الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.



مرسوم رئاسي يحرر «التبغ» في سوريا لصالح القطاع الخاص

مزارع يحصد التبغ في بانياس على الساحل السوري (منصة إكس)
مزارع يحصد التبغ في بانياس على الساحل السوري (منصة إكس)
TT

مرسوم رئاسي يحرر «التبغ» في سوريا لصالح القطاع الخاص

مزارع يحصد التبغ في بانياس على الساحل السوري (منصة إكس)
مزارع يحصد التبغ في بانياس على الساحل السوري (منصة إكس)

بعد عقود من الاحتكار وسنوات من شكاوى مزارعي التبغ السوريين من الإجحاف في الأسعار التي تحددها الحكومة لشراء محاصيلهم، صدر مرسوم رئاسي يجيز للقطاع الخاص الاستثمار في صناعة التبغ وشرائه؛ بهدف «تصنيعه وتسويقه مصنّعاً». وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أشارت إلى أن فتح الباب أمام القطاع الخاص للدخول في استثمار التبغ سيتم «بشكل محوكم ومدروس ومخطط»، مضيفة أن المرسوم سيحقق الفائدة للمزارعين كما يحقق تطويراً لهذه الصناعة عبر «خلق بيئة تنافسية محوكمة في عمليات الشراء والتصنيع والتسويق».

تجفيف ورق التبغ في ريف اللاذقية على الساحل السوري (ويكيبيديا)

وتخصص المؤسسة العامة للتبغ مبالغ كبيرة لاستيراد التبغ الذي يحتل المرتبة الرابعة في قائمة المستوردات السورية. فيما يقدر إنتاج سوريا من التبغ أكثر من 12 ألف طن سنوياً، حتى عام 2020. ويشار إلى أن اهتمام الحكومة بزراعة التبغ تزايد خلال سنوات الحرب، وقد شجعت على زراعة المزيد من المساحات في مناطق متفرقة بعد أن كانت تتركز في الساحل.

زراعة التبغ في درعا جنوب سوريا

وانتشرت زراعة التبغ في سهل الغاب ومصياف وحمص ودرعا، لما توفره صادرات هذه الزراعة من قطع أجنبي تفتقده الخزينة العامة. ويقدر عدد مزارعي التبغ في سوريا بنحو 60 ألف مزارع، معظمهم من أبناء الساحل.

ولم يعرف بعد إذا كان هذا المرسوم سيطبق على الموسم الحالي المتبقي على قطافه نحو الشهرين، وقالت مصادر زراعية في منطقة الساحل السوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «التعليمات التنفيذية المقرر صدورها عن مجلس الوزراء لم تصدر بعد»، ولم يتضح كيف ستتم عملية تسويق المحاصيل لهذا الموسم، وما هو دور المؤسسة العامة للتبغ (الريجة)، التي احتكرت هذه الزراعة منذ تأسيسها عام 1935 مرورا بتأميمها عام 1963، في عملية تخمين وتسويق محاصيل التبغ.

متداولة لعلب سجائر قديمة في سوريا بعضها محلي الصنع مثل الحمرا

وتشترط المؤسسة العامة للتبغ على المزارعين بيعها القطفة الأولى، ثم بيع ما تبقى للتجار في السوق المحلية. وبينما كانت قبل اندلاع الاحتجاجات تتشدد في تغريم المخالفين، لكن لاحقاً ونظراً لأن غالبية المزارعين من فقراء سكان الساحل وتعدّ زراعة التبغ مورد رزق لعائلاتهم، جرى التغاضي عن المخالفات مثل منح مساحات جديدة دون ترخيص، لا سيما وأن النسبة الأكبر من قتلى الميليشيات الرديفة والقوات الحكومية كانت من أبنائهم، بحسب مصدر مطلع.

يذكر أنه مقابل الشروط التفضيلية السابقة، اعتادت المؤسسة العامة للتبغ، تقديم الدعم لزراعة التبغ بوصفه «أحد المحاصيل الزراعية الاستراتيجية»، فتقدم البذار والأدوية والمبيدات ومستلزمات الزراعة، من خلال سلفة دون فوائد تسدد بعد تسليم المحاصيل لمراكز تتبع المؤسسة، وفق أسعار تحددها الحكومة مسبقاً بحسب الأصناف والجودة، تتولاها لجان مختصة بتخمينها عند التسليم.

زراعة التبغ في درعا جنوب سوريا

وقد يتعرض المحصول للتلف في أثناء التخزين الذي يسبق التسليم، الأمر الذي يكبد المزارع الخسائر الكبيرة. وفي السنوات الأخيرة تزايدت شكاوى المزارعين من إجحاف لجان التخمين، خاصة أن أسعار الحكومة لا تراعي الارتفاع المتواصل في تكاليف الإنتاج، بحسب المصادر التي قالت إن «تلك الآلية عززت الفساد والتواطؤ بين المزارع ولجان التخمين، للحصول على أعلى تقييم بغض النظر عن الجودة، لتتسرب القطفة الأولى والأصناف عالية الجودة إلى السوق الموازية في الطريق إلى التهريب خارج البلاد».

ويوجد في سوريا سبعة أصناف رئيسية من التبغ هي: (شك البنت - تنباك - فرجينيا - برلي - بصما - بربلين - كاتريني). وتختلف هذه الأصناف بين مرويّ وبعليّ، كما تختلف حسب وظيفتها مثل قوتها ومذاقها وامتصاصها.

وحددت الحكومة في العام الجاري 2024، أسعار شراء كيلو التبغ من المزارعين حسب الأنواع: «تنباك 24000 ليرة، برلي 23000 ل.س/كغ، فرجينيا 24000 ل.س/كغ، بصما 32000 ل.س/كغ، بريليب 28000 ل.س/كغ، شك البنت 27000 ل.س/كغ، كاتريني 28000 ل.س/كغ». (الدولار الأميركي يعادل 14600 ليرة سورية).

علماً بأن سعار الدخان الوطني ارتفع بنسبة 50 في المائة والمهرب الأجنبي بنسبة 60 في المائة، في الأشهر القليلة الماضية التي شهدت سلسلة موجات في ارتفاع الأسعار نتيجة لارتفاع أسعار المحروقات والطاقة.

وتنحصر تجارة الدخان الوطني والمهرب بمجموعات مقربة من الأجهزة الأمنية، وتتمتع بنفوذ عال. وقد ازدهرت تجارة التبغ المحلي خلال سنوات الحرب بعد فرض العقوبات الغربية الاقتصادية عام 2012، التي شملت مؤسسة التبغ ومنعت من استيراد مختلف أنواع الدخان الأجنبي، أو المواد الداخلة في صنعه.

وأدى ارتفاع أسعار الدخان إلى إقبال كثير من المدخنين على دخان الفلش «المفروم»، ويتراوح سعر الكيلو منه بين 40 و150 ألف ليرة، كما تغرق أسواق المهربات بأنواع كثيرة من الدخان مجهول المصدر، مخالفة للمواصفات.


