فجر المدرب الوطني بندر الجعيثن مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده على أن النتيجة المنطقية لمباراة كأس السوبر السعودي بين الهلال والنصر كانت 4 / 0 لصالح الأول.
وقال الجعيثن إن الهلال تفوق طوال الـ90 دقيقة على عكس غريمه الذي لم يقدم أي مستوى يذكر «ولم نشاهد له أي جملة تكتيكية تؤكد جاهزيته الفنية واللياقية للمباراة».
وقال الجعيثن في تحليل فني لـ«الشرق الأوسط» إن إقامة المباراة خارج الأراضي السعودية وتحديدا في العاصمة البريطانية لندن، تعد تجربة ناجحة وإيجابية، مبينًا أنها آتت ثمارها من خلال نقل صورة عن الحركة الرياضية في المملكة، فضلا عن جوانب أخرى ثقافية واجتماعية صاحبها تغطية مميزة وحضور جماهيري تفاعل بشكل مميز مع أحداث المباراة، وأضاف متعة وإثارة شهد لها الجميع.
وتابع: «العنصر الأجنبي في التشكيلة الهلالية كان له دور كبير ومؤثر في تأقلم وانسجام لاعبي فريق الهلال، وكان من المفترض أن تنتهي المباراة في وقت مبكر أمام الفرص المهدرة التي سنحت للفريق الهلالي خلال الربع الساعة الأولى، حيث لم يعط أي فرصة للفريق النصراوي بعد إجباره على التراجع أمام الهجمات المتواصلة عن طريق العمق والأطراف».
في المقابل كانت أغلب تمريرات لاعبي النصر خاطئة وتباعد في المستوى والبطء في بناء الهجمات وهذا ساهم للاعبي الهلال الاستحواذ على أغلب الكرات في منطقة الوسط.
وشكك الجعيثن في وجود مجاملة من قبل مدرب فريق النصر للبولندي أدريان، وقال: «لم يقدم اللاعب المستوى المأمول منه وعليه مراجعة نفسه بشكل جيد وكأنما يلعب بطريقة مزاجية وعلى الجهاز الفني يجب التنبيه على اللاعب بهذا الشأن».
وأشار الجعيثن إلى نقطة أخرى مهمة وهي «عدم وجود قائد داخل أرض الملعب»، مبينًا أن ذلك الأمر كان له دور كبير في تدني مستوى الفريق بشكل عام إضافة إلى أن اللاعب فابيان جاء في وقت قصير ولم يستعد جيدا للمباراة ولم نشاهد النزعة الهجومية التي تعودنا عليها منه الموسم الماضي.
وواصل: «النصر عموما لم يقدم المستوى المأمول منه ولم يكن في وضعه الطبيعي والجميع إن كانوا نقادًا أو فنين أكدوا أن الهلال كان الأفضل والأجدر بنتيجة المباراة من حيث طريقة الأداء والجاهزية والتكتيك، ونتيجة 1 / 0 تعتبر قليلة وكان يفترض أن لا تقل عن أربعة أهداف».
وذكر الجعيثن أنه لا يمكن الحكام على جاهزية أي من الفريقين للموسم الجديد من خلال هذه المباراة، مشيرًا إلى أن المستوى على وجه العموم لم يصل إلى الدرجة القصوى وكذلك الجانب اللياقي، «ولكن تظل المباراة درسا وتجربة لكلا الفريقين للوقوف على تحضيراتهما للموسم الجديد». وتابع: «التفوق عموما كان للفريق الهلالي وعلى الفريق النصراوي مراجعة حساباته، خصوصا في الجانب اللياقي الذي وضح على لاعبيه وكما هو معروف أن بدايات الموسم تكون بهذه الصورة من الفريقين وليس من فريق واحد وكما ذكرت في بداية الحديث أن الميزة الإيجابية أنها تجربة ونقلة خارج البلاد ونتمنى أنها حققت الفائدة للكرة السعودية».
وكشف الجعيثن أن أبرز نقاط الضعف التي أثرت على مستوى الفريق النصراوي تتمثل في العمق الدفاعي ومنطقة الوسط والتي كان لها دور كبير في إخراج النصر بهذا المستوى، حيث افتقد التجانس والتفاهم بين الثنائي عمر هوساوي ومحمد حسين على الرغم من أنهما يلعبان موسمين مع بعضهما البعض مما أدى إلى كثرة الأخطاء، خصوصًا في العمق وكانت هنالك ثغرة كبيرة وواضحة استغلها الفريق الهلالي، «أيضا لم نشاهد المنافسة والقتالية وكان البطء واضحا في سرعة نقل الكرة بعكس فريق الهلال الذي كان لاعبوه يقاتلون من أجل الاستحواذ على الكرة واستغلالها بشكل جيد».
