قصور القاهرة... تُحف معمارية تجذب عشاق التاريخ

الزمن يزيدها سحراً وإبهاراً

أحد الصالونات في قصر محمد علي (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)
أحد الصالونات في قصر محمد علي (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)
TT
20

قصور القاهرة... تُحف معمارية تجذب عشاق التاريخ

أحد الصالونات في قصر محمد علي (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)
أحد الصالونات في قصر محمد علي (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)

أثبتت قصور القاهرة التاريخية أن مرور الأيام لا يضيف إليها إلا المزيد من السحر والإبهار، حتى إنها تحولت بمرور الوقت إلى مزارات سياحية مميزة، يجب ألا تفوتك كلما قادتك خطواتك نحو زيارة العاصمة المصرية، نظراً لتنوعها كمّاً وكيفاً... ونكتفي هنا بالإشارة إلى عينة بسيطة منها، تتمثل في القصور الأربعة التالية:

«السكاكيني»

بعد سنوات من الإهمال وتعرض محتوياته للسرقة وانتشار الشائعات الخرافية حوله، ينهض قصر «السكاكيني» كأعجوبة معمارية تخطف الدهشة من عيون الزوار، بطرازه الإيطالي الذي يجمع بين مدرستي «الباروك» و«الروكوكو» وزخارفه النباتية وتماثيله الرخامية ونافورته التي تتوسط البهو الواسع بدقة مثيرة للتعجب.

يقع القصر في ميدان «السكاكيني» بمنطقة «غمرة» القريبة للغاية من وسط القاهرة.

قصر السكاكيني من الخارج (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)
قصر السكاكيني من الخارج (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)

تدخل المكان فتصيبك الرهبة من كم التحف الفريدة، منها تمثال فتاة «درة التاج»، بجانب بقايا تمثال على هيئة تمساح، ويتزين القصر بتماثيل فتيات وأطفال اختفى لونها الأصلي، وتماثيل صنعت من الرخام، ويحتوي على أكثر من 50 غرفة، ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق، كما يحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب، و300 تمثال، وفقاً لوزارة الآثار المصرية.

وسُمي القصر بهذا الاسم نسبة إلى حبيب باشا السكاكيني، وهو سوري الأصل، وُلد بدمشق عام 1841، ووفد إلى مصر وهو في السابعة عشرة من عمره، ليعمل بشركة «قناة السويس».

وكان ورثة السكاكيني قد تنازلوا عن القصر للحكومة المصرية بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، حيث انتقلت ملكية القصر إلى وزارة الصحة، التي حولته إلى متحف للتثقيف الصحي في الفترة من عام 1961 وحتى عام 1983، قبل أن تنتقل ملكية القصر إلى وزارة الآثار، ويجري تسجيله كأثر عام 1987. وفي عام 2020 أعيد ترميمه وتهيئته لاستقبال الزوار بعد عقود من الإغلاق.

«الطاهرة»

وعلى مسافة ما يقرب من 20 دقيقة، وتحديداً بحي «الزيتون» حيث محطة مترو سراي القبة، أنت على موعد مع تحفة معمارية من نوع آخر، إنه قصر «الطاهرة» الذي وضع التصميم الأساسي له واحد من أعظم المعماريين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر بداية القرن العشرين، وهو المصمم الإيطالي «أنطونيو لاشيك» الذي أنجز تلك التحفة المعمارية بسلالم من الرخام وأسقف من المرمر، بناءً على تكليف من الأميرة «أمينة» ابنة الخديو إسماعيل، ووالدة محمد طاهر باشا.

يضم القصر المجاور لقصر القبة الرئاسي، الذي يبعد عدة كيلومترات فقط عن قصر الأمير يوسف كمال، كثيراً من التحف والتماثيل النادرة لفنانين إيطاليين، التي تعد بحد ذاتها ثروة لا تقدر بثمن، كما يعد القصر نفسه أحد أجمل قصور العالم بشهادة خبراء عالميين.

أهم ما يُميِّز الطابق الأول من القصر ما يعرف بـ«الركن النابليوني»، ويحتوي على مجموعة تماثيل خاصة بالقائد الفرنسي نابليون بونابرت، وأريكة من الخشب الماهوجني تحمل اسم الوالي محمد سعيد.

ردهة داخل قصر «الطاهرة» (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)
ردهة داخل قصر «الطاهرة» (صفحة قصور مصر التاريخية – فيسبوك)

كما يضم كذلك «الصالون العربي» الذي اختلف تصميمه عن بقية الصالونات الأخرى بالقصر؛ حيث زُيِّنَ سقفه الخشبي بآيات قرآنية وزخارف تركية وإيرانية.