«السعودية» تتحالف مع «سيزن» لتعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً سياحياً عالمياً

جانب من توقيع الاتفاقية بين الخطوط السعودية وشركة «البحر الأحمر الدولية» (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية بين الخطوط السعودية وشركة «البحر الأحمر الدولية» (الشرق الأوسط)
TT

«السعودية» تتحالف مع «سيزن» لتعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً سياحياً عالمياً

جانب من توقيع الاتفاقية بين الخطوط السعودية وشركة «البحر الأحمر الدولية» (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية بين الخطوط السعودية وشركة «البحر الأحمر الدولية» (الشرق الأوسط)

وقّعت «السعودية»، الناقل الوطني للمملكة، و«سيزن» للرحلات، مذكرة تفاهم، بهدف تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً سياحياً عالمياً، لتؤسس تحالفاً جديداً يرفع من مستوى خدمات المنظومة محلياً والترويج لها، بالإضافة إلى تقديم باقات سفر حصرية تعرض أبرز معالم البلاد.

جاء ذلك خلال معرض «سوق السفر العربية» المقام في مركز دبي التجاري العالمي.

وأكد الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في «السعودية» أرفيد موهلين، أن الشراكة تتماشى مع التزام الشركة في تعزيز مكانة المملكة بوصفها وجهة سياحية، وتسليط الضوء على إرثها الثقافي الغني، بالإضافة إلى تقديم تجارب استثنائية للضيوف.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «سيزن» للرحلات أيمن خلاوي، إن التعاون يمثل لحظة محورية في المشهد السياحي في المملكة، وإن العمل سيركز على فتح آفاق السياحة في البلاد، وتعزيز تراثها الثقافي الثري.

وفي إطار هذه الشراكة، ستستفيد الشركتان من مشاركة الموارد لتحسين الكفاءة التشغيلية، ورفع معايير الخدمة، مما يضمن رضا الضيوف والعملاء.

وستتبادل «سيزن» للرحلات و«السعودية» المعلومات والبيانات للحصول على رؤية أعمق حول تفضيلات الضيوف، مما يتيح فرصة تخصيص التجارب.

وتمتد الشراكة أيضاً إلى الرعاية التعاونية للفعاليات والبرامج الترويجية، وتعزيز الاهتمام بالسفر الإقليمي والدولي من وإلى السعودية.

وعلى هامش المعرض، أبرمت «السعودية» و«البحر الأحمر الدولية» شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز وتسهيل تجارب السفر لموظفي «البحر الأحمر الدولية» والشركات التابعة لها.

ووقّع على الشراكة كل من الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالخطوط السعودية أرفيد موهلين، وكبير الإداريين في «البحر الأحمر الدولية» أحمد درويش.

وسيستفيد موظفو «البحر الأحمر الدولية» والشركات التابعة لها من خصومات حصرية وأسعار خاصة على درجتي الأعمال والضيافة على متن «السعودية» وعبر شبكتها الواسعة.

وذكر أحمد درويش: «نهدف من خلال الشراكة إلى تيسير حركة الموظفين، وتعزيز العلاقات مع الوجهات الدولية المختلفة، وهو ما يصبّ في تحقيق هدفنا بالوصول للريادة العالمية في مجال التنمية المستدامة».


مؤشر سوق الأسهم السعودية يستقر عند 12358 نقطة وسط انخفاض معظم قطاعاته

يراقب المستثمرون شاشة التداول في سوق الأسهم بعد الاكتتاب العام لشركة «أرامكو» في ديسمبر 2019 (رويترز)
يراقب المستثمرون شاشة التداول في سوق الأسهم بعد الاكتتاب العام لشركة «أرامكو» في ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

مؤشر سوق الأسهم السعودية يستقر عند 12358 نقطة وسط انخفاض معظم قطاعاته

يراقب المستثمرون شاشة التداول في سوق الأسهم بعد الاكتتاب العام لشركة «أرامكو» في ديسمبر 2019 (رويترز)
يراقب المستثمرون شاشة التداول في سوق الأسهم بعد الاكتتاب العام لشركة «أرامكو» في ديسمبر 2019 (رويترز)

استقر مؤشر السوق السعودية جلسة اليوم (الثلاثاء)، عند 12358 نقطة، بتراجع طفيف نسبته 0.1 في المائة، وبلغت السيولة الإجمالية نحو 7 مليارات ريال (1.9 مليار دولار)، وسط تراجع معظم قطاعات السوق. وبقي سهم «أرامكو» ثابتاً دون تغيير.

وتراجعت مؤشرات معظم قطاعات السوق الرئيسية، المتمثلة في: الطاقة، والاتصالات، والمواد الأساسية، في حين ارتفع مؤشر قطاع البنوك بنسبة 0.32 في المائة.

وثبت سهم «أرامكو السعودية» عند 29.95 ريال، وكانت الشركة قد أعلنت عن نتائجها المالية للربع الأول، وتوزيعات نقدية أساسية، وغيرها مرتبطة بالأداء. وبلغت قيمة التوزيعات التي أقرتها عن الربع الأول من العام الجاري 116.5 مليار ريال، بارتفاع نسبته 59 في المائة على أساس سنوي.

أما أسهم «سابك»، و«إس تي سي»، و«سليمان الحبيب»، و«اتحاد الاتصالات»، و«جبل عمر»، و«بنك البلاد»، و«مجموعة تداول»، فتراجعت اليوم بنسب تراوحت بين 1 و3 في المائة. وتصدر سهم «باتك» قائمة الأكثر ارتفاعاً بنسبة 6.4 في المائة، وحل ثانياً سهم «التطويرية الغذائية»، ثم «الصناعات الكهربائية»، و«ساكو»، و«الواحة»، بنسب تتراوح بين 4 و6 في المائة.


عائلات المحتجزين الإسرائيليين تطالب بوقف الحرب... واليمين يصرّ عليها

نازحون فلسطينيون في خان يونس بعدما طلبت منهم إسرائيل إخلاء مدينة رفح الثلاثاء (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون في خان يونس بعدما طلبت منهم إسرائيل إخلاء مدينة رفح الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

عائلات المحتجزين الإسرائيليين تطالب بوقف الحرب... واليمين يصرّ عليها

نازحون فلسطينيون في خان يونس بعدما طلبت منهم إسرائيل إخلاء مدينة رفح الثلاثاء (إ.ب.أ)
نازحون فلسطينيون في خان يونس بعدما طلبت منهم إسرائيل إخلاء مدينة رفح الثلاثاء (إ.ب.أ)

في الوقت الذي يتجند فيه قادة اليمين المتطرف إلى جانب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في المضي قدماً في الحرب بلا توقف والتفاوض فقط من مركز قوة، ومن خلال الضغط العسكري لإفراغ رفح وتصفية «حماس» والانتقال إلى حرب مع «حزب الله» أيضاً، حذّر محللون من مغبة مواصلة حرب بلا هدف استراتيجي. وجاء ذلك في حين طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بوقف الحرب فوراً، وتوجهت إلى الرئيس جو بايدن مطالبة بأن يتدخل لوقفها بأي ثمن.

وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة أحد الأسرى الجنود في غزة، إن أهالي الأسرى يعيشون في كابوس منذ بدأ اجتياح رفح، مشيرة إلى أنهم يشعرون بأن الحكومة رضخت للتيار اليميني المتطرف الذي لا يتردد في التضحية بالأسرى. وقالت: «أولادنا يعيشون في جهنم والحكومة لا تكترث وتبحث عن نصر كذاب من دون إعادة الأسرى».

