصات، وهذا الأمر ساهم في تحقيق مثل هذه الإنجازات التي تعكس اهتمام الوطن بأبنائه ورعاية العلم، والرهان عليه في مستقبل البلاد.

التأم أهالي الطلاب والطالبات وعدد من ممثلي القطاعات التعليمية والخاصة التي احتشدت في الصالة رقم 4 بمطار الملك خالد في الرياض (تصوير بشير صالح)
التأم أهالي الطلاب والطالبات وعدد من ممثلي القطاعات التعليمية والخاصة التي احتشدت في الصالة رقم 4 بمطار الملك خالد في الرياض (تصوير بشير صالح)

فرضت المشاريع العلمية المتميزة التي قدمها الطلبة والطالبات السعوديون الأفضلية لصالحهم، محققين نتائج غير مسبوقة، متجاوزين فيها آخر مشاركة لهم في «آيسف 22» التي حققوا فيها 16 جائزة.

وقالت الطالبة هنادي عريف إن مشاركة المنتخب السعودي للعلوم والهندسة‬، وحصد 27 جائزة في «معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة»، سطرت مجداً جديداً للوطن، مبدية فخرها بالمشاركة وتمثيل السعودية إلى جانب زملائها وزميلاتها وشق الطريق لجيل موهوب ومميز يساهم في بناء الوطن وتحقيق رؤية 2030‬.



ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
TT
20

ابتكار طلاء قاتل لفيروسات الإنفلونزا و«كورونا»

يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)
يمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا خصوصاً في البيئات الطبية وعلى أسرّة المستشفيات (جامعة نوتنغهام)

طوّر علماء بكلية الصيدلة بجامعة نوتنغهام الإنجليزية منتجاً جديداً من «الراتنج» الذي يستخدم في عمليات طلاء مجموعة متنوعة من الأسطح، للقضاء على البكتيريا والفيروسات بفاعلية.

ووفق نتائج دراسة جديدة نُشرت، الأربعاء، في دورية «ساينتفيك روبرتس»، فإن المنتج الجديد يحتوي على مادة الكلورهيكسيدين القاتلة للبكتيريا والفيروسات، التي يستخدمها أطباء الأسنان لتنظيف الفم وعلاج الالتهابات قبل العمليات الجراحية.

وتتفاعل الكلورهيكسيدين مع سطح الخلية الجرثومية، حيث تقوم بتدمير غشاء الخلية وقتل الجراثيم.

طبق باحثو الدراسة استخدام الطلاء على مجموعة متنوعة من الأسطح للقضاء على البكتيريا والفيروسات، بما في ذلك الأنواع التي يصعب القضاء عليها، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA)) وفيروسات الإنفلونزا وفيروسات «كورونا» المسببة للإصابة بـ«كوفيد - 19».

قالت الدكتورة فيليسيتي دي كوجان، الأستاذة المشاركة في العلوم الصيدلانية للأدوية البيولوجية، التي قادت هذه الدراسة: «من المثير للاهتمام للغاية أن نرى هذا البحث يُطبّق عملياً. في بحثنا دمجنا المطهر في بوليمرات الطلاء لإنشاء طلاء جديد مضاد للميكروبات يتميز بالفاعلية، كما أنه لا ينتشر في البيئة ولا يتسرب من السطح عند لمسه».

وأضافت في تصريح نشر، الأربعاء، على موقع الجامعة: «أظهرت هذه الدراسة بوضوح أن الأسطح المطلية بهذا الطلاء خالية من البكتيريا، وأن أثر هذا الطلاء ينشط بمجرد جفافه»، وأكدت أنه سهل التطبيق وفعّال من حيث التكلفة.

أسطح من دون ميكروبات

ووفق الدراسة، يمكن تطبيق الطلاء الجديد على مجموعة متنوعة من الأسطح البلاستيكية والصلبة غير المسامية لتوفير طبقة مضادة للميكروبات.

ويمكن أن تُشكّل الأسطح مستودعاً للبكتيريا، خصوصاً في البيئات الطبية، من أسرة المستشفيات ومقاعد المراحيض. وكذلك الأسطح التي تُلمس كثيراً في الأماكن العامة، مثل الطائرات والمقاعد وطاولات الطعام. وتستطيع بعض الأنواع الميكروبية البقاء على قيد الحياة على الرغم من إجراءات التنظيف المُحسنة المعتادة.

ويمكن لهذه الكائنات الدقيقة البقاء على قيد الحياة، وأن تبقى معدية على الأسطح، لفترات طويلة، قد تصل أحياناً إلى عدة أشهر.

عمل الفريق البحثي مع شركة Indestructible Paint لإنشاء نموذج أولي لطلاء مضاد للميكروبات باستخدام هذه المادة الجديدة، ووجدوا أنها تنشط بفاعلية عند تجفيفها لقتل مجموعة من مسببات الأمراض. وهو ما علق عليه برايان نورتون، المدير الإداري للشركة: «نسعى دائماً إلى ابتكار طرق جديدة لمنتجاتنا، وهذه المادة تتيح لنا فرصة ابتكار منتج قد يُحدث تأثيراً إيجابياً في منع نمو وانتشار البكتيريا والفيروسات في بيئات متنوعة».

وأضاف: «نعمل في كثير من القطاعات، حيث يُمثل هذا المنتج فائدة كبيرة، على سبيل المثال، في طلاء مقاعد الطائرات وطاولات الطعام، وهي مناطق معروفة بنمو البكتيريا. لا يزال العمل في مراحله الأولى، لكننا نتطلع إلى إجراء مزيد من الاختبارات بهدف طرحه تجارياً».