ويوجد بالطابق الثاني أجنحة الإقامة، حيث الأثاث الفاخر ولوحاته الزيتية والزهريات «السيفر» المحلاة بالبرونز. كما يضم دورة مياه من الرخام مصممة على الطراز التركي، يُزيِّنها تمثال لامرأة من الرخام للفنان الفرنسي دانيال إيتيان من عام 1894. أما حديقة القصر فتتوسّطها نافورة ذات تماثيل من البرونز والمعدن، من عمل النحّات الفرنسي ماتورين مورو من القرن التاسع عشر.

يشتهر القصر بأنه كان شاهد عيان على كواليس حرب أكتوبر المجيدة، حيث تحولت إحدى قاعاته إلى غرفة عمليات الحرب الخاصة برئيس الجمهورية، في عهد الرئيس محمد أنور السادات الذي التقطت له صورة شهيرة وحوله قادة الجيش المصري وهم يناقشون خطة الحرب، على خريطة ضخمة مثبتة على طاولة البلياردو التي كان الملك فاروق قد أحضرها من قصر محمد علي بشبرا إلى قصر الطاهرة.

«المانسترلي»

على امتداد ألف متر مربع وبمحاذاة شاطئ نهر النيل، يلوح قصر «المانسترلي» كأيقونة للإبداع والجمال بجزيرة «الروضة». ويعد آخر ما تبقى من مجموعة مبانٍ شيدها حسن فؤاد باشا المانسترلي عام 1851، الذي شغل عدة مناصب رفيعة، منها محافظ القاهرة ووزير الداخلية، أما لقب المانسترلي فيعود إلى موطنه الأصلي «مانستر» بمقدونيا.

ووفق الموقع الرسمي لمحافظة القاهرة، يتميز القصر بزخارف «الباروكوروكو» وهي زخارف نباتية وحيوانية مثل التنين المجنح، وملونة باللون القرمزي. كما يتميز بوجود سقفين؛ الأول من الخرسانة، والثاني من الخشب المزين بزخارف مستوحاة من الطبيعة، فتبدو للمشاهد كأنها لوحة وليست أسقفاً.

ويحظى القصر بأهمية تاريخية، حيث يضم القاعة التي شهدت إعلان قيام الجامعة العربية عام 1945، وظلت مقراً لاجتماعات الملك فاروق بالملوك والرؤساء العرب، كما توجد بصدر القاعة صورة تجمع بين الملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود، وبينهما عبد الرحمن عزام باشا أول أمين عام للجامعة العربية، وصاحب فكرة إنشائها.

يتوسط ساحة القصر الخارجية «مقياس النيل»، الذي يُعد من أقدم الآثار الإسلامية، حيث كان يستخدم لتقدير حجم فيضان النيل كل عام، وعلى أساسه يجري تقدير قيمة الضرائب والخراج في العام التالي، كما يوجد مبنى صغير ملحق بالقصر خُصص كمتحف لسيدة الغناء العربي «أم كلثوم» يحوي مقتنياتها والأوسمة والنياشين التي حصلت عليها.

«محمد علي»

مسك الختام هو قصر «محمد علي»، حيث بنى والي مصر محمد علي باشا «1769- 1849» كثيراً من القصور، لكن قصره الموجود بمنطقة «شبرا الخيمة» يحمل كثيراً من الخصوصية.

وكانت أولى منشآت هذا القصر هي «سراي الإقامة»، وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي، وفي عام 1821 أضيفت إلى حديقة القصر «سراي الفسقية» التي ما زالت باقية حتى الآن، ولها تصميم فريد يعتمد على حوض ماء كبير مبطن بالرخام المرمر الأبيض‏، تتوسطه نافورة كبيرة محمولة على تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها. ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل على الحوض بباكيات من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود، حسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

أما رسوم وزخارف القصر، فنفذت بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث استعان محمد علي بفنانين من فرنسا وإيطاليا واليونان. ومن الروائع التي يضمها القصر لوحات أثرية مرسومة خصيصاً لمحمد علي باشا وأفراد أسرته.

وحسب ما تذهب إليه الباحثة سهير عبد الحميد، كانت تقام أهم الحفلات في هذا القصر، كما كان الوالي يستقبل فيه الأمراء والضيوف وقناصل الدول الأجنبية حتى وفاته. ورغم حداثته في تاريخ القصور الملكية في مصر، فإنه كان أعجوبة زمانه، حيث أُدخل فيه نظام الإضاءة بغاز «الاستصباح» الذي عرفته أوروبا قبل ذلك بسنوات قليلة.

وكلف محمد علي المهندس الإنجليزي «أجالوري» بعمل التجهيزات اللازمة لاستخدام هذا الغاز، بخلاف ما احتواه القصر من تحف ونجف من الكريستال والبرونز وأثاث فاخر ما زال بعضه موجوداً، مثل طقم الصالون الفرنسي المذهّب الذي ما زال رقمه وموديله في سجلات الشركة الأم، وكذلك ستائر القصر والأباليك والصور والتابلوهات الخاصة بمحمد علي وزوجاته، ومائدة البلياردو التي أهداه إياها ملك فرنسا.