وأجمع محللون في الصحف الصادرة الثلاثاء، على أن حركة «حماس» فاجأت إسرائيل، أمس، عندما أعلنت موافقتها على مقترح لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة، في حين سيحاول رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إفشال الصفقة مرة أخرى؛ لأنه ليس لديه استراتيجية للخروج من الحرب.

ووفقاً للمحلل السياسي في صحيفة «معاريف»، بِن كسبيت، فإنه حتى لو احتلت إسرائيل رفح، وقتلت 500 مقاتل فلسطيني، فإن هذا لن يكون انتصاراً إسرائيلياً، «فالانتصار على (حماس) سيتحقق بمجهود كبير ومتواصل يستمر لسنوات». وأضاف أن عملية «السور الواقي» العسكرية التي اجتاح الجيش الإسرائيلي خلالها الضفة الغربية، في عام 2002، «لم تحقق شيئاً»، وأن ما حدث في الضفة حينها «يُفترض أن يحدث في غزة، لكن بشكل أصعب وأخطر؛ لأن (حماس) في عام 2024 أخطر وأقوى من الإرهاب الفلسطيني في بداية الألفية. وهدف الحرب الحالية هو إنشاء وضع يتمكن فيه الجيش الإسرائيلي من الدخول إلى غزة والخروج منها بحرية نسبية. وهذا الهدف أنجزناه تقريباً».

دبابات إسرائيلية على الحدود مع جنوب قطاع غزة الثلاثاء (رويترز)

وتابع كسبيت أن «إنهاء الحرب يعني لجنة تحقيق، احتجاجات أكبر وأسئلة صعبة» في إسرائيل. ولفت إلى أن إسرائيل تعلن أنها ستجتاح رفح في أكثر توقيت حساسية في المفاوضات «أي أنها تلمح لوفد (حماس) أن يوقف الاتصالات من دون قول (نعم). وهكذا بالإمكان منح تفويض لطاقم المفاوضات (الإسرائيلي) لقول (نعم) للمقترح المصري، ولكن إحباط (نعم) (حماس) بطرق ملتوية. وهذا سيستمر في الأيام القريبة أيضاً، لأن كلا الجانبين ليس في حاجة إلى صفقة وإنما إلى الوقت».

وقال مراسل الشؤون العسكرية في «القناة12»، نير دفوري: «بحسب الخطة العملية، تذهب إسرائيل في كل حال إلى عملية تدريجية متصاعدة. وهي عملية مخططة لأن يكون ممكناً وقفها في كل لحظة يطلب منها ذلك، في حال حصول تطور إيجابي في موضوع صفقة التبادل. العملية في رفح، عملياً انطلقت. إنها العملية التي كان ينبغي أن تتم قبل شهرين. وهي عملية عينية متدحرجة ربما هي التي أثّرت على التطورات الأخيرة. في السطر الأخير، كل عملية عسكرية كهذه يجب أن تترافق مع خطة سياسية معروفة المعالم، خصوصاً الوصول إلى محور فيلادلفيا ومعبر رفح. وإلا فإنه لا يكون هناك مجال للتوصل إلى النتيجة المرجوة، تحرير المخطوفين والمساس بـ(حماس)».

وقال المراسل السياسي المعروف بانتمائه اليميني في «القناة12»، عميت سيجال: «يجب وضع الحدث في سياقه الأوسع، بعيداً عن البحث في قضية الرجل الذي يدير حكومة الـ64 نائباً وعائلته. هناك رؤيا تقول إن في الأمر (مؤامرة على إسرائيل). وإن هذه المؤامرة، التي جرت من وراء ظهورنا، قادت إلى قبول (حماس) وقف النار مقابل ضمانات أميركية على انتهاء الحرب. هذا كما هو معروف يتناقض مع تعهدات الرئيس بايدن في إسرائيل بأن يؤيد هدف تصفية (حماس). لقد رأينا البيت الأبيض يتراجع عن هذا الهدف ويتحدث عن وقف النار مقابل إطلاق سراح الأسرى والآن يتراجع أكثر وأن الهدف الأميركي هو إنهاء الحرب. واضح تماماً أن إعلان (حماس) الإيجابي جاء بعدما أصدر نتنياهو ذلك البيان الطارئ في يوم السبت، بشكل استثنائي. لكن بالأساس جاء (إعلان حماس) نتيجة الضغط على رفح أو أمور أخرى هي باعتقادي الضمانات الأميركية».

فلسطينيتان قرب مدرسة تديرها وكالة «أونروا» في مخيم الشاطئ بشمال قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأشار المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، إلى أنه «مثلما أدركنا في جميع حروب إسرائيل، وبشكل أكبر في حرب غزة، فإن ما يخطط له الجيش الإسرائيلي وما يحدث على أرض الواقع هما قصتان مختلفتان».

وأضاف: «منذ الأسبوع الأول للحرب، يحذّر ضباط إسرائيليون سابقون وحاليون من أنه ليس لدى نتنياهو استراتيجية خروج. ولنفترض أننا سننجح في السيطرة على محور فيلادلفيا، فماذا سيحدث حينها؟ لمن سنسلم المنطقة التي احتللناها؟ فلا أحد في إسرائيل، باستثناء اليمين المتطرف، يريد أن يخدم هو أو أولاده في حكم عسكري في غزة».

وتابع برنياع أن البيت الأبيض أوضح لنتنياهو أنه إذا أوعز بشن عملية عسكرية واسعة في رفح، فإنه «سيفرض حظر إمداد شحنات أسلحة إلى إسرائيل. وتعهد بايدن في بداية الحرب بالوقوف إلى جانبنا ضد (حماس). وبعد سبعة أشهر، إسرائيل عالقة في غزة، وفي لبنان أيضاً. وهذه ليست إسرائيل التي سعى بايدن إلى مساعدتها».

بدوره، رأى المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن احتلال الجيش الإسرائيلي للجانب الفلسطيني في معبر رفح ومحور فيلادلفيا جاء «على خلفية المفاوضات على الصفقة». وأضاف أنه في أعقاب إعلان «حماس» موافقتها على مقترح الصفقة، أمس، «ادّعوا في المستوى السياسي الإسرائيلي أنه من الجائز أن المصريين والأميركيين توصلوا إلى تفاهمات مع (حماس) من وراء ظهر إسرائيل، من خلال تعديل المقترح المصري الذي ردت إسرائيل عليه بالإيجاب قبل نحو أسبوعين». ورأى هرئيل أن إعلان مكتب نتنياهو عن إيفاد فريق عمل، ليس رفيعاً، لمواصلة المفاوضات مع الوسطاء، وفي موازاة ذلك بدء عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، «هو على ما يبدو تلميح أولي من جانب نتنياهو بشأن عزمه رفض المقترح، بعد رد (حماس) الإيجابي عليها».

وأضاف أن احتمال حدوث تقدم في المفاوضات حول الصفقة لا يزال ضئيلاً، «لكن من الجائز أن قادة (حماس)، بإجابتهم الإيجابية، دقّوا أسافين بين إسرائيل والولايات المتحدة. فالكثير من عائلات المخطوفين طالبت نتنياهو، بالأمس، بالموافقة على المقترح المصري، بعد رد (حماس)، والبدء بإعادة المخطوفين إلى الديار».


