الهلال يحتجب... لكنه لا يغيب

رفض الخروج «خالي الوفاض» من موسمه العصيب وعانق بطولته الـ66 في ليلة ملكية أعادت كبرياء الزعامة

فهد نافل يرفع الكأس الملكية بمبادرة تاريخية من لاعبي الفريق "تصوير: عبدالله الفالح"
فهد نافل يرفع الكأس الملكية بمبادرة تاريخية من لاعبي الفريق "تصوير: عبدالله الفالح"
TT

الهلال يحتجب... لكنه لا يغيب

فهد نافل يرفع الكأس الملكية بمبادرة تاريخية من لاعبي الفريق "تصوير: عبدالله الفالح"
فهد نافل يرفع الكأس الملكية بمبادرة تاريخية من لاعبي الفريق "تصوير: عبدالله الفالح"

رغم موسمه العصيب ونكساته المتوالية من بطولة إلى أخرى، فإن الهلال رفض الخروج خالي الوفاض هذا الموسم، وعوض كل أحزانه بأغلى الألقاب المحلية على الإطلاق «كأس الملك السعودي»، بعد جهود رائعة في اللقاء النهائي أمام الوحدة، بطلها الحارس عبد الله المعيوف وقبله المدافع صاحب هدف التعديل القاتل علي البليهي.

وجاء هدف البليهي على غرار سيناريو 2015 حينما كان الهلال قريباً من توديع موسمه بلا ألقاب، وقد حقق خلاله النصر غريمه التقليدي لقب الدوري السعودي، وكان أصفر العاصمة يقف على بُعد ثوانٍ قليلة من التتويج بلقب كأس الملك قبل هدف محمد جحفلي الشهير الذي عدل معه النتيجة وتحولت المواجهة إلى حسم عن طريق ركلات الترجيح.

وحافظ الهلال بلقب كأس الملك (أغلى البطولات المحلية بالحصول على جائزة مالية قدرها 10 ملايين ريال)، على عدد من المميزات؛ مثل المشاركة في كأس السوبر السعودي بنسخته المقبلة، علاوة على المشاركة الآسيوية التي ضمن المشاركة في نسختها المقبلة بحكم حصوله على لقب الدوري الموسم الماضي.

فرحة لاعبي الهلال بعد ركلة الفوز الأخيرة "تصوير: عبدالله الفالح"

لقب عاشر يفض الشراكة مع الاتحاد

رفع فريق الهلال عدد ألقابه وبطولاته في كأس الملك إلى 10 ألقاب، بعدما نجح في تحقيق الفوز على الوحدة ومعانقة كأس البطولة التي خسرها الموسم الماضي، أمام الفيحاء عن طريق ركلات الترجيح.

وحقق الهلال لقبه العاشر ليفض شراكته مع الاتحاد الذي يملك في رصيده 9 ألقاب تاريخية في البطولة الأغلى والأقدم بالسعودية، واقترب الهلال من المتصدر فريق الأهلي الذي يملك 13 لقباً في سجله، فيما يحضر النصر رابعاً في القائمة برصيد 6 ألقاب، والشباب بـ3 بطولات، ثم الوحدة والاتفاق بواقع لقبين لكل منهما، ثم التعاون والفيصلي والفيحاء بواقع لقب لكل فريق.

وسجل الهلال حضوره للمرة الـ18 في نهائي بطولة كأس الملك بعد مباراته أمس، مع الوحدة، ليتساوى مع عدد مرات وصول قطبي مدينة جدة الاتحاد والأهلي، بواقع 18 مرة لكل منهما.

ملعب الجوهرة تحول إلى لوحة كرنفالية في النهائي الكبير "تصوير: عبدالله الفالح"

دفاع برتبة هداف

يبدو أن الأهداف القاتلة للمدافعين في صفوف فريق الهلال ستظل علامة فارقة في بطولة كأس الملك، فمنذ نهائي نسخة 2015 ظلت متلازمة محمد جحفلي وهدفه القاتل في الدقيقة 119 من عمر المباراة حاضرة في الأهداف القاتلة التي يسجلها الهلال في أي من مبارياته، وتم إطلاق اسم «جحفلة» نسبة إلى الهدف الشهير.