وواصل الجعيثن بالقول: «لاحظنا في كثير من الكرات سرعة الارتداد وسهولة الوصول للمرمى النصراوي من جميع الجهات والتي دائما ما يتناقلها خالد الكعبي ونجم المباراة ياسر الشهراني الذي يستحق بالفعل النجومية لأدائه وتحركاته الإيجابية، حيث استطاع صناعة هدف المباراة بطريقة احترافية أيضا قائد الفرق محمد الشلهوب لعب دورًا كبيرًا في السيطرة الميدانية واستطاع بخبرته من تجهيز الكثير من الكرات داخل منطقة الـ18 النصراوية التي كانت مسرحًا للهجمات الهلالية من خلال وجود الثنائي البرازيلي إدو أردو وألميدا، وهذا دليل على الضعف البدني الذي كان يعاني منه الفريق النصراوي ولم نشاهد نقاط ضعف على الفريق الهلالي خلال مجريات المباراة لأن منافسه فريق النصر كانت نقاط ضعفه واضحة، مما منحه السيطرة لعبا ونتيجة فضلا عن استغلاله بشكل جيد الكرات سريعة أو الارتداد السريع على المرمى».
وتابع: «كان هناك بطء واضح على نقل الكرة بين خطوط النصر وهذا دليل على الضعف البدني، أما الهلال فكان يصل لمرمى المنافس بسهولة عن طريق الكعبي وألميدا خلال تقدم ياسر الشهراني الذي كان نجم المباراة رفقة الشلهوب الذي كانت لخبرته دور في السيطرة الميدانية».
وأشاد الجعيثن بأجانب فريق الهلال وأدائهم الإيجابي وسرعة انسجامهم مع المجموعة على الرغم من أنها تعد مشاركتهم الرسمية الأولى، وهذا يؤكد تأقلمهم خلال فترة قصيرة، «وكما هو معروف أن اللاعب البرازيلي قريب من الأسلوب السعودي والخليجي».
وبين المدرب الوطني أن أجانب النصر لم يقدموا أي مستوى يذكر، خصوصا اللاعب أدريان الذي وضع أكثر من علامة استفهام أمام مستواه «ولا بد من مراجعة نفسه».
وشدد على ضرورة أن يجلس الجهاز الفني وكذلك الإداري مع هذا اللاعب بشكل واضح وصريح لكونه يمتع نفسه على حساب فريقه ولا يقدم أي فائدة للفريق النصراوي بهذا الأسلوب الذي ينتهجه «وأعتقد أن التغيرات التي أجراها المدرب النصراوي لم تغير من هوية الفريق ولا نلوم المهاجم نايف هزازي لكونها تعد أول مشاركة له ومن الصعب الحكم على مستواه في ظل تدني مستوى لاعبي الوسط، حيث لم يمولوه بأي كرات حتى يستطيع البروز أو يشكل خطورة على مرمى المنافس».
وبين الجعيثن أن الغيابات دائما ما تشكل عائقا على الفريق خصوصا إذا كانت العناصر الغائبة مؤثرة، «ولكن في العرف الكروي الفرق الكبيرة لا تقف على لاعب واحد ولا بد من وجود البديل الجاهز الذي يستطيع سد هذه الغياب ويكون في نفس مستوى اللاعب الأساسي، وحتى أسلوب المدربين في المباراة لم يتغير فالطريقة والأسلوب والعناصر هي نفسها باستثناء لاعبي الهلال الأجانب ولكن التفوق كان بالجانب اللياقي والتحضير الذهني للمباراة وهذا كان من مصلحة الهلال.
وتابع: «أعتقد أن الضغوطات التي تحاصر الإدارة النصراوية تتمثل في الإعداد والتحضير البدني الذي لم يكن بالصورة التي تساعد الفريق أيضا تأخر اللاعبين الأجانب في الالتحاق بالمعسكر الخارجي، خصوصا أن اللاعب الأجنبي دائما ما يرجح كفة فريقه».
يذكر أن الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي قدم اعتذاره لجماهير النصر على خسارة السوبر وأكد أن الفريق «قدم أداءً سيئًا جدًا» وأنه يتحمل المسؤولية في خسارة الفريق.
وقال الأمير فيصل بن تركي إن «العام الماضي كانت خسارة السوبر انطلاقة النصر نحو الدوري، وهذا ما حدث، وهذا ما سنسعى إليه هذا العام والقادم أفضل بإذن الله ودائمًا نفكر بالغد».
يذكر أن المحترف البرازيلي كارلوس إدواردو قاد فريقه الهلال للفوز بلقب كأس السوبر السعودي مع ظهوره الأول بالقميص الأزرق، بعد تسجيله هدف الحسم في المواجهة التي جرت في العاصمة البريطانية لندن.
