إستشارات

إستشارات
TT
20

إستشارات

إستشارات

- الغازات والتخمة وانتفاخ البطن
> أعاني من نوبات «انتفاخ البطن» والشعور بـ«التخمة»، وأحياناً تكون لديّ غازات، وأحياناً أخرى لا تخرج غازات. بمَ تنصح؟
- هذا ملخص مجموعة من الأسئلة التي طرحتها حول تكرار وتناوب المعاناة من نوبات انتفاخ البطن ومن الغازات ومن الشعور بالتخمة.
وبداية؛ فإن اضطرابات الجهاز الهضمي، خصوصاً منها تلك التي لها علاقة بـ«اضطرابات وظيفية» وليست مرضية بالضرورة، تحتاج إلى فهم واضح من قبل الشخص الذي يشكو منها. وهذا الفهم يُساعد كثيراً في كيفية منع حدوثها، والهدوء في تعامل الشخص معها خلال تلك النوبات، وفي كيفية المتابعة مع الطبيب. ولذا لاحظ معي بتأنٍّ النقاط الـ12 التالية:
1- «انتفاخ البطن» و«امتلاء تخمة البطن» و«الغازات» هي 3 من بين أكثر أعراض الجهاز الهضمي شيوعاً في العالم. وقد تحدث جميعها معاً لدى الشخص، وقد يحدث بعضها دون البقية.
2- قد يلتبس الأمر لدى البعض حول الفرق الطبي بين «انتفاخ البطن» و«امتلاء التخمة». وبالتعريف الطبي؛ فإن «انتفاخ البطن» وصف لحدوث زيادة «قابلة للقياس وواضحة للعيان» في مقدار محيط البطن. بينما يتميز «امتلاء تخمة البطن» بأنه «إحساس وشعور شخصي» بحالة من احتباس الغازات والإحساس بزيادة الضغط البطني والامتلاء، بما يصل إلى حد الوصف بـ«التخمة»، ولكن دون وجود انتفاخ فعلي لحجم البطن ودون زيادة في مقدار محيط البطن، أي إنه «شعور» بالامتلاء والانتفاخ دون وجود انتفاخ فعلي في الحجم.
3- هذا الاختلاف في وصف التشخيص، هو نتيجة اختلاف الآليات الفسيولوجية/ المرضية لنشوء كل منهما. والمهم هو ملاحظة أن الشعور بامتلاء التخمة أو معايشة حالة انتفاخ البطن، قد يكون كل منهما نتيجة لمسببات مرضية «عضوية» في أجزاء من الجهاز الهضمي نفسه. أو مسببات مرضية «وظيفية» (ذات صلة بعلاقة الدماغ مع الجهاز الهضمي واضطراب الإحساس العصبي في أحشاء البطن)، أو في حركة العضلات المحيطة بالبطن (الحجاب الحاجز بين الصدر والبطن، وعضلات جدار البطن الأمامي، وعضلات أسفل الحوض للإخراج). والآليات المرضية لهما معقدة، وغالباً ما تكون متعددة العوامل في طبيعتها، ولا تزال غير مفهومة تماماً.
4- الشكوى من امتلاء التخمة تحدث سريعاً، ويلاحظه المرء بكثرة. أي يُلاحظه الذي يُعاني منه بسرعة ويُبدي شكواه منه. أما حدوث انتفاخ في البطن لدى المرء، وشكواه منه، فهما أبطأ وأقل، بدليل أن إحدى الدراسات الطبية التي لاحظت أن فقط 50 في المائة ممن لديهم بالفعل انتفاخ البطن، يُلاحظون ذلك على أنفسهم، مما يعني أن انتفاخ البطن قد يحدث فعلياً دون أن يتسبب للمرء في إزعاج واضح يجعله يُلاحظ ذلك.
5- معظم الذين يُعانون من انتفاخ البطن أو من امتلاء التخمة، يعتقدون بالفعل أن أعراضهما هذه ناتجة عن حدوث زيادة في كمية «الغازات» داخل الجهاز الهضمي. وهذا وإن كان صحيحاً لدى بعض منهم، فإنه لدى الغالبية لا تُوجد فعلياً زيادة في حجم الغازات داخل البطن. بدليل أن نتائج إحدى الدراسات الطبية التي استخدمت التصوير بالأشعة المقطعية لمعرفة مدى حجم وجود الغازات في الجهاز الهضمي، لاحظت أن ذلك فقط لدى 25 في المائة منهم، رغم الشعور بامتلاء البطن بالغازات.
6- ثمة نوعان رئيسيان من الأسباب الشائعة للمعاناة من انتفاخ البطن و/ أو امتلاء تخمة البطن، وهما: مسببات مرضية «عضوية»، ومسببات مرضية «وظيفية». ولكن في غالبية الحالات، تكون الاضطرابات الوظيفية هي السبب، وليس وجود مرض عضوي في الجهاز الهضمي. وهذه نقطة مهمة بالنسبة للمريض والطبيب.