بابُ ياسمين عبد العزيز مفتوح لأحمد العوضي... وتكتُّم حول سبب الانفصال

ياسمين عبد العزيز مع طليقها أحمد العوضي في لقاء سابق (فيسبوك)
ياسمين عبد العزيز مع طليقها أحمد العوضي في لقاء سابق (فيسبوك)
TT

بابُ ياسمين عبد العزيز مفتوح لأحمد العوضي... وتكتُّم حول سبب الانفصال

ياسمين عبد العزيز مع طليقها أحمد العوضي في لقاء سابق (فيسبوك)
ياسمين عبد العزيز مع طليقها أحمد العوضي في لقاء سابق (فيسبوك)

أثار اعتراف الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز، بحبّها لزوجها السابق الفنان أحمد العوضي، اهتماماً واسعاً في مصر، لا سيما بعدما تركت الباب مفتوحاً للعودة إليه، من دون التطرُّق لسبب انفصالهما.

وحلَّت ياسمين عبد العزيز ضيفة على برنامج «صاحبة السعادة»، الذي تقدّمه الفنانة إسعاد يونس، فأعرب متابعون عبر مواقع التواصل عن رغبتهم في عودة الثنائي مجدّداً بعد إعلان انفصالهما في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي عقب زواج استمر نحو 4 سنوات.

واعترفت بمشاعرها تجاه طليقها، قائلة: «لا أحبّه بل أعشقه»؛ لتدخل في نوبة بكاء. وأضافت بعدما هدأت قليلاً: «إنه حبّي الأول، والحبّ الحقيقي. أعرف أنه يحبّني وهو يعرف أيضاً أنني أحبّه. ما يريده الله سيحصل، وأنا راضية بقضائه».

مع «صاحبة السعادة» إسعاد يونس (فيسبوك)

وأضافت أنّ ثمة سبباً لانفصالهما، لكنها لا تشاء الإفصاح عنه، نافية أن تكون الخيانة كما أشاع البعض، ومؤكدة أنّ الناس أحبّوهما معاً، «لكن ثمة دائماً أشراراً، في داخلهم أذى وكراهية».

واعترفت ياسمين عبد العزيز بأنها تتفادى مشاهدة صورهما التي تنتَشر عبر مواقع التواصل، كاشفةً، في سياق حديثها، أنّ الأزمة الصحية التي تعرّضت لها قبل عامين كانت قد بدأت بخضوعها لجراحة لرغبتها في إنجاب طفل واتفاقها مع العوضي على ذلك، ثم تفاقمت بخضوعها لستّ جراحات لتنجو بمعجزة بعدما كادت تقترب من الموت.

وبدت مندهشة وهي تستنكر سؤال مُحاوِرتها عن إمكانية زواجها مجدداً، فردّت: «لطالما كنتُ متزوّجة، ولم أعش بمفردي. تزوّجتُ أحمد بعد طلاقي من والد أبنائي، لأنني لا أستطيع البقاء وحيدة»، متسائلةً بحيرة: «ماذا أفعل بقلبي؟».

وتحدّثت عن «نبوءة» طلاقها من أحمد العوضي قبل وقوعه، والذي أعلنته صاحبة التوقّعات اللبنانية ليلى عبد اللطيف التي توقّعت انفصالهما عام 2024، قائلة: «أي طلاق تسبقه مشكلات، وبعض المقرّبين منا كانوا يعلمون بتلك الخلافات»، مؤكده أنّ الله وحده يعلم الغيب، وهي راضية بكل ما يُقدّره لها.

وكانت ياسمين عبد العزيز قد زارت أحمد العوضي في المستشفى بعد تعرّضه لأزمة صحية عقب أيام من إعلان طلاقهما، الأمر الذي جعل إسعاد يونس تؤكد أنّ علاقتهما لم تشهد أي كراهية بعد الانفصال، بل إنهما على الدرجة عينها من الحبّ، فيما كان العوضي قد أكد خلال استضافته في برنامج رمضاني أنّ «ياسمين هي الحب الوحيد والحقيقي في حياتي».

وتعليقاً، أبدت الناقدة ماجدة خير الله تحفّظها على احتمال عودتهما، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «استأتُ من ظهور ياسمين عبد العزيز على هذا النحو من الضعف خلال البرنامج، كأنها تستعطف العوضي بقولها إنها لا تستطيع العيش من دون زوج. فلماذا تسعى إلى العودة لرجل حدث بينهما شيء أدّى إلى الانفصال، وهي فنانة ناجحة ولديها جمهورها؟ عليها أن تنشغل بعملها، لا سيما أنّ هناك جيلين ظهرا بعدها»، مؤكدة أنّ ثمة علاقات لا تصلح للعودة حين تتعرّض للشرخ، ضاربة المثل بفؤاد المهندس وشويكار اللذين انفصلا رغم حبّهما، ولافتة إلى أنّ «دعوات البعض لهما للعودة لا تنطوي على أي عمق».

وجمعت الفنانَيْن علاقة زوجية وفنية ناجحة، فتقاسما بطولة مسلسلَي «اللي مالوش كبير»، و«ضرب نار»، وحقّقا نجاحاً.

حديث ياسمين عن طليقها أثار تفاعلاً واسعاً في مصر (فيسبوك)

بدوره، أشاد أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسن الخولي بموقف عبد العزيز وطليقها تجاه الآخر، إذ خلا من أي إساءة أو تشهير، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانا يرغبان في استئناف حياتهما، فليكن ذلك بعيداً عن الإعلام والبرامج ومواقع التواصل، لأنها مشكلة تخصّهما فقط، ويجب عدم إقحام الناس بها»، مشيراً إلى أنّ «فناني اليوم خضعوا لفوضى مواقع التواصل، ولم يسيروا على درب أقرانهم من نجوم الفنّ السابقين الذين ظلَّت حياتهم الخاصة بعيدة عن التداول، وهذا هو المنطق الصحيح».


الدبيبة وميلوني يبحثان في طرابلس إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا

جانب من مباحثات رئيسة الحكومة الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (إ.ب.أ)
جانب من مباحثات رئيسة الحكومة الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (إ.ب.أ)
TT

الدبيبة وميلوني يبحثان في طرابلس إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا

جانب من مباحثات رئيسة الحكومة الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (إ.ب.أ)
جانب من مباحثات رئيسة الحكومة الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (إ.ب.أ)

أجرت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، زيارة مفاجئة وقصيرة، اليوم (الثلاثاء)، دامت بضع ساعات فقط إلى ليبيا، استهلتها بمحادثات في العاصمة طرابلس، مع رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، قبل أن تنتقل إلى مدينة بنغازي بالشرق الليبي للاجتماع مع المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المتمركز هناك.

وقالت تقارير إيطالية إن زيارة ميلوني، التي تعكس ما وصفته بالتزام إيطاليا الراسخ بالوجود في جميع أنحاء ليبيا، والعمل مع جميع الجهات الفاعلة، أكدت للدبيبة وحفتر على أهمية دفع العملية السياسية، والحفاظ على وحدة المؤسسات، مشيرة إلى أنها ستطلب من حفتر تقليل وجود القوات الروسية في ليبيا.