ونجح البليهي في تكرار ما فعله زميله جحفلي الذي حضر في النهائي الكبير على مقاعد البدلاء، ولم ينجح مهاجمو فريق الهلال في فك شفرة دفاعات الوحدة، رغم أن الأرجنتيني رامون دياز زج بالثنائي موسى ماريغا وأودين إيغالو، وجاء الهدف بأقدام علي البليهي المدافع الذي تقدم نحو منطقة الجزاء في الدقائق الأخيرة.كنو في دائرة الانتقادات مرة أخرى

لم يبتسم الحظ مجدداً لمحمد كنو، لاعب خط وسط فريق الهلال، في النهائي الثاني تباعاً، بعد حملة غاضبة من أنصار فريق الهلال بعد مستويات اللاعب المتواضعة التي ظهر عليها في نهائي دوري أبطال آسيا أمام أوراوا الياباني، الذي خسره الفريق الأزرق قبل أسبوع من الآن.

وتكرر الغضب الجماهيري تجاه محمد كنو في نهائي كأس الملك، حيث بدأ دياز يصرخ تجاه اللاعب منذ الدقيقة 27 من شوط المباراة الأول، وظهر إيميليانو دياز ابنه الذي يعمل مساعداً له في الجهاز بالفريق، وهو يشير بعلامات غاضبة تجاه تعليمات لم ينفذها اللاعب، قبل أن يطلب من مصعب الجوير إجراء عمليات الإحماء، لكن التغيير لم يحدث إلا بين شوطي المباراة.

ونشرت «الشرق الأوسط» عبر حسابها في «تويتر» مقطعاً مصوراً للجماهير وهي تطلق صيحات استهجان للاعب محمد كنو لحظة خروجه من الملعب الشوط الأول، قبل أن يستبدل به دياز اللاعب الشاب مصعب الجوير.

عبدالله المعيوف سجل نفسه بطلا متوجا للنهائي الكبير "تصوير: علي خمج"

دياز يحطم عناد النهائيات

بعد أن بدا المشهد محبطاً لدياز الذي يعيش أيامه الأخيرة مع فريق الهلال، وكاد يخسر مجدداً في المباريات النهائية التي أصبحت بمثابة لغز يطارده منذ الخسارة في نهائي دوري أبطال آسيا 2017 في ولايته الأولى مع الهلال، استطاع المدرب الأرجنتيني أخيراً تحطيم هذه العقدة.

وبدأ دياز النهائي بتشكيلة مختلفة بالاحتفاظ بسعود عبد الحميد بجواره على مقاعد البدلاء، والنيجيري إيغالو، وأشرك لوسيانو فييتو وموسى ماريغا، بالإضافة إلى ظهيري الجنب محمد البريك وياسر الشهراني.

وبعد خسارته نهائي دوري أبطال آسيا وابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري وخسارته لقب كأس السوبر وبلوغه نهائي كأس العالم للأندية، انتاب القلق الأرجنتيني دياز الذي أمسك وسط جسده وظل مُتفرجاً بحسرة على ما يحدث في اللقاء النهائي لكأس الملك بعد أن رمى بأوراقه كافة، ولكن شيئاً لم يتغير في الملعب، كان إيميليانو مساعده الأكثر ضجيجاً وتوجيهاً للاعبين، قبل أن يتمكن علي البليهي من تسجيل هدف التعادل وإعادة آمال الفريق في المنافسة.

66 بطولة في 66 عاماً

«ولد بطلاً»... لا شك أنها جملة تنطبق جملة وتفصيلاً على الزعيم، فهذا الفريق دائماً ما تجده حاضراً في منصات التتويج، متوشحاً الميداليات الذهبية التي ارتبطت باسمه طوال تاريخه منذ تأسيسه عام 1957، فمنذ البدايات كون علاقة قوية من البطولات والإنجازات، حتى وصل به الأمر إلى أن يحقق بطولات بعدد السنوات التي أعقبت تأسيسه.

وبعد تحقيقه مؤخراً لقب كأس الملك على حساب الوحدة، أضاف الزعيم البطولة 66 في سجلاته في 66 عاماً هي عمر النادي منذ تأسيسه، وهذه معادلة تكشف عن عراقة النادي الأزرق وارتباطه الدائم بالبطولات والإنجازات، سواء كان ذلك على الصعيد المحلي، أو حتى الخارجي.

