الأسير علان يرفض العرض الإسرائيلي الثاني ويواصل إضرابه عن الطعام

حكومة تل أبيب: الإفراج الفوري عنه مرتبط بإصابته بمرض عضال

فلسطيني يحمل صورة للأسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 64 يوما في سجن اسرائيلي (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل صورة للأسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 64 يوما في سجن اسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

الأسير علان يرفض العرض الإسرائيلي الثاني ويواصل إضرابه عن الطعام

فلسطيني يحمل صورة للأسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 64 يوما في سجن اسرائيلي (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل صورة للأسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 64 يوما في سجن اسرائيلي (أ.ف.ب)

عرضت النيابة العسكرية الإسرائيلية الإفراج عن الأسير محمد علان المضرب عن الطعام منذ 64 يوما، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل (بعد نحو 45 يوما)، وعدم تجديد الاعتقال الإداري له، مقابل فك إضرابه، إلا أن الأسير علان رفض الاقتراح بعد ساعات من عرضه، الذي يأتي بعد العرض الذي قدم له قبل يومين بالإفراج عنه على أن يتم إبعاده من فلسطين والذي رفضه أول من أمس.
وجاء الرد الحكومي الإسرائيلي بشكل سريع ونقلته مندوبة الحكومة الإسرائيلية في المحكمة بأن الحكومة «مستعدة للإفراج الفوري عن الأسير علان في حال تأكد إصابته بضرر لا يمكن علاجه».
إلى ذلك، قال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسير علان رفض قرار النيابة الذي أيدته فيما بعد المحكمة العليا الإسرائيلية التي عرضت على المحامي الإفراج عنه، مشيرا أن طاقم محامي الهيئة ومن انضموا إليهم لمساندتهم في هذه المعركة القانونية والإنسانية، أبلغوا أمس المحكمة العليا التي عقدت جلسة لمناقشة وضع علان، قرار الأسير برفضه هذا الحل، وأنه مصمم على الإفراج الفوري عنه.
وأضاف قراقع في بيان صدر أمس إن «طاقم محامي الهيئة لم يقتنع بهذا القرار، ويطالب المحكمة بالإفراج الفوري عنه دون أي شروط، وعلى المحكمة أن تتعامل مع الأسير علان وفقا للمعطيات الموجودة بين يديها وبعيدا عن كل الضغوطات التي تحاول الحكومة الإسرائيلية وجهاز المخابرات فرضها على قضاة المحكمة».
وأكد قراقع أن محامي علان لن يتراجعوا عن خوض هذه المعركة إلى أن تتحقق حرية الأسير علان، وأنه لن تتم الموافقة على شيء إلا بقرار نهائي من الأسير نفسه، في الوقت الذي كانت فيه محكمة العدل العليا عقدت جلسة أمس للنظر في الالتماس المقدم إليها للإفراج عن علان بسبب تدهور حالته الصحية. إلى ذلك، قالت المحامية سوسن زهر إنه تم الطلب من محكمة العدل العليا الإفراج عن موكلها فورا من أجل إنقاذ حياته بغض النظر عن اقتراح النيابة العامة، وأضافت: «علان لا يشكل خطرا على أمن الدولة في وضعه الصحي الحالي» في الوقت الذي يشير فيه الأطباء إلى أن علان ما زال تحت حالة الخطر على الرغم من إفاقته.
وجاء عرض النيابة الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان الأسير المضرب أنه سيتوقف عن تلقي جميع أنواع العلاج، وسيمتنع عن شرب الماء في حال لم يكن هناك أي حلول لقضيته خلال 24 ساعة.
وعرضت النيابة الإفراج عن علان على الرغم من أن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان أعرب عن معارضته الشديدة لمختلف المقترحات الهادفة للإفراج عن علان، قائلا إن ذلك سيكون بمثابة مكافأة له لقيامه بالإضراب عن الطعام و«قد يؤدي إلى إضرابات مماثلة أخرى في صفوف السجناء الأمنيين».
وقال رئيس «نادي الأسير» قدورة فارس، إن الحالة الصحية لعلان لم تمكنه من الإدلاء برأيه أو مناقشة ما جاء في قرار النيابة الإسرائيلية الخاص بالإفراج عنه في الثالث من الشهر بعد المقبل، فيما أكد عضو الكنيست الإسرائيلي أسامة السعدي أن علان لم يعط رأيه فعلا في عرض النيابة بسبب وضعه الصحي الصعب.
وأضاف قدورة خلال الوقفة الاحتجاجية للمحامين أمام مقر الأمم المتحدة في رام الله، أن «موافقة إسرائيل على الإفراج عن علان كانت بعد رفض الطرح الإسرائيلي بحبسه عاما ونصف أو إبعاده 4 سنوات إلى المملكة الأردنية»، إلا أن علان حسم أمره لاحقا وقرر مواصلة الإضراب حتى الإفراج عنه فورا.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».