الدبيبة وميلوني خلال توقيع اتفاقيات ثنائية على هامش زيارتها لطرابلس (حكومة الوحدة)

بدورها، أعلنت حكومة «الوحدة» أنه جرى بمناسبة زيارة ميلوني، التي تعدّ الثانية من نوعها إلى طرابلس منذ توليها منصبها، بعدما زارتها للمرة الأولى في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، توقيع سلسلة من مذكرات التفاهم والتعاون في قطاع الشباب والرياضة والمجال الصحي وتطوير التعليم الجامعي بين البلدين.

وأوضح بيان حكومي أن الدبيبة وميلوني بحثا خلال اجتماع ثنائي بعض الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، أهمها ضرورة دعم جهود «الأمم المتحدة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، وفق قوانين عادلة، والجهود المبذولة بين البلدين في مكافحة الهجرة غير النظامية، وعقد المنتدى الاقتصادي الإيطالي - الليبي في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بطرابلس لدعم القطاع الخاص بالبلدين.

ورحّب الدبيبة، في بيان، بحضور ميلوني إلى طرابلس، مشيراً إلى إجراء ما وصفه بمحادثات مثمرة لتعزيز «آفاق التعاون المشترك بين بلدينا»، وتوقيع 3 اتفاقيات في مجالات الصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والرياضة والشباب، معرباً عن تطلعه لاستكمال العمل معها للارتقاء بالعلاقات بين البلدين في اللقاءات المقبلة.

ووصلت ميلوني إلى مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، رفقة عدد من وزرائها، في زيارة أدرجتها وسائل إعلام إيطالية، في إطار تأكيد التزام روما باستقرار ليبيا، وأيضاً من خلال دعم جهود الوساطة، التي تقوم بها «الأمم المتحدة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، بالإضافة إلى تعزيز الحوار بين الاتحاد الأوروبي وليبيا.

جانب من مباحثات رئيسة الحكومة الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي (إ.ب.أ)

كما التقت ميلوني خلال زيارتها إلى الغرب الليبي بمحمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، الذي بحث مع محمد تكالة رئيس مجلس الدولة، مساء الاثنين، بطرابلس، الوضع المالي للدولة لهذا العام، والآلية التي سيتم من خلالها تحديد أوجه الصرف طبقاً لنصوص الاتفاق السياسي، بعد القرار الذي اتخذه مجلس الدولة في جلسته الأخيرة، بالإضافة إلى الوضع السياسي، والرؤية المستقبلية لتهيئة الظروف لنجاح العملية السياسية.

من اجتماع المنفي وتكالة (مجلس الدولة)

بدوره، أوضح المنفي أن اللقاء استعرض تطورات الأوضاع السياسية، ومعالجة ما وصفه بحالة الانسداد السياسي، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، لافتاً إلى مناقشة ضرورة إحياء عمل اللجنة المالية العليا وآليات تفعيلها، بهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا، والوصول بها إلى برّ الأمان.

من جهته، قال القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، إنه ناقش مساء الاثنين مع السفير الإماراتي، محمد الشامسي، أهمية استمرار الدعم الأميركي والإماراتي القوي لجهود الوساطة، التي تبذلها «الأمم المتحدة» والعملية السياسية الليبية.


ترمب و«ستورمي» وجهاً لوجه في المحاكمة بـ«أموال الصمت»

ترمب في قاعة المحكمة بنيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)
ترمب في قاعة المحكمة بنيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

ترمب و«ستورمي» وجهاً لوجه في المحاكمة بـ«أموال الصمت»

ترمب في قاعة المحكمة بنيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)
ترمب في قاعة المحكمة بنيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)

في لحظة حرجة طال انتظارها، مثلت الممثلة الإباحية، ستورمي دانيالز، كشاهدة رئيسية في قضية «أموال الصمت» التي يقال إن الرئيس السابق، دونالد ترمب، دفعها لها عام 2016 لقاء سكوتها عن علاقتها المزعومة معه، في حين تزايدت التساؤلات بشأن العواقب السياسية المحتملة إذا قرر القاضي خوان ميرشان تنفيذ إنذاره بوضع ترمب خلف القضبان بسبب «هجومه المباشر على سيادة القانون» و«ازدراء» المحكمة التي تنظر في هذه الدعوى الجنائية ضده.

وعاد ترمب إلى المحكمة الثلاثاء، في اليوم الثالث عشر من استجوابات الشهود في القضية المتعلقة بتزوير سجلات تجارية من أجل إخفاء دفع أموال لشراء سكوت دانيالز (واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد) عن علاقتها مع ترمب خلال انتخابات عام 2016، والتي فاز بنتيجتها ضد خصمه عامذاك وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وفي الأسابيع الأخيرة من تلك الحملة الرئاسية، دفع وكيل الدفاع عن ترمب عامذاك المحامي مايكل كوهين 130 ألف دولار لدانيالز مقابل التزام الصمت بشأن علاقة غير متوقعة مع ترمب في يوليو (تموز) 2006 في نادي غولف مشهور على بحيرة تاهو.

ترمب يتحدث للإعلام قبل دخول قاعة المحكمة بنيويورك الثلاثاء (رويترز)

ووسط حال من الترقب قبيل بدء الجلسة، صرح وكيل الدفاع عن دانيالز المحامي كلارك بروستر أمام وسائل الإعلام الأميركية بأنه «من المرجح» استدعاء دانيالز كشاهدة، مضيفاً أن ترمب «تبلغ أخيراً» من سيكون الشاهد الثلاثاء.

وتوصف شهادة دانيالز، على الرغم من أنه لا يمكن نقلها مباشرة من قاعة المحكمة، بأنها الأكثر انتظاراً في المحاكمة التي تحولت بين عناصر صحف التابلويد الشعبية والتفاصيل الجافة حول السجلات المتعلقة بالقضية. ويمثل دورها على منصة الشهود لحظة مهمة من الناحية القانونية والسياسية.

احتمال السجن

جاء ذلك غداة يوم حافل شهد لحظات دراماتيكية، ولا سيما عندما خاطب القاضي ميرشان الرئيسَ السابق، منبهاً له إلى أنه إذا كانت هناك انتهاكات أخرى لحظر النشر، يمكن أن يتجاوز العقوبات المالية ويضعه خلف القضبان، مع أن هذا «آخر شيء» يريد القيام به. وقال له: «أنت الرئيس السابق للولايات المتحدة، وربما الرئيس المقبل أيضاً».

وكانت هذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي يُعاقب فيها ترمب لانتهاكه أمر حظر النشر، الذي يمنعه من مهاجمة هيئة المحلفين والمدعين العامين والشهود وغيرهم. وحُكم عليه في المرة الأولى بدفع غرامة قيمتها تسعة آلاف دولار، وفي المرة الثانية ألف دولار.

ومثّل إنذار القاضي ميرشان لترمب، الذي بات أول رئيس أميركي سابق يحاكم بتهم جنائية ويجلس كمتهم إلى طاولة الدفاع في المحكمة، انقلاباً غير عادي في ديناميكية السلطة لشخص ينتمي إلى نادي الرؤساء، الذين يمتد احترامهم في كل مكان مدى الحياة. وخلافاً لهذه الصفة التي تمكن ترمب من الهيمنة على أي مكان يدخله، وضع ميرشان حداً لهذه السلطة المعنوية، موجهاً رسالة لترمب مفادها أنه في بلاط العدالة، فإن القاضي هو المصدر الوحيد للسلطة بصرف النظر عن الوضع السياسي البالغ الحساسية للرئيس السابق الذي يعد أيضاً المرشح الأوفر حظاً لنيل بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.