وتوج لاعبو الهلال بالكأس والميداليات الذهبية من قبل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وبحضور شخصيات من الاتحاد السعودي لكرة القدم وكذلك الاتحاد الإنجليزي. كما توج لاعبو النصر بالميداليات الفضية.
واحتضن ملعب «لوفتس وود» في لندن المباراة في تجربة يطبقها الاتحاد السعودي لكرة القدم للمرة الأولى بعدما قام بنقل المواجهة التي كان من المقرر إقامتها في العاصمة السعودية الرياض، لأسباب تسويقية واقتصادية، سبقتها موافقة إدارة الناديين على ذلك.
وعرف الشارع الرياضي السعودي كأس السوبر منذ عام 2013 الذي أقر فيه تطبيق فكرة هذه المباراة التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس، وتدشن من خلالها كل المنافسات الكروية في أكثر بلدان العالم، وجمعت النسخة الأولى للمباراة الاتحاد والفتح وحققها الأخير، في حين التقى فريقا النصر والشباب في الموسم الماضي ونجح الأخير في تحقيق اللقب.
والتقى الغريمان التقليديان الهلال والنصر للمرة الثانية على التوالي خارج ملعبهما الرسمي الذي تقام عليه معظم مباريات الفريقين في السنوات الأخيرة، وهو «ملعب الملك فهد الدولي» بالعاصمة الرياض، حيث تأتي مواجهة السوبر التي أقيمت في لندن بعد شهرين من إقامة المباراة النهائية لكأس الملك التي أقيمت في جدة على «ملعب الملك عبد الله» الشهير بـ«الجوهرة».
ومثل الهلال في هذه المباراة كل من: خالد شراحيلي وكواك تاي وديجاو ومحمد جحفلي ومحمد البريك وياسر الشهراني وسلمان الفرج وخالد كعبي وإدواردو ومحمد الشلهوب وألميدا. فيما مثل النصر حسن شيعان وخالد الغامدي وعمر حسين وعمر هوساوي وأحمد عكاش وعبد العزيز الجبرين ويحيى الشهري وشايع شراحيلي وفابينان وآدريان ومحمد السهلاوي.
ومنذ بداية المباراة، ظهر لاعبو الفريقين بأقصى مجهود فني ولياقي، وتبادل الطرفان الهجمات على نحو مثير لا يعكس أن المواجهة تعد افتتاحية الموسم الجديد. ومع نهاية ربع الساعة الأول أمسك الهلال بزمام الأمور وتحديدا في منطقة وسط الميدان، كما ظهرت خطورة الخلفية بقيادة ديجاو وكواك بشكل متماسك منح زملاءهم في خط المقدمة حرية تهديد المرمى الأصفر وبشكل متكرر، لكن العارضة حالت دون ولوج أي أهداف في شوط المباراة الأول.
وبرز من الهلال الثنائي الجديد ألميدا وإدواردو، ومع الدقائق الأخيرة من الشوط الأول أظهر النصر بعضا من بريقه المفقود وبدا ندا قويا لغريمة التقليدي وشن لاعبوه هجمات عدة لم يحالفها التوفيق نحو الشباك.
وفي الشوط الثاني ظهر الفريقان أكثر سرعة وقوة في الأداء سعيا لحسم الأمور منذ وقت مبكر، تفاديا لركلات الترجيح، ونجح الهلال في اقتناص فرصة ثمينة للتسجيل عن طريق نجمه الجديد إدواردو في الدقيقة 63 بعد تلقيه تمريرة ذكية من القادم من الجهة اليسرى ياسر الشهراني ليضعها مباشرة من بين قدمي الحارس حسن شيعان الذي لم يجد من يسانده من لاعبي الدفاع الذين فشلوا في التمركز جيدا أثناء الهجمة.
وآخر مواجهة جمعت الفريقين كانت على كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتوج الهلال بطلا لها بعد فوزه على غريمه النصر بركلات الترجيح (7 – 6)؛ إذ سجل المهاجم محمد السهلاوي هدف النصر في الوقت الإضافي من المباراة، لكن الهلال عادل النتيجة عن طريق محمد جحفلي قبل ثوان من نهاية المباراة. ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح ويضيع شايع شراحيلي من النصر الضربة الترجيحية السابعة التي قادت الهلال للفوز باللقب الغالي.
الجعيثن لـ«الشرق الأوسط»: النتيجة المنطقية للسوبر «4 / 0» لصالح الهلال
المدرب الوطني قال إن الأصفر عاب عليه البطء وسلبية المحترفين الأجانب
الجعيثن لـ«الشرق الأوسط»: النتيجة المنطقية للسوبر «4 / 0» لصالح الهلال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة