«مرافق شخصي» بنظام ذكاء صناعي

يتعاطف مع الأفراد ويساعد في تنفيذ احتياجاتهم

سيعمل «باي» على الهواتف واللابتوبات وتطبيقات الرسائل النصية القصيرة
سيعمل «باي» على الهواتف واللابتوبات وتطبيقات الرسائل النصية القصيرة
TT
20

«مرافق شخصي» بنظام ذكاء صناعي

سيعمل «باي» على الهواتف واللابتوبات وتطبيقات الرسائل النصية القصيرة
سيعمل «باي» على الهواتف واللابتوبات وتطبيقات الرسائل النصية القصيرة

أطلق مصطفى سليمان، أحد مؤسسي مختبر «ديب مايند» التابع لـ«غوغل»، شركة ذكاء صناعي جديدة أسماها «إنفلكشن إي آي». بهدف تأمين مُرافق شخصي متحدّث مدعوم بالذكاء الصناعي للمستهلكين.

هذا الرفيق يُدعى «باي» Pi ويستمدّ قوّته من النموذج اللغوي الكبير نفسه الذي يدعم برنامج المحادثة الذكي «تشات جي بي تي»، باستثناء أنّه بطريقة ما نموذج أصغر يركّز على أن يصبح خبيراً في حاجات وتفضيلات المستخدمين البشر.

رفيق «عاطفي»

سيعمل «باي» على الهواتف، واللابتوبات، وتطبيقات الرسائل النصية القصيرة، وفي أي مكان آخر. يتحدّث «الرفيق الشخصي المدعوم بالذكاء الصناعي» personalized conversational AI companion مع المستخدم بطريقة ذكية عاطفياً، ويبني تدريجياً ذاكرة تحتوي على أي محادثة جرت بين الآلة والكائن البشري.

في مقابلة مع مجلّة «فاست كومباني»، قال سليمان «ستخزّنون الكثير من لحظات الإبداع والشحذ الذهني، والكثير من المعلومات الشخصية، وستريدون الاحتفاظ بهذه المعلومات بحوزتكم، بشكلٍ يشبه احتفاظكم بالمعلومات على سواقة الذاكرة الوميضية الكومبيوترية في الأيّام الخوالي. إنّها بداية عصرٍ جديد في عالم الحوسبة، وسيكون الأمر أشبه بحمل حياتكم الرقمية معكم أينما كنتم».

يختلف استخدام «باي» عن «تشات جي بي تي». لأنّ الأوّل يتحدّث مع المستخدم بطريقة أكثر دفئاً وخصوصية، حتّى أنّ نوع الأسئلة التي قد يتلقّاها من المستخدم مختلفة.

خلال استعراض «الرفيق الجديد»، أخبر سليمان «باي» أنّه محتار بين الذهاب لحضور سباق «ناسكار» مع أصدقائه أو البقاء في المنزل لبناء حوضٍ صغير في حديقته الخلفية. في ردّه، قال «باي» إنّه من الطبيعي أن يشعر المرء «بالحيرة بين أمرين» أحدهما اجتماعي والآخر شخصي، وتكلّم معه بطريقة داعمة ومتفهّمة ومتمايزة عن سائر روبوتات المحادثة. دخل سليمان في أخذ وردّ مع الذكاء الصناعي، بدا «باي» خلاله وكأنّه يحاول بهدوء إرشاد صديقه البشري إلى القرار. وأخيراً، قرّر سليمان البقاء في المنزل خلال عطلة نهاية الأسبوع والعمل على مشروع الحوض.

دعم شخصي

وفور اتخاذه للقرار، حصل «باي» على معلومات من الإنترنت عن الأدوات والمعدّات التي سيحتاج إليها صديقه لبناء الحوض وأطلعه عليها، ومن ثمّ زوّده بدليل تفصيلي لكيفية أداء المهمّة.

وكأي صديقٍ بشري، من المرجّح أن يتحدّث «باي» بهذا الموضوع لاحقاً، ولعلّه سيسأل سليمان «كيف سارت أمور مشروع الحوض في عطلة نهاية الأسبوع؟».

اعتبر سليمان أنّ «إنفلكشن» تضمّ واحداً من أقوى فرق الذكاء الصناعي، ومن أبرز أعضائه مطوّرو نموذجي «غوفر» و«تشينشيلّا» في «ديب مايند»، والباحثون الرئيسيون في برنامجي «لامدا» و«بالم» التابعون لـ«غوغل»، وصانعو نموذجي «جي بي تي 2» و«جي بي تي 3» من «أوبن إي آي».

وأضاف أنّ «الشركة جمعت مبالغ كبيرة في رأس المال؛ ما سيتيح لنا تدريب نماذج لغوية هائلة في شبكاتنا الحاسوبية الخارقة». وبالفعل، نجحت الشركة في جمع 940 مليون دولار حتّى اليوم، بحسب بيانات شركة «بيتشبوك»، التي خمّنت أيضاً وصول المبلغ إلى 1.23 مليار حتّى 28 أبريل (نيسان).

لا تزال تكاليف بناء وتدريب النماذج اللغوية الكبيرة عالية جداً بالنسبة لمعظم الشركات التي لا يملك الكثير منها خياراً سوى الوصول إلى الذكاء الصناعي التوليدي عبر النماذج اللغوية الكبيرة التي تملكها اليوم مجموعة صغيرة من شركات الذكاء الصناعي الغنية (كـ«أوبن إي آي»). ولم يتّضح بعد ما إذا كانت «إنفلكشن إي آي»، ستقرّر في المستقبل توفير نماذجها اللغوية عبر واجهة برمجة التطبيقات، كما تفعل «أوبن إي آي»... ولكن في الوقت الحالي، تملك الشركة الحجم والموهبة اللازمين للاستمرار في دمج نماذج اللغوية الكبيرة المصممة لغرض مصادقة ودعم البشر، وإضافة نكهة جديدة إلى جنون الذكاء الصناعي التوليدي الذي يعصف بنا منذ بداية العام.

