قسّان كينيان يمثلان أمام القضاء بعد العثور على مقابر جماعية تحوي 109 جثث

القسّ بول نثينغي ماكنزي الذي أسس كنيسة «غود نيوز» في 2003 والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً (أ.ف.ب)
القسّ بول نثينغي ماكنزي الذي أسس كنيسة «غود نيوز» في 2003 والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً (أ.ف.ب)
TT

قسّان كينيان يمثلان أمام القضاء بعد العثور على مقابر جماعية تحوي 109 جثث

القسّ بول نثينغي ماكنزي الذي أسس كنيسة «غود نيوز» في 2003 والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً (أ.ف.ب)
القسّ بول نثينغي ماكنزي الذي أسس كنيسة «غود نيوز» في 2003 والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً (أ.ف.ب)

يمثل قسّان كينيّان أمام القضاء اليوم (الثلاثاء) للاشتباه بضلوعهما في وفاة 109 أشخاص على الأقلّ من أتباعهما، عُثر على جثثهم فيما بات يعرف بـ«مجزرة غابة شاكاهولا».
وتسبب اكتشاف هذه المقابر الجماعية الشهر الماضي في غابة قرب بلدة ماليندي الساحلية على المحيط الهندي، في صدمة بهذا البلد الذي تدين غالبية سكّانه بالمسيحية.
وأمام محكمة ماليندي مثُل القسّ بول نثينغي ماكنزي الذي أسس كنيسة «غود نيوز» في 2003، والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً «للقاء يسوع».
وغصّت القاعة بأقارب الضحايا، بينما اقتاد 6 شرطيين ماكنزي و8 متّهمين آخرين.
وتشاور ماكنزي مع محاميه جورج كاريوكي الذي قال لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «لم نتبلغ بالطلب الذي يريد الادعاء تقديمه، ونحن بصدد الانتظار لمعرفة ذلك».
وتأكّدت حتى الآن وفاة ما مجموعه 109 أشخاص، غالبيتهم أطفال. وأجريت أولى عمليات التشريح الاثنين لجثث 9 أطفال وامرأة.
وأكّد تشريح الجثث أنّ سبب الوفاة هو الجوع، علماً بأن بعض الضحايا قضوا اختناقاً، وفق السلطات.
ومن المتوقع أن يمثل القس الثري إيزكييل أوديرو، المعروف بخطبه على شاشات التلفزيون، أمام المحكمة في مومباسا، ثاني كبرى المدن الكينية، وذلك في أعقاب توقيفه.
ويُشتبه بأنّ أوديرو ارتكب جرائم قتل، ومساعدة على الانتحار، والخطف، والتطرّف، وجرائم ضد الإنسانية، وسوء معاملة الأطفال، والاحتيال، وتبييض الأموال.
ويسعى الادّعاء لتوقيفه 30 يوماً إضافية، ويشير إلى معلومات موثوق بها تربط بين الجثث التي عثر عليها في شاكاهولا ووفاة كثير من «الأتباع الأبرياء والضعفاء» من كنيسة «نيو لايف» التي أسّسها.
واحتشد عدد من أنصاره أمام المحكمة وقاموا بالغناء والصلاة، واغرورقت عيون بعضهم بالدموع.
وكان سائق سيارة الأجرة السابق قد سلّم نفسه في 14 أبريل (نيسان)، بعدما توجّهت الشرطة بناء على معلومات إلى غابة شاكاهولا؛ حيث عُثر على 30 مقبرة جماعية.
ويؤكد المدّعون العامّون وجود صلة بين أوديرو وماكينزي، ويقولون في مستندات المحكمة إنّ الاثنين يتقاسمان «تاريخاً من الاستثمارات التجارية» من بينها محطة تلفزيونية تُستخدم لبثّ «رسائل متطرفة» تستهدف أتباعهما.
وبرزت تساؤلات حول كيفية تمكّن ماكنزي الذي له سجلّ في التطرّف، من الإفلات من قوات الأمن، على الرغم من شهرته ودعاوى قانونية سابقة بحقّه.
ودفعت الأنباء الصادمة بالرئيس ويليام روتو للتعهد بقمع «الحركات الدينية غير المقبولة»، وسلطت الضوء على فشل جهود ضبط جماعات دينية مارقة.
وسيشكّل روتو هذا الأسبوع قوة مكلفة ضبط الأنشطة الدينية في كينيا؛ حيث يبلغ عدد الكنائس نحو 4000، وفق ما أعلن وزير الداخلية كيثوري كينديكي، الاثنين.
وقال الوزير إنّه من واجب الحكومة أن «تكفل عدم انتهاكنا للحق المقدس المتمثل بحرية العبادة والرأي والمعتقد».
وتابع: «لكن في الوقت نفسه لا يمكننا أن نسمح لمجرمين بإساءة استخدام ذلك الحق، لإيذاء وقتل وتعذيب وتجويع أشخاص حتى الموت».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».