ويتصدر الهلال ترتيب الفرق الأكثر تحقيقاً للألقاب في كل المسابقات المحلية، ما عدا بطولة كأس الملك التي يوجد فيها الأهلي على رأس قائمة أكثر الفرق فوزاً باللقب بواقع 13 مرة، بينما حقق الهلال لقبه العاشر في المسابقة ذاتها، لكنه باقٍ على صدارته في المسابقات المحلية المختلفة، سواء تلك المستمرة مثل مسابقتي الدوري والسوبر، أو التي توقفت مثل كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد، وهو أكثر الفرق تحقيقاً للقب في كل مسابقة.

وبالعودة لتفاصيل البطولات الرسمية التي حققها الأزرق، نجد أنه يتسيد قائمة أكثر الفرق تحقيقاً للقب الدوري السعودي بواقع 18 لقباً، وكذلك كأس ولي العهد بالفوز 13 مرة، وكأس الأمير فيصل بن فهد (كأس الاتحاد) تمكن من تحقيقها 6 مرات، وكأس المؤسس مرة، وكأس السوبر السعودي 3 مرات، وأخيراً كأس الملك حيث وصل رصيده فيها إلى 10 بطولات، هذه الإنجازات والأرقام هي التي حققها أزرق العاصمة على الصعيد المحلي فقط، ووصلت إلى 51 بطولة محلية ظفر بها طوال تاريخه من أصل 66 بطولة توج بها.

وباستعراض تاريخ الزعيم وإنجازاته على الصعيد الخارجي، نجد أنه حقق لقب دوري أبطال آسيا بمختلف تسمياته 4 مرات، وكأس الكؤوس الآسيوية مرتين، ومثلهما في كأس السوبر الآسيوي، كما تمكن من الفوز بلقب كأس الخليج للأندية مرتين، وأيضاً حقق لقب دوري أبطال العرب في مناسبتين، وكأس الكؤوس العربية مرة واحدة، وكأس النخبة العربية مرة واحدة، ولقب السوبر السعودي - المصري مرة واحدة أيضاً، ليصل رصيد إنجازاته الخارجية إلى 15 بطولة كسبها الزعيم، ليضع اسمه في قائمة أكثر الفرق العالمية التي حققت ألقاباً خارجية.

ويبدو أن رقم الهلال سيتوقف عند 66 لقباً هذا الموسم، بعد أن أصبح لقب دوري روشن السعودي بعيداً عن متناوله، حيث يحتل المركز الرابع في سلم ترتيب الدوري برصيد 49 نقطة، بفارق 13 نقطة عن الاتحاد صاحب المركز الأول برصيد 62 نقطة، مع فارق مباراة وحيدة بينهما لصالح الاتحاد، الأمر الذي يجعل أزرق العاصمة يبدأ التخطيط مبكراً لكسر رقمه الحالي وزيادة رصيد إنجازاته في الموسم المقبل، الذي من المتوقع أن تقوم إدارة النادي هذا الصيف بعمل تغييرات كبيرة على صعيد اللاعبين، خصوصاً المحترفين الأجانب الذين حرم الهلال من تغييرهم هذا الموسم بعد إيقافه لفترتي تسجيل لاعبين متتاليتين، وذلك في سبيل مواصلة الفوز بالبطولات المحلية والخارجية، التي عود فيها الهلال جماهيره بملامسة الذهب في كل موسم، خصوصاً المواسم التسعة الماضية، تحديداً منذ عام 2015.


مقالات ذات صلة

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

رياضة سعودية تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية عبارة النصر الشهيرة على مدخل ملعب التدريب الجديد (نادي النصر)

«كل انتصار يبدأ في العقل» تدشن رحلة النصر في ملعب التدريبات الجديد

دشنت عبارة «كل انتصار يبدأ في العقل»، رحلة النصر في ملعبه الجديد الخاص بالتدريبات.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة عربية عبد الرزاق حمد الله تألق في فوز المغرب بكأس العرب (رويترز)

ثلاثي «روشن» حمد الله والمهديوي وسعدان يبدعون في تتويج «أسود الأطلس»

ترك نجوم المنتخب المغربي الناشطون في دوري روشن السعودي بصمتهم من خلال أدائهم المبدع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية  أوريليو دي لورينتيس (رويترز)

لورينتس مالك نابولي لـ«الشرق الأوسط»: قد أستثمر في النصر مستقبلاً

أكّد أوريليو دي لورينتيس، مالك نادي نابولي الإيطالي، أن السعودية أصبحت بيئة جاذبة للرياضة والاستثمار.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية الحرمان من التسجيل سيضع الجهاز الفني لضمك في أزمة حقيقية (موقع النادي)

«فيفا» يوقف ضمك لثلاث فترات تسجيل

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف نادي ضمك ومنعه من التسجيل لثلاث فترات تسجيل متتالية.

