بايدن يعلن رسمياً خوض سباق 2024 لولاية ثانية

ترمب يصف رئاسة بايدن بالفاشلة والكارثية

لقطة من فيديو ترشح الرئيس بايدن لانتخابات 2024 (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو ترشح الرئيس بايدن لانتخابات 2024 (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعلن رسمياً خوض سباق 2024 لولاية ثانية

لقطة من فيديو ترشح الرئيس بايدن لانتخابات 2024 (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو ترشح الرئيس بايدن لانتخابات 2024 (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رسمياً، صباح اليوم (الثلاثاء)، ترشحه لولاية ثانية لمدة أربع سنوات. وفي شريط فيديو مصوَّر مدته ثلاث دقائق وأربع ثوان نُشر على الإنترنت، حثّ بايدن الناخبين على السماح له بإنهاء المهمة التي بدأها منذ حملته الانتخابية السابقة في 2020؛ وهي النضال من أجل روح الأمة الأميركية وتوحيد البلاد ودعم الطبقة المتوسطة.
وقال بايدن (80 عاماً) في الفيديو: «الحرية، الحرية الشخصية أساسية لنا نحن كأميركيين، لا يوجد شيء أكثر أهمية، لا شيء أكثر قدسية. وكان هذا عمل ولايتي الأولى؛ أن أقاتل من أجل ديمقراطيتنا، لا ينبغي أن تكون هذه قضية حمراء أو زرقاء، علينا حماية حقوقنا والتأكد من أن كل مواطن يتم التعامل معه بمساواة».
وفي هجوم واضح على الجمهوريين، مصحوباً بصور للاحتجاجات أمام المحكمة العليا، والاحتجاجات ضد تقييد حق الإجهاض، وصور سريعة للرئيس السابق دونالد ترمب، وحاكم فلوريدا رون دي سانتوس، والنائبة الجمهورية ماغوري جرين تايلور، قال بايدن إن «المتطرفين في جميع أنحاء البلاد يصطفّون لتقليص هذه الحريات الأساسية، وقطع الضمان الاجتماعي، وإملاء القرارات الصحية على المرأة، وحظر الكتب».
وأشار بايدن إلى أنه يخوض معركة من أجل روح أميركا، متسائلاً عمّا إذا كانت السنوات المقبلة ستشهد مزيداً من الحرية أم حرية أقل، مزيداً من الحقوق أم أقل؟ وقال: «لهذا السبب أترشح لإعادة الانتخاب لأنني أعرف أميركا، وأعلم أننا ناس طيبون ومحترمون ودولة تؤمن باحترام والكرامة وأمة لا تعطي للكراهية ملاذاً آمناً». وأضاف: «هذه الانتخابات هي لحظة جيل للأميركيين في جميع أنحاء البلاد للوقوف والنضال من أجل ديمقراطيتنا وحرياتنا، وللفوز في هذه المعركة» وأنهى الفيديو بقوله: «دعونا ننجز هذه المهمة».
وقد بدأ الفيديو بلقطات للهجوم على مبني الكابيتول، ولقاءات بايدن مع العمال والأميركيين من أصول أفريقية وطلبة وعمال ومعلمين بالمدارس، وصور لمارتن لوثر كينغ، وصور له في المكتب البيضاوي، ومع نائبته كامالا هاريس التي تخوض معه السباق.
ويأتي الإعلان الرسمي للترشح لولاية ثانية في نفس تاريخ إعلان بايدن منذ أربع سنوات ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتي فاز بها على منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب. وأعلن البيت الأبيض أن جولي شافير رودريغيز المستشارة البارزة في البيت الأبيض، ستتولى إدارة الحملة الانتخابية.
وبهذا الإعلان يخطو بايدن خطوة في سباق طويل وصاخب ومليء بالتحديات والعقبات، حيث من المحتمل أن يلتقي بايدن مع الرئيس السابق دونالد ترمب بعد أعوام من ترويج ترمب أنه الفائز الحقيقي في انتخابات عام 2020.

هجمات ترمبية
وعلى الفور، شن ترمب هجوماً موسعاً ضد بايدن وسجلّه الرئاسي، وقال في بيان: «يمكنك أن تأخذ أسوأ خمسة رؤساء في التاريخ الأميركي وتجمعهم معاً، ولن يكونوا تسببوا في الضرر الذي ألحقه جو بايدن بأمّتنا خلال سنوات قصيرة». وهاجم ترمب طريقة تعامل بايدن مع الاقتصاد والتضخم وتفشي الهجرة غير الشرعية والانسحاب الكارثي من أفغانستان، وقال: «بايدن هو أكثر الرؤساء فساداً في التاريخ الأميركي».
وألقى الرئيس السابق باللوم في معدلات التضخم المرتفعة على سياسات بايدن الاشتراكية التي وصفها بالكارثية، واتهم ترمب خليفته بإهانة أميركا على المسرح العالمي، مشيراً إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يكن ليحدث لو كان ترمب لا يزال في منصبه. وقال: «لقد قادنا جو بايدن إلى حافة الحرب العالمية الثالثة».