7- هناك اضطرابات «وظيفية» عدة قد تتسبب في امتلاء التخمة وانتفاخ البطن (أي دون وجود مرض عضوي). ومن بينها: متلازمة القولون العصبي، والإمساك المزمن مجهول السبب، وضعف قاع الحوض، وانتفاخ البطن و/ أو امتلاء تخمة البطن الوظيفي، وعسر الهضم الوظيفي. وفي المقابل؛ هناك مسببات مرضية «عضوية» لامتلاء التخمة ولانتفاخ البطن، منها: زيادة تكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وعدم تحمّل الأمعاء سكريات اللاكتوز في الحليب، ومرض «سيليك» للحساسية من غلوتين حبوب القمح، وقصور عمل البنكرياس في إفراز الإنزيمات للهضم، وإجراء جراحة المعدة لعلاج السمنة، ووجود ضيق في مخرج المعدة إلى الأمعاء، وضعف حركة المعدة في إخراج الطعام إلى الأمعاء، واستسقاء تراكم السوائل في البطن (في حالات ضعف القلب أو الكبد أو الكلى)، وضعف الغدة الدرقية، والسمنة.
8- وللتوضيح لمثالين منهما، فإن وجود بطء في إفراغ محتويات المعدة، أو بطء في سرعة حركة الأمعاء لتحريك الطعام عبر بقية القنوات الهضمية في الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، يرافقه بطء في امتصاص الأمعاء الغازات وبطء في إخراجها مع الفضلات، وبالتالي تراكمها وزيادة حجمها. وكذلك عندما تكون هناك وفرة في تكاثر بكتيريا الأمعاء، وبالتالي زيادة عمليات هضم السكريات في الأمعاء الغليظة (نتيجة عدم قدرات الأمعاء الدقيقة على هضم تلك السكريات)، قد يحدث انتفاخ البطن بسبب زيادة تكوين الغازات في القولون عند هضم البكتيريا تلك السكريات.
9- في كثير من حالات الاضطرابات الوظيفية المتسببة في الانتفاخ/ تخمة الامتلاء، لا يكون السبب زيادة حجم الغازات في البطن، بل ربما نتيجة لوجود تناقض بين عمل عضلة الحجاب الحاجز (التي تفصل الصدر عن البطن) وبين عمل عضلات جدار البطن الأمامية. وخلال هذا التناقض يحدث: انقباض في عضلة الحجاب الحاجز، مما يدفعها إلى الأسفل في داخل البطن، ويرافقه ارتخاء في عضلات جدار البطن الأمامية، أي حدوث نتوء للخارج في جدار البطن إلى الأمام مع نزول الحجاب الحاجز. وبالتالي ظهور انتفاخ البطن دون وجود زيادة فعلية لحجم الغازات في البطن.
10- توفر للطبيب خيارات عدة من الفحوصات والاختبارات، لكل منها دواع طبية محددة لإجرائها، وصولاً إلى تحديد سبب تكرار الشعور بانتفاخ البطن أو بامتلاء التخمة، مثل مناظير الجزء العلوي أو السفلي من الجهاز الهضمي، وأنواع من التصوير المقطعي أو بالرنين المغناطيسي أو الأشعة الصوتية للبطن، والتصوير الومضي باستخدام النظائر المُشعة (التصوير النووي)، والتقييم اللاسلكي لفحص حركة الأمعاء (لتقييم مدى كفاءة سرعة إفراغ المعدة وحركة بقية أجزاء الجهاز الهضمي)، واختبارات التقييم التشريحي والوظيفي لعملية الإخراج (للذين يعانون من إمساك شديد وانتفاخ). إضافة إلى تحاليل البراز، وتحاليل الدم لعناصر عدة. وبناء على النتائج، يجري وضع الخطة الملائمة للمعالجة، خصوصاً الجوانب السلوكية في تناول الطعام والاهتمام الشخصي بعمل الجهاز الهضمي.
11- على سبيل المثال، قد تحدث أعراض الانتفاخ والتشنج البطني والإسهال نتيجة سوء هضم سكر اللاكتوز وقيام بكتيريا القولون بتلك المهمة، كما في حالات «عدم تقبّل لاكتوز الحليب». وهناك فحص بسيط ودقيق وآمن لتشخيص هذه الحالة، وهو «اختبار التنفس»، الذي يقيس نسبة وجود غازات معينة في هواء الزفير. وهي الغازات التي تنتج عند هضم بكتيريا القولون تك السكريات (نتيجة عدم قيام الأمعاء الدقيقة بتلك المهمة). كما قد تتسبب زيادة نمو البكتيريا في الأمعاء بأعراض الانتفاخ وآلام البطن والغازات والإسهال. وهناك «اختبار تنفس» آخر يُفيد في تشخيص هذه الحالة أيضاً بطريقة بسيطة. وأيضاً قد يتسبب سوء امتصاص الغلوتين من القمح في ظهور أعراض الانتفاخ وامتلاء التخمة وسرعة عبور الطعام في الجهاز الهضمي. وهناك تحاليل لعناصر معينة في الدم تُساهم في تشخيص هذه الحالة.
12- ولأنه لا يتوفر حتى اليوم برنامج علاجي يلائم جميع المرضي وينجح مع جميعهم، كما هي الحال مع قرحة المعدة أو قروح القولون أو مرض «سيليك» مثلاً، فإن العلاج الناجح يتطلب تعاون الطبيب مع المريض في تحديد المسببات، وتقييم مدى الشدة، وتثقيف المريض وطمأنته، وتحديد التوقعات المأمولة منه.