فيصل المفضلي (أبها)

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».


جونز: صلاح اعتذر للاعبي ليفربول... إنه رجل

جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
TT

جونز: صلاح اعتذر للاعبي ليفربول... إنه رجل

جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)

كشف كيرتس جونز لاعب وسط ليفربول، أن زميله المصري محمد صلاح، قدّم اعتذارًا لزملائه في الفريق بعد الجدل الذي أعقب المقابلة الصحافية التي انتقد فيها النادي والمدرب آرني سلوت، مؤكدًا أن ما صدر عن صلاح لم يكن بدافع زعزعة استقرار الفريق بل نابعًا من رغبته الدائمة في الفوز.

ووفقا للغارديان، أوضح جونز أن صلاح اعتذر لزملائه عن التداعيات التي أحدثتها تصريحاته، وذلك عقب استبعاده من مباراة ليفربول أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا، بعدما اتهم النادي «برميه تحت الحافلة» على خلفية تراجع النتائج، كما أشار إلى أن علاقته بالمدرب سلوت وصلت إلى طريق مسدود، وأنه استحق مكانه في التشكيلة بعد ثمانية مواسم وصفها بالاستثنائية.

وكان سلوت قد رفض الإفصاح عمّا إذا كان قد تلقى اعتذارًا مباشرًا من صلاح، قبل أن يعيد إشراكه في الفوز على برايتون السبت الماضي.

وقال المدرب الهولندي في مؤتمر صحافي، الجمعة، إنه لن يعلّق أكثر على قضية صلاح «حتى لا تتحول إلى مصدر تشتيت»، في ظل وجود الدولي المصري مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا.

غير أن جونز كشف، في حديثه لقناة «سكاي سبورتس»، أن صلاح تحدث إلى زملائه في غرفة الملابس واعتذر لهم عن الضجة التي أعقبت مقابلته المثيرة بعد التعادل 3-3 مع ليدز.

وقال لاعب الوسط الإنجليزي: «مو رجل يعتمد على نفسه، ويستطيع أن يقول ما يشاء. لقد اعتذر لنا وقال: إذا كنت قد أثّرت على أي شخص أو جعلته يشعر بأي شيء سلبي، فأنا أعتذر. هذا هو الرجل الذي أعرفه. أستطيع أن أتحدث فقط من واقع معرفتي به وكيف كان معنا وكيف تصرّف. كان إيجابيًا، هو نفسه مو بابتسامته الكبيرة، والجميع كان طبيعيًا معه. أعتقد أن الأمر جزء من عقلية الفوز».

وشدد جونز على أنه كان سيجد مشكلة أكبر لو كان أحد اللاعبين سعيدًا بالجلوس على دكة البدلاء، مقارنة بلاعب يطالب بالمشاركة.

وأضاف: «أتفهم أن هناك طرقًا مختلفة للتعامل مع مثل هذه الأمور، لكن إذا كان لاعب ما مرتاحًا للجلوس على الدكة ولا يريد اللعب ومساعدة الفريق، فهذه مشكلة أكبر برأيي».

ويأتي ذلك في وقت لم يتعرض فيه ليفربول لأي خسارة في المباريات الخمس التي خاضها منذ قرار سلوت بإبعاد صلاح عن التشكيلة الأساسية، عقب الهزيمتين القاسيتين على ملعب أنفيلد أمام نوتنغهام فورست وبي إس في.

ويرى جونز أن تصريحات صلاح الصريحة لم تكن تهدف إلى زعزعة استقرار الفريق.

وقال في هذا السياق: «عندما يكون هناك أي غضب من جانبنا، بما في ذلك أنا شخصيًا، فإنه دائمًا ما يكون بدافع إيجابي. في اللحظة نفسها قد لا يخرج الأمر بالطريقة الصحيحة، لكنه لا يكون أبدًا بقصد التأثير على الفريق أو الجهاز الفني أو المدرب أو أي شخص آخر. لقد تجاوزنا ذلك الآن، ونحن ننسجم بشكل جيد كفريق، ونلعب بصورة أفضل ونبدأ في تحقيق الانتصارات».