لمن الأمر؟

وأدى إنذار القاضي إلى وضع ترمب أمام خيار صعب. فإذا قرر تجاهل التحذير، فإن صدقية القاضي وقدرته على السيطرة على قاعة المحكمة الخاصة به تعني أنه قد لا يكون أمامه خيار سوى التصعيد. ويمكن أن يكون لذلك تداعيات حول قضيتين جنائيتين أخريين يواجههما ترمب في كل من واشنطن العاصمة وجورجيا، بتهمة السعي إلى قلب نتائج انتخابات عام 2020 التي فاز فيها الرئيس جو بايدن، وقضية جنائية رابعة بتهمة النقل غير المشروع لوثائق بالغة السريّة من البيت الأبيض إلى منزله الخاص في «مارالاغو» في فلوريدا.

ويتساءل خبراء عما إذا كان ترمب مستعداً لاختبار القاضي ميرشان عبر الاستمرار في انتقاد هيئة المحلفين والشهود والمخاطرة بالسجن، ربما لتعزيز ادعائه بـ«الاضطهاد السياسي» الذي يشكل الأساس لمحاولته الفوز بولاية رئاسية جديدة، أم أنه سيتوقف ببساطة، في مثال نادر على الانحناء أمام خصم حاول تعديل سلوكه.

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن الخبير القانوني إيلي هونيغ أنه «لا يرجح أن ينتهي الأمر بسجن ترمب بتهمة ازدراء المحكمة». لكنه لاحظ أن «القاضي وضع علامة. منح ترمب كل فائدة الشك عندما يتعلق الأمر بأمر حظر النشر. في الواقع، يصعب أن نتخيل أي متهم جنائي آخر يتمتع بحرية مماثلة من القاضي فيما يتعلق بالهجمات المستمرة على نزاهة المحاكمة والنظام القانوني».

ترمب أمام عدسة المصورين في قاعة محكمة نيويورك الثلاثاء (أ.ف.ب)

وتساءل المدير التنفيذي السابق للعمليات في «فندق وكازينو ترمب بلازا»، جاك أودونيل، عما إذا كان ترمب سيكون قادراً على الحفاظ على السيطرة. وتساءل عما إذا كان ترمب «سينتهك الأمر عمداً»، معبراً عن اعتقاده أن «هناك فرصة جيدة للغاية لأن يختبر الحدود؛ لأن ذلك جزء من الحمض النووي لترمب». وأضاف: «أعتقد أن هناك قطعة بداخله تريد أن يتحدى هذا الرجل (أي ميرشان) ليضعه في السجن».

الشيكات والتواقيع

في غضون ذلك، شهد اليوم الثاني عشر من استجوابات الشهود لحظات مهمة للغاية؛ إذ استمعت هيئة المحلفين، المؤلفة من 12 عضواً وستة بدلاء، إلى شاهدين: أولهما المراقب السابق في شركة «منظمة ترمب»، جيفري ماكوني، الذي قدم عرضاً تقنياً لكيفية تسديد الشركة للمدفوعات، التي يُزعم أنها كانت تهدف إلى طمس القصص المحرجة من الظهور، ثم تسجيلها كمصاريف قانونية، بطريقة يقول ممثلو الادعاء في مانهاتن إنها تنتهك القانون.

رسم فني لترمب في قاعة محكمة نيويورك الاثنين (رويترز)

وعُرضت للمرة الأولى صور للشيكات التي دُفعت من كوهين، وبعضها موقع من ترمب نفسه؛ أي إنها خارجة من حسابه الشخصي، وبعضها الآخر موقع من نجليه دونالد وأريك.

ووضعت شهادة ماكوني ركيزة مهمة للمدعين العامين الذين يحاولون كشف الستار عن التستر على سجلات الشركات للمعاملات المصممة لحماية ترمب خلال فترة محورية من السباق الرئاسي عام 2016. وشهدت المشرفة على حسابات الدفع في «منظمة ترمب»، ديبورا تاراسوف، بأن شيكات السداد سُحبت من حساب ترمب الشخصي. ومع ذلك، لم تظهر هاتان الشهادتان بوضوح أن ترمب أملى عليهما تسجيل المدفوعات كنفقات قانونية، وهو التصنيف الذي يؤكد المدعون أنه كان مخادعاً عن عمد.

واعترف ماكوني أثناء الاستجواب بأن ترمب لم يطلب منه تسجيل المبالغ المستردة كنفقات قانونية. وقالت تاراسوف إنها لم تحصل على إذن لقطع الشيكات المعنية من ترمب نفسه. وعندما سألها وكيل الدفاع عن ترمب المحامي تود بلانش: «لم يكن لديك أي سبب للاعتقاد أن الرئيس ترمب كان يخفي أي شيء من هذا القبيل؟»، أجابت: «صحيح».


الأردن يندد بمهاجمة متطرفين إسرائيليين قافلة مساعدات

مساعدات من الأردن تنتظر منطقة تفتيش للشاحنات التي تحمل إمدادات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة على الجانب الفلسطيني من معبر «إيريز» بين جنوب إسرائيل وغزة الأربعاء 1 مايو 2024 (أ.ب)
مساعدات من الأردن تنتظر منطقة تفتيش للشاحنات التي تحمل إمدادات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة على الجانب الفلسطيني من معبر «إيريز» بين جنوب إسرائيل وغزة الأربعاء 1 مايو 2024 (أ.ب)
TT

الأردن يندد بمهاجمة متطرفين إسرائيليين قافلة مساعدات

مساعدات من الأردن تنتظر منطقة تفتيش للشاحنات التي تحمل إمدادات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة على الجانب الفلسطيني من معبر «إيريز» بين جنوب إسرائيل وغزة الأربعاء 1 مايو 2024 (أ.ب)
مساعدات من الأردن تنتظر منطقة تفتيش للشاحنات التي تحمل إمدادات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة على الجانب الفلسطيني من معبر «إيريز» بين جنوب إسرائيل وغزة الأربعاء 1 مايو 2024 (أ.ب)

ندد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، بتعرض قافلة مساعدات أردنية ثانية في طريقها إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز)، لهجوم من قبل «مستوطنين متطرفين»، داعياً مجلس الأمن للعمل على «حماية» قوافل المساعدات.

وحث الصفدي مجلس الأمن الدولي على التصرف بفاعلية؛ لضمان حماية قوافل المساعدات والعاملين فيها.

وقالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إن القافلة كانت تضم 35 شاحنة تحمل طروداً غذائية، وأرسلت، الثلاثاء، إلى غزة عبر معبر بيت حانون، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمات خيرية دولية.

وأكدت أنها وصلت إلى القطاع «على الرغم من (تعرضها) لمحاولة اعتداء وتخريب لإعاقة وصولها».

ونقل البيان عن أمين عام الهيئة حسين الشبلي إن 1280 شاحنة مساعدات أردنية دخلت القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وهي المرة الثانية التي يهاجم فيها متطرفون إسرائيليون قافلة مساعدات أردنية بعد هجوم الأول من مايو (أيار).