- استشاري باطنية وطب قلب للكبار
- الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: istisharat@aawsat.com


مقالات ذات صلة

أكثر من 1800 حالة اختناق في وسط وجنوب العراق جرّاء عاصفة رملية

المشرق العربي عاصفة ترابية تضرب العراق (أ.ف.ب) play-circle 00:59

أكثر من 1800 حالة اختناق في وسط وجنوب العراق جرّاء عاصفة رملية

شهد العراق أكثر من 1800 حالة اختناق جرّاء عاصفة رملية ضربت وسطه وجنوبه، حسب ما أفادت السلطات الصحية الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
صحتك شعار شركة الأدوية «فايزر» بمقرها الرئيسي في برلين 23 يناير 2021 (د.ب.أ)

«فايزر» توقف تطوير علاج محتمل للسمنة عبر أقراص

قالت وكالة «أسوشييتد برس» إن شركة «فايزر» أوقفت تطوير علاجها المُحتمل للسمنة عبر الأقراص، بعد خوضها أكبر وأغلى مرحلة من التجارب السريرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمنحك العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر (أ.ب)

لا شعور بالذنب بعد اليوم... خبراء يكشفون عن فوائد مذهلة للعزلة

تمنح العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر، وتوفّر مساحة للنمو الشخصي، وتساعد على التواصل مع المشاعر والإبداع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك من العلامات الرئيسية لسرطان الأمعاء التعب المستمر الذي لا يتحسن مع الراحة (أ.ب)