طريق مليء بالعقبات
ويواجه بايدن حقول ألغام خلال الأشهر المقبلة، حيث تدور معركة حامية مع الجمهوريين بشأن رفع سقف الدين، وتقوم وزارة العدل بالتحقيق الجنائي في تعاملات ابنه هانتر بايدن المالية، ويواجه بايدن نفسه تحقيقاً في الوثائق السرية التي تم العثور عليها في مكتبه ومنزله.
ويأتي ترشح بايدن لولاية ثانية في تحدٍّ لنتائج استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تفضيل الناخبين الأميركيين مرشحاً أصغر سناً، وأكثر تعبيراً عن تنوع الحزب الديمقراطي، وأكثر قدرة على هزيمة ترمب أو أي مرشح جمهوري آخر. ويواجه بايدن تحدياً كبيراً في إقناع الأميركيين بمنحه أربع سنوات أخرى. ويقول الناخبون في معظم استطلاعات الرأي إن تقدم بايدن في السن يمثل مصدر قلق رئيسي لأن بايدن سيكون في عمر الـ82 في بداية فترة ولايته الثانية و86 عاماً في نهايتها متقدماً على الرئيس الأسبق رونالد ريغان الذي ترك منصبه في سن 77 عاماً. وعبر الكثير من الناخبين عن شكوكهم في قدراته الجسدية والذهنية على القيام بمهامه الوظيفية كرئيس للولايات المتحدة لأربع سنوات قادمة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن عدداً قليلاً من الناخبين الديمقراطيين متحمسون لترشح بايدن مرة أخرى، لكن عدداً كبيراً يعتقد أنه قد يكون أفضل رهان للحزب للاحتفاظ بالبيت الأبيض. وتسلّط سن الرئيس بايدن الضوء بشكل أكبر على نائبته كامالا هاريس التي تخوض معه السباق وتكافح للحصول على زخم سياسي أكبر.

هجمات الجمهوريين
ويستعد الجمهوريون بسَنّ السكاكين للهجوم على بايدن وسياساته، ويحاولون المقارنة بينه وبين الرئيس السابق جيمي كارتر الذي أُطيح به بعد فترة ولاية واحدة بسبب ارتفاع التضخم والخوف الاقتصادي. ويحاول الجمهوريون استخدام أغلبيتهم الضيقة في مجلس النواب لإحباط حملة بايدن، وتشويه صورته وتصويره كرجل عجوز يفتقر إلى الحيوية والشعبية وتسليط الضوء على أخطائه اللفظية وعثراته الجسدية. وسيشير الجمهوريون إلى فشله في توحيد البلاد بعد أن وعد بذلك في حملته الانتخابية السابقة.
ومن المرجح أن تتخذ المعارك الحزبية نبرة سياسية حادة في الهجوم على سياسات الحزب الديمقراطي تحت رئاسة بايدن، في قضايا الديون والهجرة والإنفاق الحكومي وجرائم إطلاق النار وجرائم الكراهية.
وقد حاول حلفاء بايدن الترويج لأنه الرئيس الأميركي الأكثر إنجازاً منذ عهد الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، مستشهدين بنجاح بايدن في تمرير تشريعات تتعلق بمكافحة التغير المناخي والمساعدات الاقتصادية بعد وباء «كوفيد - 19»، وتشريعات لتحديث البنية التحتية، فضلاً عن قدرته على حشد تحالف دولي ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بايدن قد يواجه معركة صعبة وشرسة في ظل رؤية معظم الأميركيين أن بلادهم تسير في المسار الخطأ، والذين يرون أن الاقتصاد يتراجع والأسعار ترتفع والجريمة تتزايد.
وللفوز بولاية ثانية في عام 2024، يحتاج بايدن إلى الحفاظ على دعم مجموعات متنوعة من الناخبين الديمقراطيين بمن في ذلك الليبراليون، وسيحتاج إلى كسب أصوات المعتدلين الذي صوّتوا لصالح الحزب الجمهوري في الماضي، بمن في ذلك فئة النساء والشباب الذين يرفضون رئاسة ترمب.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».