وأعلنت حركة متطرفة تُدعى «تساف 9» على منصة «إكس» تعرضها لشاحنات المساعدات التي تطالب بمنع إدخالها إلى القطاع ما لم يُطلق سراح كل الرهائن المحتجزين فيه.

وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى اعتراض شاحنات الإغاثة في منطقة غور الأردن بالضفة الغربية أو داخل إسرائيل.

ونشرت مواقع تواصل اجتماعي أردنية مقاطع فيديو لأشخاص صعدوا على ظهر الشاحنات وقاموا برمي المساعدات على الأرض.

ترسل المملكة عادة المساعدات براً عبر معبر كرم أبوسالم. ولكن في 30 أبريل (نيسان) شهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن انطلاق أول قافلة أردنية عبر معبر «إيريز».


تسخين حدودي في لبنان... و«حزب الله» يصعّد هجماته

جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)
TT

تسخين حدودي في لبنان... و«حزب الله» يصعّد هجماته

جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في عملية وصفها «حزب الله» اللبناني بأنها عملية «نوعية - مركبة»، في تطوّر لافت في الحرب المستمرة بين الطرفين، وفي تناغم واضح مع التصعيد الإسرائيلي في رفح، وعدم اتضاح صورة المفاوضات التي تجري حيال الهدنة في غزة.

وكثّف «حزب الله» من عملياته خلال ساعات النهار، حيث أعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيانات متفرقة عن تنفيذ المقاتلين «هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضيّة استهدفت ضبّاط وجنود العدو في أثناء وجودهم في باحة ‏ثكنة يفتاح، وفي الوقت نفسه استهدفت طائراتٌ أخرى إحدى منصّات القبّة الحديدية المتموضعة جنوب ثكنة راموت نفتالي، ‏وأصابتها إصابة مباشرة أدت إلى إعطابها».‏

وبعد نحو الساعة والنصف من الهجوم الجوي بالمسيّرات على ثكنة راموت نفتالي، عاد «حزب الله» وأعلن عن استهداف «تجمّع جنود العدو داخل الثكنة، بصاروخ موجّه إضافة إلى ثكنة زبدين في مزارع شبعا».

وأعلن الحزب عن استهدافه بعد «التجهيزات التجسسية في موقع السماقة ‏في تلال كفرشوبا، مشيراً في بيان آخر إلى أنهم استهدفوا جنود ‏العدو بعد رصد ومتابعة في موقع الراهب، وفي أثناء تحركهم داخل إحدى الدشم بالأسلحة الصاروخية الموجهة».

وكان «حزب الله» قد نفذ عملية مركبة مماثلة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، استهدفت مراكز إسرائيلية في عرب العرامشة، أدت إلى إصابة 18 جريحاً في صفوف العسكريين.

وأتت عمليات الثلاثاء، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، صباحاً، عن مقتل جنديين إسرائيليين يبلغان 31 عاماً، من قوات الاحتياط، في هجوم بطائرة دون طيار شنه «حزب الله» مساء الاثنين، ليعود بعدها الحزب ويعلن أنه «نفذ هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية استهدف تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي جنوبي المطلة وأصابت نقاط استقرارهم، وتمّ تدمير آلياتهم وإعطابها وأوقعتهم بين قتيل وجريح».

الدخان يتصاعد من بلدة الخيام الجنوبية إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

وشهد يوم الاثنين تدهوراً أمنياً بعد أيام من الهدوء الحذر على جبهة الجنوب، بعدما استهدف الطيران الإسرائيلي خلال النهار مدينة بعلبك وإقليم التفاح وجبل الريحان، قبل أن يعود ويشن قرابة العاشرة والنصف مساء، سلسلة غارات على مرتفعات وأودية إقليم التفاح وجبل الريحان، مستهدفاً المناطق نفسها التي طالها صباحاً، لا سيما أطراف جرجوع، محيط نبع الطاسة، عين عقماتا، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة كذلك إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا.

وخلال ساعات النهار، حيث ساد الهدوء الحذر في جنوب لبنان، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة الخيام - حي وادي العصافير، وأخرى على بلدة عيتا الشعب.

ورغم هذا التصعيد يرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما)، رياض قهوجي، أن المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل لا تزال ضمن طبيعة المواجهات بين الطرفين منذ بدء الحرب بينهما، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «القتيلان سقطا في مستعمرة المطلة على الحدود المباشرة مع لبنان، وشهدت قصفاً منذ اليوم الأول للمواجهات، بحيث إن (حزب الله) يلتزم بقواعد الاشتباك التي وضعها لنفسه على عكس إسرائيل التي لا تلتزم بأي قواعد اشتباك، إنما يبدو واضحاً أنها تهدف إلى التصعيد».

ويشير في الوقت عينه إلى أن العمليات التي يقوم بها الحزب تستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية وليست مدنية، وإن كان الجيش الإسرائيلي يتصدى لها في كثير من الأحيان، إنما تنجح في أحيان بإسقاط قتلى كما حصل في مستعمرة المطلة.

من جهة أخرى، وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» مقتل سبعة مسعفين في استهداف لجنوب لبنان، الشهر الماضي، بـ«الهجوم غير القانوني على المدنيين»، داعية واشنطن إلى تعليق بيع الأسلحة إلى إسرائيل. وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إن «غارة إسرائيلية على مركز إسعاف في جنوب لبنان في 27 مارس (آذار) 2024 هي هجوم غير قانوني على مدنيين ولم تُتخذ فيه كل الاحتياطات اللازمة».

وأضافت: «إذا كانت الغارة متعمدة أو نفذت باستهتار، فيجب أن يُحقَّق فيها على أنها جريمة حرب مفترضة». وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها أنه استهدف «مجمعاً عسكرياً» في بلدة الهبارية، «تم القضاء» فيه «على قيادي إرهابي كبير ينتمي إلى تنظيم «الجماعة الإسلامية»، الفصيل المقرب من «حماس»، «وإرهابيين آخرين» كانوا برفقته.

لكن منظمة «هيومن رايتس ووتش» قالت إنها «لم تجد أي دليل على وجود أهداف عسكرية في الموقع». وأكدت أن الغارة استهدفت «مبنى سكنياً كان يؤوي جهاز الطوارئ والإغاثة التابع لجمعية الإسعاف اللبنانية، وهي منظمة إنسانية غير حكومية».

ونفت الجماعة الإسلامية إثر الغارة أي ارتباط لها بالمسعفين، فيما أكدت الجمعية ألا ارتباطات لها بأي جهة سياسية لبنانية.

ورأت «هيومن رايتس ووتش» أن «اعتراف» الجيش الإسرائيلي باستهداف المركز «يشير في حدّه الأدنى إلى عدم اتخاذ الجيش الإسرائيلي كل الاحتياطات الممكنة للتأكد من أن الهدف عسكري، وتفادي الخسائر في أرواح المدنيين»، ما يجعل «الغارة غير قانونية».

ونقلت المنظمة عن رئيس جهاز الطوارئ والإغاثة وأقارب القتلى وزملائهم أن الضحايا السبع، أكبرهم لم يتجاوز 25 عاماً، كانوا جميعهم متطوعين في المركز منذ أواخر 2023، موضحة أن شقيقين «توأم» (18 عاماً) في عداد الضحايا.