علامات بسيطة في جسدك قد تشير إلى إصابتك بسرطان الأمعاء

حذَّرت الدكتورة ميغان روسي، المعروفة باسم «طبيبة صحة الأمعاء»، من أعراض قد تبدو بسيطة؛ لكنها تُنذر بسرطان الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك بدلا من 3 وجبات كبيرة يُنصح بتوزيع البروتين على وجبات صغيرة طوال اليوم لتحفيز تخليق البروتين العضلي (رويترز)

5 نصائح للحصول على جرعة البروتين المثالية لبناء عضلات حديدية

يُعد البروتين عنصراً حيوياً لبناء العضلات وتحسين الصحة العامة، لكن تناوله بكميات كافية قد يكون تحدياً بسبب شعور الشبع السريع الذي يسببه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«فايزر» توقف تطوير علاج محتمل للسمنة عبر أقراص

شعار شركة الأدوية «فايزر» بمقرها الرئيسي في برلين 23 يناير 2021 (د.ب.أ)
شعار شركة الأدوية «فايزر» بمقرها الرئيسي في برلين 23 يناير 2021 (د.ب.أ)
TT
20

«فايزر» توقف تطوير علاج محتمل للسمنة عبر أقراص

شعار شركة الأدوية «فايزر» بمقرها الرئيسي في برلين 23 يناير 2021 (د.ب.أ)
شعار شركة الأدوية «فايزر» بمقرها الرئيسي في برلين 23 يناير 2021 (د.ب.أ)

قالت وكالة «أسوشييتد برس»، إن شركة «فايزر» أوقفت تطوير علاجها المُحتمل للسمنة عبر الأقراص، بعد خوضها أكبر وأغلى مرحلة من التجارب السريرية.

وأعلنت الشركة أنها ستتوقف عن دراسة دواء «دانوجليبرون» بعد أن عانى أحد المشاركين في إحدى تجاربها من إصابة في الكبد يحتمل أنها ناجمة عن الدواء، التي انتهت بمجرد توقف الشخص عن تناوله.

كان «دانوجليبرون» في المرحلة الثالثة من الاختبارات، وهي عادةً المرحلة الأخيرة من التطوير قبل أن تُقدّم الشركة العلاج المُحتمل إلى الجهات التنظيمية الحكومية للموافقة عليه.

السمنة حالة صحية تتمثل في زيادة مفرطة بدهون الجسم (جامعة نوتنغهام)
السمنة حالة صحية تتمثل في زيادة مفرطة بدهون الجسم (جامعة نوتنغهام)

وصرّح مسؤول في الشركة، في بيان، بأن «فايزر» لا تزال تُخطط لتطوير علاجات أخرى مُحتملة للسمنة في مراحل مبكرة من الاختبار.

وأصبحت علاجات السمنة من أكثر القطاعات الواعدة والمربحة في تطوير الأدوية لشركات الأدوية.

وعلى سبيل المثال، حقق دواء «زيباوند» من شركة «إيلي ليلي وشركاه» مبيعات تُقارب 5 مليارات دولار في عام 2024، وهو أول عام كامل له في السوق، لكن العلاجات الرائدة، مثل «زيباوند» و«ويغوفي» من «نوفو نورديسك»، تُعطى عن طريق الحقن.

وتسعى شركات الأدوية جاهدةً لتطوير نسخة أسهل في الاستخدام على شكل حبوب للمرضى الذين لا يرغبون في استخدام الإبر والحقن اليومية.

وبينما أصبحت هذه الأدوية من أكثر الأدوية مبيعاً، واجه الكثير من المرضى صعوبة في الحصول عليها؛ إما بسبب النقص الذي حدث مؤخراً، وإما ضعف التغطية التأمينية.

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)

وأعلنت كل من «ليلي» و«نوفو» مؤخراً عن تخفيضات في الأسعار، لكن هذه العلاجات لا تزال تكلّف مئات الدولارات شهرياً، مما يجعلها بعيدة المنال بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين لا يملكون تغطية تأمينية.

وقالت متحدثة باسم الشركة إن القرار الذي أُعلن، يوم الاثنين، يعني أن «فايزر» ستتوقف أيضاً عن اختبار «دانوجليبرون» مع أدوية أخرى لعلاج السمنة.