رحلة الأحلام... حول العالم في 100 يوم بالقطار والسفن السياحية

قطار أمتراك الذي يمر عبر طريق «كاليفورنيا زيفر» في جبال روكي الأميركية (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)
قطار أمتراك الذي يمر عبر طريق «كاليفورنيا زيفر» في جبال روكي الأميركية (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)
TT
20

رحلة الأحلام... حول العالم في 100 يوم بالقطار والسفن السياحية

قطار أمتراك الذي يمر عبر طريق «كاليفورنيا زيفر» في جبال روكي الأميركية (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)
قطار أمتراك الذي يمر عبر طريق «كاليفورنيا زيفر» في جبال روكي الأميركية (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)

بعيداً عن المطارات المزدحمة والرحلات الجوية الطويلة. إذا كان السفر حول العالم على قائمة أمنياتك، فشركة «أدفنتشرز باي ترين» تقدم تجربة جديدة وفريدة من نوعها في 100 يوم.

أعلنت شركة الرحلات السياحية مؤخراً عن جولتها حول العالم بالقطار التي من المقرر أن تنطلق أولى رحلاتها في 17 مارس (آذار) 2026.

يقول جيم لوث، مدير شركة «أدفنتشرز باي ترين»، لموقع «سي إن بي سي»: «أصبح الناس مهتمين بشكل متزايد بشأن بصمتهم الكربونية وتأثير الطيران تحديداً على كوكب الأرض».

وأضاف عن السفر بالقطار إنه طريقة أكثر مراعاة للبيئة لاستكشاف العالم دون الحاجة إلى السفر بالطائرة.

توفر الرحلة أماكن لـ12 فرداً فقط، وتبلغ تكلفة الفرد الواحد نحو 113 ألف جنيه إسترليني أو 146 ألف دولار أميركي.

ويقول لوث: «نريد أن نجعلها تجربة حميمية للغاية، وأفضل طريقة لذلك هي الذهاب مع مجموعة صغيرة. خلال الرحلة نخلط بين التجارب، بحيث تكون بعض مراحل الرحلة أصيلة ومتواضعة للغاية والبعض الآخر سيكون تجربة أكثر فخامة».

السفينة السياحية «كوين ماري 2» (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)
السفينة السياحية «كوين ماري 2» (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)

ستخصص الشركة 100 دولار للشخص الواحد لكل فندق مقابل خدمات غسيل الملابس، وتوصي المسافرين بالسفر مع حقائب يمكن وضعها في المقصورات العلوية.

وسيرافق الركاب أيضاً مرشد سياحي متخصص في جميع الرحلات. وستبدأ الرحلات من لندن وتنتهي إليها.

يضيف لوث: «القيام بالرحلة عن طريق القطار يتيح الفرصة للاختلاط بالسكان المحليين ومقابلتهم وتجربة الأطعمة المحلية، والأهم من ذلك كله، رؤية البلد عن قرب من خلال نافذة القطار».

وأشار لوث إلى أن التخطيط للرحلة استغرق نحو ستة أشهر على فترات متقطعة، مؤكداً أنها كانت حلمه منذ سنوات.

ستشمل الرحلة مزيجاً من السفر بالسكك الحديدية في 14 بلداً هي: فرنسا والنمسا وسويسرا والمجر ورومانيا وبلغاريا وتركيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان والصين واليابان وكندا والولايات المتحدة.

يتضمن خط سير الرحلة، التي تستغرق 100 يوم، رحلات عبر جبال الألب السويسرية والنمساوية، وقطار الصين فائق السرعة، وطريق «كاليفورنيا زيفر أمتراك» عبر جبال روكي وغيرها.

قطار أمتراك الذي يمر عبر طريق «كاليفورنيا زيفر» في جبال روكي الأميركية (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)
قطار أمتراك الذي يمر عبر طريق «كاليفورنيا زيفر» في جبال روكي الأميركية (موقع شركة «أدفنتشرز باي ترين»)

وتشمل الرحلة بعض التجارب المخطط لها مثل حضور حفلات موسيقية كلاسيكية في فيينا وتذوق طعام الشوارع في كيوتو.

كما تشمل التجربة رحلة بحرية لمدة 23 يوماً على متن سفينة فاخرة من طوكيو إلى فانكوفر في شمال المحيط الهادئ، بالإضافة إلى رحلة بحرية لمدة سبع ليالٍ في المحيط الأطلسي على متن سفينة كوين ماري 2.

كما تشمل الرحلة مجموعة أخرى من الرحلات البحرية من أذربيجان إلى كازاخستان ومن شنغهاي إلى أوساكا.

وتتضمن الرحلة الإقامة الفندقية في فندق «فيرمونت بيس» في شنغهاي، وفندق شانغري لا في فانكوفر، وفندق «لانغام» في نيويورك، وفندق «بيرا بالاس» في إسطنبول.