* «فاست كومباني» – خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«أوبن إيه آي» ترغب في شراء متصفح «كروم» من «غوغل»

تكنولوجيا لوغو «غوغل كروم» (رويترز)

«أوبن إيه آي» ترغب في شراء متصفح «كروم» من «غوغل»

أعلن مسؤول تنفيذي بشركة «أوبن إيه آي» أمس (الثلاثاء)، أن شركته ستكون مهتمة بشراء المتصفح «كروم» التابع لشركة «غوغل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

بينها روبوت دردشة يتحدث بلغة الجيل «زد» الجديد

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)

«من فضلك» و«شكراً»... التعامل بلباقة مع «تشات جي بي» يُكلّف الشركة ملايين الدولارات

اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بأن المجاملات البسيطة، مثل قول: «من فضلك» و«شكراً» لروبوت «تشات جي بي تي» التابع لشركته، مكلفة بشكل ضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا التطبيقات قد تستخدم صور الوجه في تقنيات التعرف البيومتري دون علم المستخدمين (كاسبرسكي)

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تحذِّر «كاسبرسكي» من مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الترفيهي، لما قد تسببه من انتهاك للخصوصية وسرقة الهوية.

نسيم رمضان (سان فرنسيسكو - الولايات المتحدة)

«أوبن إيه آي» ترغب في شراء متصفح «كروم» من «غوغل»

لوغو «غوغل كروم» (رويترز)
لوغو «غوغل كروم» (رويترز)
TT
20

«أوبن إيه آي» ترغب في شراء متصفح «كروم» من «غوغل»

لوغو «غوغل كروم» (رويترز)
لوغو «غوغل كروم» (رويترز)

أعلن مسؤول تنفيذي بشركة «أوبن إيه آي» أمس (الثلاثاء)، أن شركته ستكون مهتمة بشراء المتصفح «كروم» التابع لشركة «غوغل» إذا نجحت أجهزة مكافحة الاحتكار في إجبارها على بيع المتصفح الشهير ضمن محاولة إعادة المنافسة في مجال البحث على الإنترنت، بحسب «رويترز».

جاءت تصريحات نيك تورلي رئيس قسم المنتجات في تطبيق «تشات جي بي تي» في شهادته بمحاكمة تنظر دعوى مكافحة احتكار رفعتها وزارة العدل الأميركية على «غوغل».

وخلص القاضي القائم على المحاكمة العام الماضي إلى أن «غوغل» تحتكر مجال البحث الإلكتروني والإعلانات المرتبطة به.

ولم تعرض «غوغل» المتصفح كروم للبيع. وتعتزم الشركة الاستئناف على الحكم الصادر بأنها شركة تقوم بممارسات احتكارية.

وقال تورلي في شهادته إن «غوغل» رفضت عرضاً من «أوبن إيه آي» لاستخدام تقنية البحث الخاصة بها ضمن تطبيق «تشات جي بي تي».

وأوضح أن شركته تواصلت مع «غوغل» لأول مرة في يوليو (تموز) بعد أن واجهت مشكلات مع مزود البحث الخاص بها والذي لم يذكر اسمه. ويستخدم «تشات جي بي تي» تقنية محرك البحث (بينج) التابع لمايكروسوفت.

وجاء في بريد إلكتروني عُرض في المحاكمة أن «غوغل» رفضت الطلب في أغسطس (آب)، قائلة إنه سيؤدي إلى وجود عدد كبير جداً من المنافسين.

وقال تورلي: «ليس لدينا أي شراكة مع (غوغل) اليوم».

وذكر أن اقتراح وزارة العدل بإلزام «غوغل» بمشاركة بيانات البحث مع المنافسين باعتبارها وسيلة لإعادة المنافسة سيساعد في تسريع الجهود الرامية إلى تحسين «تشات جي بي تي».

وعبر ممثلو الادعاء في مرافعات افتتاحية أمس الاثنين عن مخاوفهم من أن احتكار «غوغل» لمجال البحث قد يمنحها مزايا في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن أن منتجاتها في هذا المجال هي طريقة أخرى لدفع المستخدمين إلى محرك البحث الخاص بها.

وقالت «غوغل» إن الدعوى لا تتعلق بالذكاء الاصطناعي، وإنها تواجه منافسة قوية من شركات، مثل «ميتا بلاتفورمز» و«مايكروسوفت».

وخلص القاضي أميت ميهتا في محكمة جزئية أميركية إلى أن «غوغل» تحمي احتكارها للبحث باتفاقيات حصرية مع «سامسونغ» وشركات أخرى لكي تجعل «كروم» هو المتصفح المحمل تلقائياً على الأجهزة الجديدة لهذه الشركات.

وتريد وزارة العدل أن يذهب القاضي لأبعد من ذلك ويمنع «غوغل» من دفع مبالغ مجزية مقابل تنزيل تطبيق البحث الخاص بها.

وقال بيتر فيتسغيرالد، أحد المديرين التنفيذيين في «غوغل»، في شهادته اليوم إن الشركة كانت ترسل رسائل حتى الأسبوع الماضي تؤكد فيها أن اتفاقياتها لا تمنع الشركات من تنزيل منتجات ذكاء اصطناعي أخرى على الأجهزة الجديدة.