وأضافت: «أقارب القتلى، وجمعية الإسعاف اللبنانية، والدفاع المدني، أجمعوا على أن الرجال السبعة كانوا مدنيين وغير منتمين إلى أي جماعة مسلحة»، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تشير إلى أن اثنين على الأقل من القتلى هما ربما من «مناصري» الجماعة الإسلامية.


الحكومة المصرية لتقنين أوضاع ملايين البنايات العشوائية

الحكومة المصرية تسعى لوضع حد لمخالفات البناء خصوصاً على الأراضي الزراعية (الشرق الأوسط- عبد الفتاح فرج)
الحكومة المصرية تسعى لوضع حد لمخالفات البناء خصوصاً على الأراضي الزراعية (الشرق الأوسط- عبد الفتاح فرج)
TT

الحكومة المصرية لتقنين أوضاع ملايين البنايات العشوائية

الحكومة المصرية تسعى لوضع حد لمخالفات البناء خصوصاً على الأراضي الزراعية (الشرق الأوسط- عبد الفتاح فرج)
الحكومة المصرية تسعى لوضع حد لمخالفات البناء خصوصاً على الأراضي الزراعية (الشرق الأوسط- عبد الفتاح فرج)

خطَت الحكومة المصرية خطوة جديدة نحو تقنين أوضاع ملايين البنايات العشوائية، ومخالفات البناء على أراضي الدولة، بما قد يساهم في «ضبط منظومة العمران والبناء بالمحافظات»، حسب مشرِّعي قانون «التصالح على مخالفات البناء»، والذي بدأ يوم الثلاثاء تطبيقه الفعلي.

وأعلنت الحكومة بدء استقبال طلبات التصالح من المواطنين في مخالفات البناء، عبر 341 مركزاً تكنولوجياً بالمدن والأحياء والمراكز في جميع المحافظات. ورصدت «الشرق الأوسط»، في جولة لها بمحافظة المنوفية (دلتا النيل)، إقبالاً كثيفاً من جانب المواطنين في اليوم الأول لتلقي طلبات التصالح.

وتنظر الحكومة المصرية إلى تقنين أوضاع ملايين البنايات على أنه أحد الملفات المهمة والحيوية التي تقع على رأس أولوياتها، لإحكام الرقابة على التعديات ومخالفات البناء التي تفاقمت منذ أحداث 25 يناير (كانون الثاني) 2011.

ووفق تقديرات ذكرها رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري، محمد عطية الفيومي، لـ«الشرق الأوسط»، فإن هناك نحو 5 ملايين حالة بناء في مصر، تمت من دون ترخيص أو خالفت شروط الترخيص. وهي حصيلة المخالفات المعلنة وفق القانون القديم، إلى جانب المخالفات الجديدة منذ 2019.

وسعت الحكومة على مدار الأعوام الماضية إلى إنهاء أزمة مخالفات البناء، وشرَّعت عام 2019 قانوناً منظماً للتصالح بشأن تلك المخالفات، يجيز التصالح في بعض المخالفات وتقنين أوضاعها، مقابل دفع غرامات مالية، مقابل تقنين أوضاع المباني بدلاً من إزالتها، وواجهت الإجراءات التنفيذية عقبات عدة، مثل «زيادة الطلبات، وغياب القواعد الموحدة»، ودعا برلمانيون إلى تعديلات على القانون، تم إقرارها بالفعل في عام 2020.

زحام على المراكز التكنولوجية في اليوم الأول لتلقي طلبات التصالح (الشرق الأوسط)

وبلغ عدد طلبات التصالح في مخالفات البناء وفق ذلك القانون 2.8 مليون طلب، منهم 1.6 مليون في الريف، و1.2 مليون في الحضر، كما بلغت عوائد المتحصلات المالية لأعمال التقنين والتصالح 20 مليار جنيه (الدولار يساوي 47.7 جنيه)، وفق تصريحات لوزير التنمية المحلية المصري، هشام آمنة، أمام مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، في مارس (آذار) الماضي.

وجاء إقرار النسخة الثالثة من القانون الصادر برقم 187 لسنة 2023، الذي تتيح الحكومة فيه للمخالفين كثيراً من التسهيلات، تيسيراً عليهم، وتوفيراً لمزيد من التيسيرات لتذليل المعوقات، للانتهاء من الإجراءات اللازمة لحصول كل من المواطن والدولة على حقيهما وفقاً للقوانين واللوائح التنفيذية والقرارات المنظمة لذلك، وفقاً لتصريحات وزير التنمية المحلية، الاثنين الماضي.

وشددت الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية من إجراءاتها لاسترداد أراضي الدولة، والتعامل بكل حسم مع مخالفات البناء، عبر موجات إزالة متتالية يحددها جدول زمني، تجري مراقبته من قبل مجلس الوزراء؛ «بهدف الحفاظ على رقعة الأرض الزراعية، ومنع التعدي عليها، بوصفها ثروة قومية ومصدراً أساسياً لإنتاج الغذاء»، حسب تصريحات سابقة لوزير التنمية المحلية المصري.

وحسب الوزير؛ فإن القانون الجديد يسعى للقضاء على مشكلة عدم استكمال البيانات، وإعطاء 6 شهور مهلة لاستكمال المستندات المقدمة وفق القانون القديم، كما أن القانون الجديد يتميز أيضاً بعمل منظومة إلكترونية متكاملة لتحقيق سرعة الإنجاز وحوكمة المنظومة، وعمل تطبيق (أبلكيشن) للتقدم عن طريق الهاتف المحمول، تسهيلاً على المواطنين. وأتاح قانون التصالح الجديد للمواطنين حق التصالح على الإنشاءات، وفق التصوير الجوي في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لإعطاء فرص لأكبر عدد من المواطنين لتقديم طلبات التصالح.

ويلفت رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن العوائد الاجتماعية لقانون التصالح الجديد تتمثل في «إرساء سلام اجتماعي، بألا يكون هناك مواطن داخل مسكن مخالف يُهدد حياته، فهذا هو هدف القانون»، مبيناً أن «القانون أيضاً يحظر التصالح في المخالفات المخلة بالسلامة الإنشائية، والمخلة بالطراز المعماري المميز، وهي نقطة جوهرية في إتمام التصالح، الأمر الذي يصب في إنهاء عشوائيات البناء، ومراعاة نسق معماري آمن مرخص»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «العوائد المالية لطلبات التصالح يصعب حسابها، وليست هدفاً أصلياً للقانون».

ويؤكد البرلماني أن القانون الجديد للتصالح يضم تشريعات كافية يمكنها إنهاء ملف المخالفات وإغلاقه تماماً، بألا تكون هناك مبانٍ غير مرخصة؛ مشيراً إلى أن مخالفات البناء لا يصح أن توجد في دولة بحجم مصر.

بدوره، أكد أمين سر اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، النائب محمود الصعيدي، أن قانون التصالح في مخالفات البناء يحقق عوائد مالية كبيرة للخزانة العامة للدولة، مبيناً في تصريحات صحافية (الاثنين)، أن هناك مليون حالة خارج الأحوزة العمرانية تدخل ضمن نطاق القانون الجديد، وعلى المواطنين استغلال الفرصة؛ لأن تقنين ملايين العقارات المخالفة يُنهي فوضى البناء العشوائي.